أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - سامي الذيب - مسلسل جريمة الختان 88: الكبح الجنسي ببتر الغلفة والبظر والشفرين















المزيد.....

مسلسل جريمة الختان 88: الكبح الجنسي ببتر الغلفة والبظر والشفرين


سامي الذيب
(Sami Aldeeb)


الحوار المتمدن-العدد: 3894 - 2012 / 10 / 28 - 14:45
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


يتم ختان الإناث في أكثر من 28 دولة أكثريتها مسلمة. وفي مصر يبلغ معدل المختونات 95%. وما بين 80 و85% من النساء المختونات في العالم يتم عليهن بتر الغلفة والبظر معاً أو منفصلين، كلّياً أو جزئيّاً، ويضاف إلى ذلك في بعض الأوقات بتر الشفرين الصغيرين. والذي يقوم بهذه العمليّة يهدف من ورائها تبريد الفتاة بحرمانها من الأعضاء المهيّجة، معتبراً أن ذلك يساعد على الحفاظ على بكارتها ويحميها من الإنزلاق وراء الرذيلة. إنه جزاء وقائي تفادياً للوقوع في الخطأ. وفي بعض القبائل يتم إجراء الختان بعد وقوع الذنب أو عدم الطاعة. وقبائل «موها» في شمال «توغو» تختن البنات التي ترفض الزواج من الرجل الذي أختير لهن.

وما زال مؤيّدو ختان الإناث المعاصرون يردّدون هذه النظرة لختان الإناث. يقول محمّد إبراهيم سالم، رئيس المحكمة العليا الشرعيّة:
«أجمع الفقهاء على إستحسان ختان البنات لما فيه من الحفظ والصيانة من التعرّض للإلتهابات العضويّة والتضخّم في أجهزة التناسل الظاهريّة، والإنفعالات النفسيّة وإثارة الغرائز الجنسيّة التي تؤدّي إلى الإضطراب العصبي في حالة كبتها أو إلى السقوط في مهاوي الرذيلة إذا أطلقت من عقالها، وخاصّة في سن الشباب ونشاط الغدّة التناسليّة».

ويرى بعض مؤيّدي ختان الإناث بأنه يحمي من شدّة الشبق الجنسي. يقول الدكتور حامد الغوّابي:
«هناك حالات في الطب... هي النيمفومانيا وهي شدّة الشبق في النساء، تكون فيها الحساسيّة عندهن شديدة جدّاً لدرجة يقع فيها الأزواج فريسة المرض، بل تقودهم إلى الموت، وهذه قل أن توجد فيمن إختتن من النساء».

ويرد الدكتور محمّد رمضان:
«إن عدم وضوح الجانب العلمي في هذا الموضوع جعل بعض الفقهاء يتأثّر بهذه الشائعات دون تمحيص ويبني رأيه عليها دون دليل. فبلغ الأمر ببعض الفقهاء في المذهب الشافعي أن المرأة التي لم تخفض تقع على الرجال في الشوارع من شدّة هيجانها. وهذا مخالف للواقع والعلم. فهذه الحالة - إن كانت موجودة - من الهياج، ليس لها علاقة بهذه الأعضاء أو بوجودها، أو عدم وجودها. بل هي حالة مرضيّة تسمّى مرض الشبق. ونسبة حدوث هذا الإنحراف النفسي بسيطة حتّى الآن. وهو يحدث مثله في الرجال. وهو إنحراف نفسي وليس إنحرافاً عضويّاً جسديّاً. وفيه قد لا تشعر المرأة باللذّة الموضعيّة عند المعاشرة - وهو الغالب - ويحدث لها سواء كانت مختتنة أم غير مختتنة. وهو في علم النفس نوع من الشذوذ يشتمل على إحساس نفسي بالرغبة في هذه الممارسة مع الرجل بكثرة دون إحساس بالشبع أو باللذّة منها. فهي تقصد ذات الفعل نفسه.
ولو تم إستئصال هذه الأعضاء بكاملها، لما تغيّر هذا السلوك عندها. والمرأة العاديّة الكاملة الأعضاء تشعر بعد المعاشرة واللذّة بنوع من الفتور والإسترخاء ولها حد معروف في تكرار المعاشرة خلال اليوم الواحد. أمّا صاحبة هذا المرض - أو صاحبه من الرجال - فلا يوجد عندها ذلك الأمر».

