أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - جمهورية ليون السورية














المزيد.....

جمهورية ليون السورية


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 3942 - 2012 / 12 / 15 - 19:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جـمـهـوريـة لــيــون الـسـوريـة
في مدينة ليون بفرنسا, التي أعيش فيها من سنين طويلة طويلة, تجاوزت السنين التي عشتها في بلد مولدي سوريا, يعيش ســوريـون كـثـر. منهم الأطباء, والمهندسون وأساتذة الجامعات والمدارس والموظفون والعمال والتجار.. وخاصة كثير من الطلاب الجامعيين. منهم من أنهى الدكتوراه, ويعيد تكرار دكتوراه ثانية أو ثالثة, لأسباب عدة, منها للحصول على وثيقة دراسية يبرزها اهله لشعبة تجنيد بلد مولده, بالرغم أن غالبهم تجاوز الأربعين من العمر, ليحصل على تمديد تأجيل الخدمة الإلزامية... وألح على كلمة إلزامية!!!... وخاصة في هذه الظروف العصيبة... ومنهم من نــســي البلد كليا.. منذ غادرها من عشرين سنة أو أكثر... ولكنه يلتقي ويجتمع غالبا مع شباب من بلدته أو قريته... والكثير منهم تزوجوا فرنسيات أو أوروبيات... لا بسبب الحصول على الجنسية, التي لم تعد أوتوماتيكية, كما كان في السابق...إنما تحتاج لانتظار خمسة سنوات بعد الزواج, زائد دراسة تفصيلية لإضبارة المطالب بالجنسية.
جاليتنا السورية هيتروكليتية, متنوعة, ملونة, منها من يحافظ حتى على تقاليد وعادات قريته أو حيه العتيق في سوريا, محافظا عليها أكثر من سكان البلد أو الحي بأيامنا هذه. ومنهم من تـأقـلـم كليا مع عادات وتقاليد ليون وضواحيها الملونة وأزيائها وطعامها المشهور, أكثر من السكان الأصليين..........
في هذا البلد مثل فرنسي محلي للتحذير من أخطار الخمر يقول :
كأس واحد.. ماشي الحال... كأسان.. ماشي الحال نسبيا... ثلاثة كاسات.. مــرحــبــا يا خطر...... وقد تحول هذا المثل عن اجتماع السورييين بين بعضهم البعض.. يقول :
سوري واحد.. ماشي الحال......
سوريان.. ماشي الحال.. نسبيا
ثلاثة سوريين : حزب سياسي.. وأخطاره......
وهذه حال جاليتنا السورية العتيدة.. باختلافاتها.. بألوانها.. باعتراضاتها.. بلقاءاتها.. بتجمعاتها وافتراقاتها.. ونقاشاتها.. وصراخاتها... وخاصة بهذه الأيام... وهي تتابع يوما بيوم.. ساعة بساعة, ما يجري على أرض سوريا من قتل وتقتيل وحرب وتهجير. تتابع جميع البيانات الروسية والصينية والأمريكية والسعودية والقطرية والأممية, وكل المحطات الإعلامية المختلفة التي تبث وتذيع أنباء كاذبة مغشوسة أو صادقة ونصف صادقة, حسب المد والجزر... والمحطات السورية التي يمكن استماعها لحظات قليلة على الأنترنيت... حيث أن الإعلام السوري أو اللبناني الموالي لسوريا, محجوب كليا على الأقمار الصناعية الأوروبية.......
الجالية السورية؟؟؟... الجالية السورية... بين موال ومعارض.. 50% من كل طرف...مثلما ينتخب الفرنسيون غالبا...50 زائد شحطة بسيطة ترجح كفة على أخرى بكل ديمقراطية هادئة... حسب الميول والتحليلات السياسية... أما لدى الجالية السورية, هذا الفرق يبقى ـ غالبا ـ ما عدا بعض الاستثنائيات الضيقة القليلة النادرة, عاطفيا.. عائليا.. طائفيا.. أو حسب الدوافع والأسباب والأحداث أو الذكريات التي دفعت هذا أو ذاك من السوريين لمغادرة ســوريـا, والهجرة منها نهائيا...
تتبقى نسبة ضئيلة جدا, تلتزم بحياد سلبي أو إيجابي... حسب تطور الأحداث والقتلى والمدن والقرى والتي تقصف.. أو يجتاحها هذا الطرف أو الأخر من المتحاربين على الأرض... ومؤخرا تغيرت بعض الأطراف المعارضة, أو الحيادية, لدى اكتشافها أن مقاتلين سلفيين جهاديين من جنسيات مختلفة, حتى بينهم أوروبيون اعتنقوا الإسلام, يحاربون باسم الجهاد في سوريا, لتأسيس خلافة إسلامية جديدة, ترفض كل أساليب الديمقراطية والدساتير المبنية على الحريات الإنسانية ومساواة المرأة بالرجل... وهذه النسبة أو تلك تتأثر دوما حسب النشرات الإعلامية, ومناظر الضحايا وتهديم وتفجير البنى التحتية والفوقية بالمدن السورية المختلفة... بالإضافة إلى تكاثر العائلات السورية التي تهاجر إلى فرنسا, رغم صعوبات الحصول على فيزا فرنسية أو أوروبية في هذه الفترة, حيث تم إغلاق العديد من السفارات الأوروبية التي تدعم المعارضة السورية ومحاربيها المختلفين....
