أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جهاد علاونه - سنه حلوه يا ثقافه














المزيد.....

سنه حلوه يا ثقافه


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3958 - 2012 / 12 / 31 - 11:56
المحور: المجتمع المدني
    


حين زارني في منزلي الصديق المهندس(نبيل العدوان) أطلعته على أدواتي المهنية المصفوفة والمبعثرة أمام البيت, فتبسم حائرا وقال لي(إنت مش تبع هيك شغل...إنت زلمه تبع فكر) وبصراحة كان الأستاذ نبيل العدوان هوليس بأول صديق يقولها لي وكنت أستمع لهذه الكلمة من بعض المثقفين, وصديقي نبيل العدوان الذي زارني في ببيتي مع إبنة عمه أميره بتاريخ(14-10-2012م ) كان قد أيقظ ما بداخلي من ألم ومن أوجاع..وها أنا اليوم أعبر عام 2013م وأنا مؤمن بأنني لا أصلح إلا للكتابة وبأنه من المستحيل على رجل مثلي أن يمتهن مهنة أخرى عدى مهنة التفكير.

يسألني معظم الناس لماذا تؤلم رأسك كثيرا في الكتابة ولماذا تكتب في كل يوم مقالاً جديدا أو مقالين فهذا مرهقٌ لك ومتعب جدا؟ وها نحن نودع عام 2012م ونستقبل عام 2013م ونحن ما زلنا على نفس النمط نواجه نفس الأسئلة ونكتب مقالات جديدة وأنا بطبعي لا أستطيع التوقف عن الكتابة لأنني إذا توقفت سوف يتوقف قلبي عن النبض وعيني عن الإبصار ولساني عن الكلام وسوف أصاب بالجنون وسوف أصاب بالغثيان وستتراجع لياقتي العقلية فكما يحافظ الرياضي على لياقته البدنية أنا من هذا المنطلق أحب المحافظة على لياقتي العقلية والفكرية وعملية التفكير والكتابة هي عملي المهم جدا حتى وإن لم أجد في جيبي مصروفٌ يومي للأولاد وحتى إن لم أجد ثمن رغيف الخبز إلا أنني قبل البحث عن رغيف الخبز أبدأ يوميا بالبحث عن أفكارٍ جديدة تكون شعلة مضيئة وأبحثُ دوما عن خزائن جديدة أفتحها وعن غبارٍ جديد أذروه في الهواء وعن أرضٍ جديدة أحرثها وعن بذور فكرية أبذرها في المخ وعن بحارٍ جديدة أعبرها حتى تتكسر مجاديفي فأستبدلها بذراعيّ,وأنا إن لم أجد ثمن فاتورة الكهرباء إلا أنني لا أستطيع البحث عن وسيلة جديدة لتغطيتها إلا بعد أن أكتب مقالي اليومي وفي بعض الأيام قد لا أكتب مقالا جديدا غير أني أشعر بأنني قد أصبت بالشلل وتراجعت لياقتي العقلية.

أنا مؤمنٌ بأن الذي يغير العالم ثلاثة أشياء:

المُناخ: يغير الطبائع.

الثراء أو الانتقال من الفقر إلى الثراء أو من الثراء إلى الفقر :يغير العادات والتقاليد.

الكتب: تغير العقائد.

وحتى تتغير عقائدنا لا بد لنا من ممارسة غواية التفكير وكتبة المقالات ونشر الكتب وتحسين مستويات الدخل السنوي للفرد وذلك حتى نتمكن من الوصول إلى التغيير وقلب السحر على الساحر.

استقبلت في العام الماضي عام 2012م وأنا مؤمن بأن الكتابة وبث روح الوعي بين الناس هي الوظيفة الأسمى لي وهي الوظيفة الوحيدة التي لا أحسن غيرها وها أنا استقبل عام 2013م وأنا مؤمن أيضا بأن الطريق إلى الحرية يجب أن تبدأ من خلال تشغيل العقل العربي المخصي والذي لا يستطيع أن يفكر إلا في الأكل والشرب والنوم بينما أنا وأنتم أيها القراء تفكرون بقضايا قد لا تخطر على بال الإنسان العادي إننا نفتح القلوب في كل صباح ونضخُ إليها دماء جديدة ونحاول أن نملأها بالحب وبالمحبة بكل ما أوتينا من قوة ومن حنان ومن عاطفة وإننا نحرك العقول في كل مساء من أجل الإنارة والتنوير إن وظيفتنا الوحيدة هي الكتابة وإجراء مناورات ومغامرات عقلية وهي الصنعة الوحيدة التي نحسنها ونبدع فيها على رأي الصديق المهندس(نبيل العدوان) وأنا شخصيا جربت حظي في عدة مهن وفي كل مهنة كنت أمتهنها كنت أشعر أنني إنسان خايب كما يقولون..أنا لا أحسن عمل أي شيءٍ إلا الكتابة والتفكير طوال الليل والنهار بتحسين ظروف المجتمع العربي ونقله من سلطة العائلة الأبوية المتسلطة إلى سلطة العائلة الأمومية السمحة التي تحكم بالحب وبالحنان وبالعاطفة,إننا ككتاب نحاول تخليص المواطن العربي من سلطة الأب الذي يحكم بالنار وبالحديد وبالقسوة لنبدأ حياة جديدة فيها أكثر من المساواة بين الرجل والمرأة فمسألة المساواة بين الرجل والمرأة مرحلة في الوقت الحالي يجب أن نكون قد تخطيناها وانتقلنا إلى رفع مستوى المرأة فوق مستوى الرجل لتكون هي السلطة الجديدة والحاكمة في المجتمع الجديد.