ونجد هذه النظرة لختان الإناث في كتابات الفقهاء المسلمين القدامى، كما رأينا في القسم الطبّي. وقد أضاف مؤيّدو ختان الإناث المعاصرون إلى تلك الكتابات التأسيس الأصولي معتمدين على قاعدتين فقهيتين.
القاعدة الأولى تقول: «ما يؤدّي إلى الواجب فهو واجب». يقول السكّري عن ختان الإناث: «إن ما يؤدّي إلى الواجب فهو واجب، وكل عمل يؤدّي إلى ستر المرأة وعدم كشفها فهو واجب فضلاً عن كونه فضيلة تحمد عند الله سبحانه».
والقاعدة الثانية تنادي بضرورة «سد الذرائع». يقول السكّري إن مصلحة المرأة في الختان «مصلحة حاجيّة وليست ضروريّة لأن المرأة غير المختونة ليس بالضرورة أن تنحرف لا سيما إذا كانت حياتها قائمة على أساس من الإسلام. لكن كل ما في الأمر أنها تحتاج إلى الخفاض لرفع المشقّة ودفع الحرج عنها وسد ذريعة وقوعها في المحظور تحقيقاً للمَكرُمَة التي حباها بها رسول الله (ص)».

وبناءاً على هاتين القاعدتين أضافوا إلى حجج الفقهاء القدامى حججاً أخرى نذكر هنا أهمّها.

حرارة الجو واختلاف شكل الأعضاء الجنسيّة للإناث
----------------------------------
يقول إبن الحاج:
«واختلف في حقّهن هل يخفضن مطلقاً أو يفرّق بين أهل المشرق وأهل المغرب. فأهل المشرق يؤمرون به لوجود الفضلة عندهن من أصل الخلقة وأهل المغرب لا يؤمرون به لعدمها عندهن».
وفي عصرنا يقول الدكتور حامد الغوّابي:
«يختلف البرود الجنسي في الأجناس البشريّة. فمثلاً في الشرقيّين نجد أن الحساسيّة متزايدة بخلاف الأجناس الشماليّة فالحساسيّة فيهم أقل وهم لم تجر للنساء فيهم عمليّات الختان».
وهكذا إستبدل الغوّابي «أهل المغرب» (أي مسلمي شمال إفريقيا والأندلس) بـ«الأجناس الشماليّة» (أي الأجناس الأوروبيّة). فوسّع دائرة ختان الإناث حتّى تشمل دول شمال إفريقيا التي لا تعرف ختان الإناث. واستبدل صاحبنا «وجود الفضلة» بـ«حساسيّة متزايدة».
ويقول عبد الرحمن العدوي، أستاذ بكلّية الدعوة الإسلاميّة بالأزهر:
«بالنسبة لختان البنت فقد إتّفق الفقهاء على أنه مَكرُمَة لها. ومعنى كونه مَكرُمَة، أنه يساعدها على الإحتفاظ بحيائها، ويمنع عنها الدوافع التي تثير الرغبة الجنسيّة لديها. فإن البنت في بلاد المشرق وهي غالباً بلاد حارّة أكثر أيّام العام، إذا لم تعمل لها عمليّة الختان، فإنها مع هذا الجو الحار، تكون ذات رغبة جنسيّة جامحة، تقلّل لديها جانب الحياء وتجعلها عرضة للإستجابة... إلاّ من رحم الله».
ويجيب الدكتور محمّد رمضان على هذه الحجّة: «إذا كان إدّعاء أن حرارة الجو تهيّج الإنسان، فإنه يستوي في هذا الرجال والنساء، وسواء كانت النساء مختتنات أو غير مختتنات». وترفض الدكتورة سهام عبد السلام إدّعاء تضخّم أعضاء مواطنات المناطق الحارّة. فـجسد الأنثى في البلدان الحارّة لا يختلف عنه في البلدان الباردة. والزعم بغير هذا يعتبر موقفاً عنصريّاً. فقد «ثبت بفحص النساء السليمات في إفريقيا كذب هذه المزاعم».

