|
هكذا تكلم المحب الأبكم...الأخيرة والدمعة الأولى
يونس بن الزحاف
الحوار المتمدن-العدد: 3924 - 2012 / 11 / 27 - 21:54
المحور:
الادب والفن
هكذا تكلم المحب الأبكم...الأخيرة والدمعة الأولى...
الإهداء: مع كامل تشكراتي إلى كل من خدع شخصا باسم الحب ـ الصداقة ـ السلم ـ الإنسانية وإلي كل من تنعدم فيه صفاة الإنسانية
السيجارة الأولى ـ سيجارة هروب.
يا أمي كنت آتيا لأراك. لكني لم أعد أريد أن أراك... ألست أنت من أتى بي إلى هذا العالم؟ ألست أنت من قال لي ستجد من تحب في هذا العالم؟ وقلت لك بكل فرح وجدتها... فصرت أعيش بين وردتان. فصرت أحبكما معا. فقلت لي بكل اهتمام. يا ولدي الله معك، ومعها. ألست أنت يا أمي من أعطيتك أول قبلة في الحياة. ولم أظن أني سأعطيها لأحد غيرك. لكني أعطيتها لشخص ثاني. اعتبرته حياتي... وروحي... وقلبي المجروح... والدم الذي يجري في عروقي. اعتبرته كل شيء. ليعتبرني في الأخير لا شيء... نعم أنا مجرد لا شيء... لا أريد أن أراك يا أمي أبدا. لا أريدك أن تري ابنك مجروحا. لا أريدك أن تري ابنك مهزوما. لا أريدك أن تري ابنك متألما. لأني لا أريدك أن تتألمي. أعتذر أمي كثيرا... لكن ارجوك لا تتألمي. أرجوك... ثم أرجوك... لا تتألمي... لكني لا أريد أن أراك. الوداع يا أمي... الوداع يا من أحببت. وأنت يا أبي. ألم تكن سلطويا؟ تشتمني، تشتم أمي، تشتم أختي، تشتم أخي. لكني أحببت كثيرا... كثيرا... خاصمتك، وقلت لك بعصبية سوف لن ترى وجهي ثانية. أعتذر أبي. أعتذر فعلا لأنك لن ترى وجهي ثانية. من تريد أن ترى يا أبي؟ هل تريد أن ترى فاشلا؟ هل تريد أن ترى إنسانا يسهل خداعه؟ يا أبي، يا حبيبي. أقسم لك أني لن أعود. كيف أعود، وأنا الآن سأقول لك وداعا. أختي. ويا أحلى إنسانة في الوجود. معك علمت أن الحياة تضحيات. لكن كيف، يا أختي كيف؟ ومن ضحيت لأجله، ضحى بحبنا. أحبك كثيرا... وبالرغم من حبي لك أقول لك وداعا. وأنت يا أخي، كيف أكون مثلا لك وأنا الآن أقول لك وداعا. أحبك جدا... جدا، جدا... لكني سأقول لك كلمتين قبل أن أرحل... الكلمة الأولى: لا تكن مثلي أبدا... الكلمة الثانية: وداعا حبيبي الصغير.
السيجارة الثانية ـ سيجارة النسيان.
وتبدأ حكايتي... يا إلهي... من أين أبدأ الحكاية؟ حكايتي المأساوية. لا أعرف من أين أبدأ... لكني سأبدأ. إذن يا رفيقي. اعطيني سيجارة كي أنسى من أدخلني في دائرة النسيان. فأنا اشتقت إليها بالرغم من أنها تذكرني أن الحياة مجرد نار ودخان. أو قل لي كلمة جميلة تجعلني أحس أن الحياة تنفتح مثل شقائق النعمان. اعطيني كأسا من نبيذ، كي أنسى... ويا ليتني أنسى. قل أحبك... أو لا تقلها... فما الحب إلا كذبة يتفوه بها لسان كل الكاذبين. إذن قل أحبك مادمت لا أصدقك. قل أحبك كي أتذكر... وأتألم أكثر... أكثر يا رفيقي أكثر. قل أحبك ولا تدع حبنا يبقى بين طيات الكتمان. وإن لم تقلها فأنا مستعد أن أكتبها على كل الجدران. أمضي في طريقي فلا أرى وجها إلا وجهك. لا أرى الآخرين، بالرغم أن الكل يراني. أنت هنا... بين شراييني تكملين دورتك الدموية. تتساقطين من عيوني فتكونين أول دمعة تساقطت من عيناي. أنت الإحساس الذي يشعرني بالجنون الجميل. أنت القبلة المفقودة بين زقزقات العصافير. انت هنا... صورتك أمام قرنية عيناي... صوتك دائما يلامس أذناي... وحبك دوما مخبأ في قلبي... وهناك... هناك...بعيدا عني... آلاف الأميال من الدموع تفصلنا عن بعضنا. والدموع التي فارقتنا، لا يمكن أن تلاقينا مجددا. كيف؟ كيف؟ كيف... كيف تلاقينا وقد كنت أنت من اختار الفراق. كنت أنت من قال بلامبالاته وداعا. كنت أنت من جعلني أحس أن حبك أسوأ الجروح. كنت أنت. كنت أنت. كنت أنت. من أعطاني درسا في الخيانة.
السيجارة الثالثة ـ سيجارة اللاأدرية.
علميني. علميني كيف يكون الحب خيانة. علميني كيف أهدي لك وردة وأنت أجمل الورود. علميني كيف أهدي لك وردة دون أن أقطفها. دون أن أفارقها عن أمها. أمها الأرض... وعلميني إن كنت أتعلم. أيها الإنسان... اجعلني أبكي... أكثر من بكائي هكذا. اجعلني أبكي بين أوتار الكمان. وبذلك يكون ألمي عزف على كل الأوتار والألحان. واجعل دمي يصير النوتة الثامنة بعد موتي. أو بعد حياتي... بعدك يعذبني أكثر ما يحييني. وكلما أحببتك ازداد بعدك عني وزاد عذابي. فرجاءا ابتعدي أكثر كي أتعذب أكثر... لم أعد أريد الحياة... أريد العذاب فقط. اتركيني... اتركيني... اتركيني، أرجوك... ودعيني أتعذب، وأعيش في مأساتي وحدي. فسم حبك جعلني أعرف أن الحياة ليست مكانا للمحبين. كيف تكونين معهم وأنت معي. وكيف أكون بعيدا عنك فأحس أني مرتميا بين أحضانك يا جنتي وجحيمي, سأقول كلمتي بعدما سحب مني الكلام... جرحتني... جعلت مني أحمقا... منافقا... دمية تتلاعبين بها كما تريدين. جعلتني أعيش لأجلك فقط. جعلتني أنسى من أنا؟؟؟ مت كل مرة ألاف المرات قبل أن ألتقيك. أخاصمك، فتخاصميني. أسعى وراءك، فتعرضين عني. سرت عبدا... وكيف لا ؟؟؟ والحب أعظم سيد في الوجود. لا أريد أن تفهمي شعوري. لأني لا أريد لهذا الشعور أن ينتهي. لا أريد لهذا الشعور المر أن ينتهي. فبالرغم من مرارته، فهو الحقيقة. والحقيقة كما تعلمين دائما مرة.
السيجارة الرابعة ـ سيجارة الحيرة.
