أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مؤيد عبد الستار - الحكومة والمعارضة في الشارع بدلا من البرلمان














المزيد.....

الحكومة والمعارضة في الشارع بدلا من البرلمان


مؤيد عبد الستار

الحوار المتمدن-العدد: 3971 - 2013 / 1 / 13 - 02:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا أحد يعارض فكرة الخروج بتظاهرة من أجل مطلب عادل في نظام ديمقراطي أو شبه ديمقراطي ، حتى الانظمة الملكية تسمح للمواطنين تـنظـيم تظاهرات تـنفـيسا للغليان الشعبي الذي يجـنب المجتمعات اضطرابات عـنـيـفة ، كما سمحت بعض الحكومات بتظاهرات ومسيرات لمعارضيها كي تظهر بلباس ديمقراطي وتلك هي فنون الديمقراطية الحـقـة والمزيـفة .
لدينا في العراق الكثير من المطالب التي بحاجة الى اكثر من تظاهرة ، واذا أردنا عـدّ اسباب التظاهر فاولها الفقر ، وليس أصدق من مقولة : عجبت لـلـفـقـير الذي لا يجد طعاما لعياله كيف لا يخرج الى الناس شاهرا سيفه .
بما ان معدل الفقر في العراق يفوق ثلث سكانه فليس عجبا ان يخرج الفقراء في تظاهرات ، وارى انها اخذت شكل مسيرات مليونية الى كربلاء اضافة الى مسحتها الدينية وتعاطفها مع مأساة الحسين ، انها احتجاج على الفقر واستنجاد بالامام الشهيد ، وأحسب ان هذه المسيرات المليونية تعبير اولي للوعي الشعبي الذي يـتـفـتح على الاحتجاج ، ولكنه احتجاج غير مباشر على الحكام الذين ينعمون بالثراء الباذخ والسيارات الفارهة المدرعة ، بينما يسـعـد الفقراء بـبـلغة طعام في طريقهم الى ضريح ابي عبد الله ، يقطعون عشرات الكيلومترات سيرا على الاقدام ، شكاية وتظلما وعزاء.
وليس غريبا أن تذكر الاحصاءات ان جموع المشاة الى كربلاء بلغ حوالي عشرة ملايين مواطن، وهو العدد التقريبي لفقراء العراق او لملايـينه تحت خط الفقر .
الامر الملفت للانتباه ان تنفجر التظاهرات في الانبار ومحافظات اخرى إثـر اعتقال مجموعة من حماية وزير المالية السيد رافع العيساوي ، ولكن التظاهرات بدأت منذ يومها الاول باعلان العصيان المدني – وهو أحـد اعلى اشكال الاحتجاج – ثم اعلنت قطع الطريق الدولي الى الاردن وسوريا الذي يمثل عصب التجارة والنقل بين العراق والخارج . اضافة الى رفع شعارات طائفية، وبذلك خرجت عن كونها تظاهرات لتصبح اعلان تمرد وعصيان على الحكومة وشـيـعـتها .
الامر الجديد الذي جاء ليزيد الطين بلة خروج التظاهرات ببغداد ومحافظات اخرى مؤيدة للحكومة ترفع شعارات دعم السيد نوري المالكي في محاولة لمعارضة التظاهرات التي خرجت في الانبار التي تطالب باسقاط رئيس الوزراء .
حول هاتين التظاهرتين توزعت القوى السياسية سواء في حكومة الشراكة المفترضة ، او في مجلس النواب العراقي ، وبذلك تكون الحكومة العراقية ممثلة بمجلسها النيابي ( البرلمان ) نقلت الخلافات الى الشارع بدلا من اللجوء الى سياسة معالجة الخلافات داخل قبة البرلمان .
ان خطورة نقل الخلافات او نقل الصراع الى الشارع هو بمثابة نقل التفاوض حول خلاف ما من أروقة المؤسسات الدبلوماسية والسياسية الى حلبة المصارعة ، وهو ما يذكرنا بالقائد الضرورة الذي في قمة الصراع مع الولايات المتحدة الامريكية طرح على الرئيس الامريكي جورج بوش النزول الى ساحة المعركة ليحسما الصراع بينهما ، اي على طريقة افلام الكاوبوي ، ناسيا ان تلك الافلام من انتاج هوليود وليس من انتاج الدبلوماسية واصولها التي وضعت لمعالجة الخلافات السياسية بين البلدان والشعوب المختلفة .
وليس خافيا على أحد ان غلق أبواب الدبلوماسية والحلول السياسية أمام أي خلاف يجعله ينتقل الى مرحلة معقدة أصعب، تلك هي مرحلة الصراع المسلح ، لذلك تحاول الدول الناضجة تجنب غلق الابواب الدبلوماسية والسياسية مع اي عدو فكيف بشعب واحد كالشعب العراقي مع تعدد قومياته واديانه ومذاهبه ، وهو ما لاحظناه من مفاوضات بين فـيتـنام وامريكا سابقا ، وبين ايران وامريكا حاليا حول المشروع النووي الايراني .
إن التفاوض والصراع السياسي والحلول الدبلوماسية وغيرها من محادثات ونقاشات مهما طالت واستمرت يجب أن لا تفضي الى اليأس والقنوط ، لانها مهما طالت و استمرت لسنوات تبقى افضل من يوم حرب واحد ، فالحروب هي التي تاتي بالخراب الذي يصعب علاجه ، بينما الحلول السياسية ان تم التوصل اليها وان تأخرت تكون نتائجها افضل بكثير من الحروب .
الملاحظ ان حكومة السيد المالكي تحاول ضبط اعصابها ولجم أي خطأ قد يحدث في اطلاق أيـة رصاصة باتجاه المتظاهرين ، وهو امر تحمد عليه ، لكن ذلك لن يبقى تحت سيطرة الحكومة طويلا ، فان بعض القوى المعادية للعملية السياسية في العراق ستحاول جاهدة اطلاق النار على الطرفين – الحكومة والمتظاهرين المعارضين – كي تسير الاحداث نحو الاسوأ ، لذلك تبرز الحاجة الى تدخل جهات لها نفوذ بين المتظاهرين كي تـفـك الاشتباك باسرع وقت دون حدوث تطورات قد تكون مفاجئة للجميع .
ارى دعوة الاردن للمساهمة بالوساطة والمساعدة في التوصل الى اتفاق صلح بين الطرفين ما دامت الاردن ستكون المتضرر الاول جراء قطع الطريق الدولي وغلق منـفـذ طريبيل الحدودي ، ولا بأس من اشراك الامم المتحدة أوالولايات المتحدة الامريكية باعتبار ان لها مصلحة مباشرة في ضمان مصالح شركاتها النفطية وكونها مسؤولة من خلال الاتفاقية الاستراتيجية بين الطرفين .
ليس عيبا اللجوء الى جميع الحلول الممكنة من أجل اطفاء نيران الصراع المتأججة في البلد ، ولكن العيب في التخلي عن البحث عن حلول عملية للخلافات .