الإحتكاك بالملابس وركوب الدواب
----------------------
يقول محمّد إبراهيم سالم في الترغيب في الختان:
«هذا الختان الذي إعتبرته الشريعة الإسلاميّة مَكرُمَة هو إزالة الجزء البارز من البظر المرتفع عن البشرة لينخفض إلى مستواها حتّى لا يكون عرضة للتهيّج من الحركة أو الملابس أو ركوب الدواب أو نحو ذلك».
ويجيب الدكتور محمّد رمضان معارضاً:
«هذا يدل على الجهل الشديد. إن الجسم يتكيّف مع إحتكاك الملابس ولا يسبّب له أيّة إثارة. كما أن هذه الأعضاء داخل الشفرين الغليظين، وليس بهذا البروز الذي يتخيّلون، مهما كان حجم البظر. ثم إن هؤلاء الرجال يتكلّمون وينسون أنفسهم. فلماذا لا يحدث للرجل تهيّج وعضوه أكبر بكثير من عضو المرأة، وأكثر بروزاً واحتكاكاً بالملابس، وأغلبهم يلبسون البنطلون الحديث».

وسائل المواصلات المزدحمة
------------------
يقول الشيخ جاد الحق المؤيّد لختان الإناث:
«أضافوا [الأطبّاء] أن الفتاة التي تعرض عن الختان تنشأ من صغرها وفي مراهقتها حادّة المزاج سيّئة الطبع، وهذا أمر قد يصوّره لنا ويحذّر من آثاره ما صرنا إليه في عصرنا من تداخل وتزاحم، بل وتلاحم بين الرجال والنساء في مجالات الملاصقة والزحام التي لا تخفى على أحد، فلو لم تختتن الفتيات على الوجه الذي شرحه حديث رسول الله (ص) لأم حبيبة لتعرّضن لمثيرات عديدة تؤدّي بهن - مع موجبات أخرى، تزخر بها حياة العصر، وانكماش الضوابط فيه إلى الإنحراف والفساد».
ويرد الدكتور محمّد رمضان معارضاً:
«لو صح هذا المنطق العجيب، أيكون هذا هو الحل - قطع هذه الأعضاء لجميع البنات؟ وهل يا ترى نقصّره على الموظّفات اللاتي يركبن المواصلات؟ ثم إنه مهما بلغ التلاحم في وسائل المواصلات، فلا يصل إلى أن يؤدّي إلى إحتكاك لهذه الأعضاء. فحجم هذه الأعضاء ومكانها من الجسم لا يتيح هذا الأمر، في حين أن أصحاب هذا المنطق لماذا ينسون الرجال؟ فإن أعضائهم أكبر وأكثر بروزاً، وفي موقع يتيح فعلاً الإحتكاك به عند الإلتحام، وهم أكثر تهيّجاً من النساء. فلماذا لا نقوم بتقصير الجزء الحسّاس منه - رأس القضيب مثلاً - أو بكّي عصب الإحساس فيه حتّى لا يتهيّج؟ للأسف، إنهم لا يتكلّمون من واقع الدليل والعلم والعقل، وإنّما بعاطفة العادة المتأصّلة داخلهم، والتي تبحث عن أي سبب يبرّرها لهم، ويقنعهم بها».

وسائل الإعلام الحديث
--------------
يقول أبو آلاء كمال علي الجمل تأييداً لختان الإناث:
«نحن أيها الإخوة نعيش في عصر طغت عليه المادّة وأصبح يموج بشتى ألوان الفجور والفسق من نساء كاسيات عاريات، من دور سينما ومسارح، من وسائل إعلام هدّامة تدعو إلى الفسق والفجور، من مجلاّت وصور، من إذاعة وتلفزيون، وأصبحت المرأة المسلمة محاصرة بحصار من حديد لا تستطيع أن تنجو منه إلاّ من عصم الله [...]
هل تأمن أخي المسلم على زوجتك أو إبنتك في ظل هذا الجو المشحون وأمام هذا التيّار الحاقد الجارف. لقد أمرك رسولك (ص) بتهذيب وتطهير بنتك بقطع جزء يسير من البظر، والذي به تهدّئ ولا تمحى بالكلّية شهوة البنت والمرأة، أم تتركها ببظرها كاملاً وأمام أيّة إثارة بسيطة تؤدّي بها إلى الهلاك ومسالك الشيطان. ماذا لو قامت إبنتك ففتحت التلفزيون ورأت فيلماً به جنس أو إثارة، وهي لم تخفض ولم تختتن؟ فماذا تفعل هذه الفتاة المسكينة؟ إمّا أن تثور شهوتها فتحاول أن تهدّئها فلا تجد أو تمارس العادة السرّية، أو تتّخذ طريق الإنحراف سبيلها. أمّا إذا قوّمنا هذه الفتاة بخفضها لكان هذا أيسر وأسهل عليها وعلينا».
وهذا القول مبني على النظريّة القائلة بأن ختان الإناث يحمي من العادة السرّية. وقد بينّا خطأها في القسم الطبّي.

إصفرار الوجه والهزل والإحتلام والعصبيّة وعدم تركيزها
-------------------------------------
يرى مؤيّدو ختان الإناث أن عدم الختان يؤدّي إلى إصفرار الوجه والهزل والإحتلام وعدم تركيزها في الدراسة لشدّة التهيّج وعدم الإشباع وانشغالها بالبظر. ويرد الدكتور محمّد رمضان:
«لماذا لا ينشغل الولد بقضيبه في حين أن البنت تفعل ذلك مع نفسها؟ وفي مصر وغيرها من بلاد العالم مئات وآلاف المتفوّقات غير مختتنات ولسن صفر الوجوه، أو في حالة سرحان، ولا يعانين من الأحلام الجنسيّة! إنها نفس العقيدة المتأصّلة بأن هذه الأجزاء وراء تهيّج الرغبة وحدوث الأحلام الجنسيّة للمرأة. إنه أمر لا علاقة له مطلقاً بذلك، لكنّه التهيّج وإلغاء العقول. وفترة المراهقة بمشاكلها وملامحها عامّة وواحدة، سواء كانت الفتاة مختتنة أم غير ذلك، وسواء كان المراهق فتى أم فتاة».
ويرفض الدكتور محمّد رمضان القول بأن غير المختنات أكثر حدّة وعصبيّة، نتيجة لهذا الهياج الداخلي:
«بأي دليل يقول ذلك؟ وأي علم معه على ذلك؟! أيقول: إنه الواقع؟ فليأتنا ببحثه الذي يثبت ذلك، بل إن الواقع يكذّبه. فما رأيك في آلاف البنات اللاتي تم لهن الختان وهن عصبيات وأكثر حدّة؟ إن الأمر ليس له علاقة بهذه الأجزاء، وإن حدّة وتقلّب مزاج المرأة خاص بالهرمونات الأنثويّة داخلها وتذبذب مستواها في مراحل الدورة الشهريّة. إننا لو أخذنا بنفس المنطق الأعوج لقلنا إن النساء المختتنات عندهن عصبيّة وحدة أكثر بسبب عدم حصولهن على لذّة الإرتواء أثناء المعاشرة».

سفر رب العائلة إلى الخارج
------------------
يقول أبو آلاء كمال علي الجمل تأييداً لختان الإناث:
«أخي المسلم: في أوائل الثمانينات قام كثير من أبناء مصرنا الحبيبة بالسفر إلى الخارج للعمل وجلب الرزق، وحسب الإحصائيّات يوجد حوالي خمسة ملايين مصري في شتّى بقاع العالم، على أقل تقدير نصف هؤلاء بالطبع ترك زوجته. من يسافر من هؤلاء لا يرجع إلاّ بعد سنة في المعتاد. بالله عليكم ماذا تفعل زوجة هجرها زوجها لمدّة عام كامل أو أكثر في عصر كما قلت ظهر فيه من ألوان الفساد ما ظهر [...]. وبالطبع لو كانت الزوجة قد خفضت فإن ذلك قد يهذّب من شهوتها فتحفظ زوجها وبيتها وكثيراً ما سمعنا من نساء تركهن أزواجهن وسافروا إلى الخارج كم عانين أشد المعاناة من فراق الأحبّة، واللاتي لم يعصمهن دين ولا عقل وقعن فريسة للشيطان».
ويرد كتاب «مفاهيم جديدة لحياة أفضل» مفنّداً هذه الحجّة:
«بعض الرجال قالوا أن غير المختنة يمكن أن تخون زوجها لو سافر. وهذا قول فيه إهانة للمرأة لأن الفضيلة تنبع من العقل وتعتمد على التربية وهذا الإعتقاد يرجع أيضاً لاحتقار أعضاء التأنيث وربطها بالشر والرذيلة. والحقيقة أن هذا الربط الزائف بين الختان والعفّة هو الذي جعل هذه العادة تستمر حتّى الآن. فهناك إعتقاد بأن الختان يمنع الهيجان الجنسي قَبل الزواج حيث يقولون: «تبقى أعقل وأبرد». وكما قلنا فإن العفّة مرتبطة بالعقل. والتفكير في فرض العفّة بحد السكّين يعتبر عنفاً ضد المرأة لا يفكّر أحد في ممارسة مثله ضد الرجل لكي لا يهتاج قَبل الزواج، مع أن العفّة مطلوبة للجنسين».
وتشير شهادة لمصريّة مختونة أن ربط ختان الإناث بالعفّة متغلغل في المجتمع المصري:
«الختان عندنا في القرية عادة مرتبطة بشرف البنت. فهو ضمان عفّتها والمسألة تتجاوز الأهل. فالأم التي لا تجري هذه العمليّة لابنتها وتعلن عن ذلك وسط نساء القرية، تعلم أن إبنتها ستتّهم بعد ذلك بالفجور، وربّما لا يتقدّم للزواج منها أحد، لأنها ستكون في نظرهم (عينها بجحة وقليلة الأدب). والأمر لا شأن له بالدين. إنه عرف قوي، وأنا شخصياً لا أجرؤ على عدم ختان بناتي. بتوع مصر [القاهرة] بقدروا، لكن عندنا لا. دي كانت تبقى فضيحة للبنت وأنا لازم أستر عليهم».
هذا وإن كان مؤيّدو ختان الإناث يرون فيه وسيلة للكبح الجنسي والحفاظ على الفضيلة، يرى معارضوه بأن في هذا القول إتّهام لغير المختونات بالفجور. يقول الدكتور محمّد رمضان:
«ليعلم هؤلاء أن أغلب بنات ونساء المسلمين في العالم العربي والإسلامي - ما عدا مصر والسودان وبعض الدول الإفريقيّة - لا يقومون بختان البنات وهن مثلنا في مصر غير فاجرات أو منحرفات. إن هذا إتّهام فاسد وظالم للمرأة، يعاقب عليه الشرع، كما أننا سنجد كثيراً ممّن يحترفون البغاء في مصر - قديماً وحديثاً - قد أجريت لهن عمليّة الختان. فلماذا لم تعصمهن من الإنحراف؟ إن قطع البظر لا يسبّب عفّة أو إستقامة، وتركه لا يسبّب فجوراً وانحرافاً أو هيجاناً».
كما أن معارضي الختان يرون أن ختان الإناث قد يؤدّي إلى نتيجة معاكسة تماماً لما ينتظره مؤيّدوه. فبدلاً من حمايتهن من الإنحراف، قد يؤدّي الختان إلى إنحرافهن. ويرد عبد السلام السكّري على هذا القول:
«كيف يسوغ لطبيب مسلم أن يسمح لنفسه بأن يدّعي باطلاً في مواجهة المرويّات النبويّة ومنها قوله (ص) «الختان سُنّة للرجال ومَكرُمَة للنساء». فالرسول يصف خفض الإناث بأنه مَكرُمَة وإعفاف لهن، والطبيب المسلم يصفه بأنه إنحراف؟ ثم ما يلبث حتّى يقذف الناس جزافاً فهل يستطيع أن يقيم دليلاً على أن المنحرفات هن المختونات؟».


----------------------
سوف أتابع في مقالي القادم الجدل الاجتماعي فيما يخص ختان الذكور والإناث.
يمكنكم تحميل كتابي ختان الذكور والإناث عند اليهود والمسيحيّين والمسلمين
http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=131&action=arabic
وطبعتي للقرآن بالتسلسل التاريخي مع المصادر اليهودية والمسيحية
http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=315&action=arabic
اذا أردتم المناقشة أو وجدتم صعوبة في تحميل كتاب اكتبوا لي على عنواني التالي
[email protected]



#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسلسل جريمة الختان 88: الكبح الجنسي بشبك الفرج أو إخاطته
- سامي الذيب أستاذ أصول الشريعة؟
- خروف إبراهيم الخرفان
- مسلسل جريمة الختان 87: الكبح الجنسي وحزام العفّة
- مسلسل جريمة الختان 86: الختان وكبح النزوات الجنسيّة
- مسلسل جريمة الختان 85: الختان والدين من وجهة علم الاجتماع
- سامي الذيب، حدد موقفك
- ما زرعناه في مدارسنا نجنيه اليوم حصرما مر المذاق
- احتجاج من احد قرائي على مقالاتي اليومية عن الختان
- مسلسل جريمة الختان 84: الختان علامة تمييز ومخالفة
- مسلسل جريمة الختان 83: الختان وتأثير الثقافة الغالبة
- مسلسل جريمة الختان 82: الختان والتأثير المهني
- مسلسل جريمة الختان 81: الختان والتأثير الإجتماعي
- لمن تكتب يا سامي؟
- الختان: سؤال للقراء
- مسلسل جريمة الختان 80: الختان والتأثير العائلي
- مسلسل جريمة الختان 79: تحوّل الشذوذ الفردي إلى تصرّف جماعي ث ...
- مسلسل جريمة الختان 78: وسائل معالجة بتر الذات الشاذّة
- مسلسل جريمة الختان 77: لماذا يبتر الناس أنفسهم ولماذا ختن اب ...
- مسلسل جريمة الختان 76: لماذا يبتر الناس أنفسهم (1)


المزيد.....




- ما هو مصير حماس في الأردن؟
- الناطق باسم اليونيفيل: القوة الأممية المؤقتة في لبنان محايدة ...
- ما هو تلقيح السحب وهل تسبب في فيضانات دبي؟
- وزير الخارجية الجزائري: ما تعيشه القضية الفلسطينية يدفعنا لل ...
- السفارة الروسية لدى برلين: الهوس بتوجيه تهم التجسس متفش في أ ...
- نائب ستولتنبرغ: لا جدوى من دعوة أوكرانيا للانضمام إلى -النا ...
- توقيف مواطن بولندي يتهم بمساعدة الاستخبارات الروسية في التخط ...
- تونس.. القبض على إرهابي مصنف بأنه -خطير جدا-
- اتفاق سوري عراقي إيراني لتعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرها ...
- نيبينزيا: كل فيتو أمريكي ضد وقف إطلاق النار في غزة يتسبب بمق ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - سامي الذيب - مسلسل جريمة الختان 88: الكبح الجنسي ببتر الغلفة والبظر والشفرين