أحببتك... أحبك... وسأحبك... لكني كيف أعود لك. لن أكون أحمقا وأصدق حبك. فأنا أحبك جدا. لكن اعذريني. إن قلت لك لم أعد أثق فيك. فلا ثقة في الحب. أبدا... أبدا... الحب أبعد من الفوز في يانصيب الإنسانية. سأنسحب دون أن أجرحك. أأنا أجرحك !!! لا، ولا، ولا أبدا... أو أحرجك. أنا أحرجك !!! لا أبدا... أو أشتمك. أنا أشتمك ؟؟؟ لا يا حبيبتي الأبدية، لا... سأنسحب... دون ان أدعي قلقي في وجهك. وعلميني كيف أحب. وعلميني إعراضك عني. وعلميني إن كنت اتعلم. وعلميني كيف تكون الخيانة حبا. وعلميني كيف تكون القبلة جريمة. وعلميني كيف أكون سعيدا وأنت بعيدة عني. وعلميني كيف أحبك وأنت تحبين غيري. وعلميني...أرجوك. اجعليني أبدو عصفورا قطعت جناحاه في اللحظة التي لم يمتلك فيها أي جناح. علميني بصمتك عني. وكأن شيئا لم يقع؟؟؟ وكأني غير موجود. مادام غيري موجودا. وعلميني كيف أحب. إن كنت تدركين كلمة حب. وعلمي الصادق كيف يكون كاذبا. وعلميني كيف أنسى وعودي لك. وعلميني كيف أستيقظ وأنا غير مستيقظ. وعلميني يا من ظننتها حبيبتي. وعلميني كيف كنت وحيدا، وبقيت وحيدا، وصرت وحيدا، وسأكون وحيدا. اعذريني إن قلت لك أن حلم حبك حلم لا ينقضي. حلم لم يتحقق إلا من خلال شتم وخصام ولامبالاة وخيانة. لا يهمني أن تبالي. لا يهمني... فلامبالاتك أصدق جواب سمعته أذناي حتى الآن.
السيجارة الخامسة ـ سيجارة في اليد وقلم في الأخرى.
آه يا قلمي، لو قلت ما أشعر به لكم سأكون مدينا لك. بدمي، ودموعي، وحياتي، وموتي... وكلي، وعدمي، ووجودي، ولا وجودي. آه يا قلمي كم سأكون ممتنا لك... وبآخر قصيدة من مدادك يا رفيقي الغالي. عشت معي أسوء اللحظات. دعني أقول لك شكرا حتى لو لم تكتمل قصيدتي. لا أريدها أن تكتمل، أو تنتهي... فما النهاية إلا حلم الفاشلين... لا أريد لعذابي أن ينتهي... هيا أيها الأسود الصادق فلنبدأ من جديد. حلما جديدا يكون عنوانا لفشلنا في حياة الفاشلين. قصة جديدة دون ذكر كلمة حب. قصة تجعلنا خالدين. في حياة اللاخلود... لكن كيف يا قلمي كيف؟ وما تبقى من دمعي، قد أذرفته على قصة حب ممزقة. كيف أكتب قصة بدون دموع ولا آلام. كيف؟ كيف؟ كيف؟ يا قلمي... أجبني كيف... لا أعرف، لكني سأجرب كيف أكون وحيدا... سأجرب كيف أكون سيدا لنفسي عوض عبد للآخرين... أيها العالم. لكم حروبكم. ولكم أكاذيبكم. ولكم أفراحكم. ولكم ظلمكم. ولكم خيانتكم. ولكم كل ترهاتكم. أما أنا فلا شيء لي. سوى قلمي، وقصة حب ممزقة عنوانها الخيانة. كتبت بقلم يدعى المأساة... لي قصة حب ممزقة. في كل مرة أحاول ترميمها تزداد تمزقا. أيها الأحمق. كفى...؟ أيها البليد. كفى...؟ أيها المنافق. كفى...؟ أيها المتطفل. كفى...؟ أيها الوحيد. عش وحدتك، وقل لمن خدعك، اخدعني أكثر. فمهما خدعتني سوف لن أخدعك أبدا. فكيف يشفى هذا الجرح. أجبني يا من ظننته الحلم الذي حلمته طيلة حياتي. أجبني، ولو لآخر مرة في حياتك. أجبني كيف يكون قلبك قاسيا. كيف تكون الخيانة باب أقفل على حجرة حبنا. كفى...؟ كفاك من حلم عنوانه الكذب. كفاك، أرجوك.... كفاك آلاما ومآسي... كفاك من أشخاص يدعون محبتك، وهم يطعنوك في الظهر.
