أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يونس بن الزحاف - رسالة من جحيم














المزيد.....

رسالة من جحيم


يونس بن الزحاف

الحوار المتمدن-العدد: 3578 - 2011 / 12 / 16 - 05:55
المحور: الادب والفن
    


رسالة من جحيم
أنا اليوم سعيد.
ومن أجل سعادتي أتألم.
لعلي مع عالم التناقضات أتأقلم.
مع حبي أحلم.
وجود بدون عدم.
أردت أم كرهت سأنزل من ذاك السلم.
وأقول لم يكن إلا حلم.
عشت مع من ظننتهم إنسان.
فلم أجدهم إلا غنم.
يرعون على كل ما يجدونه بنهم.
أردت أن أحب أحدا لعله يشفيني من هذا الألم.
لكن من يهتم.
وأنت، وأنت، أيها الصنم.
لم تشتمني كل ماكنت عن السلم أتكلم.
عن الإنسانية لعلها تفهم.
عن آلام محب أبكم.
كل ما يعلمه أن الحياة بيت مظلم.
لا أعلم.
لا أعلم.
عن أية حياة تتكلم.
يخاطبوننا بلغة الخشب والصم.
يمتصوننا لعلهم يرتجفون ما بقي من دم
أهذا ما تسمونه تقدم.
ولهذا أنا لا أعلم.
مجنون في وحدتي ولن أندم.
أيا من يهدم.
تفضل واقرأ رسالتي.
وليست أية رسالة أهديها إليك.
هذه رسالة من جحيم لعلها تكفيك.
تغضبك.
وإذا أردت ان تشتريني بيديك.
ونقودك.
بكلابك التي تركلها برجليك.
فتذكر ان اليوم ليس سوق صعاليك.
اليوم يوم نهاية.
مل الكل فمات قبل أن يرى الحياة التي لديك.
فارجع إلى من كان يشتريك.
وقل له أن لا عبدا في مجزرتك شريك.
وأن الحياة التي عانيناها لم تكن إلا لعب مواليك.
كانت خناجرا اخترقت أحشائي.
أحشاء لم تذق طعاما حلوا.
لم تذق طعم الحياة.
إلا من خلال رشفات سم باردة.
تمتعت معها بكل لحظة أموت فيها.
وتمتعت كثيرا...
في الثانية مت أكثر من مرة...
وفي الدقيقة لبست أكثر من نعش لقبر الحياة...
وفي الساعة أغفو فينام الجميع...
لم الكل مات؟؟؟
الكل مل وانتحر...
فرفعت شعارا...
وأعلنت عودة للقبر...؟
فقمت بجولة بين قبور أحبائي...
وإلتقيت بشخص لم أعرفه لكني سررت برؤياه.
فعرفني بنفسه قائلا أدعى الألم...
وإمكانك أن تسميني المأساة...
ولي آلاف من الأسماء...
وأنا مالك هذه المقبرة...
فهلا عرفتني باسمك...
فقلت أنا لعين...
إبن اللعنة...
ولا أدين بدين اللعنة...
وأنا من بين مريديك الأوفياء.
أحبك والآن هل لنا من هدنة؟
أنا أيضا أحبك، فهل يفترق الحبيبان؟
سأوافيك بقية عمرك.
وأتمنى أن يطول لأحبك أكثر.
فتساءلت؟
ألا تملك غير هذه القبور.
فلتستولي على قبة الوالي.
فأجابني يرتجف خوفا.
أنا حارس الوالي.
أحرس، لكي لا تطرق باب أصحاب المعالي.
فلتكن لطيفا وغنوعا يا إبني.
فلست بأول اللطفاء ولا آخر الخانعين.
فقلت ذاك تكلم، ومات، فسميته من الخائنين.
وذاك ثرثر، فأصبح للحاكم من المقربين.
ألأول خائن والخائن من الوطنيين؟؟؟
يا إبني، بعض من أراد أن يعيش فكان من المقتولين.
والآخر مارس هوايته في فن اللصوصية فكان من المستثنين.
فلتمت يا إبني في قبرك، فالسياسة ليست للإنسانيين.
كن كلبا وديعا لتملأ فمك بالطحين.
فتكون كبشا سمين...
وحينها نقول هذه أضحية أتت من رب العالمين.
كفى؟
فأنا لم أكن أعلم أن الألم يحب المظطهدين.
ولم أكن أعلم أن الألم يخشى السلاطين.
أنا لا أعلم.
فلتعلم أنني لا أعلم.
وهذا إن كنت أعلم.


يونس بن الزحاف
15/12/2011
ببنسليمان



#يونس_بن_الزحاف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أصيديقي...
- لا سلم بعد الآن
- وآلمتني الحياة
- حمامتي (قصيدة شعرية)


المزيد.....




- افتتاح معرض فن الخط العربي بالقاهرة بتعاون مصري تركي
- عام فني استثنائي.. 5 أفلام عربية هزت المهرجانات العالمية في ...
- صناع فيلم -الست- يشاركون رد فعل الجمهور بعد عرضه الأول بالمغ ...
- تونس.. كنيسة -صقلية الصغيرة- تمزج الدين والحنين والهجرة
- مصطفى محمد غريب: تجليات الحلم في الملامة
- سكان غزة يسابقون الزمن للحفاظ على تراثهم الثقافي بعد الدمار ...
- مهرجان الكويت المسرحي يحتفل بيوبيله الفضي
- معرض العراق الدولي للكتاب يحتفي بالنساء في دورته السادسة
- أرشفة غزة في الحاضر: توثيق مشهد وهو يختفي
- الفنان التركي آيتاش دوغان يبهر الجمهور التونسي بمعزوفات ساحر ...


المزيد.....

- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يونس بن الزحاف - رسالة من جحيم