أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - ارتخاء سيؤدي إلى إهتراء















المزيد.....

ارتخاء سيؤدي إلى إهتراء


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 3902 - 2012 / 11 / 5 - 20:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ارتخاء سيؤدي إلى إهتراء
كتب مروان صباح / جاءت إعادة ترميم القيادة العسكرية المصرية بأسرع ما يمكن أن يتخيله الواقع إذا ما قورنت بالزمن التى احتاجته تركيا من جهد لتثاقل الجسم العسكري المتحكم بالبلاد منذ الاستقلال، إلا أن ما أتيح لرئيس مرسي من امكانيات استطاع بزمن قياسي أن يزيح جباهذة العسكر بشكل سلس وهادئ دون أي عرقلة تُذكر ، حيث سجل نقطة تحول نوعية في ميزانه العملي كرئيس منتخب وفي ذات الوقت جعل العد التنازلي للمائة يوم متاحاً امام الجميع كي يروا بوادر حقيقية ترتكز اعمدتها على قواعد تحاكي مكبوتات الماضي وتفكك تلك الأقفال التى رميت مفاتيحها في النيل وتحتاج لمن لديه القدرة على الغوص كي تبدأ رحلة التغيير دون تلكؤ أو مبررات .
حسب الصيغة الركيكة قد أوفت الرئاسة المصرية بتعين مساعدين متضمنة ذلك الأقباط والمرأة ، لكن ما سرق الأضواء وباتت الهرولة هي الصيغة والنهج الوحيدة أمام الملفات الساخنة التى لا تقبل التأخر والمماطلة حيث تتواري الرئاسة ومعها الحكومة خلف أزمة طارئة استطاعت أن تخطف الأنظار وتربك الأقدام في السير نحو المستنقعات المختلفة كأن لم يعد هناك إلا سيناء والجماعات المسلحة التى تهدد أمن الحدود ، بينما كان من الطبيعي أن تتصدى القوات المسلحة ذات الاختصاص تحت غطاء سياسي ، بتمشيط الصحراء والتعامل مع أي كائن يعرّض أمنها أو يخرجها عن الحالة الاستقرار من خلال طريق التوقيف وعلى غرار ما يحصل في المملكة السعودية من توعية وإعادة تأهيل لتلك الشباب المتحمس مع خلق عناصر تضمن تحسين ظروف الصحراء الاجتماعية والاقتصادية ، لكن أن تتوقف مصر على رجل واحدة وتتعطل مسيرة التغيير كلما طرأ شيء مماثل على الساحة الداخلية أو الخارجية يعنى ذلك من الصعب أم نرى أي تقدم أو اصلاح عميق في المنظور القريب ، فهناك قضايا ملحة لا بد أن تعي الحكومة بأنها تحمل تركة ثقيلة من الفساد تحتاج إلى الصعود دون النظر إلى الوراء كي تحسب الخطوات التى تجاوزتها ، كما أن التوقف عند الكادر الوظيفي بسب عجزه لتنفيذ المهام الهائلة الملقاة على عاتقه سيؤدي إلى فشل المؤكد كون جميع القطاعات شبه معطوبة وتحتاج العودة إلى أول السطر ، إلا أن الخروج الأنسب في هذه اللحظات هو الالتفاف من امامها لتضع الحكومة سلم أولويات محددة بمن تبدأ كي لا تعود في كل مرة من منتصف الطريق كون الكمائن والمطبات والعصي الغليظة يعيقون استمرارها الذي يدفعها للباحث عن عناوين أخرى لحين إعادة تشخيص المنظومة بأكملها مما تبرز صيغة التأجيل دون أن تتوفر المعالجات .