السيجارة السادسة ـ سيجارة عودة وفراق.
أيا حبيبتي الأبدية... أنا الآن إلى جانب قنينة من نبيذ عوض أن أكون إلى جانبك. أنا الآن أضع بين أصابعي سيجارتي. سيجارتي التي فارقتها. وها أنذا أعود إليها بعد طول فراق... أما أنت فنائمة وغير مهتمة... امضي ولا تهتمي لأمري... أما أنا فسأمضي في عذابي إلى الأبد... ويا ليت ما كان كان... ويا ليت الذي لم يكن كان. ويا ليت كائنا ما في هذا الكون يفهمني. إذن سأمضي في طريقي... هذا إن كانت لي طريق... وإن لم تكن فسأصنعها من خلال حبل مشنقة حبك. سأمضي في طريقي رفقة سيجارتي... وكأس من نبيذ بارد... يبعد عني حرارة لقاك وفراقك. سأمضي دون نسيان حبك المستحيل. دون نسيان قصة صداقة، فحب، فخيانة. إلى الأبد... إلى الأبد... حيث اللاأبد...
السيجارة السابعة ـ سيجارة تذكر.
لقد التقينا في آخر برهة... فقلت لي سامحني يا فلان... اعلمي أني أسامحك دوما... هل أنا لا أسامح... ولقد سامحتك، فيما مضى. لكني لا أحب التكرار. تكرار الخيانة. بنفس البشاعة. اعلمي أني أسامحك دوما... لكن إن سامحتك كيف أسامح نفسي... وإن سامحت نفسي كيف أسامحك... فأجيبيني رجاءا... إن كنت تحبيني...أو تخونينني. فأجيبيني... هل أسامح نفسي؟ أم أسامحك يا خائنتي؟؟؟ أحبيبتي...أخائنتي. أنا الآن في حيرة من أمري. أعرف كل شيء... ولا أعرف شيئا... كل قصائدي التي رسمت عالما من حب. لم تكتمل بسببك. كل وعودي التي قدمتها لك. لم تكتمل بسببك. كل شعور بالحنين إليك. لم يكتمل بسببك. كل جرح كان نتيجة خيانتك. اكتمل بسببك. وكل دمعة سالت من عيناي. لم تنقطع بسببك. وحبي الصادق... صار فشلا بسببك. إذن أنا الخائن. أنا الكاذب. أنا. أنا. أنا. أما أنت فكنت الإنسانة التي خدعتها. التي كتمت أسراري نحوها. وفي الأخير أسمي كذبي عليها حبا؟؟؟ وكيف لا يكون حبا وأنت الإنسانة التي دمعت لها عيناي. وكيف لا يكون هياما وأنا أحس أني غريب بدونك. وكيف لا يكون عشقا وقد أقسم النوم أن يفارقني. وكيف لا يكون موتا وقد أقسمت سيجارتي أن لا تفارقني. وكيف لا يكون غراما وقد أقسمت أن أفارق عالمي. وكيف لا... كيف لا... كيف لا أفارق جسدي... جسد ذاق من عذابك ما يكفيه ليبقى مجروحا إلى الأبد. ويا ليتني أكلم من يفهم... ويا ليتني لم أتكلم...كما لم تتكلمين.
السيجارة الثامنة ـ سيجارة المحب الأبكم.
