أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جيلان زيدان - عالم في عالم في -فينا-














المزيد.....

عالم في عالم في -فينا-


جيلان زيدان

الحوار المتمدن-العدد: 3921 - 2012 / 11 / 24 - 04:58
المحور: الادب والفن
    


حينما تضيع في الأرض, تجد السماءَ تبحث عنك.. تلك قبّعةَ العالم..
وحينما تخرج في نزهة ترجّلية, تصاحب السماءُ رأسك طوال الرحلة لئلا تضيع أو تفلت من الكون.. وهناك لا تجد من يظلل رأسك وقتما تسير,
أو يعانق حلمك حينما تنام, أو تـُلحف به روحَك وروح حبيب لك في شرق الكرة حيث أنت في غربها..

حينما تقف.. تصبحُ السماء خلفيةَ الأرض.!



هذا العالم الذي قسّمنا إلى أراض كثيرة, كان يرحل بنا ليأتينا هناك.. كما تسافر الطيور بعيدا لتضع بيضها,,
يقطع مسافة طويلة.. حتى إذا جاءه المخاض.. وضعنا على حافة جارفة في أقاصي الحياة, أو دفننا في أغمق سرّ في الغابة, مدّعيا بذلك سُنة الحفاظ..
ثم يعود بعد الخريف بخريف آخر, ليجدنا إما انحدرنا, وإما ابتلعتنا الأسرار..
وغالبا لا يعود..

هذا العالم الذكي, استطاع أن يقسّم الأرض إلى حيث نقف, وإلى حيث نغيب, وإلى حيث نموت.. وإلى حيث وضَعَنا أول مرة.. حين أنجبنا في سرّ الإقصاء..
استطاع أن يصنّف الأرض ويسمّيها, ويلونها بدفء الوطن تارة وبقرْس الغربة كلما شاء..
ثمّ وزّعنا في كل بقعة صلبها لاسم.. هذا العالم مبتدئ التوازن.. نصبَ ادعاءه لنا شركَ الحفاظ مجدّدًا.. في كل مرة كان يرتل "الحفاظ" ..
ونحن ندرك ما سنكتشفه لاحقا.. أنه كان يعني : الحفاظ على نفسه فقط.

وكلما حاولنا الفرار من طينتنا.. علّمَنا أسماء دخيلة على إنسانية آدم.. منها: السياج.

هذا العالم الغبي, قسّم الأرض.. ولم يستطع تقسيم السماء!


أعتذر لله, لم أشك الوحدة في وحدتي, حيث تواتري مني إليّ في عدة هيئات كان يطمس التوصيف والتجنيس لعوالمي الصغيرة..
ويعيد تفرعاتي لهذا العالم الأكبر..

قررتُ أن أصنع عالما صغيرًا مني,, إنسانه أنا والكائنات, ودويلاته المقامة والساقطة!
قررتُ أن أحافظ على مبدأ الحفاظ, وأن أوازن تعريف التوازن, أن أكون العالم لهذا العالم.
"
كيف تصنع نفسك من تربة وبذرة وجذر وفرع, .. كيف تصنع روحك من زهرة,
كيف تكتبُ على العالم : ورقة!!
ثم تعتدل بهيبة وتقرّر أنك شاعر, وتقرأ النبات.. وتكتبُ: ورقة!
وتقرأ الحصى.. وتكتبُ: ورقة!!, وتقرأ الجرذان.. وتكتبُ: ورقة!!
كيف تصنع حبركَ من نهر؟!
ثم تجمع كل حطب العالم وتحرقه في دفتر بنيّة إعدام النار, فيصاعد غبار الأرفف..تختنق به,
يذكرك بأنك الحطب الوحيد المتبقي في سطر عاق,...
ستحرق نفسك ببطء في القصيدة..!
"
نحن فينا.. نحبل بالفكرة, والحلم المكوّر, نحلم أننا نحلم.. ثم نفيق على سفر. الأحلام لا تهاجر إلينا..
الأحلام تومض في الأقاصي.. تومض في العدم... قبل تكويننا تشع..
ربما خلقنا من ومضات أمل!
نسافر.. إلى تلك الحافة التي عليها وُضعنا,, أو في سرّ الغابة الذي فيه أهمِلنا..!
نقطع مسافة من طاقة التحقيق, نصرّ أننا سنفعل.. وحينما نصل إلى حيث أنفسنا البعيدة, نجدنا هناك قد احترقنا, قد أُفنينا في زمن مجهول,, بكل طاقة الوقت,,
فنفعل..إما أن نضع أحلامنا وسط أرواحنا المشوهة, وإما أن نعود مثقَلين بمشاهدنا المسحوقة علاوة على ثقل الأحلام.

"
كيف نعبر إلينا؟

كل السيارات مهووسة بالعبور, تعرف أنها صنعت للطرقات, صنعت لسرعة أعلى من السكون.. جميعها يتحرك نحو هدف ما,
في مُتاحها كل الطرق مشروعة..
الخرائط لفافة الأرض.. لها,, كلّ مسميّات الشارع.., الغربة والوطن..
فكيف نعبر وسط كل هذه السيارات, وسط هذه الوظائف الخبيرة بالسير..
ونحن الخبيرون بالانتظار؟!

الغريب أننا من يقودها إليها.. لكن: من سيقودنا إلينا؟!!


قد يأتي يوم وننهض من حيث ودعنا الأحلام فينا أو من حيث أحرقناها هناك.. فينا أيضًا..
لكننا سننسى أننا أتينا من بعد أن تجاوز العيش طاقتنا, سنأتي نشتري أحلاما جديدة, سنأتي بنا, لا نملك غيرنا.., في هيئة عملة معدنية صدئة,
سيرفض العالم إباعتنا حلمًا, كما سترفض الأحلام مصاحبتنا للعالم..
سينظران للصدأ, ويهملان قيمتنا المدفونة أسفل هذا الموت المتراكم.

لا بأس أيها العالم الذي اخترعتكَ لي.., لا تدربني على الحزن الأكثر, بعض التدريب يفقدني فطرتي الأصقل على الحزن.
بعض البريق ينطفئ بالتلميع أكثر.. دعني رخامة في منجم, لؤلؤة ثمينة في بطن سمكة غارقة, لا أود أن يكتشفني صياد,,

فقط, أبقِ السماء على هيئتها, لا تقسّمها, تقاضَ الأرضَ لك, والحلم لك, والعناوين المطموسة..

أهدِني السماء مغلّفة بالغيوم,, حينما أعرّيها.. سأفصحُ عني..
سأتنهّد معها لتنقشع منها الغيوم, ومن الأرض رزمانة الذاكرة.



#جيلان_زيدان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذيل نقطة : o
- من كوّة على الهباء
- صديقة الطرقات.. بلا تذكرة
- كائن الدموع..لا تبرئه سحابة
- سافرْ مع اللبلاب
- في سلة الألوان بحر
- سوزان عليوان
- ضوضاء في عيني
- 14 آب 2012
- بينما كنتُ أشتعل !
- غرباء يطؤون الورق
- في الغرفة السداسيّة
- وردة في القفص
- السماء أيضًا بحر
- لأسمر : )
- غير متوفر
- قزحيًّا ينفق الزهريّ
- يطير بالطريق
- محكوم بالدخان
- [ فاء جيم راء ]


المزيد.....




- فيلم -أوسكار: عودة الماموث-.. قفزة نوعية بالسينما المصرية أم ...
- أنغام في حضن الأهرامات والعرض الأول لفيلم -الست- يحظى بأصداء ...
- لعبة التماثيل
- لماذا يا سيدي تجعل النور ظلاماً؟
- نشطاء يريدون حماية -خشب البرازيل-.. لماذا يشعر الموسيقيون با ...
- -ماء ونار-.. ذاكرة الحرب اللبنانية في مواجهة اللغة وأدوات ال ...
- أردوغان يستقبل المخرج الفلسطيني باسل عدرا الفائز بأوسكار
- توقيع اتفاق للتعاون السينمائي بين إيران وتركيا
- تسرب مياه في متحف اللوفر يتلف مئات الكتب بقسم الآثار المصرية ...
- إطلالة على ثقافة الصحة النفسية في مجتمعنا


المزيد.....

- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جيلان زيدان - عالم في عالم في -فينا-