من المهم محاكاة البنك الدولي والعالم بالمعايير الدول المستقلة ذلك لا يعيب أحداً لكن في ذات الوقت من غير الطبيعي والحكمة أن نغوص في متاهات اروقة المنظمات الدولية وعجلتها البطيئة دون أن نجترح سياقات تؤدي إلى انتشال الواقع المتردي وإلا سوف يكون الحال ليس أفضل من السابق باستثناء الانتخابات النزيهة التى مارسها الشعب بكامل ارادته وجاءت برئيس منتخب للأول مرة بفارق ضئيل مما يتوجب الانتباه لِمَّا ينطوي تحت هذه الأرقام الانتخابية ، الأشبه إذ صح أن نسميها بالاختباري الذي لا يؤمن مقترعها اطلاقاً بالخطاب دون الأفعال بل وصل إلى وعي عميق يقيس بمقياس دختري عالي الجودة كونه تمرس باللدغ من ذات الجحر بعدد شعر رأسه الذي مكنه أن يبتعد عن تأثيرات الإعلام والبث التضليلي لكثرة ما ضلل في المراحل الماضية عبر قنوات متعددة أدت إلى تحصينه من أي عمليات وبائية وظيفتها تجعل أمام عيناه ستارة سوداء تحجب الحقيقة ، فثمة اعتقاد سائد بأن الأغلبية استمرأت حياة المآكل والمشرب والتناسل لكن ما يميزهم أنهم بلا مفاعيل وحضورهم يعادل غيابهم تماماً وأحياناً يفيض عن هذا الغياب وقد لا نختلف أن الواقع السابق كان يتسم لحد ما بهذه الأنماط لكنها بقوة القمع أما اليوم تختلف عن ما كان ساري حيث كان هناك بعض الحرص على تجاهل كل ما يرون ويسمعون ويواصلون الحياة كما لو أنهم لم يأتوا إلى هذه الدنيا تماماً عكس ما هو اليوم قائم من التتبع والملاحقة والتدخل بأصغر القضايا .
لم يتغير حتى الآن في مصر سوى كرسي الرئاسة والمجلس العسكري بل تفاقمت الأوضاع عن ما كانت عليه من خدمات باتت تئن وما من أحد يجيب لأبسط اساسيات الحياة فطوابير السيارات من أجل الحصول على البنزين بات شيء عادي رغم أنها حُلّت في القاهرة ومازالت قائمة في المحافظات الأخرى دون أن تلقى أي طريق إلى المعالجة ، فكان المطلوب من حكومة الشعب المنتخبة أن تتحرك بالاتجاه تصويب الأمور في المناطق الأكثر حرماناً تاريخياً مصحوبة باهتمام شامل لكن ما يحصل كما يبدو عجز في القدرة على السيطرة بسبب كثرة السهام المتوالية التى تتدافع نحو عرقلة متسببةً اجهاضات متكررة لكل ولادة وكفيلة بأنين النمر ، لهذا نرى اليوم قد أختلط الحابل بالنابل فمن كان يتمتع بالكهرباء أصبح يفتقد لها أسوةً بالمحرومين منها منذ أن تأسست الدولة الحديثة بالإضافة لتفاقم القماقة وانتشارها المتعاظم بالشوارع دون ان تلقى أي مسؤولية رغم انعكاسها الوبائي والصحي على المجتمع ولو استثمرت بشكل العلمي لتحولت إلى كنز وطني ، لا بد من الإشارة لمن يبدأ اليوم أنه لم يعد ينفع انماط التطنيش لأن من يمتلك مشروع عليه استعمال جميع الوسائل البعيدة عن تلك التى تصدرت المشهد العام في الماضي وبحرص ودقة تعكس قدرة فاعلية التغيير الفعلي ليس الكلامي ، فالناس يريدون الحرية بكل دلالاتها وليس بالبعد الذي يقتصر على تداول الحكم فالحرية لا تقبل التجزئة والاجتزاء وليست مرتهنة عند خلع مستبد ، كأن الناس تعيش فقط من أجل رغيف خبز حتى ذلك الرغيف البلاستيكي لم تعد قادرة الحصول عليه بكرامة مما اضاف للمسألة تعقيداً مركباً حيث أصبحت الطوابير متشابكة لدرجة العراك الذي يذهب بسببها ضحايا وجرح واختناقات تتدفق سيارات الإسعاف لإنقاذ ما يمكن انقاذه ولفض الاشتباك ، ناهيك عن العشوائيات التى فاضت وتدلت بخرابها حيث باتت تُصدر أنماط وسلوك تعكس حجم الانهيار البنيوي داخلها كون تُركت دون رعاية وتأهيل بل العكس تماماً حوربت عبر السنوات وحوصرت بطريقة المنبوذين أدت إلى خلق كراهية قاسية للطرف المقابل دون مقدمات لكنها كونت نظرية النقص والفائض وبات لمن فيها ينظر للأخر بأنه السبب في هذا الحرمان المزمن وينتظر الفرصة التى تتيح لكي ينقض على ما أمتلك الآخر لسنوات طويلة .
