أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - اغتيال عرفات لم يَنْتَهِ بَعْد!














المزيد.....

اغتيال عرفات لم يَنْتَهِ بَعْد!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3908 - 2012 / 11 / 11 - 13:24
المحور: القضية الفلسطينية
    


حسب عِلْمي (وقد أكون مخطئاً) لم يُجْرَ أي استطلاع (دقيق) للرأي بين الفلسطينيين، يجيبون فيه عن سؤال "هل تؤيِّد نبش قبر الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، وأخذ عيِّنات من رفاته، توصُّلاً إلى إقامة الدليل (الطِّبي) النهائي والقاطع والحاسم على أنَّ مادة البولونيوم المشعَّة هي سبب وفاته، أو أداة جريمة اغتياله وقتله؟"؛ وأعْلَم أنَّ المجيبين (وليس من إجابة غير "نَعَمٍ"، أو "لا") سيختلفون (إذا ما سُئلوا) في بيان وشرح أسباب وحيثيات الإجابة.
والحاجة إلى الإسراع في نَبْش القبر، وأخذ عيِّنات، تشتد وتقوى؛ لأنَّ "الدليل (الطِّبي) النهائي والقاطع والحاسم" سيموت هو أيضاً عمَّا قريب، وإنْ كان موته لا يعني أنَّ "الحقيقة (أو مزيداً منها)" لن تَظْهَر وتَبان مستقبلاً (من طُرُقٍ أخرى).
لكنَّ "نَبْش القبر" لا يفيد إلاَّ في التوصُّل إلى إجابة (طبية) نهائية عن السؤال الآتي: "هل مات عرفات بالبولونيوم؟"؛ فإذا ثَبُتَ وتأكَّد نهائياً أنَّ مادة البولونيوم المُشعَّة (في داخل جسمه) هي سبب وفاته فسوف يزداد، عندئذٍ، وزن "فرضية" أنَّ إسرائيل هي التي قتلته واغتالته بهذه المادة؛ لأنَّها هي إحدى الدول القليلة التي تملكها في العالم؛ ولأنَّها صاحبة المصلحة (الكبرى) في التخلُّص منه؛ ولقد سبق لها أنْ أكَّدت عزمها قتله.
لقد وَضَعْتُ كلمة "فرضية" بين مزوجين؛ لأنَّ الغالبية العظمى من الفلسطينيين تُؤمِن إيماناً لا يتزعزع بأنَّ إسرائيل (وشارون على وجه الخصوص) هي التي قَتَلَت زعيمهم؛ فارتكاب إسرائيل لهذه الجريمة (في حقِّهم) ليس بـ "فرضية"؛ وإنَّما هو "حقيقة لا ريب فيها".
الفلسطينيون لا يستسيغون، ولا يتقبَّلون، لأسباب بعضها يكمن في معتقداتهم الدينية، فكرة نُبْش القبور، وأخذ عيِّنات من الرُّفات؛ لكنَّ هذا لا يَحُول بينهم وبين "سوء الظَّن" بِمَن يرفض ويُقاوِم (ولو للأسباب التي يقتنعون بوجاهتها) نَبْش قبر زعيمهم، وأخذ عيِّنات من رفاته؛ ذلك لأنَّهم يُؤمنون، في الوقت نفسه، إيماناً مماثِلاً بأنَّ فلسطينيين كانوا جزءاً من المشاركين في ارتكاب تلك الجريمة؛ ودرءاً لسوء الظَّن هذا (وللأسوأ منه) كان ينبغي للرافضين والمقاومين أنْ يستخذوا لمبدأ "الضرورات تبيح المحظورات"، وأنْ يَقْبلوا، من ثمَّ، الإسراع في نَبْش القبر، وأخذ عيِّنات من الرُّفاة؛ لأنَّ وقت الحصول على "الدليل (الطِّبي) النهائي والقاطع والحاسم" يُوشِك أنْ يَنْفد، وإنْ كان هذا "الإجراء" لا يَصْلُح إلاَّ لـ "اتِّهام"، أو "تبرئة ساحة"، مادة البولونيوم.
