أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - العربي بين حكم الديكتاتور أو ديمقراطية تفتت القائم















المزيد.....

العربي بين حكم الديكتاتور أو ديمقراطية تفتت القائم


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 3852 - 2012 / 9 / 16 - 20:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العربي بين حكم الديكتاتور أو ديمقراطية تفتت القائم
كتب مروان صباح / ليست من الضرورة أن تُسقِي الدولة الوطنية بشكل مباشر لكل فرد على حدَّ ، لكن من الطبيعي أن تتواجد فكرة يلتف حولها الأفراد رغم اختلافهم الطائفي والعرقي أو غيرهما من اثنيات متعددة تمتاز الأراضي العربية بها كونها تدخر في باطنها نصيب الأسد ، فقد التف الناس في السابق حول الفكر الإسلامي وأعيدت الكرة مرة أخرى في نصف القرن الماضي حين أخذ القوميين والبعثيين على كاهلهم صياغة افكار تتيح لمن على هذه الجغرافيا أن ينسلخوا تماماً من الفرعيات إلى الأم لكنها لم تصمد لمدة طويلة وذلك يعود لتخلي من وصلوا إلى القصور على ظهر دبابة وحولوا الحلم إلى خيال بل أصبح كابوس يضق مضاجع الحالمين حيث تراجعت تدريجياً الفكرة الجامعة وأنفك الناس من حولها وباتوا منهمكين في البحث عن دور أقل بكثير مما كانوا عليه فقلبوا في الدفاتر القديمة عن مرجعيات يعتقدون أنها حامية تستطيع أن توفر بعض الأمن والاستقرار ، لقد عاشت الأنظمة الديكتاتورية طيلة الوقت على شعارات خالية من أي تجربة فعلية ، لكنها في الواقع استطاعت أن تتحكم بالشعوب عبر أجهزة أمنية اُنشِأت لهذا الغرض وسعت أن تصور افعالها بأنها مضطرة لاستخدام القمع بهدف مشروعها القومي لكن مع مرور الزمن اتضح بأن جميع ممارساتها هدفها حماية من يجلس على كرسي تأسست اعمدته من عظام الضحايا وحريصة كل الحرص فقط أن تحافظ على مصالحه الضيقة التى تحولت عبء على كاهل المواطن المغلوب على أمره نتيجة القهر وسلب العيش المنزوعة من الحياة .
يكاد مع كل أسف ، أن يحذف الخط الفاصل بين المضحك والمبكى لسرعة التطورات التى اصبح إيقاع الأمة جنوني ، أدى إلى دفعها نحو الانزلاق باتجاه الهاوية ، فما كان يُدرس في المناهج التعليم عن الوحدة العربية التى يعيش فيها المواطن دون تمييز للهويات وتكون هوية الأم الهوية الوحيدة بات شيء من ضرب الخيال بل احياناً شيء مضحك وثقيل على القلب عندما يتناول المرء بين جموع من الناس لمثل هذه القضايا تتحول إلى شبه نكتة تجعل الحضور يضحكون حتى ذرف الدموع على الحال التى وصلوا إليه من شقاء وبؤس ، فبدل أن تتوحد الجهود كي تنصب في قنوات تخدم وحدة الوطن باتت التحولات الديمقراطية تكشف حجم مخاضها المتعثر في الوقوف على عتبة التغيير الحقيقي ، رغم وعينا المسبق للمكبوتات التى تتوالى انفجاراتها في وجه الواقع ، إلا أن اتضح بأن هناك ضمن المسكوتات طموح لدى التجمعات المختلفة في الوطن ، نوايا التقسيم والإنفكاك كلياً عن القطر المتماسك كأن العربي المغلوب على امره كُتب عليه أن يقع بين الوحدة القطرية بحكم ديكتاتور أو ديمقراطية تفتت ما تبقى من جغرافية شبه متحدة ، بهدف تحويلها إلى حارات كي تريح من يشعر بالتوتر حتى الجنون بشيء من الانتقام المؤجل ، رغم معرفتنا بأن ما من تحولات حتى لو كانت ناقصة إلا انها تحتاج إلى بعض الوقت كي تلتقط أنفاسها وما يجري من بطئ لا يتحمل مسؤوليته من صعد إلى سدة الحكم ، فالمسألة كما يبدو تتعلق بورثة الديكتاتورين الذين حافظوا على حدود دولهم بالحديد والنار لكن عندما انتقلت إلى من يزعموا أنهم على طريق الديمقراطية سقطوا عند اول اختبار حيث غابت بشكل تام الافكار والرؤى التى تستطيع أن تبلور كاريزما تلتف حولها المكونات الشعب ، فبدأ التذمر والتدافع إلى الصف الأول متسائلين عن الأسباب التى جعلت غيرهم أن يجلس في المقعد الحكم دون سواهم ، كما هو الحال في العراق نجد بأن الديمقراطية العرجاء ( نصف كمّ ) افرزت الرئيس طالبني ذو إمكانيات المتواضعة وصاحب الفكر المجزأ لا يستطيع محاكاة العراق وحجمه ، وتبعه المالكي كي يزيد النار حطباً ويزيد البله طيناً الذي حاصر نفسه داخل مفهوم الطائفة المقيتة لا تعرف إلى الانتقام حيث تمكنت من جرّ المحيط إلى دوائر العنف بإستنفار الطوائف الاخرى التى تشعر بالغربة والضعف ، رغم ان الجميع في الوطن العربي يلعنون على المنابر الطائفية والإرهاب ويضطرون إلى دعمها مكرهين كونهم فاقدين لأي نوع يؤدي إلى حلول جذرية .
