أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - ملفات تراكمت عليها الغبار















المزيد.....

ملفات تراكمت عليها الغبار


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 3890 - 2012 / 10 / 24 - 20:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



كتب مروان صباح / من الطبيعي أن يدرك وسام الحسن قبل غيره بأن العمل في المربع الأمني للنظام السوري وحلفاءه هو بمثابة حكم مسبق بالإعدام بل يكاد أن يكون انتحار يُقّدِم المرء عليه دون دفع ، كون التاريخ مليء بالعمليات المماثلة من الاغتيالات لشخصيات قضت في ذات الطريقة ولم تجد صراحةً أي دعم حقيقي ممنّ تحالفت معها بل طويت ملفاتهم بعد ما رفُعت على الرفوف التى تراكمت عليها غبار النسيان والتواطؤ باستثناء دموع الزوجات التى تذرف بذكرى الاغتيال .
بعيداً عن سلسلة الاتهامات التى صدرت من قوى 14 اذار بتحميل النظام السوري وخصوصاً الرئيس بشار الأسد مسؤولية ترتيب وتنفيذ العميلة التى في حقيقتها لا قيمة لها في هذا الحرب الطاحنة والدّائرة منذ ما يقارب العاميين حيث يلعب بعض الشخصيات المحسوبين على هذا التيار دوراً مركزياً في ادارة الصراع إن كان من خلال الحدود اللبنانية الواسعة والمتشابكة أو بما بات يعرف بالقاعدة اللوجستية في تركيا التى يقودها عقاب صقر مبعوث الحريري بهدف تسهيل الاحتياجات ألضرورية للمعارضة السورية من نقل افراد يرغبون بقتال النظام أو تزويدهم بالسلاح والمال ، إلا ان ما تسرب من معلومات تتسم بالدقة لتورط ميشيل سماحة بعد اعترافه من خلال التحقيقات حيث أدت إلى الزج به بالسجن كان يدلل بشكل قاطع بأن النظام يتحرك نحو جميع الاتجاهات بهدف نقل الآخرين لذات المناخ خصوصاً الدول التى وظفت إمكانياتها لدعم الثورة السورية ، لكن واقعة اغتيال الحسن تندرج تحت قانون ردود الأفعال التى يسعى لها النظام بعد ما تكبد في عملية واحدة ثقيلة الوطأة التى أفقدته أهم ركائزه الأمنيين لخلية الأزمة مما دفعه من ذلك اللحظة أن ينتقل من التوارى خلف الأقنعة إلى اسقاط جميع الأقنعة والضرب بشكل مباشر لرأس الهرم دون الالتفات لأي تبعات كون المسألة خرجت عن الحسابات ودخلت في سباق الزمن المتخطي للحد الأحمر فبات الجميع يتحسس تحت قدميه وتراجعت سقوف بيوتهم التى أصبحت أشبه بالقبور مصحوبة بحالة رعب بل هلع يسيطر على الأغلبية خصوصاً بعد قتل الرجل الذي يفترض أنه الأقوى على الساحة ومن مهامه الأولى توفير الحماية لأعضاء قوى 14 اذار ، إذ يفيقون المستغرقين من النوم على صمت العميد البارحة واللواء اليوم رئيس فرع المعلومات ، بأن بنكه لم ينجيه من عملية القتل كما رسمها قاتله أن تكون ، حيث يُسدل الستار عن قائمة اغتيالات جديدة ستطول شخصيات سياسية لبنانية من السهل اختراقها بعد ما اتخذ النظام السوري قراره بتصفيتها كرسالة واضحة بأنه لن يسقط قبل أن يرى جميع خصومه محملين بتوابيت إلى قبورهم .
المنشغلين بالسياسة على معرفة جيدة بإمكانيات النظام السوري كما هم على علم أيضاً بأن سقوطه ليس مشابهاً لسقوط من سبقه من ديكتاتورين ، على عكس مفاهيم الشعب السوري كون ينطلق من مبادئ منزوعة المصالح ولا يرى إلا طريق السقوط الحتمي خصوصاً بعد كل هذا العويل والظلام الذي سرق النوم من ثقافتهم وشطب جميع المناسبات باستثناء الندب والبكاء والعودة من المقابر ، لكن لا بد من إماطة اللثام عن تلك الصور المتعددة من خلال استقراء غير معزول عن سياق التاريخ ، فالبصيرة عندما تكون سياسية هي الاحتياطي الذي يستدعى عندما يعجز البصر من تخطي الجدران المرتفعة مما يجعلنا أن نبتعد عن المغالاة ونقدم المقدمات دون فائض أو نقصان ، التى كما يبدو أن زمن الاستحقاقات المتأخرة قد اقترب وجاء وقت دفعها بالكامل بعد ما شهدت الساحة اللبنانية انقطاع لموجة الاغتيالات لكن هذه المرة ليست مقتصرة على طرف بل تشمل الجميع المتصارعين حول مفهوم الدولة المستقلة وتكملة جزء الناقص من الدولة مما دفع إلى إسقاط وجوه المتنازعين قبل المتواريات ، لقد استطاعوا بشكل متداخل ازاحت