أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - الضغوط تواجه بمزيج من الشجاعة والحكمة














المزيد.....

الضغوط تواجه بمزيج من الشجاعة والحكمة


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 3859 - 2012 / 9 / 23 - 21:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الضغوط تواجه بمزيج من الشجاعة والحكمة
كتب مروان صباح / كان الرهان أن الثورات ليست مؤهلة أن تتخطى حدود أقدام ثوراها قاسية ملامح ، كما أعتقد البعض كونها لم يسبقها أي نوع من الفكر الذي يؤسس لها أرضية متينة يجعلها أن ترى النور وتستطيع الاستمرار حتى تحقيق أهدافها دون أن تتعرض للفشل والانتكاسات ، لكن ما يجري منذ ما يقارب العامين في سوريا المنكوبة يؤكد أن ما يحمله الشعب السوري من فكر ووعي يفوق كل الاعتقادات والتحليلات معاً بالإضافة للاستنتاجات التى تقدمت في تشخيص الأزمة منذ البداية وحتى في منتصفها وذلك يعود لنقص المعلومات والمعرفة بعمق الجيل الجديد الذي كما يبدو قد تشكل بعيداً عن أعيين المهتمين والمراقبين من خلال الوسائل المتعددة قد توفرت في الآونة الأخيرة حيث اتاحت بشكل هادئ تكوين وعي نراه اليوم ونفتخر به حقيقةً بما نسمع من خطاب يحمل في طياته الكثير من المفاهيم التى تدعو بصراحة لإعادة أنتاج الواقع على اسس ديمقراطية تؤدي إلى احياء الإنسان العربي وتدفعه بالخروج من حالة الركود والعالة إلى مرحلة التفكير والإنتاج والمنافسة ضمن المنظومة الأخلاقية تستطيع محاكاة العالم على اساسها .
نتفهم أن الضغط الذي تمارسه كتائب الأسد من الوحشية الشجعة باستدعاء لجميع التجارب العالمية التى اتسمت بالإبادة والمجازر الجماعية قد انتجت اخطاء تصل لدرجة الانتقام المضاد حيث تفلتت في الآونة الأخيرة اعصاب بعض الأفراد بعد ما تُلِّفت كما يبدو لظروف عيشها تحت خط النار ، وترى وتحس بشكل مباشر وتشعر بأنها المسئولة عن أرواح تزهق بآلة القتل والإجرام مما يجعلها أن تستجيب إلى غضبها المغمض احياناً دون أن تحتكم للحكمة في ذروة ارتفاع الدم بالاتجاه الرأس رغم من المفترض أن يترتب لمن يصارع المستبد أن يتحلى بمسؤولية أخلاقية تجعله أن يتصدى لها بمزيج من الشجاعة والحكمة دون أن يتورط بذات الافعال التى من أجلها قامت الثورة ، هي سلوكيات مهما كانت مبرراتها وحجم دوافعها مرفوضة فالصورة التى تناقلتها شاشات الأخبار عن اعدام مجموعة من قوات الأسد بعد ما تم اعتقالهم تبعث برسالة قوية للمستقبل المنتظر مفادها وباختصار أننا لسنا أفضل شأناً ممن نرغب خلعه من الحكم بل يمكن أن نكون أسوأ نهجاً عندما نأخذ على عاتقنا محاكمات ميدانية دون أن تمر بمراحل ذو الاختصاص بل تصبح الجهة التى انشطرت عن الغابة بفضل دماء آلاف الضحايا التى سالت وتسيل من اجل تحويلها إلى بقعة صالحة ان يعيش فوقها كائنات بشرية تتعامل مع بعضها البعض ضمن منظومة تليق بالإنسانية وتحتكم في خلافاتها إلى القضاء ، لتصبح بفضل بعض من ادعو المعصومية واحتكار الصواب نسخة طبق الأصل عن ما في الجهة الأخرى لأنهم باختصار لا يمتلكون القدرة الكافية في أمهال أنفسهم بعض الوقت قبل الشروع برد الفعل التى يسمح للعقل أن يتقدم ويفكر كي يتجنب الكمائن ، إلا أن ما يجري من عنف متبادل لا يعكس أي اطمئنان ولا يبشر لأي نوع من ضمانات بأن القانون سوف يعم ويتمتع به الجميع على ان يكون المرجع لكل شاردة و واردة ليتطور تدريجياً ليصل مرحلة تسمى البحث عن المظلوم كي يوفيه حقه .