ان لحظات الهاشة والانحدار هي المناخ النموذجي لقياس منسوب الجودة والرداءة ، فقد اصيبت الشعوب باهتزازات داخلية غير معلن عنها بشكل يظهر بوضوح عمليات الطعن المتعاقبة التى آن الوقت أن تتقشر تقيحاتها العفنة من على سطح الجلد أمام تماثيل الثلج العاجزة على تقديم أي وصفة علاجية تزيح مخاوف الأقليات المتعاظمة يوم بعد الأخر مقابل ماكينة غربية لا تتوقف عن العزف على تلك الأوتار التى تمهد لهذه الثقافة والتى تساعد في تحريض الطوائف والأقليات على النبش للهويات الفرعية على الوطنية والقومية الأم والمطالبة بتحقيق الإنفكاك والاستقلال ، حتى الدول النقية من الطائفية مثل تونس وليبيا تورطتا بتباينات بين التيارات الإسلامية وقد بدأنا نشاهد ونسمع لهدم الأضرحة وغيرها من إنزلاقات يمكن لها أن تُحل جميعها من خلال الطرق الديمقراطية والتحاور تحت قبة البرلمان الممثل للشعوب .
بالتأكيد أن المرحلة السابقة لم تُأسس للهوية الوطنية بشكل التى تجعل تلك الفرعيات أن تتراجع وتخجل أمام الجامعة بل إخفاقها أدى في توسيع الشرخ بسبب ابتعادها كل البعد عن تحقيق المساواة والعدالة بين الأغنياء والفقراء وقطعة جسور التواصل مما عمق الفجوة بين المناطق وأخرى فأصبحت مناطق نائية منسية فيها الأحياء موتى بلا قبور ، بالإضافة إلى التخلي المفضوح للقضايا القومية والتعامل معها باستخفاف أدى إلى تعزيز شعور الأنانية لدى الموطن العربي مصحوب بخوف من المستقبل لما عايشوه من إهمال وإنكار اتجاه اخوانهم لمن احتلت جغرافيتهم وطردوا منها أو هؤلاء الذين كان نصيبهم أن يكونوا ضمن قوميات أخرى .
لقد تعاملنا مع نمطية الانحناء بعكس ما تعاملت الأشجار مع العواصف ، فالانحناءات التى شهدتها المنطقة لم تكن من أجل مرور عاصفة لأنهم استمروا بعدها حتى لامس الجبين القدمين خوفاً من مواجهة الأزمات وعدم توفر القدرة بإيجاد حلول ، مما أدى إلى إعطاب مسألة التكاتف والتوحد والعمل بروح جماعية ، باستثناء تلك التى تظهر بشكل قسري عند المعارك والحروب التى خاضتها الشعوب موحدة ضد الاستعمار أو صد العدوان الخارجي حيث تظهر المعادن الأصيلة وتتلاش الصغائر وتتراجع الانحدارات حتى معدل السرقة ينخفض بنسبة هائلة كون الحدث والضحايا أكبر من أن يلجأ الإنسان إلى ارتكاب بعض الحماقات الصغيرة .
كل الوسائل تدفع في اتجاه نبش الصغائر والفرعيات امام غياب عنيف للأفكار الكبيرة التى تستطيع أن توحد حولها الشعوب وقد ساهمت على الخصوص الشاشة الصغيرة التى استطاعت اختراق الجدران المنازل فأصبحت لعبة الاعلام عامل الأهم في تهيج المتلقي ضمن لعبة قذرة تؤدي بالجميع إلى اتهام بعضهم البعض بشكل متبادل أمام انكار جازم مقابل تأكيد صارم وتخوين متبادل .
والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثراء يصعب فهمه أو هضمه
- الشعب هو الضامن الوحيد لمستقبله
- راشيل جريمة كاملة دون شهود
- من مرحلة الخوف إلى التربص
- من جاء إلى الحكم على ظهر دبابة لن يرحل إلا تحتها
- أقنعة نهاريةُ وأخرى ليلية
- حفيد أم وريثا
- تسكع من نوع آخر
- اجراس تكفي لأن تثقب طبلة الأذن
- تحالف المشوهين
- بين قسوة العربي على توأمه والعدو
- فحم يتحول إلى ماس يتلألأ
- أهي البداية أم قراءة الفاتحة
- التحرر من عُقد النقص والتورط بالتقليد
- صفحات بلا فصول
- ظل وظلال
- الشعب يريد نصرك يا الله
- باحثون عن حفرة ينامون بها إلى الأبد
- يحتاج المرء إلى ثلاثة اضعاف عمره كي ينجز بعض احلامه
- المعرفة المجزوءة


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - العربي بين حكم الديكتاتور أو ديمقراطية تفتت القائم