السلطة الفلسطينية (أو بعض منها) قد تكون مُعْتَرِضة على "الإجراء"، وللأسباب (أو الحُجَج) نفسها؛ وقد تقول (إذا ما قالت) في مَعْرِض اعتراضها إنَّ الفلسطينيين ليسوا بحاجةٍ إلى "إثبات المُثْبَت"، و"تأكيد المؤكَّد"، ألا وهو أنَّ إسرائيل هي التي قتلت عرفات؛ لكن هذا يعني، ويجب أنْ يعني، أنَّ الفلسطينيين يحتاجون إلى أنْ تُعْلِن "السلطة" رسمياً أنَّ إسرائيل هي التي ارتكبت هذه الجريمة في حقِّ "الزعيم" و"شعبه"، وإلى أنْ تُعْلِن، أيضاً، موقفاً من إسرائيل، بصفة كونها مُرتكِب الجريمة، يتناسب مع جريمتها. وإلى أنْ تُعْلِن "السلطة" هذا "الإعلان المزدوَج"، يظل الفلسطينيون في حاجة إلى "إثبات المُثْبَت"، و"تأكيد المؤكَّد".
إنَّني أعْلَم أنَّ ما يعاينه ويعانيه الفلسطينيون الآن (ومنذ إغتيال زعميهم) من سوء الحال (بأوجهها كافة) لا يمكن رده ونسبه إلى هذا السبب فحسب (اغتيال عرفات) لكن لا يمكن، في الوقت نفسه، فهمه وتفسيره إلاَّ على أنَّه بعضٌ من النتائج والعواقب المترتبة على اغتياله، والتي كانت على شكل "أهداف" إسرائيلية كامنة في جريمة الاغتيال.
وهذا إنَّما يعني أنَّ اغتيال عرفات هو الذي منه جاء كثيرٌ من هذا الاغتيال لوحدة الفلسطينيين، ولقضيتهم (وحقوقهم ومطالبهم) القومية، ولقواهم في "المفاوضات" و"المقاوَمة".
وأحسب أنَّ وقوف الفلسطينيين على "الحقيقة كاملةً"، والتي بعضها يكمن في رفات عرفات، سيؤسِّس لحالٍ فلسطينية جديدة، تُسَلِّح الفلسطينيين بما يمكِّنهم من اغتيال أهداف الاغتيال.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة في ثقافتنا الشعبية!
- أوباما الثاني والأخير!
- حلُّ مشكلة -حق العودة- بعدم حلها!
- هكذا أَفْهَم تصريحات عباس!
- بلفور بأُصوله وفروعه!
- المكيافلية والصراع في سورية!
- إسرائيل تَضْرِب في السودان ردَّاً على -طائرة إيران-!
- الدولار الأردني!
- وللكويت نصيبها من -الربيع العربي-!
- إشكالية -الدِّين- و-السياسة- في -الربيع العربي-!
- الضفة الغربية.. قصة -التِّرْكة والوَرَثَة-!
- معنى -فيليكس-!
- الأُسطورة الجريمة!
- الرَّقم 2.3 مليون!
- إمبريالية أفلاطونية!
- متى نتعلَّم ونُجيد -صناعة الأسئلة-؟!
- حتى يتصالح نظام الصوت الواحد مع الديمقراطية!
- من يتحدَّث باسم الشعب في الأردن؟!
- -سؤال الإصلاح- في الأردن الذي ما زال بلا جواب!
- جهاد -حزب الله- في سورية!


المزيد.....




- آيا صوفيا في تركيا.. إليك أسرار التحفة المعمارية التي صمدت 1 ...
- إسرائيل توقف الرحلات الجوية في مطارها الرئيسي بعد سقوط صاروخ ...
- بوتين: روسيا لم تكن بحاجة قط لاستخدام الأسلحة النووية وآمل ب ...
- البرلمان السلوفاكي يحذر من اندلاع حرب عالمية إذا تدخل الناتو ...
- غانتس يدعو لرد فعل عنيف في طهران إثر سقوط صاروخ يمني بتل أبي ...
- السودان: قوات الدعم السريع تشن هجوماً بالمسيّرات على مطار بو ...
- فيديو – مجموعة من الثعالب الصغيرة تقتحم مركز شرطة في دبلن
- إسرائيل تستدعي آلاف جنود الاحتياط استعدادا لتوسيع هجومها في ...
- وزير الداخلية الألماني المرتقب يعتزم تشديد الرقابة على الحدو ...
- الهند تجدد اتهام باكستان بخرق وقف إطلاق النار


المزيد.....

- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - اغتيال عرفات لم يَنْتَهِ بَعْد!