هناك فئات تضيق بالحقائق لكن الواقع مازال ناقصاً ويتطلب إلى استخراج الممكنات الهاجعة والقابلة إلى تحقيق ، وذلك لن يتحقق إلا من خلال تكاتف جميع الجهود الوطنية دون استثناء أو إقصاء والخروج من حالة الردح المتبادل المتنامي والمتناغم مع اتساع الفجوة بين الرغبة والقدرة على إشباعها ، بينما تقع المسؤولية الكاملة من ناحية الاستيعاب وإدارة الحوار واستقطاب الفرقاء على كاهل الرئيس مرسي التى من الضرورة أن تعكس حالتين الهدوء والتعاون بشكل إيجابي على البلد وتقلل مسافة الإنجازات الملحة من الشعب بفترة زمنية محددة ، حيث لم يعد مقبول أن تسير المراحل القادمة دون تحديد المسائل بفترات زمنية مصحوبة بقياس يشير عن الحقول الموحلة التى تهدف إلى اعاقة الحركة لتصبح اشبه بالهرولة ، مما يتطلب مهارة تتيح الانتقال من حقل إلى اخر بخفة دون الاستسلام للعوائق المتعددة ومعالجتها دون مهابتها ، لا يمكن التصديق أن الحكومة الجديدة عاجزة عن حل القضايا التى تطفو على المشهد الخدماتي وتنظيمها في اطار محترم حضاري يليق بالإنسان المصري ويعطي اشارات واضحة بأن التغيير قادم لا محالة ، وهو ما عبر عنه التحالفات الجديدة لقوى المعارضة التى بدأت اعادة انتاج ذاتها ضمن تجمعات ورؤى تحاكي الوضع القائم بأجياله وأزماته المتداخلة ، ومن لم يستطيع اشتمام رائحة النهاية قبل بلوغها يعني شيء واحد لا غير أنه أصيب بذات الارتخاء لذات الإهتراء السابق .
والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملفات تراكمت عليها الغبار
- اخراج الجميع منتصر ومهزوم
- نعظم العقول لا القبور
- أمَّة اقرأ لا تقرأ
- مسرحية شهودها عميان
- تونس وهي
- فياض ... لا بد من نقلة أخرى نوعية
- على خطاك يا فرعون
- الضغوط تواجه بمزيج من الشجاعة والحكمة
- ثنائية القوة والضعف
- العربي بين حكم الديكتاتور أو ديمقراطية تفتت القائم
- ثراء يصعب فهمه أو هضمه
- الشعب هو الضامن الوحيد لمستقبله
- راشيل جريمة كاملة دون شهود
- من مرحلة الخوف إلى التربص
- من جاء إلى الحكم على ظهر دبابة لن يرحل إلا تحتها
- أقنعة نهاريةُ وأخرى ليلية
- حفيد أم وريثا
- تسكع من نوع آخر
- اجراس تكفي لأن تثقب طبلة الأذن


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - ارتخاء سيؤدي إلى إهتراء