التفكير مهمة صعبة جدا وهي تقع على عاتق المثقف الذي يبث الوعي بين صفوف الجماهير وإذا توقفنا يوما عن الكتابة فهذا معناه أننا توقفنا عن مزاولة مهنة التفكير،إننا نفكر بالمستقبل ونعد له إعدادا جيدا لأننا كما يقاول: سنعيش فيه أكثر من الماضي والحاضر, والمستقبل يعني أننا نبحث عن فرص للحياة لأبنائنا لكي يعيشوا حياة أفضل من حياتنا وبأن تصبح لديهم مناعة ضد الأمراض التي لا نملك لها اليوم في أجسامنا أي مناعة إننا على كل الأحوال نحاول تفسير ما يجري من حولنا ومن هنا تأتي خطورة المثقف الذي لا ترغب فيه الدولة وكل الحكومات العربية, وبما أن المثقف لا يملك حزبا ولا تجمعا حزبيا فإنه من هذه الناحية يكون أقل خطورة على الدولة من الحزب المنظم تنظيما جيدا ولكن الخطورة تكمن بانتشار الثقافة وبانتشار الوعي بين الجماهير العريضة على امتداد رقعة الوطن العربي الكبير,وسنستهلك سنة 2013م في طول التأمل وبعد النظر وبطول المسافة التي نحلم بأن نقطعها أو بأن نصل إليها...سنفتح عوالم جديدة وسنحرث أراضي جديدة وسنصنع كلمات جديدة تتناسب مع روح العصر الذي نعيش فيه..وسنشفي آلام الكثير من الناس على حساب صحتنا وشبابنا وسنضيء للآخرين الطريق مهما كلفنا الثمن فنحن دفعنا وما زلنا ندفع الثمن غاليا على ما نقوله ونكتبه وفي كلا الحالتين نحن نخسر كثيرا من الوقت وينضب معيننا وتجف ينابيعنا وكل هذا في سبيل أن يجد أولادنا مستقبلا أفضل من المستقبل الذي بناه لنا جدودنا وأسلافنا إننا نحلم بأن لا تتكرر الغلطة مرة أخرى فأسلافنا أخطئوا حين استسلموا لليأس ونحن لا نريد أن نستسلم لليأس إننا نحلم بالتغيير وإننا نحلم بالتطوير على كل المستويات الصحية والتعليمية والاجتماعية لنفتح قنوات جديدة واختبار تجارب جديدة وكسب خبرات جديدة في مجال الفكر والعطاء من أجل النماء لنتطلع كلنا دوما إلى عالمٍ أكثر إشراقاً من أي وقتٍ مضى.






#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخلوة أحيانا ضرورية
- الدين بين فشل المنطق ونجاح الإغراء
- أنا مراقب جدا
- بطاقة معايدة
- إنهاء الصراع بين الدولة والدين
- الإسلام ليس وحده الذي يعرف الحلال والحرام والخير والشر
- الثورة لا تحدث إلا في الدول المتخلفة
- الفرق بين المسلم والملحد
- خمسة مبادئ أمريكية ثورية
- الحمير تعرف أصحابها
- أمي
- الثورة الحقيقية
- الانتحار
- كيف يشاركني الشيطان طعامي!
- ماذا يوجد وراء الحراك الأردني؟
- يا سيد الدمار
- مشكلة تغيير النظام الاجتماعي
- كل الناس موعوده
- مدمن على البكاء
- العامل الحرامي والعامل الأمين


المزيد.....




- واشنطن تريد -رؤية تقدم ملموس- في -الأونروا- قبل استئناف تموي ...
- مبعوث أمريكي: خطر المجاعة شديد جدا في غزة خصوصا في الشمال
- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...
- إعادة اعتقال أحد أكثر المجرمين المطلوبين في الإكوادور
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...
- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...
- الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جهاد علاونه - سنه حلوه يا ثقافه