شرح مبسط لسؤالي حول مكان الله

تولام سيرف

الحوار المتمدن-العدد: 3946 - 2012 / 12 / 19 - 15:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

الله موجود...اذاً يجب ان يشغل حيز او مكان
من خلق هذا المكان؟
هذا المكان يجب ان يكون بعمر الله
اي من المستحيل ان يكون الله هو الذي خلقه

للاسف لحد الان لا يوجد مؤمن واحد يستطيع مجابهة خرافة وجود الله بسبب تسليم كل كيانه لهذه الخرافة

لا يوجد مسلم واحد ذو مستوى يمكن الحوار معه حول الوجود....انتظرت كثيرا ان يأتي محاور ويبرهن ان المؤمن يحمل ثقافة...للاسف لا يوجد سوى الاسئلة الساذجة والطرح الساذج.

لنبدأ بشرح مبسط عن الوجود
الترابط المنطقي بين متطلبات الوجود لا يقبل النقاش والخروج عنه يعني عدم الوجود....اي محاولة لتبرير اخر يكون اصرار سخيف على شيء غير موجود

لكي يكون هناك خالق ومخلوق يجب ان تتوفر الشروط التالية

اولا لا يمكن ان يكون الخالق داخل عدم, لان جميع الصفات داخل العدم مجبرة ان تكون لا شيء او صفر....مثلا....كل انواع الحركة صفر...كل انواع الذكاء صفر...اي لا يمكن انتاج اي شيء ذكي فما بالك في خلق كون وقوانين وزمن....وحتى ضوء الله لا يمكن وجوده في العدم لان قوته ستكون صفر....في حالة وجود اي قيمة لاي جزء معين من الله سيفقد العدم طبيعته كعدم

ثانيا الله يجب ان يشغل حيز وهذا الحيز يجب ان يكون مكان...ووجوده يجب ان يكون مرتبط بالزمان ايضا لان الخالق والمخلوق يجب ان يتواجدا في نفس النوع من الحيز

ثالثا الله يجب ان يكون موجودا قبل المكان وقبل الزمان, ولكن اي عملية خلق او حدث يجب ان تكون مرتبطة بالزمان وهذا يعني الزمان موجود منذ وجود الله ايضا وهذا يدحض وجود الله ايضا...لانه مستحيلا

رابعا اثناء عملية الخلق يجب نقل طاقة من الخالق الى المخلوق اي كان نوعها...وكلمة نقل تعني فقدان...وكلمة فقدان تجعل من الله يفقد الوهيته....ولكن هذا موضوع اخر

ان لم يتوفر شرط من هذه الشروط...فلا يمكن الحديث عن خالق او الله
وان لم يكن طرحي عن المكان واضح....فلنأخذ الزمن....لكي يخلق الله الزمن يجب ان يستغرق ذلك زمن...وهذه خرافة مستحيلة....لانه لايمكن للزمن ان يكون قبل الزمن...او يجب ان يكون الزمن ازلي....اي من المستحيل ان يكون الله هو من خلق الزمن...اي لا يوجد خالق يستطيع خلق الزمن
واقعيا لا يتوفر شرط واحد من هذه الشروط في المدعو الله

من اصعب تعريفات الله هو ما جاء به الفيلسوف الديني
Thomas von Aquin
حيث قال
الخالق هو المسبب الواعي للكون
--------

هذا المسبب هو الذي خلق الزمان
المسبب يجب ان يتخذ قرار قبل ان يسبب الكون...المكان والزمان...وكلمة قبل تحمل في طياتها عامل الزمن...لذا مهما حاول هذا الخالق او اتباعه بوضع تعريف جديد له فهو لن يتخلص لا من الحيز او المكان ولا من الزمان....لاننا سنملك دائما على الاقل حالتين مرتبطتين بهذا الخالق.....حالة الاختيار وحالة القرار....حالة اختيار......يخلقنا ام لا...وحالة قرار....انه يخلقنا...وهنا يجب ان يكون هناك تسلسل زمني

الاكثرية الساحقة من المؤمنين يحاولون الرد على المنطق بان الله لا يمكن تفسيره منطقيا....ويتصورون هنا انهم قد نجوا من الردع لحيلهم ومحاولاتهم

الجواب هو انه من المستحيل لشيء....لا منطقي....ان يبعث شيء منطقي دون امكانية شرح اللامنطقي منطقيا....فلسفة
اي ببساطة مثلا....الله بعث محمد كنبي او عيسى ابنه....عيسى ومحمد يمكن شرحهم منطقيا...فهم يملكون على الاقل جزيئات وذرات يخضعون لقوانين طبيعية منطقية

الله....لا منطقي
عيسى او محمد....منطقي
لا منطقي...يبعث منطقي
اذاً يجب ان يكون هناك شرح منطقي لله اللامنطقي
وبذلك يفقد المؤمن ارضية ذلك التبرير اللامنطقي تماما

موضوع المكان او الحيز لله هو مشتق من موضوع اخر تم طرحه سابقا يتعلق بالزمان ويسمى
Draygombs Paradoxon
الذي يقول
الزمن ضروري لاي تغيير
القرار بحد ذاته هو تغيير
التغيير بحاجة الى زمن
اي وعي مسبب لايمكنه اتخاذ قرار بدون زمان
كل وعي يحتاج الى زمان
الله وعي
اذاً الله يرتبط وجوده بالزمان.....وكما بينت اعلاه ما يخص العدم والوجود فهو يرتبط ايضا بالمكان او الحيز او اي شيء اخر
وبذلك لا يمكن لله ان يكون هو مسبب للزمان والمكان

تحياتي ومودتي

تولام

#تولام_سيرف (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل