أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - الإسلام المخمج والإسلام السليم















المزيد.....

الإسلام المخمج والإسلام السليم


سامي الذيب
(Sami Aldeeb)


الحوار المتمدن-العدد: 3957 - 2012 / 12 / 30 - 15:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


خذ سلة من التفاح وأنظر إليها. فسوف تجد فيها تفاح جميل المنظر ومشهي ولكن قد تجد فيها أيضا تفاحاً مخمجاً ومقززاً. ولا احد يشك في أن كل ما في السلة يطلق عليه اسم تفاح، إن كان سليماً أو مخمجاً. أترك التفاح المخمج مع التفاح السليم بضعة أيام وسوف تتفاجأ بتخمج جميع التفاحات. وهنا أيضا يطلق على التفاحات المخمجة اسم تفاح.

عندي أصدقاء مسلمين تربطني بهم صداقة منذ أمد طويل وأعتز بصداقتهم. وأظن أن عدداً كبيراً من قرائي في الحوار المتمدن هم من المسلمين. منهم من يتفق معي ويشجعني ومنهم من ينتقدني ويتمنى موتي. وأنشر في مدونتي مقالات وأشرطة فيديو تتعلق بمسلمين منهم من أتفق معهم ومنهم من أختلف معهم. وأريد هنا أن أطمن الجميع، المتفقين والمخالفين، بأني لا افرق بينهم في المودة والاحترام، فالاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية. وأكلم جميع محاوري بادئاً كلامي بكلمة "أخي" و"أختي". وهذا ليس مجاملة بل اقتناعاً مني بأنهم فعلاً إخوتي وأخواتي في البشرية. وأذكر هنا قول السيد المسيح: "أحبوا أعداءكم"، وهو ما يخالف تماماً ما يتناقله بعض المسلمين "أحبب في الله وأبغض في الله". وكلمة المسيح التي يستغربها الكثيرون عميقة المعنى: فعدو اليوم هو صديق الغد. ولنذكر هنا على سبيل المثال فرنسا وألمانيا وكانتا من ألد الأعداء، وقد أصبحتا اليوم شريكتان في مصير أوروبي واحد.

ولا أخفي على أحد أني اسمع واستمتع بأشرطة الطبيب والإعلامي المصري باسم يوسف (أنظر أشرطته في مدونتي http://blog.sami-aldeeb.com/?p=29446) الذي يهدده الإسلاميون في مصر ويكفروه، وبأشرطة الأستاذ والمفكر السعودي تركي الحمد (أنظر أشرطته في مدونتي http://blog.sami-aldeeb.com/?p=29588 ) الذي اعتقلته السلطات السعودية في الأيام الماضية بتهمة الكفر، وبأشرطة الشيخ العراقي أحمد القبانجي (انظر أشرطته في مدونتي http://blog.sami-aldeeb.com/?p=28112) والذي يكفره الكثيرون، وبأشرطة الدكتور الفلسطيني عدنان إبراهيم الذي يعيش في النمسا (أنظر أشرطته في مدونتي http://blog.sami-aldeeb.com/?p=22742) والذي يلاقي عنتا من بعض الأوساط الإسلامية، وغيرهم من المفكرين المسلمين الليبراليين أمثال الكويتي أحمد الصراف والمصري سيد القمني والمصري إبراهيم عيسى والعراقي إياد جمال الدين والسوداني محمود محمد طه الخ. وهؤلاء جميعاً يعتبرون أنفسهم مسلمين ويدعمون مواقفهم بآيات من القرآن وأحاديث من السنة يختاروها ويفسروها على طريقتهم معتبرين أنهم يتبعون الإسلام دين الله السمح والنبي الكريم ذو الخلق العظيم. ولو توقف الأمر عليهم وعلى فهمهم للإسلام لربما دخل كثير من غير المسلمين في الإسلام. فهم يقدمون إسلاماً مشهياً لا يفرضونه على غيرهم، ولكن في نفس الوقت يحببون الناس بالإسلام ويطمئنون مستمعيهم. وإن كنت لا تعرف الطرف الآخر وتخفى عليك خفايا الأمور، لظننت أن الإسلام هو ما يقولون.

