أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - الضفة الغربية.. قصة -التِّرْكة والوَرَثَة-!














المزيد.....

الضفة الغربية.. قصة -التِّرْكة والوَرَثَة-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3887 - 2012 / 10 / 21 - 15:08
المحور: القضية الفلسطينية
    


الضفة الغربية، أهي أرض أردنية تحتلها إسرائيل، أمْ هي أرض ليست أردنية، وليست فلسطينية، وليست عربية، ويجب النَّظر إلى الوجود الإسرائيلي فيها، وبأشكاله المختلفة، على أنَّه ليس بـ "الاحتلال"؟
إنَّها الأرض التي أتى عليها النسيان العربي والدولي، وحتى الفلسطيني، فلو لَمْ يَذْكرها الأمير الحسن، ثم نتنياهو، ولو لَمْ نتذكَّرها، من ثمَّ، لظلَّت نَسْياً منسياً، ولظلَّ انشغال السلطة الفلسطينية، ومعها فئة واسعة من موظَّفيها وعائلاتهم، بـ "الرواتب"، تحصيلاً وصَرْفاً، هو "الخَبَر الفلسطيني السياسي الأوَّل والأهم"؛ فإنَّ كل ما بُذِل من جُهْدٍ (جهيد) توصُّلاً إلى "السلام"، و"الحل النهائي"، قد تمخَّض عن واقِعٍ تَرْجَح فيه كفَّة "خيار بقاء السلطة" على كفَّة "خيار تحرير الأرض"؛ وهذا ما نراه واضحاً جليَّاً لدى المفاضَلة بين "عواقب حلِّ السلطة" و"عواقب استمرار يهودا والسامرة في التهام وهضم الضفة الغربية"!
الأمير الحسن ذَكَرَها وكأنَّه يَذْكُر "خطأً قانونياً ودستورياً" ارْتُكِبَ؛ ولقد حان سياسياً "تصحيحه"؛ فقرار "فك الارتباط القانوني والإداري" مع الضفة الغربية (1988) جاء (على ما أوضح الأمير) مخالِفاً للدستور الأردني (1952) الذي "دَسْتَر" وحدة الضفتين، اللتين بوحدتهما قامت "المملكة الأردنية الهاشمية"؛ و"الدستور" يمنع التخلِّي عن جزء (أيْ عن أيِّ جزء) من أراضي المملكة؛ وهذا "المَنْع (الدستوري)" يتقوَّى سياسياً إذا ما كان "التخلِّي" لإسرائيل.
وربَّما يُسْتَثْمَر وجود (أو تأسيس) المحكمة الدستورية بما يَشْحَن وجهة النَّظَر السياسية للأمير الحسن بطاقة دستورية جديدة؛ أمَّا "المُسْتَجَد سياسياً"، والذي يُشجِّع على "تصحيح ذلك الخطأ القانوني والدستوري"، فهو فشل الجهود والمساعي المبذولة للتوصُّل إلى "حلٍّ نهائي" قوامه "حل الدولتين" أو "حل أوسلو"، وثُبوت التخلِّي العربي والإسرائيلي عن "الحل السياسي" للقضية الفلسطينية، وتَأَكُّد أنَّ سَقْف مواقف الولايات المتحدة هو الموقف الإسرائيلي الذي هو موقف نتنياهو.
إذا نالت وجهة النَّظر السياسية للأمير حسن من "الدَّسْتَرَة" ما يكفي لجعلها وجهة نظر رسمية للمملكة فهذا إنَّما يعني (حتى من الوجهة السياسية العملية) أنْ تُفْهَم معاهدة وادي عربة، وأنْ تُعامَل، على أنَّها "معاهدة السلام" التي فيها، وبها، "تخلَّت" المملكة عن "جزء من أراضيها"؛ ولا بدَّ، من ثمَّ، من جَعْل "التخلِّي عن هذا التخلِّي" مبدأً جديداً للسياسة الأردنية.
لكنَّ نتنياهو (وفي هذا المناخ الانتخابي الإسرائيلي) شرع يُعامِل توصيات تقرير لجنة القاضي ليفي على أنَّها بداية طريق (يعتزم السَّيْر فيها مستقبلاً) إلى حلٍّ نهائي لمشكلة الضفة الغربية قوامه أنَّ هذه الأرض (كلها، أو معظمها، أو قسم كبير منها) ليست بـ "أرض محتلة"، أيْ ليست بأرضٍ فلسطينية تحتلها إسرائيل، بدعوى أنَّ الفلسطينيين لم تكن لهم دولة (فلسطينية) في هذه الأرض عندما استولى عليها الجيش الإسرائيلي؛ فـ "الاحتلال (الأجنبي)"، من وجهة نظر نتنياهو، إنَّما هو احتلال أرضٍ هي في الأصل جزء من إقليم دولة؛ فالمناطق التي احتلتها بريطانيا وفرنسا في المشرق العربي (مثلاً) ليست بأرضٍ محتلة؛ لأنَّهما لم تستوليا عليها من الدول (العراق، سورية، لبنان، الأردن) التي تعود إليها الآن مِلْكية هذه المناطق!
