أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الفكرُ الغربي في حقبتهِ الحديثة














المزيد.....

الفكرُ الغربي في حقبتهِ الحديثة


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3943 - 2012 / 12 / 16 - 10:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تشكل الفكرُ الغربي الحديثُ في أحضانِ الطبقات الوسطى وهي تحولُ العالمَ التقليدي الى حديث، من خلالِ أدواتِها الصناعيةِ والثقافية والسياسية. وعرفَ هذا الفكرُ التناقضات الحادةَ في بناه بسببِ الجذورِ التقليدية التي انبثق منها ومستوى التطور الاقتصادي التقني المنهجي.
في رؤيتهِ للكون اعتمدَ الماديةَ الميكانيكية، وكانت نظرةُ نيوتن للفضاء هي في مركزِ هذه الرؤية، فكانت رؤيةً مُخصصةً لحركاتِ الأجسام الكبيرة، وتتمدد هذه الرؤية على الأجسام الأخرى والحركة الاجتماعية الإنسانية. كانت هذه على مقاسِ جسم الطبقة البرجوازية الخارجة من الإقطاع، كوكباً صغيراً يخرجُ من سديمٍ اجتماعي.
(لكلِ قوةِ فعلٍ قوةُ ردِ فعلٍ مساوٍ لهُ في المقدارِ ومعاكسٍ لهُ في الاتجاهِ يعملانِ في نفسِ الخط)، وهذا القانونُ الثالثُ للجاذبية حسب نيوتن لن يُطبقَ على الكواكب والنجوم فقط بل على الحركة الاجتماعية كذلك.
الطبقاتُ الوسطى الغربيةُ في بلدانٍ مركزية قائدةٍ تقومُ بتغيير البُنى الاجتماعية المحافظة ستعتمدُ النضاليةَ الثورية، وهي تتجلى وعياً في الماديةِ ومدى قدرتها على فهم الجدل ومستوى الحيثيات العلمية في زمنها، ولهذا فهي ماديةٌ تبسيطية، شعاريةٌ، عامة، وهي إذ تبدأُ من الميكانيةِ السماوية تنزلُ الى الحركات على المستوى الاجتماعي وحتى تصل الى الكائناتِ الطبيعية وتكتشف التطورَ في الإنسان والحيوان والخلايا، وهو التطور الذي تراهُ آلياً، عبر صراع البقاء، وليس عبر التطور الجدلي المتنوع بين الكائنات والطبيعة.
الطبقاتُ الوسطى في صراعِها لتشكيلِ عالمِها بأدواتِ زمنِها تصلُ حتى إلى الجدل عبر هيغل، لكن في ألمانيا المتخلفة أوروبياً، ومن هنا تقوم الطبقاتُ الوسطى بردةِ فعلٍ تجاه الطبقات المختلفة وخاصة لدى الطبقات العاملة حيث تمنعُ حضورَها وتكونها.
عمليةُ التنامي الجدلي الديمقراطي هذه عملياتٌ ستكون في حقبة أخرى، ولهذا فإن الطبقات العاملةَ تردُ عليها بردٍ فعلٍ مضادٍ مساوٍ له في نفسِ الاتجاهِ البرجوازي، أي تقومُ بإلغاءِ الطبقات الوسطى من الوجود التاريخي وتحللا نفسَها طبقاتٍ برجوازيةً لكن في الشرق.
فالاشتراكيةُ كذلك تكونُ آليةً، لم تستوعبْ الجدلَ بعمق بعد.
لكن مستوى العلوم الطبيعية في بدايةِ القرن العشرين يتعرضُ للانهيارِ مع تطورِ أدواتِ المعرفة، كما أن الطبقات الوسطى الغربية التي وصلتْ الى الحكم واستعمرتْ العالمَ تحولتْ الى طبقاتٍ محافظة، فيظهرُ هنا ردُ فعل آخر، فلم تقم بتنميةِ وتعديل المناهج المادية الآلية بل بنسفها، وإلغاء المادية ذاتها، عبر تنامي مناهج مضادة، كالمنهجِ اللاعقلي الحيوي والمنهجِ الفينومينولوجي وغيرهما.
هناك قصورٌ كبيرٌ في المنهج الآلي وهناك ثروة كبيرة من المعرفة ولكن هناك منهج رد الفعل ضد المادة أي ضد الكادحين، وضد قراءة الواقع الموضوعية، فينقلبُ المنهجُ البرجوازي من الخارج الميكانيكي البراني لدرسِ الأشياء إلى الدخولِ الجواني المنفصل عن الخارج والبناء الاجتماعي الكلي.
