عبد الوهاب المطلبي
الحوار المتمدن-العدد: 3959 - 2013 / 1 / 1 - 20:00
المحور:
الادب والفن
ً
عبد الوهاب المطلبي
إني يا سيدتي أعلمْ
أنت ِ منْ علقَ في سعفات نخيل ٍ ظمآنَ دمي
وأرقت ِكلَ ضفاف الانهارِفي ممشى للحب
بين بحار ٍ مأهولة بالحيتانِ المتوحشة
ووهبت ِجل َّ سلام إنوثتكِ جذلا
للفقهاء ِ من وعاظ ملوك الشر
ورسمت ِ إلها يتجسدُ في الارضينِ
ونبيكِ شخص ٌ ثان ٍيركبُ بغلته الشهباء
ويؤسس ُ لأمور ٍ شتى
في قبضته ِسلطانُ السيفِ ومال الله
وعمامة ُقاض ٍ من خزٍّ، لايقضي إلا في إنزال الحد ِ على طبقاتِ الفقراء َ
وأخترت ِمن آيات الله ِنقيضاً لسمو الانسانيه
ما سَهَّلَ أمرا ًلصاحب دنياكِ وملوك الرعب التاريخي
وتعطَّرتِ بأرق شذى من تهشيم الحقل ِ لزنابق بيضٍ
وتزينتِ بجماجم موتانا
* * *
ماذا أنجبت ِلنا يا سيدتي العاقر؟،
أمراء ً من أرحام بغايا التاريخ العربي
وجعلت ِ منهم عشاقكِ ، وولاة َ الأمرْ
حتى أرغمتٍ الوراقين لكتابة دين ٍ يأمرُ بالنحر وبالتكفيرِ
لا يؤمن بالرأي الآخر
* * *
وتساءلتُ يقينا ً
من أيِّ الاقوامِ يا سيدتي جئت ِ؟
وضعوا في صندوق خزائنك ِ الجمرَ
حتى كبَّرت ِإلها ًمبتكرا ً ًيأمرُ بالظلم ِ وبالنحر
ونشرت من شفتي الفرقان ِ آيات ٍ لاتنطق ُ إلاُ بالفرقة ِو البغضاء
آيات ٌ لانعرف ُ ظرف َدلالتها أيام قيام المنكر
ونبيا ً أنت ِ كتبت ِ سيرته ُإرضاءً لولي الأمر ِالفاجر
ورفعتِ السيافين َ المنتخبين َ بمهازل ِآفاقين البيعه
من مجلس صاحبة الرايات وذوات البغي الرسمي اسلافا ً حكماء
* * *
من أنت ِ ؟
لست ِ من تبع َ أو عدنان َ أو من أشراف مضر
لست من تغلب او قحطانيه
لست ِ من طيءٍ ، شيبانيه
من ْ أنتِ سيدتي؟
هل انجبت ِ كل َّ الاولاد ِ سفاحا ً
أخفيت ِ الحبَ وقتلتِ بجنود السم ِ أو بالسيف ِ صبرا كلَّ العظماء
هل ان المولود َ لقيط ٌ يصنع ُ للمسحوقين ربيعا ًودموعا ً دمويه
* * *
أما أشياخكِ مسخ ٌيا جنيه
وضباعٌ ًستقيمُ ولائمها عبر الإفتاء ات الهمجيه
يا جند عدو العرب الأكبر
وحثالات ٍوعبيد ٍللكيد ألأوفرْ
وإلى الطاغوت ِ ،خدما ً لنعاج ٍ بشريه
صيحاتك ِ يا سيدتي أن تهدمَ بغدادَ
و يكون لدجلة َ لونٌ أحمر
جئت ِ يا سيدتي بمئات من وحشي ٍ
ويجيدون بقرَ بطون نساءٍ قرباناً ،
فإلهك ِ عطشان ٌلأضاحي بشريه
* * *
هو ذا علمك سيدتي
حلَّقت ْ الأسراب ُلجميع الأمم ِ في آفاق نقاء ٍ
وسربك ِ قمّام ٌ قد دنسَّ هذي الأرض
لم يغسلها دمع ٌ لأرامل أو آهات يتامى
ماذا أنجبت ِ الآنَ سيدتي الغاقر؟
وسفينتكِ يتقافذها الموج ُ الموتور ُ
تبعا للريح ِالقادمة ِ من كلِّ مكان
هل ْ صدقت ِ ، إنَّ عدوا ً يلثمك ِ حبّا ، أو يرشدك ِ لسبيل النور
كان قميص ٌ منفردا ً
قدانجب َ قمصانا ً أخرى
#عبد_الوهاب_المطلبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