ولكن مقابل هذه التفاحات المشهية، هناك مسلمون يكفرون من سبق ذكرهم ولن يتورعوا في نصب المشانق لهم لو أنهم تمكنوا من ذلك (وقد فعلوا ذلك مع محمود محمد طه وغيره). وقد يظن البعض أنهم قلة ينتمون إلى حركة الإخوان المسلمين والسلفيين والقاعدة والجهاد الإسلامي والنهضة، ولكن في حقيقة الأمر هم جميعاً ينتمون إلى التيار الفكري الرسمي الذي يتم تعليمه في كل الجامعات العربية والإسلامية وفي كل المدراس الحكومية من الروضة إلى الثانوية، كما تتبناه الجامعة العربية في القوانين التي وافق عليها مجلس وزراء العدل العرب مثل قانون الأحوال الشخصية (http://www.carjj.org/node/250) والقانون الجزائي (http://www.carjj.org/node/237). وهذا الفكر الرسمي متجسد في قوانين الأحوال الشخصية في جميع الدول العربية وفي بعض مواد قوانين العقوبات في كل الدول العربية على درجات متفاوتة وفي غيرها من القوانين المتعلقة بحقوق المرأة وغير المسلمين وحرة التفكير والتعبير والحرية الدينية. وبطبيعة الحال هناك تفاوت بين القاعدة والجامعة العربية ولكن يمكن تصنيفهما ضمن التفاح المخمج الذي لا يؤكل. ومن يسمع لهذا التيار الرسمي المخمج يجد أنه يعتمد كالتيار الليبرالي السابق على القرآن والسنة. مما يوقع المستمع في حيرة متسائلاً: يا ترى هل هو نفس القرآن؟ وهل هي نفس كتب السنة؟ وهل الليبراليون يكذبون علينا أو يخفون علينا بعض ما جاء في القرآن والسنة لترويج بضاعتهم؟ أم أنهم جهال كما يقول معارضوهم؟ وهل درسوا في نفس المدارس ونفس الجامعات؟ وهل النبي محمد هو نفس النبي الذي يتبعه كل من الفريقين؟ أم أن الليبراليين يلجؤون إلى التقية فيظهرون الإسلام ويخفون الإلحاد لأنهم لا يتجرؤون على البوح به خوفاً على رؤوسهم؟ وهل يتبع التيار الليبرالي والتيار الرسمي المخمج نفس الإسلام؟ وما هو فعلاً الإسلام الحقيقي؟ هل هو إسلام الليبراليين أم الإسلام الرسمي المخمج؟ ولا بد هنا من الإشارة إلى أن الفكر الإسلامي الليبرالي لا يدرس أبداً في المدارس والجامعات العربية والإسلامية. فهو إسلام منبوذ ومكفر. ومن المؤكد بأن من يجرؤ على تعليم فكر أحد الليبراليين في مدرسة حكومية أو في جامعة سوف يفصل عن عمله لا بل عن زوجته كما حدث مع نصر حامد أبو زيد... بقرار من محكمة النقض المصرية. مما يعني أن قضاة محكمة النقض المصرية والقوانين التي تطبقها تنتمي إلى الإسلام المخمج.

وفي مقابل الإسلام الليبرالي السليم والإسلام الرسمي المخمج هناك فئة كبيرة من الناس (العامة) التي همها هو السعي وراء لقمة العيش مع القيام ببعض العبادات مثل الصلاة والصوم والحج. ورغم أنها مرت في مراحل التعليم الإسلامي المخمج الرسمي تتسم بنوع من التسامح ولو ظاهرياً ولكنها شديدة التأثر أمام الخطاب الإسلامي المخمج، فتندفع وراءه كما تندفع الخراف وراء الراعي الذي يسوقها للمسلخ متى شاء باسم الدين. ويمكن أن نطلق على هذه الطبقة اسم الرعية وهي قليلا ما تتأثر بالفكر الإسلامي الليبرالي، مثلها مثل التفاحات في السلة، فهي تتبع عامة الأسوأ. فالتفاح المخمج له أثر أكبر من التفاح السليم ويخمج حتى السليم منها.