الثورة السلمية إلى جانب الرصيف التى تطورت بفضل قمع الهمجي للنظام إلى مسلحة وباتت الأجهزة العالمية في صلب الصراع تتحرك بكل ثقلها مما دفع على وجه الخصوص النظام وحلفاءه أن يتحركوا بشكل انتقائي ضمن قائمة لكنها تحمل سلم اولويات الأهم والأخطر ثم من يليه أقل خطورة فلم يعد هناك محظورات أو تجنب تبعات القادم حيث بات واضح بأن ما يجري الآن على الساحة لا يعني إلا مقدمات لحرب إقليمية ستشهدها عما قريب والأرجح بعد الانتخابات الأمريكية لتنتقل الحرب بالوكالة إلى الاطراف بشكل مباشر ، لهذا ستكون الأشهر القليلة القادمة سلسلة من الاغتيالات وصولاً إلى حرب مفتوحة بالتأكيد ستحول العرب المتفرجين إلى ضحاياها حيث توفرت عناصرها من شراء السلاح بالمليارات وسبقها تجيش طائفي بالإضافة لسلسلة إجراءات أدت إلى تطويق الجهورية الإيرانية بحُزمات عقابية متعاقبة تهدف إلى خنفها كي تخضع وتتراجع عن قيادتها للمحور المضاد حيث فرضت واقع من خلال تمدد اذرعتها الداعمة لحلقاتها بعناصر القوة التى أصبحت قادرة على تسجيل اختراق يعيب الدولة العبرية لما كان محرم أو مستحيلاً في السابق كالطائرة التجسسية التى عملت بمهارة عالية قبل اكتشافها في اجواء اسرائيل لفترة زمنية يعتقد بأن مرسلها اكتفى بالوقت الحالي بالكيف .
لم يكن أبداً رجل عادي فقد استطاع الحسن بفترة قصيرة أن ينشأ شعبة لكنها في الواقع تحولت إلى أشبه بالجهاز الذي يتمتع بإمكانيات هائلة من الناحية إعداد الأفراد والأجهزة المتطورة ناهيك عن شبكة الاتصالات التى وفرت له معلومات قيمة هيئته من خلالها إدارة العديد من المسائل داخل لبنان حيث بنت له الثقة بينه وبين الآخرين وآخرها قضية ميشيل سماحة التى كما يُعتقد تسربت من داخل البيت النظام السوري وحلقته المصغرة أولاً وصولاً إلى فرع المعلومات اللبنانية عبر وسيط مختلف فكانت نكسة آخرى للنظام لكنها من نوع ثقيل لما يحمله سماحة من مكانة خاصة تربطه بالرئيس بشار الأسد ويُعدّ أحد أهم مستشاريه بالإضافة إلى رصيده الفكري وعلاقاته الدولية مع الأحزاب العالمية ، لن يكون الحسن أعز من أصف شوكت أو ماهر الأسد بل ضمن معايير النظام الأسدي أو حلفاءه فهو خبر اخباري لا يتجاوز مدة العزاء الثلاث ليضاف إلى سلسلة طويلة تحولت من اسماء إلى أرقام ، لكن السؤال الذي لا يوجد له جواب من هو الهدف القادم وهل المخابرات السورية هي الوحيدة التى تمتد اذرعتها داخل لبنان بعد ما انسحبت بشكل قصري وكلياً منه طالما ادركت بأنها تسلم حزب الله زمام الأمور ، فإذا كان سماحة قد فشل في انجاز المهمة بالتأكيد هناك مئات النماذج ينتظرون إشارة التنفيذ في أماكن معتمة لا تستطيع الطائرات الزنانة أو الأجهزة التصنت كشفها ، فمن المؤكد باتت الأمور أكثر سخونة عما كانت عليه وكيلا الطرفين اصبحوا أهداف المرحلة القادمة دون رحمة ، لكن تبقى المسألة تتعلق بقدرة الطرف على الاخر في سباق ماراثوني لتصفية بعضهم البعض وامتلاك الخفة في التنقل دون ترك أثر كون هذا النوع من المباغتات يحتاج إلى خبرات تحولت مع الوقت إلى مهارات تماماً كما هو حاصل في المنطقة منذ زمن وخصوصاً على الساحة اللبنانية التى تعج مقابرها بالشواهد المطعونين لكنهم قُتلوا دون شهود .
والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اخراج الجميع منتصر ومهزوم
- نعظم العقول لا القبور
- أمَّة اقرأ لا تقرأ
- مسرحية شهودها عميان
- تونس وهي
- فياض ... لا بد من نقلة أخرى نوعية
- على خطاك يا فرعون
- الضغوط تواجه بمزيج من الشجاعة والحكمة
- ثنائية القوة والضعف
- العربي بين حكم الديكتاتور أو ديمقراطية تفتت القائم
- ثراء يصعب فهمه أو هضمه
- الشعب هو الضامن الوحيد لمستقبله
- راشيل جريمة كاملة دون شهود
- من مرحلة الخوف إلى التربص
- من جاء إلى الحكم على ظهر دبابة لن يرحل إلا تحتها
- أقنعة نهاريةُ وأخرى ليلية
- حفيد أم وريثا
- تسكع من نوع آخر
- اجراس تكفي لأن تثقب طبلة الأذن
- تحالف المشوهين


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - ملفات تراكمت عليها الغبار