لهذا ازدهرتْ المدارسُ الداخلية: التوماوية المسيحية، والوجودية، والصوفية، والسريالية، وتيار الوعي وغيرها التي ترتكزُ على قراءات العوالم الداخلية والروحية والغيبية والخرافية.
الطبقاتُ الوسطى الغربيةُ الغارقةُ في أسواقِها وأرباحِها وعوالمِها الداخلية التي تحاولُ عزلَها عن العالم الخارجي وتغلغل الطبقات والشعوب في العالم الثالث، تصطدمُ بالخارج العنيف عبر الحروب وحركات التحرر الوطني ونضال العمال في الداخل وتصاعد الحركات الاشتراكية الديمقراطية.
فتظهر مرحلةٌ أخرى هي التي نعيشها الآن، مرحلة رد فعل آخر، مرحلة الدراسات والمناهج الشكلانية، حيث تلعب البنيويةُ بؤرةُ الفكرِ والثقافة رفضاً للجوانية والقراءات الروحية الداخلية السابقة المتقوقعة، تركيزاً على الخارج مرة أخرى، بأدواتٍ تحليلية جديدة.
البرجوازية الغربية تعترفُ من الخارجِ بالعمال وشعوب العالم الثالث وتشكل أبنيةً ديمقراطية من زجاج، فيما الاستغلالُ يتصاعد ومشكلات البشرية تتفاقم.
مرحلةُ التركيبِ الإنسانية بعيدة، بين الداخل والخارج، بين الطبقة الوسطى والعمال، بين الغرب والشرق، بين مناهج المعرفة والتحليل الجامعة بين المضمون والشكل، بين التحليل الخارجي وقراءات الواقع، بين الدول المتمحورة على ذواتِها المطلقة والطبقات الشعبية المنهكةِ من الاستغلال، بين حكمٍ برجوازي أبدي ودوراتٍ خارجية طيفية سياسية للعمال.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقبتانِ من الدين
- سلبياتُ التحديثيين والدينيين
- دعْ الإنسانَ حراً
- المنضمون إلى التقليديين
- الطائفيون والهياكلُ السياسية
- مرحلةٌ جديدةُ للريفيين
- الأساسُ الفكري للانشقاق
- الوحدة الأوروبية نموذجا للخليج
- لعبةُ الكراسي الاجتماعية
- الطليعيون والتحول إلى الطائفية
- ثقافة النهضة والتوحيد
- الأمم الكبرى الشرقية والديمقراطية
- ما هوية الأمة؟
- روسيا الاتحادية وتحولاتها السياسية (2-2)
- روسيا الاتحادية وتحولاتُها السياسية (1-2)
- تذبذبُ الإخوان
- مراعاةُ قوانين التطور التاريخية
- وجها النظام التقليدي
- قلقُ الأردن الجغرافي السياسي (2-2)
- قلقُ الأردن الجغرافي السياسي


المزيد.....




- -الأسبوع القادم سيكون حاسمًا جدًا-.. أبرز ما قاله ترامب عن إ ...
- هل اغتيال خامنئي عامل حاسم لكي تربح إسرائيل الحرب؟
- لجنة الإسكان بالبرلمان توافق على زيادة الإيجار القديم بنسبة ...
- مصر تكرم أشهر أطبائها في التاريخ بإطلاق اسمه على محور وكوبري ...
- -تسنيم-: مقتل 7 أشخاص في قصف إسرائيلي استهدف سيارتين مدنيتين ...
- بوتين يلتقي رئيس إندونيسيا في محادثات رسمية غدا الخميس
- مصر تحذر: المنطقة ستبقى على حافة النار بسبب فلسطين ما لم تحل ...
- بقلوب مكلومة.. غزة تودّع أبناءها الذين قضوا في طوابير الجوع ...
- هل تستطيع إيران إغلاق مضيق هرمز وكيف سيؤثر ذلك على العالم؟
- في حال اغتيال خامنئي.. ما هي حظوظ ابنه مجتبى في خلافته؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الفكرُ الغربي في حقبتهِ الحديثة