كم عدد سكان جمهورية ليون السورية... لست أدري... إذ أن الإحصائيات العرقية ممنوعة منذ بداية الثمانينات من القرن الماضي... وأحد الطلاب ممن عرفتهم قبل هذه الفترة أجرى إحصاء للدكتوراه التي قدمها : عن الميول السياسية والانتخابية للفرنسيين من أصل سوري.. وكنا آنذاك بمنطقة الرون (Rhône) ليون والمدن والقرى التابعة لها.. أكثر من عشرين ألفا في ذلك الوقت... أما اليوم ومع تزايد الهجرات السورية المختلفة... السوريون في ليون؟؟؟... جمهورية ليون السورية؟ عددنا ضخم لا بأس بــه... ولكنني لا أستطيع تحديد تماما.
كم آمل أن تتحول هذه الجمهورية الليونية ـ الفرنسية ـ السورية الناعمة المثقفة المختلفة الآراء, إلى منظومة مرتبة عاقلة مقترحة لمصالحة منطقية للسلام في سوريا, دون اللجوء إلى أية قوة عسكرية أو حربجية أو مصلحية خارجية... مصالحة ســوريــة ـ ســوريــة, توقف المجازر والتخريب والترويع... يمكننا البدء بالتصالح والمصالحة هنا في ليون, ومن ثم نتحاور مع جميع الأطراف, داعمين فقط من يقبل المصالحة ووقف العنف نهائيا... حماية للكيان السوري, كدولة وشعب وبلد. وخاصة لوقف القتل والتقتيل, من أي طرف كان... يمكننا أن نقدم الدعم المادي والمعنوي والفكري... صحيح أننا لا نملك لا بارودة ولا مدفع, ولا آبار نفط... ولا تلال من الدولارات, نشتري بها الرجال والمحاربين والمشايخ وأجهزة الإعلام المختلفة... ولكننا بحكم وجودنا في هذا البلد... تعودنا وعشنا التجربة الديمقراطية... ويمكننا أن نفيد بها بلد مولدنا سوريا... وخاصة شــعـب ســـوريـا... التي آمل من أعمق أعماقي أن تـــحـــيـــا..........
بــالانــتــظــار..........
للقارئات والقراء كل مودتي محبتي واحترامي.. وأصدق تحية مهذبة.. حــزيــنــة.
غـسـان صــابــور ـ ليون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفجيرات في سوريا.. وأصدقاء سوريا
- من نتائج التفرقة...صور في الغربة
- كيف تفرقنا...صورة.
- مساهمتي باستفتاء الحوار المتمدن
- بضعة كلمات لمسيو فابيوس
- صورة سورية... وصور غريبة
- أيها السوريين استمعوا لهذا الإنسان (إعادة نشر وتصحيح)
- وأكتب عن سوريا...أيضا...
- رد إلى الحوار المتمدن
- أهذه ثورة في سوريا؟...أم حرب ضد سوريا؟؟؟...
- حلب أمارة إسلامية
- ذكريات وخواطر سورية
- كلمتي هذا المساء...
- ماذا عن سوريا اليوم؟؟؟!!!...
- كلام...كلام...كلام...
- هل تسمعون أجراس فلسطين؟؟؟...
- في الحوار.. مع الحوار (المتمدن)
- مات الملك...عاش الملك
- أشلاء سورية
- بورصة.......


المزيد.....




- من الحرب العالمية الثانية.. العثور على بقايا 7 من المحاربين ...
- ظهور الرهينة الإسرائيلي-الأمريكي غولدبرغ بولين في فيديو جديد ...
- بايدن بوقع قانون المساعدة العسكرية لأوكرانيا وإسرائيل ويتعهد ...
- -قبل عملية رفح-.. موقع عبري يتحدث عن سماح إسرائيل لوفدين دول ...
- إسرائيل تعلن تصفية -نصف- قادة حزب الله وتشن عملية هجومية في ...
- ماذا يدخن سوناك؟.. مجلة بريطانية تهاجم رئيس الوزراء وسط فوضى ...
- وزير الخارجية الأوكراني يقارن بين إنجازات روسيا والغرب في مج ...
- الحوثيون يؤكدون فشل تحالف البحر الأحمر
- النيجر تعرب عن رغبتها في شراء أسلحة من روسيا
- كيف يؤثر فقدان الوزن على الشعر والبشرة؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - جمهورية ليون السورية