وهناك تيار رابع قليلاً ما يظهر على الواجهة، وإن ظهر، فهذا يتم عامة خارج الدول العربية والإسلامية. وأما في تلك الدول، فهذا التيار يعمل في الخفاء ويكتب تحت أسماء مستعارة. ومن يتجرأ على إظهار هويته فإنه يتعرض للاضطهاد. وهذا التيار هو تيار المرتدين إما بتبني ديناً غير الإسلام أو بترك الإسلام واتباع الإلحاد، كافراً بالله والرسل والكتب المقدسة والأديان جميعها. وينشط هذا التيار خاصة على وسائل الاتصال الاجتماعي مثل الفيس بوك دون ذكر الاسم أو وضع الصورة. ولكن هناك أيضا من يجاهروا علناً بآرائهم بالكتابة والصوت والصورة. ونذكر منهم على سبيل المثال مصري ملحد له موقع (http://www.youtube.com/user/masrymolhed ) ويصف نفسه بأنه "محارب لله ورسوله"، وله عدد كبير من الأشرطة يظهر فيها علناً ولكننا نجهل اسمه الحقيقي ومكان إقامته أو وظيفته. وقد يكون أشهر الملحدين وأجرءهم في الوسط العربي وأكثرهم تأثيراً لأنه يستعمل اللغة العامية ولا يتردد في استعمال العبارات البذيئة العامية وفي تمزيق القرآن ورميه في سلة المهملات في أشرطته، مما يثير ضغينة رجال الدين المسلمين ضده فأحلوا دمه جهاراً. ومن الواضح من أشرطته أنه ذو ثقافة دينية وعلمية. وهو يرى أنه لا داع للمداهنة أو اللجوء إلى التقية كما يفعل الليبراليون. وبطبيعة الحال تواجده في الغرب يسمح له بمثل هذا الموقف بخلاف الليبراليين المتواجدين في الدول العربية والإسلامية. ويجدر هنا ذكر الدكتورة السورية وفاء سلطان ذات الأصول العلوية والتي تعيش في الغرب (أنظر موقعيها http://www.dawrytv.org/node/2 و http://www.ahewar.org/m.asp?i=881 ) ولكنها خلافاً للملحد المصري لا تلجأ للعبارات البذيئة ولغتها راقية وإن كانت صارمة. ولها عدة أشرطة ومقابلات مع محطات تلفزيونية منها تلفزيون الجزيرة أدت إلى نقاش حاد مع رجال الدين المسلمين الذين أحلوا دمها. وكغيرها من الملحدين لا تعتقد أنه في الإمكان تطوير الإسلام، أو هكذا أفهم من كلامها. ويمكننا هنا أن نضع في نفس المنهج المفكر الجزائري حامد زناز الذي يرى أن الإسلام المخمج (حسب تعبيرنا) والإرهاب الإسلامي هما نتيجتان حتميتان للإسلام. فلا أمل يرجى من الإسلام (أنظر موقعه في الحوار المتمدن http://www.ahewar.org/m.asp?i=3422 ). ويمكن أن نقول بأن هؤلاء المفكرين الثلاث يقومون بدور الجرافة التي تهدم بناء الإسلام. ولكن ماذا بعد الهدم؟ هل يريدون أن يصبح الجميع ملحدين؟ ونحن إذ نتفق على ضرورة هدم البناء وتنظيف الأرض قبل إنشاء بناء جديد، نرى أنه لا بد من اقتراح بديل لما هو موجود. فالطبيعة تأبى الفراغ. وإن كان الإلحاد أو التحول للمسيحية أو غيرها من الديانات سبيل لبعض المفكرين، وهو في حقيقته ترف فكري، إلا أنه من الضروري إيجاد حل بديل لمن أسميناهم الرعية حتى لا يتبعوا سبيل رجال الدين المخمجين. فالرعية لا يمكنها أن تتبع سبيل الإلحاد أو تتحول إلى المسيحية أو غيرها من الديانات، مهما اجتهدنا. ومن هنا على المفكرين البحث عن بديل وسبيل للخروج من المأزق الذي نجد نفسنا فيه. فالإسلاميون المخمجون يرددون في مصر بأنه هناك خياران: "الإسلام أو الطوفان". فهل هناك خيار ثالث؟ سوف أحاول في مقال لاحق أن أضع بعض الخطوط الرئيسية للخروج من هذا المأزق. والحل الذي أقترحه مبني على فكرة إزالة القداسة عن الكتب المكدسة (المقدسة)، كل الكتب المكدسة، ورفع العصمة عن الأنبياء، كل الأنبياء.

صدر كتابي عن الختان بالعربية ورقيا
-------------------------
ويمكن طلبه من موقع امازون
مع مقدمة نوال السعداوي وملاحق في 765 صفحة: http://www.amazon.com/Male-female-circumcision-Arabic-Christians/dp/1481128736/ref=sr_1_3?ie=UTF8&qid=1354323767&sr=8-3&keywords=aldeeb+circumcision
حملوا كتابي الذي يبين أن القرآن من تأليف حاخام يهودي مسطول: http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=315&action=arabic



#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القرآن تأليف حاخام مسطول
- مسلسل جريمة الختان 101: من سيطرة القبيلة إلى سيطرة الأطبّاء ...
- مسلسل جريمة الختان 100: ختان الإناث وسيطرة النساء على بعضهن
- مسلسل جريمة الختان 99: ختان الإناث تعبير عن سلطة الذكور
- سوف نبقى في مجتمع خرفان
- الجمال من عوامل التقدم والتقبل
- لماذا تتدخل يا سامي في التصويت على الدستور المصري؟
- ارفضوا الدستور المصري ولكن صوتوا بلا
- دستور مصري همجي
- موش مشكلة إخوان مشكلة تعليم ديني
- شرع الله أم شرع الحاخام؟
- مسلسل جريمة الختان 98 : عقدة أوديب وعقدة الخصي
- مسلسل جريمة الختان 97 : الختان كمرحلة تدريب وامتحان
- خبرتي مع الناشرين
- مسلسل جريمة الختان 96 : الختان كعلامة طهارة وتعالي
- مسلسل جريمة الختان 95 : كعلامة إنتماء وتمييز وتعارف وتضامن
- مسلسل جريمة الختان 94 : الختان والانجاب
- مسلسل جريمة الختان 93 : علاقة الختان بالزواج
- يسوع مجنون الناصرة
- إنا انزلنا إليك كشكولا


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - الإسلام المخمج والإسلام السليم