أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - اخراج الجميع منتصر ومهزوم















المزيد.....

اخراج الجميع منتصر ومهزوم


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 3887 - 2012 / 10 / 21 - 20:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



كتب مروان صباح / حجم الحماية السياسية التى توفرها روسيا الاتحادية لنظام السوري تفرض على العالم أن يتعامل معه من خلال القنوات السياسية التى بالأصل ليس لها أثر في قاموسه المتواضع حيثُ يتراوح ما بين القتل والقتل ، وقد يكون معروف مسبقاً لجميع الأطراف بأن لا رجاء بالمطلق من الحركة السياسية التى لم تهدأ منذ اندلاع الثورة ، لكن عندما يغيب الحسم ولا يكون هناك غالب تتحول هذه القنوات إلى ملجأ مريح والارتكاز الأهم في معالجات الأزمات التى وصلت إلى انسداد عميق رغم الضخ الوسائل والإمكانيات الهائلة حيث ترتبت عليها تكاليف باهظة على الأصعدة المختلفة وبات المشهد فظيع يشبه الساعات الأخيرة للحرب العالمية الثانية .
رغم تراجعها الملحوظ واستمرارها على استحياء تلاشت الحلقات التى كانت تُعّقد في العواصم الصديقة للشعب السوري تحت أسم اصدقائه بينما لم نعد نسمع عنها كون نتائجها لم تأتي بأي فائدة حقيقية على الأرض وباتت المعارضة على اختلاف عناوينها تتكامش أمام وعود لم تتجاوز سطور الأوراق التى كُتِبت عليها ، مما أفقد المعارضة الخارجية التى احتلت في المراحل الأولى الواجهة السياسية والصفة التمثيلية للثورة في الداخل لكن سرعان ما أنتجت ظروف الواقع قيادات تستطيع أن تعبر عن هموم الثوار والثورة دون الاحتكاك بشكل مباشر مع الخارج حيث تعالت بشكل ذكي عن أي خلافات تعرّض الثورة إلى انتكاسات أخرى ليست بحاجة إليها اطلاقاً في هذه الظروف التى تمر فيها البلاد حيث اقتصرت على العسكريين كون الصراع مشتعل واللغة الوحيدة المتوفرة مما أدى إلى ضيق المساحة وتفوق البارود ومن يمتلك إمكانية حمله والتصدي له ودفع من رصيده المباشر دماً لا دمعاً أن يتصدر للحاضر والمستقبل دون أي منازع ، لهذا تحولت الجغرافية السورية أشبه بالوقّف غير معلن لقوتين تساو على الأقل في المدى المنظور بذات العناد مع فارق الأهداف مصحوبة بجمود سياسي لعدم نضوج لدى الأطراف الداعمة أي نوع من الاتفاق المستقبلي الذي يخرج الجميع منتصراً ومهزوماً .
تغيرت التصاريح لدى الجانبين وعلى وجه خصوصاً النظام بالإضافة لمن يقف وراء كل طرف ، وباتت تتسم للواقعية القائمة من حقائق لا يمكن تدليسها أو تعتيم عليها أكثر من ذلك فالنظام السوري أصبح بشكل تدريجي يتراجع عن خطابه المملوء بالخيالات التى لا تمت للواقع بأي شيء ويسجل اعترافات تلو الأخر بأنه ما زال لديه تأيد نصف الشعب بالإضافة لنسبة لا بأس بها من الجغرافية تليها تحالفات اقليمية ودولية وقد نتفق معه من حيث الشكل وصحية القول باستثناء حجم التأييد الشعبي ، لكن ما يبعث للقلق ما يظهره النظام الأسدي من استمرارية والمحافظة على تماسك الجيش بالرغم للتركيبة القيادية التى أغلبها من الطائفة العلوية حيث تعتمد كلياً في قاعدتها على الأكثرية من أبناء البلد التى تتضرر مصالحها بشكل مباشر وترى وتسمع بأم أعينها دون أن تحتاج لمن ينقل لها ما يجري على الأرض من بشاعة حولت الوضع إلى مزري وقاتم والخراب يعم الحياة بأكملها وحجم تدفق اللاجئين إلى خارج الحدود بتزايد مما اقلق الدول المضيفة لعبء المسؤولية التى تقع على عاتقها من اجراءات أمنية وتعليمية وصحية بالإضافة للطعام والمأوى خصوصاً أنهم مقبلين إلى فصل الشتاء ، لكن ما يلاحظ أن الانشقاقات داخل الدوائر العسكرية تراجعت ولابد من الإجابة على تساؤلات تدور داخل كل إنسان كي لا توقع البعض في دوائر الالتباس لكنها تُنبأ عن أمرين لا ثالث لهما عمق ارتباط الأفراد بثقافة الظواهر التى تجذرت عبر تراكم السنوات على النحو الاستعلائي من خلال السلطة التى أدت إلى احتكار مناحي الحياة بأكملها بما فيها المقاومة فباتوا يدافعون عنه ويرفضون التخلي لاعتقادهم أنهم على الخط الأمامي للمقاومة رغم اعتراف البعض باستبداديته وتلقي أوامره اليومية بالقتل والتعذيب وممارسة أبشع اساليب القمع لإخماد الثورة وبين ارتفاع الحذر لدرجة الفوبيا عند الأغلبية خوفاً من الانتقام الذي يحلق فوق رؤوس عائلة من يتجرأ الأقدام لمثل هذه الخطوة والتى لم تقتصر فقط على العسكريين بل شملت الدبلوماسية السورية والمواقع الإدارية حيث عبر عنها رئيس الوزراء المنشق التى احتاجت العملية من ترتيبات كبيرة سبقت الانشقاق .
تبلورت قناعة كبيرة لدى النظام وحلفاءه بعد انقضاء عاميين من القمع والقتل واستخدام جميع الطرق التى حولت البلاد إلى جحيم بأن الوقت الذي حاولوا أن يراهنوا عليه قد مرّ دون احراز لما كان يرموا إليه وبات المشهد يقتصر على اللون الأحمر دون الألوان الأخرى وأصبحت شعوب العالم تنظر إلى الأزمة من الناحية الأخلاقية التى تدفع جميع الجهات المشاركة من خلف أبواب الغرف المغلقة أن تضع حلول حسب معايير جديدة لا تقبل الاقصاء والعربدة لكنها تستحضر ما يروق لها من اقتراحات بهدف إنهاء نزيف الدم من الخاصرتين بعد ما استغرق الجميع بالوحل وتورطت الايدي إلى ما بعد التصورات ، إلا أنها حريصة كل الحرص على ابقاء الأزمة معلقة ومستمرة حتى لو توقفت فوهات البنادق إلى حين دون ايجاد حلول جذرية تحت مفاهيم فترات انتقالية تحافظ على المضمون مع تغيير طفيف في شكل الذي يجعل من المشكلة أكثر تعقيداً مما كانت عليه قبل الثورة ، بيد أن الشعب كان يعاني من مسائل جما نتيجة الاستبداد مما ولد عبر العقود فساد تفاقم فيه الجوع والمرض وتعاظم الجهل والإذلال فجاء الانفجار الاجتماعي كي يصحح المسار ويتخلص من النظام الذي اضاف للتعاظم كوارث من خراب وتهجير مع استباحة للجغرافية بشكل فظيع اضعف قوة الدولة وتأثيرها على المحيط وتحولت إلى رخوة تلملم جراحها كأنها باتت مهددة لتقع في فخ التغيير السطحي بعد ما قرر راكبون الأمواج أن يعودوا من منتصف الطريق على نقيض ما أراد الشعب تماماً طلية الفترة السابقة خصوصاً وهو يعلم يقيناً أنه سيدفع ثمناً باهظاً من التضحيات لكنها ستكون رخيصة مقابل نيل الحريات .
لا بد أن يعي النظام ما من سبيل إلا الرحيل ، إذ تبقى لديه قليل من الانتماء الوطني وترّك للشعب حرية الاختيار لأن أي محاولات الالتفاف على ارادته يعني شيء وحيد هو التوغل في المشاركة في أضعاف المرحلة القادمة وتشويه المستقبل وتكبيله بمديونيات هائلة إن كانت على الصعيد الداخلي أو الخارجي وهذا ما يهدف له المتداخلون في تعزيز فكرة الانقسام وإغراق المجتمع بعد ما وصل إلى الشاطئ النجاة بالهويات قاتلة أي بمعنى آخر إجهاض الولادة الجديدة من خلال زرع متفجرات عند كل ركيزة ، لهذا من المهم استخدام العقل في ذروة الاشتباك وتنبه للضغوط الممارسة على الطرفين كي يضعوا نصب اهتماماتهم الوطن اولاً بعد ما فقدوا الكثير وامتداداته الخارجية وحجم تأثيره التاريخي فما دامت الاستباحة ما زالت ضمن معايير الوطنية يعني الوقت لم يفت أوانه وبإمكان للمعالجات ادراجها ضمن انتقال سلس يشهد تسليم قوى وطنية قادرة على تحمل المسؤولية دون الارتهان لمعادلات الخارج ومخططاته التى يسعى إلى رسم جغرافية التفكك المفكك .
لقد خسر النظام كل شيء بدايةً من حلقته الأمنية المصغرة ومعظم الشعب وجيرانه وأكبر تنظيم يمتدّ على طول وعرض الجغرافية العالمية الأخوان المسلمون بالإضافة لجبهة الشعوب المناصرة للممانعة وحاصر ذاته داخل قوقعة الطائفية التى تتسم بالسفك الدماء لكنه بإمكانه أن يعيد بعض من ماء الوجه رغم صعوبتها في ربع الساعة الأخيرة ، إذ ما قرر أن يستجيب لمطالب الشعب ويفوت الفرصة للمتربصين بالبلاد أن يحققوا أهدافهم الساعية في خلع سوريا من المستقبل على غرار ما حصل في العراق حيث قعد على تلها المالكي بعد خرابها، مقابل سعي الشعب الدءوب من خلال تضحياته أن ينتشلها من الاستبداد لتعود إلى وضعها الطبيعي عبر حريته المقدسة .
والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعظم العقول لا القبور
- أمَّة اقرأ لا تقرأ
- مسرحية شهودها عميان
- تونس وهي
- فياض ... لا بد من نقلة أخرى نوعية
- على خطاك يا فرعون
- الضغوط تواجه بمزيج من الشجاعة والحكمة
- ثنائية القوة والضعف
- العربي بين حكم الديكتاتور أو ديمقراطية تفتت القائم
- ثراء يصعب فهمه أو هضمه
- الشعب هو الضامن الوحيد لمستقبله
- راشيل جريمة كاملة دون شهود
- من مرحلة الخوف إلى التربص
- من جاء إلى الحكم على ظهر دبابة لن يرحل إلا تحتها
- أقنعة نهاريةُ وأخرى ليلية
- حفيد أم وريثا
- تسكع من نوع آخر
- اجراس تكفي لأن تثقب طبلة الأذن
- تحالف المشوهين
- بين قسوة العربي على توأمه والعدو


المزيد.....




- الرد الإسرائيلي على إيران: غانتس وغالانت... من هم أعضاء مجلس ...
- بعد الأمطار الغزيرة في الإمارات.. وسيم يوسف يرد على -أهل الح ...
- لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا ...
- ما حجم الأضرار في قاعدة جوية بإيران استهدفها هجوم إسرائيلي م ...
- باحث إسرائيلي: تل أبيب حاولت شن هجوم كبير على إيران لكنها فش ...
- ستولتنبيرغ: دول الناتو وافقت على تزويد أوكرانيا بالمزيد من أ ...
- أوربان يحذر الاتحاد الأوروبي من لعب بالنار قد يقود أوروبا إل ...
- فضيحة صحية في بريطانيا: استخدام أطفال كـ-فئران تجارب- عبر تع ...
- ماذا نعرف عن منشأة نطنز النووية التي أكد مسؤولون إيرانيون سل ...
- المخابرات الأمريكية: أوكرانيا قد تخسر الحرب بحلول نهاية عام ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - اخراج الجميع منتصر ومهزوم