موش مشكلة إخوان مشكلة تعليم ديني

سامي الذيب
(Sami Aldeeb)

الحوار المتمدن-العدد: 3936 - 2012 / 12 / 9 - 10:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

دون تغيير نظام التعليم الديني في مصر فلن يتغير شيء... مهما كان الحزب الذي يحكم مصر الإخوان أو غير الإخوان. المطلوب هو إلغاء الفكرة البلهاء بأن الشريعة هي شريعة الله واعتبار القرآن كتاباً بشرياً ينتمي إلى القرن السابع الميلادي. وهذا يعني ضرورة قلب الفكر الديني رأسا على عقب من الروضة إلى الجامعة ومن الجامع إلى جميع وسائل الإعلام.

الشوائب التي يعاني منها النظام القانوني المصري ليس سببها الإخوان ولكن سببها التعليم الديني. فهذا التعليم هو السبب في التمييز بين الرجل والمرأة، وهو السبب في وضع النساء في أكياس قمامة، وهو السبب في التمييز بين المسلم وغير المسلم، وهو السبب في اضطهاد البهائيين، وهو السبب في المشاكل الخاصة ببناء الكنائس، وهو السبب في الحد من حرية الدين الخ.

فهذه الشوائب مبنية على تبريرات دينية إسلامية توارثها المجتمع المصري منذ دخول عمرو بن العاص محتلا لمصر واستمر في ترسيخها في مدارسه وجامعاته وجوامعه. صحيح أن استلام الإخوان المسلمين الحكم يزيد الطين بلة، ولكن نظرياتهم وآراؤهم تعلم رسمياً في مصر وفي جميع الدول العربية والإسلامية. ففي كل مراحل الدراسة يتم تعليم الطلبة أن القرآن هو شريعة الله، وأن شريعة الله هي الأفضل، وأن الدين عند الله هو الإسلام، وأن الكافر مصيره الجحيم، وأن المسلمون هم خير أمة أخرجت للناس، وأن من يغير دينه يجب قتله، وأنه يحق للمسلم أن يتزوج من غير مسلمة بينما يمنع غير المسلم من التزوج من مسلمة لأن الإسلام يعلو ولا يعلى عليه (في السرير وفقا لما جاء في توضيح لمحكمة مصرية تبريرا لهذا المنع).

صحيح أنه تم تطعيم النظام القانوني في مصر بقوانين حديثة فتم إبعاد تطبيق آيات من القرآن وأحاديث نبوية مثل تلك التي تسن على العقوبات البدنية (قطع يد السارق والجلد والرجم والعين بالعين وغيرها التي ما زالت تمارس في السعودية)، كما تم إلغاء الرق وملك اليمين والجزية ولا يسن القانون المصري على قتل المرتد رغم أنه ما زال يسن على عقوبات مدنية مثل منعه من الزواج وحرمانه من أولاده ومن الميراث. ولكن ما زال التعليم من الروضة إلى الجامعة وفي الجوامع ووسائل الإعلام يردد على مسامع الجميع بأن شرع الله هو الأفضل وأنه يجب قتل المرتد وأن غير المسلم كافر إلخ. ولا عجب إن أدى ذلك إلى تتبني الجامعة العربية التي مقرها مصر قانون جزائي تجدونه على موقعها يسن على العقوبات البدنية الملغاة التي لا تطبق في مصر (http://www.carjj.org/node/237). ولا عجب أن يطالب الإخوان المسلمون بتطبيق تلك العقوبات ما دام أن الله قد سن عليها. لا بل قام بعض دعاتهم بالدعوة إلى رجوع الرق وهدم الأهرامات وأبو الهول وفرض الجزية على غير المسلمين.

ومن هنا، إذا لم يتم تغيير نظام التعليم الديني من الروضة إلى الجامعة ومن الجامع إلى وسائل الإعلام بالكامل كما أشرت أعلاه، فلا أمل في مصر أن تصبح دولة ديمقراطية حديثة تحترم حقوق الإنسان، مهما كان اسم الحزب الذي سيحكمها. فما دام أنه يتم زرع فكرة أن القرآن كلام الله وأن الشريعة الإسلامية هي شريعة الله، فسوف يستمر الشعب المصري في الدوران في حلقة مفرغة مثل ثور الساقية. أو كما يقال في العامية: تيتي تيتي مثل ما رحتي جيتي. انزلوا التحرير كما تشاؤون، واصرخوا في المظاهرات كما تشاؤون، وحاصروا القصر الجمهوري كما تشاؤون، وتضامنوا أقباط ومسلمون كما تشاؤون. إذا لم يتم تغيير التعليم الديني في مصر وقلبه راساً على عقب، فلن يتغير شيء البتة. كل هذا تضييع وقت وضحك على اللحى.

حمل كتابي الذي يبين أن القرآن من تأليف حاخام يهودي مسطول: http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=315&action=arabic

#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات