أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عبدالله خليفة - عزيزُ السيد جاسم (2-3)














المزيد.....

عزيزُ السيد جاسم (2-3)


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3957 - 2012 / 12 / 30 - 11:39
المحور: سيرة ذاتية
    



عبرتْ كتاباتُ عزيز السيد جاسم عن موقفهِ المحتفي بكلِ توجهٍ تقدمي في التراث العربي الإسلامي والتراث الإنساني معاً.
فهو من عائلةٍ شيعيةٍ عريقة هي عائلةُ الموسوي لكنه لا يتحنط ويتقوقع في المذهبية. إن عدمَ تحوله إلى شيعي مذهبي مُسيّسٍّ هي مثل رفضه للماركسية حين تتحنط في شموليةٍ غيرِ منفتحة على الدين والقومية، مثل رفضه للبعث حين يغدو شمولية.
لكن كتاباته الأدبية والفكرية هي جزرٌ صغيرةٌ في محيط، فهي تعبرُ عن اهتماماتهِ الاجتماعيةِ الشعبية في ظل دائرته، فكتابتُهُ عن الشريف الرضي الشاعر الكبير من العصر العباسي، أو عن الإمام علي بن أبي طالب هي جزءٌ من اهتماماتهِ الانتمائية الاجتماعية لمذهبٍ ولا تُجيرلا لتصعيدِ وعي مذهبي غير ديمقراطي، بل هي تناول لتلك العناصر الإنسانية في النموذجين التي هي عناصرٌ بشرية مضيئةٌ مفيدة للعالم عامة.
زاويةُ الرؤيةِ تخضعُ لمنهجهِ الذي يضفرُ بين العناصر التراثية الشيعية والقومية والتقدمية الاجتماعية، فهو حين يدرس الشاعرَ الكبير الشريف الرضي يخضعهُ لمقولةِ الاغتراب الحديثة، وليس لكونه من طائفة مختلفة عن العباسيين الحاكمين، بل إن جذوره الأمامية هي جزءٌ من تاريخه الاجتماعي الأسري النضالي، حيث مثّلَ الأئمةُ ذلك التاريخ النضالي لتأسيسِ عدالةٍ وليس لحكم أسرة، ولهذا يرجعُ عزيز السيد غربةَ الشريف الرضي لهذه الجذور وإصطدامها بحكمٍ جائر وبعلاقات إجتماعية صعّدتْ قلةً من الأغنياء البذخيين المترفين وغالبية شعبية فقيرة. وفي هذا السرد الثقافي التاريخي الاجتماعي يتغلغلُ في شعر الرضي ويقارنه بأشعار آخرين. ويبرز في هذا البحث توجه المؤلف للانتماء القومي، فهو يعرض بالبهويين الفرس، ويعتبرهم سبباً مضاعفاً لتدهور الوضع السياسي الاجتماعي في العراق والدولة عامة. والنبرةُ القوميةُ العالية هنا ذاتُ هدفٍ سياسي إيديولوجي، للفصم بين المذهبيةِ والفرس الحكام وليست تحليلاً موضوعياً فالفسادُ السياسي الاجتماعي كان بسببِ مختلف الأقوام عرباً وفرساً.
ويمثل كتابه (متصوفة بغداد) عينةً أخرى على طريقة عزيز السيد في التحليل من خلال النزول في جزيرة وسط البحر التاريخي. فهو يعرضُ للعاصمة بغداد ونشؤها بتفاصيل تاريخية وثقافية وفلكلورية مهمة، وتهمنا عينات من هذا التحليل لقراءة رؤيته.
بدايةً هو لا يعتبرُ حكمَ أسر الأشراف تحولاً انقلابياً تاريخياً بالضد من العصر النبوي الراشدي، ويبدو لديه كاختلاف فردي وظاهرة مستمرة من العهد السابق.
ويقومُ بدراسةِ مدينة بغداد التاريخية بشكلٍ عميق منوع يكشفُ طبيعتَها الداخلية التعددية، مثلما يقوم بقراءة فرقها الدينية وعلاقاتها الاقتصادية الاجتماعية، وهي الظواهرُ التي أدت إلى ثرائِها الثقافي الكبير، يقول:
(وكانت نظمُ الجماعات السكانية المغلقة (في أمورها الخاصة) تكرس التقاليد الطبقية، المتداخلة مع الاعتقادات الاجتماعية، في إطار البنية الاجتماعية التي تقفُ على رأسها نماذج ارستقراطية للرئاسة الاجتماعية والمذهبية) ص 40، متصوفة بغداد.
ثم يؤرخ ويحدد اجتماعياً طبيعة الارستقراطية إقطاعية، ثم ارستقراطية متمدنية وهو توصيفٌ مهم ولكن لا نعرف الطبيعة الملموسة التاريخية لهذا.
المشكلةُ الفكريةُ في هذا العرض هي اعتباره المتصوفة قوى ثورية، فيذكر: (ومن المحقق إن اشتهار بغداد بالتجارة والإدارة بوصفها العاصمة الكبرى للمسلمين كان يعني من الوجه الآخر ميلاد التمرد على التجارة والإدراة ورفضهما فكان الزهد -أحياناً- ثمرة من ثمار ردة الفعل ضد كثافة الدنيوية الماثلة في سلطان المال والدواوين) ص49، السابق.
(كانت الصوفية تعبيراً عن الثورة الاجتماعية كافة).
لكن الصوفية كانت شكلاً من أشكال الإقطاع الديني، المعارض للإقطاع السياسي الحاكم، ولا تملكُ برنامجاً تحويلياً بقدر ما هي تمثلُ عمليات تفسخ للنظام الاجتماعي السياسي، وهي على مستوى المعرفة رؤية لا عقلانية، ويعتبرُ ذلك تدهوراً في تطور الثقافة الموضوعية، وانسداداً لآفاق النضال العقلاني. كانت الصوفية تعبيراً فكرياً عن بداية انهيار الإمبراطورية العربية الإسلامية فقد نشرت الصوفيةُ وميضاً بارقاً دينياً مغرقاً في اغترابه وعبرت عن التحلل التاريخي الاجتماعي ومن ثم انتشرتْ بعد ذلك عملياتُ الدويلات الإقطاعية. إنها ثورة مضادة.
يتبع



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عزيز السيد جاسم (1-3)
- المشرقُ العربي الإسلامي في مهبِّ العاصفة
- البناءُ التحتي القبلي العابرُ للتاريخ
- معسكرانِ متخلفانِ
- مرحلةُ دخولِ الأريافِ في الديمقراطية
- انزلاقٌ نحو الفوضى
- في انتظارِ غودو
- المذهبيون السياسيون إلى الوراءِ دائماً
- الإسلامُ التوحيدي والوطنيةُ
- المحافظون أمريكيين وعربا
- المذهبيون السياسيون والقومية
- المذهبيون السياسيون والاستبداد
- الفكرُ الغربي في حقبتهِ الحديثة
- حقبتانِ من الدين
- سلبياتُ التحديثيين والدينيين
- دعْ الإنسانَ حراً
- المنضمون إلى التقليديين
- الطائفيون والهياكلُ السياسية
- مرحلةٌ جديدةُ للريفيين
- الأساسُ الفكري للانشقاق


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عبدالله خليفة - عزيزُ السيد جاسم (2-3)