#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق يبحث عن حكماء ... في الليلة الظلماء
- تظاهرات الانبار وما بعدها
- أكثر من نصف مليون قارئ .. شكرا للحوار المتمدن
- العراق في عام: أزمات وفضائح وضعف أداء ... ندوة راديو دجلة / ...
- حماية العيساوي وحماية انديرا غاندي
- معركة المركز والاقليم ... الحرب تبدأ في الرأس
- استراتيجية التوتر في العراق
- حوار مع الاديب افنان القاسم عن الشعر والموسيقى
- استقالة رئيس وكالة CIA و الاستقامة الشخصية
- البطاقة التموينية .. معضلة قابلة للحل
- الكورد الفيليون وسط المثلث العراقي / الايراني واقليم كوردستا ...
- المؤتمر الوطني و حكومة الاغلبية
- امبراطورية البنك المركزي العراقي
- جسور الحلم ... هنريك نوردبراندت شاعر الدنمرك
- حكومة شراكة ، محاصصة ، أغلبية، حكومة....
- هيئة النزاهة والفساد .. الرقعة صغيرة والشق كبير
- أدب الكدية و بخل الحكومة والحكام
- الفيلم الامريكي والعلاقة الملتبسة مع المسلمين
- غلق النوادي الاجتماعية ببغداد في ضوء تجربة السويد
- اياد علاوي .. عندي رحمة الله


المزيد.....




- السعودية الأولى عربيا والخامسة عالميا في الإنفاق العسكري لعا ...
- بنوك صينية -تدعم- روسيا بحرب أوكرانيا.. ماذا ستفعل واشنطن؟
- إردوغان يصف نتنياهو بـ-هتلر العصر- ويتوعد بمحاسبته
- هل قضت إسرائيل على حماس؟ بعد 200 يوم من الحرب أبو عبيدة يردّ ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل عضوين في حزب الله واعتراض هجومين
- باتروشيف يبحث مع رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية الوضع ...
- قطر: مكتب حماس باق في الدوحة طالما كان -مفيدا وإيجابيا- للوس ...
- Lava تدخل عالم الساعات الذكية
- -ICAN-: الناتو سينتهك المعاهدات الدولية حال نشر أسلحة نووية ...
- قتلى وجرحى بغارة إسرائيلية استهدفت منزلا في بلدة حانين جنوب ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مؤيد عبد الستار - الحكومة والمعارضة في الشارع بدلا من البرلمان