أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جيلان زيدان - [ فاء جيم راء ]















المزيد.....

[ فاء جيم راء ]


جيلان زيدان

الحوار المتمدن-العدد: 3832 - 2012 / 8 / 27 - 23:46
المحور: الادب والفن
    



//
وبعد,,
........
يسألونني عن الطفل (ي), كيف هو بعدك إذ يتبناه حزن فريد..!
نعم.. (ي) منذ فقدكَ أو افتقادكَ احتسى جرعة هائلة من حبر واهم.
قضى على إثرها بكفي وقتا طويــلا يصارع النجاة من وقع الركود, من بَرََد الأركان.. ومن ساعتها وحياته منزلقة...نعم, طبيعيّ أن يكون انزلاقا نحو الأسفل, نحو بؤرة السحيق..
"
(ي) لم يعد يثق بأبٍ جديد من بعدك.. بعد أن رُخّصت السعادة للسعداء فقط.. للزائفين قيد الضحك, للمرتدين ريش الحرية على الأرض.
من بعدك..... فكَّ مقبضَ القلب؛ لئلا يدق عليك من جديد,, وأغلق فمه جيدا بإحكام .. فلا يحملك تثاؤبه نطف حلم غارق برأسه . كفكرة شرعية لورق متعطش. ولا يحاول أن يشرع روحه ثانية هاذيا باسمك كمتوسل حب..
"الدمعة تسكن قلب البلور .. وهما ينسابان معًا.... تنسكبُ هي, ويتشظى البلور..
تنزل بيضاء تشفّ عن قلب وراءها, به بثرة تخبر عن نفسية الرجل الطيب,
وعثرة تعيد مشهد الولد العنيد حينما أراد أن يزجّ بالجبل من أعلى سطح الأرض.
الدمعة ليست مسؤولة عن عرق الشهيد, ولا عن أمه الشهيدة أيضًا جرّاءَ الحزن..
الدمعة مسؤولة عن الفيضان بإغراق الذات."

هذا ما وجدته صباحا بعد أن أفقتُ على صوت تنبيه لرسالة تذكارية بهاتفي خافتٍ جدا يحدوه صوت درّاجة نارية بالخارج صَخِب بحق.. فلما قرأتُ ما ترك لي (يـ) أدركتُ أن رنينا شجيّا إنما يسابق النار. أن صخبا يسيطر لا محالة.
(ع), أكتبُ لك.. بعد أن فكّر (ي) بجدية باستبدال خوائه بازدحام يشبه صورة منقولة عن عربات المترو وقت الذروة, قرر أن يواجه الاكتئاب باشتباكه, قرر أن يبدأ الدمع بصلاة.....!!

وهي المرة الأولى التي أعجزُ فيها عن استكمالي خدعتي له بلعبة الجدران, تلك الجدران التي كنا نتسلقها يوميًا حتى إذا ما ارتقينا.. أوهمتُه التطلعَ للفجر.!
وهي المرة الأولى التي لم أستطع فيها حصر زخات النار على قلبه, بعد أن تعلّم العدّ على كثبان القبور القريبة.
"
لم يحدث بعدك الكثير إلا أن (ي) قد استطالت هوامشه قرابة الثلاث سنتيمترات وأصبح وجعًا صادقا يعتد به, يُثق بنزفه... هل تعرف أني صرت أخشى أن يطول فيبلغ محاذاتي فلا يرضى يومًا إلا أن يحمل حزنك عني؛ فأبتعد عنك يا ( عين ) وأنا التي تجاهد في الحفاظ على آخر انكسار منك .. وضلعٍ ... ومقلمة !!
أما عني .. فلا تكترث لضياعي, لا أريد أن أضيّع ما يضيع بيننا مرتين .. لا أريد أن أشغل الفراغ بالفقد المكروه.
أمارس حياتي المفروضة ببؤس من الألم التام, وأعمد لمهامي المنزلية أزاولها بوصاية مكررة...

حتى إذا ما بدأتُ بتلميع القطع التحفية, تحرّشتُ ببروازك ورفعته إلى صدري وجعلتُ أضيّع في
حركاتي به؛ كي أمهل عيني المختلسة من صورتك عناقا إضافيا .... استسقاءَ الحواس.
أحبك يا (عييييين) وكأني أجلس على طرف الكرسي في منتهى الذاكرة ... أراقب أحلامي تتهشم
أحاول النهوض من بروتوكول الاستضافة ... أترك أحدهم يتكلم وحيدًا .. وأغادر ...
لأني لستُ المعنية بالحياة.

أحاول الهروب لألتقطك فتاتا أشتم به صبرا ... أحاول انتشالك من جوفي .. لأبقيك مكانك بالبرواز , متاحًا لعناق الروتين .
إنما يبدو أن هوامشَ (ي) استطالت .. فحدّتني.



الغرباءُ يعبرون أقدارنا يا (ع) كمتسّولي القطارات , ينامون في الوقت المارق.. ونحن .... نتوقف من أجلهم, وننتصر لتلك اللقاءات المدبّرة .. حتمًا يعرفون متى سيغادرون في الدخان,,
وعلى أيّ رصيف سيتألمون لذنب الفراق أمامنا.. مدّعين ربيعًا يثمر الثلج.. وعلى أي رصيف آخر سيبتدئون حكاية عفوية أخرى في صورة هدية مغلّفة بدهاء المواقف .. يعرفون ونحن نعرف أنهم يحتالون بالقلب والبراءة .. يصنعون الدوائر وهم خارجها .. ثم يمضون في حلقات...,,
أعرف أننا افترقنا . وأننا خرجنا إلى عامٍ يشبه الشهر في خطوة واسعة, وأننا اجترأنا على قلوبنا بما يحرث خصبها المدفون.
ولكني أجزم أننا ما زلنا نقف بيباسٍ على عدم التصديق يا (.....) , نشبع الفراغات بأحلامٍ جدد .. لا تشبهنا..
نقف في مراكز دوائر الانهزام المصفوفة.

"

كيف حالك؟ لعلّه سؤال ختامي لحلقة مفقودة..
إن كنتَ بحال جيّدة ... فأخبرني يا (ع) لأرصّ قلبي حجرًا في نافذتك؛ فأطّلعَ عليكَ بصمود .... وأهديكَ عشّ العصافير المبني فوقي .. فينبئكَ خبر الصباح بتغريد. أخبرني لأبقيَ النافذة مفتوحة على الطريق, وصوت بائعة اللبن .. تستدرج الرزق.. أخبرني لأرزقكَ الحب من شجرة الليمون.. من بكاء الطفل يسجّل خطواته في أيامه الأولى .. أخبرني لأهديكَ أيامنا الأولى !!
إن كنتَ بحال جيّدة ... فسأخرج هديتك الأخيرة لي من درجي.. وأستبيح ملامحها, أتفحصها جيدًا بحبك القديم.. وبحبي طوال الوقت.. ثمّ أعيدها لشيب الزمن يغتصب نضرتها بجرأته المعهودة مع الأشياء والقلوب .

وإن كنتَ ... "لا" ..
فلتكتب لي الشعر يا (عين) .. اكتب لي قصيدة أخيرة, كتلكَ التي ألقيتها يومًا في النيل طالبًا إليه الزواج مني... ففااااض !!!
كتلك التي كتبتها ممسكًا بيدي وأمليتها عليّ بوجع شديد .. يقرأ المسافة ...
وبعد انتهائكَ/ انتهائـ/ـكـ/ـي/ صفقتَ لي بفرح.. وقبّلتَ يدي بلطف رجوليّ ساحر ..
اكتب لي نوتة معقّدة على مقام رخيم .. كبكائي مع الطريق المهاجر إليك لا يفتر رهقه.
تلك الحاء والباء التي كتبتها بيدكَ يا (عين ) .... وناصرتَ بها ورقي ونصرتَ بها قلبي..
أحيا بها ما زلتُ.. أكسيجينًا وذاكرةً ودمًا.

وإن كان الجوابُ : لا ..
فاكتب لي : (فاءً , وجيمًا وراءً) ...إنما في صفحة فارغة .. بدّل كل الذي كان وابتكر فصلًا خبيثا توراى عن العالمين.. ربما به أستطيع استكمال لعبة الجدران مع (ي) وبالتالي خدعتي الموفقة له !!
وريد رسائلي ما زال مفتوحًا على النافذة .. أرسل الرسالة افتراضيا لصبري الشحيح ...
أرسلهاااا أرسلهاااا يا عييين .. ولا تنسَ أن ترفق بها تنبيها تذكاريا لصغير يتجرع المفكّرات يوميًا
أرسلها (لي) ولـ (يـ)ــاسين فلقد أوشكنا على النفاد.



(ج)
مـ(ج)ـهدة
في عنق الانتظار.



....



#جيلان_زيدان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الورقيّ ياسين للثائر عمر
- عابرون
- في رأسي حرب
- كأنه بالداخل
- قصة ال كلّ موت
- فريدة تحديدا في 8 آب 2012
- على حافة التنبؤ
- يشبه التعليل
- - اشتقتك -
- عن وجهٍ في القاع
- بالإمكان موتٌ ونصف قصدة
- الساحل يذهب مع الريح
- إلى مشاغبٍ عاقل
- إلى الآن..فريدة


المزيد.....




- -الهجوم الإيراني على قاعدة العُديد مسرحية استعراضية- - مقال ...
- ميادة الحناوي وأصالة في مهرجان -جرش للثقافة والفنون-.. الإعل ...
- صدر حديثا : كتاب إبداعات منداوية 13
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...
- ميسلون فاخر.. روائية عراقية تُنقّب عن الهوية في عوالم الغربة ...
- مركز الاتصال الحكومي: وزارة الثقافة تُعزّز الهوية الوطنية وت ...
- التعبيرية في الأدب.. من صرخة الإنسان إلى عالم جديد مثالي
- يتصدر عمليات البحث الأولى! .. فيلم مشروع أكس وأعلى الإيردات ...
- المخرج علي ريسان يؤفلم سيرة الروائي الشهيد حسن مطلك وثائقياً ...
- فنانون سوريون ينعون ضحايا تفجير كنيسة مار إلياس


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جيلان زيدان - [ فاء جيم راء ]