ليس هناك من يجادل أن النظام الأسدي يتعامل بجنون كونه يدرك بأنه سوف يفقد قريباً ما تبقى من سيطرة على اجزاء المتبقية تحت سلطته ويدفع بكل ما يُنفخ من امدادات جهنمية تنتج امراض وقسوة بهدف ترهيب العباد ودفعها إلى خارج الحدود كي يكتمل سيناريو التقسيم الذي كما يبدو تواطأت الأغلبية في تنفيذه مما يجعل النظام إلى اللجوء لطريقة هتلر بالتعامل مع القرى والمدن بحيث يهيل عليها من النار ما لا يترك فرصة للتفكير مرتين بالهروب حيث تدلل جميع المقدمات بأن القتال سيستمر لمدة من الزمن لكن سيأخذ طابع التقوقع ، رغم ما يجري وقسوة المشهد هناك فئة تقدم على الطاولة السياسية مبررات لكل ما يرتكبه الأسد من اجرام مزدوج قتل وتهجير بحق الشعب السوري لكن هذا لا يعطي الثوار الحق كي يتساو مع جلادهم ويتحولوا إلى تلاميذ نجباء يقلدوا ذات الأفعال والممارسات حتى لو كانوا على حق وهم كذلك لا ننكر ذلك ، لقد قام الشعب السوري بقيامته متجاوزاً التاريخ بما يحمل من ثورات اسقطت الاوتوقراطية الروسية والبهيمة الشاه الإيرانية ولبسوا لباس الحرية على طريقتهم مجترحين للأحرار دروس وعبر جديدة كانوا قد خبئوها وأخرجوها بعد ما واتتهم اللحظة التاريخية من أجل احقاق الحق وإقامة دولة القانون التى بوسعها انتشال الناس من القاع إلى عتبات الحضارة والتقدم ولا تقبل إلا الكفاءة الملتزمة بقواعد التضحيات ولا تعترف بالواسطة وتوزع الثروات بشكل حضاري من خلال الخدمات التى تنعكس على الفرد بثقافته وصحته .
بالتأكيد لا الشعب السوري ولا الشعوب المتضامنة معه ترغب بخلع الأسد من أجل أنتاج أسد اخر بقناع جديد ، لهذا لا بد من تصحيح المسار والتعالي على الجراح مهما كانت عميقة ومكلفة ومن المهم أن تتقدم الحكمة كما تقدمت على مدار الأشهر السابقة الشجاعة ، لأن في الحقيقة دونهما نشعر جميعنا عند مثل هذه الاخفاقات والإرتكابات للأخطاء بالعجز وينخفض الصوت لدرجة الاختناق .
هي دعوة نابعة من الحرص على الحاضر والمستقبل لجميع المسلحين في الثورة السورية الشجعان أن يتحلوا بالقيم الإنسانية ويبتعدوا كل البعد عن الإنزلاقات في دهاليز النظام الذي يحاول جرّ من على الجغرافية السورية إليها حيث يزرع بخبث كي تنموا وتتضخم اساليبه خارج مفهوم القيم الإنسانية وعلى نقيض منها ، لا بد من إيجاد سبل تحرر الثوار من الضغوط التى تبتكرها آلة القتل هذه الضرورة التى تزداد إلحاحاً كل يوم يجدوها أمامهم وقد تتعاظم وتتعدد جوانبها وتتعقد وليصبح التملص منها يتطلب إلى اللجوء إلى العنف المضاد .
والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثنائية القوة والضعف
- العربي بين حكم الديكتاتور أو ديمقراطية تفتت القائم
- ثراء يصعب فهمه أو هضمه
- الشعب هو الضامن الوحيد لمستقبله
- راشيل جريمة كاملة دون شهود
- من مرحلة الخوف إلى التربص
- من جاء إلى الحكم على ظهر دبابة لن يرحل إلا تحتها
- أقنعة نهاريةُ وأخرى ليلية
- حفيد أم وريثا
- تسكع من نوع آخر
- اجراس تكفي لأن تثقب طبلة الأذن
- تحالف المشوهين
- بين قسوة العربي على توأمه والعدو
- فحم يتحول إلى ماس يتلألأ
- أهي البداية أم قراءة الفاتحة
- التحرر من عُقد النقص والتورط بالتقليد
- صفحات بلا فصول
- ظل وظلال
- الشعب يريد نصرك يا الله
- باحثون عن حفرة ينامون بها إلى الأبد


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - الضغوط تواجه بمزيج من الشجاعة والحكمة