يا أيها المحب الأبكم... لماذا يخوننا من نظن أنهم ملائكة. لماذا يكذب علينا من نظنهم آلهة. لماذا، لماذا، لماذا؟ أجبني قبل أن أنام نومي العميق. فكل أوراقي امتلأت حزنا. كل حياتي صارت جحيما. إن من يستطيع أن يجعلك أسعد إنسان هو نفسه الذي سيجعلك تذوق طعم الشقاء والعذاب وكل الآلام. إن عدت لك يا حبيبتي فسأجرح أكثر. أما إن تركتك فسأجرح نفسي. هل أعود...؟ لا أستطيع... هل أتركك...؟ لا أستطيع... هل أجرب حبا جديدا من جديد...؟ لا أستطيع... هل أنسى كل شيء؟ لا أستطيع... هل أتذكر كل شيء؟ لا أستطيع... هل أعيش...؟ لا أستطيع... هل أموت...؟ نعم، أستطيع، والبعد عنك هو الموت بحد ذاته. وكيف لي أن أعيش مادام هناك شخص خانني. هل أنتحر... وما الذي سيقع؟ لا شيء... العالم سيسير كما كان. وربما أحسن... إذن فلننهي تدابير الجنازة. وليكن ما يكن... فلا أحد يحبك أيها الأحمق. لا أحد... إلا ثلاثة حماق مثلك. وأقسم بنفسي أن لا شيء يستحق الحياة في هذه الحياة. لا الحب المغتصب. ولا الصراحة الكاذبة. ولا خدع الصادقين. ولا حتى الأحلام التي بنيناها معا، فكنت أنت من دمرها. ولا... ولا... ولا... ولا شيء أبدا... كلنا نخشى الموت وهذه نقطة ضعفنا. أما أنا الآن فلا أخشاه، بل أتمناه. وإن لم تتحقق امنيتي... فأقسم أني سأحققها بنفسي. وبذلك سأعلن عن انسحابي من لعبة تسمى الحياة. كل شيء فيها مباح... كل شيء... إلا الحب، والسلم، والصدق، وحلم الإنسانية المفقود. كوني خائنة... كوني كاذبة... كوني جحيما... كوني غير مبالية، أو غير مهتمة. كوني كما تريدين... فأنا لم أكن خائنا، ولا كاذبا، ولا جحيما...بل كنت أريد الحياة. وأعلن أني لم أكن كما أريد... بل هذا الذي أريد بي... هذا الذي أردته بي... هذا الذي أريد بي... في مسرحية كنت أنت بطلتها. بينما أنا لم أكن إلا ضحية لبطولتك. هنيئا لك بالبطولة... أما أنا فسحقا لي بهزيمتي وفشلي. لكن قبل أن أرحل، اعلمي أني ظننتك إنسانا... اعلمي أنك كنت الشجرة الوحيدة التي أغرد في ظلالها. وتمنيت أن تغردي بين أغصاني كما فعلت. لكن كيف وقد غرد غراب في ظلالك قبلي. كيف... ولطالما أحببت الأشجار... لا لجمالها أو لظلها... بل إني غصن من أغصانها... فقولي لي كيف تخون الشجرة غصنها مادام امتدادا لها. مديني بالماء كي أمدك بدفء الشموس. وقولي نعم... نعم... نعم للحياة... لكن يا شجرتي أي حياة قلتي لها نعم. ولم كلما ناديت بحبي لك... أجبتني بخيانتك قائلة لا... لم؟ لم يا شجرتي الغالية؟ لم عصفورك رخيص هكذا...؟ قولي لي أرجوك فالحب كالطبيعة يخشى الصمت والكتمان. وكلما كان الصمت، كانت هناك آلاف أعاصير الفراق تنتظر. وكلما كان الكتمان، كانت الفناء قريبا جدا من كوكب حبنا. وكلما كان الذي كان، ما كان الذي سيكون. وكلما صارت الخيانة قانونا، صار الحب لصا... يعيش مختبئا في سجون الغدر... ينتظر اليوم الذي سيطلق فيه سراحه... لكنه في حقيقة الأمر، ينتظر لحظة إعدامه... ينتظر النهاية... ونهاية النهاية... ويظل يحلم بميلاد جديد من بطن الإنسانية العاقرة. إذن سأحلم... سأحلم أني استيقظت... ويا ليتني أستيقظ... وسأحلم أني لم أكن موجودا... بعد أن وجدت... في عالم يدعي الوجود... كفاني... كفاني... كفاني... كفاك أيها المحب الأبكم. من تخاطب؟ فمن تخاطبها، لا تسمعك، ولا تريد أن تسمعك، ولن تسمعك أبدا. فهي نائمة تترقب شخصا... لن يكون اسمه يونس أبدا... فكما قالو لنا يونس أكله الحوت منذ زمن بعيد. بعيد... بعيد جدا... ولكنه نجا في الأخير !!! لكن اعلمي أن يونس هذا علم من هو الحوت الذي أكله. ولم ينج أبدا... ولا يريد النجاة أبدا. يا إلهي... من قال الحب جميل. فهو أحمق. من قال الحب حياة. فهو ميت. من قال أن الحب سيد الكون. فالحب الذي يعلمك تكون عبدا للحبيب، بينما الحبيب يكون عبدا للآخرين... ومن قال أن المهم في الحب هو البداية. فهو لم يعش النهاية... ومن قال أن قصيدتي ستستمر. فهو لم يعلم أن هذه نهايتها... نهاية ما كانت لتكون. لكن قلمي قال ذهب مدادي سدى، وتخلى عني... وقبل أن أتخلى عنك قل هذه هي النهاية... أعتذر يا قلمي...فهذه هي النهاية إن كنت مصرا جدا. وأنت تعرف كم أصر، إذا كنت عنيدا جدا...
السيجارة التاسعة ـ سيجارة موت القلم وانتحار الأماني ونهاية القصيدة وللانهايتها. بقلم : يونس بن الزحاف بمدينة بن سليمان المغرب بتاريخ : 27ـ11ـ2012 على الساعة الثالثة وخمسة وثلاثون دقيقة 03:35 متوفرة على البوابة الرسمية ليونس بن الزحاف بشكل مكتوب أو مسموع (غير متوفرة حاليا) www.Benzehaf.blogspot.com أو على الحوار المتمدن بشكل مكتوب
للإتصال:
[email protected] Web Site : http://www.Benzehaf.blogspot.com
#يونس_بن_الزحاف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أعتذر جدا...
-
لحظة صراع
-
تائه إلى الأبد
-
صرخة محب
-
حب وثور وألم
-
أتيت لأراك
-
وولدت الآلام
-
تحت سجن أخي ( أو المرأة المسجونة
-
العاصفة
-
رسالة من جحيم
-
أصيديقي...
-
لا سلم بعد الآن
-
وآلمتني الحياة
-
حمامتي (قصيدة شعرية)
المزيد.....
-
12 دولة تشارك في مهرجان -تشيخوف- المسرحي الدولي عام 2025
-
مسقط: RT كما -الخنجر- العماني ينبغي الحفاظ عليها كشكل من أش
...
-
إطلاق سراح مغني الراب الايراني توماس صالحي بعد إلغاء حكم ساب
...
-
سلطنة عُمان تشهد العرض الأول لفيلم RT العربية -الخنجر-
-
الكويت.. اكتشاف تمثال نادر يظهر تأثيرات ثقافة العبيد في دول
...
-
اختتام ملتقى الشارقة للخط فعاليات دورته الحادية عشرة -تراقيم
...
-
احتفالاً بعيد الاتحاد نبذة من ديوان الشيخ زايد بن سلطان آل ن
...
-
مكتبة الإسكندرية تطلق النسخة 2 من مؤتمر الذكاء الاصطناعي
-
مصر.. فنانة تجسد شخصية فتاة قتلت بطريقة مروعة وأسرتها تهدد
-
كأنها جريمة من أحد الأفلام.. سجين يدير شبكة نصب في بنغازي من
...
المزيد.....
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
المزيد.....
|