وبحسب "الخريطة التوراتية" لـ "دولة الوعد الرَّبَّاني لأبرام العبراني"، لن تكون إسرائيل "قوَّة (أو دولة) احتلال" إذا ما احتلَّ جيشها أجزاء من مصر، والأردن، ولبنان، وسورية، وأجزاء من العراق، وإنْ استولى هذا الجيش على هذه الأراضي من دولٍ تعود إليها الآن مِلْكيتها!
لجنة القاضي ليفي، وبعد جهد "قانوني" جهيد بذلته، خرجت بتوصية مؤدَّاها أنَّ الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس الشرقية "غير مخالِف القانون الدولي"، و"شرعي بنسبة 100%"!
وهذا الاستيطان (الذي وقوده أرض الفلسطينيين وحقوقهم القومية) يحظى أيضاً بـ "الشرعية الديمقراطية" المتصالحة (في الجوهر والأساس) مع "الأوهام التلمودية"؛ فالأحزاب المهيمِنة على الحياة السياسية، وفي برامجها الانتخابية، تتنافَس في إرضاء واسترضاء الناخبين من طريق مزيدٍ من التهويد (ثمَّ الضَّم) لِمَا تحتله إسرائيل من أرضٍ فلسطينية، ومن طريق تهويد آخر هو التهويد للحقوق القومية للشعب الفلسطيني؛ فليس من حقٍّ فلسطيني تعترف، أو يمكن أنْ تعترف، به إسرائيل إلاَّ الذي يتوافَق، أو لا يتعارَض، مع "الحقوق اليهودية"؛ وإنَّ مزيداً من هذا التهويد، أو ذاك، هو عاقبة اتِّفاق هذه الأحزاب إذا ما اتَّفَقَت، واختلافها إذا ما اختلفت!
هل قُلْنا نحن العرب لنتنياهو "تَوقَّفْ" أمْ قُلْنا له "امْضِ قُدُماً"؟
إنَّ بعضاً من الإجابة جاءه إذْ رأى "حُماة الدِّيار" يزجُّون بكل ما راكموه من سلاحٍ (للتوازن الإستراتيجي) في "أُم المعارك" في حلب، وإذْ رأى "السفيرين" يصلان، ويُقدِّمان (إليه) أوراق اعتمادهما، وإذْ رأى نيران "حروب قَبَلية" تندلع، أو توشك أنْ تندلع، في الجوار الإقليمي لدولته، التي استمدَّت جُلَّ قوَّتها من حالٍ عربيةٍ أزْرى بها الحُكَّام، فغدا موقف إسرائيل سَقْفَ مواقف الولايات المتحدة!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معنى -فيليكس-!
- الأُسطورة الجريمة!
- الرَّقم 2.3 مليون!
- إمبريالية أفلاطونية!
- متى نتعلَّم ونُجيد -صناعة الأسئلة-؟!
- حتى يتصالح نظام الصوت الواحد مع الديمقراطية!
- من يتحدَّث باسم الشعب في الأردن؟!
- -سؤال الإصلاح- في الأردن الذي ما زال بلا جواب!
- جهاد -حزب الله- في سورية!
- المتباكون على -الربيع العربي-!
- معركة -كامب ديفيد- في سيناء!
- طهران إذْ غَيَّرت تقويمها للتهديد الذي تتعرَّض له!
- جامعات لوَأْدِ النِّساء!
- لِمَ الاعتراض على هذا الحل للأزمة السورية؟!
- البابا في شرحه الفلسفي ل -حرِّيَّة التعبير-!
- -وسطيون-.. -سلفيون-.. -جهاديون-.. -تكفيريون-..!
- -النووي الإيراني- يتمخَّض عن -هيروشيما سوريَّة-!
- جواد البشيتي - كاتب ومُفكِّر ماركسي - في حوار مفتوح مع القار ...
- كَمْ نحتاج إلى -التنظيم الذاتي المستقل-!
- هل تأتي على يَدَيِّ مرسي؟


المزيد.....




- كيم جونغ أون يشترط رفع مطلب نزع السلاح النووي لبدء الحوار مع ...
- تظاهرات واسعة في إيطاليا ورجال القانون يوجهون نداء من أجل غز ...
- خلافات متصاعدة داخل إسرائيل عقب اعتراف دول غربية بدولة فلسطي ...
- ما الإجراءات الأمنية الاستثنائية في نيويورك قبل مؤتمر حل الد ...
- زخم أسبوع المناخ في نيويورك يتحدى سياسات ترامب البيئية
- تحليق مسيّرات مجهولة فوق أسطول الصمود لكسر الحصار عن غزة
- مادورو يبعث رسالة لترامب بعد أيام من ضربة أمريكية.. ماذا قال ...
- الدوري الإسباني: ثنائية توريس تقود برشلونة لتخطي خيتافي وتعا ...
- رفع العلمين الفلسطيني والإسرائيلي على برج إيفل في باريس
- تاريخ الاعترافات الدولية بفلسطين


المزيد.....

- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - الضفة الغربية.. قصة -التِّرْكة والوَرَثَة-!