أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - مسرحية شهودها عميان















المزيد.....

مسرحية شهودها عميان


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 3874 - 2012 / 10 / 8 - 21:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كما لو أن ما يقال على منابر المتصارعين سياسياً حقاً لكن الأمر أسهل مما يعتقد مؤوليه رغم المساحة التى تمكنت من احرازها إلا أن الحق يأبى إلا الظهور فوق جميع محاولات التشويش حوله ، فقد ارتفعت الأصوات التى تتحدث عن الفئات المسلحة داخل الجغرافية السورية وباتت الجهات الإعلامية الرسمية لنظام تماماً كما هو الحال لدي الإعلام العربي دون أن يلاحظوا أن المحللين الذين يتم استدعائهم تباعاً من وقت إلى آخر يدعمون هذا المنطق كأن لم يعد هناك للشعب السوري أي دور أساسي بل أصبح ثانوي بالكاد يذكر وتحولت الأزمة ، قائمة بين الجيش النظامي من جانب وجماعات تنطوي تحت تنظيم القاعدة المصنفة دولياً بالإرهاب وأخرى اخوانية تمثل الجناح العسكري الدولي للجماعة وقليل من المنشقين الذين شكلوا ألوية الجيش الحر .
لا يملك أحد إنكار ما هو قائم من دلالات واضحة على الأرض بالتأكيد أن المجموعات تمكنت التسلل بهدف أن تقف إلى جانب الثورة الشعبية وحسب ما قاله المبعوث الدولي الإبراهيمي عن الرئيس بشار بأن العدد يقارب خمسة ألاف مقاتل أجنبي وإذا استسلمنا لهذه الروايات التي تبدو قريبة للدقة تماماً مطابقة للمعلومات التى ترد من الشهود العابرين خارج الحدود المناطق المسيطر عليها من قبل الجيش الحر والألويته تكون صوت الرصاص تفوق على أصوات حناجر المتظاهرين التى مازالت تنزل كل يوم وتُقتل بدم بارد بالإضافة إلى المجازر التى ترتكب بحق العزل الأبرياء في القرى ، بالرغم لحجم المعارك والحصار المفروض بالقوة على المناطق حيث تسببت خلال الأشهر الأخيرة بفقدان الحياة من مكوناتها الطبيعية للماء والغذاء والتدفئة والمواد الأساسية إلا أن الشعب يواصل ما بدأ به بذات العنفوان التى يواجه النظام بها من آلة العسكرية الضخمة يقودها فئة توحشت أرواحهم لم تعد لديها أي نقطة عقلانية حيث تفلت العقل من العقال ، فبات يبتكر في كل يوم اساليب جديدة تعبر عن تمسكه بإحياء مظاهراته السلمية التى تتوسطها اناشيد اُجترحت من عمق المعانة فبات يرسل من خلال حناجر مردديها بمطالبة الطاغية برحيل والاستسلام لإرادة الشعب لا الرصاص .
لم يعد مخفي ولا يوجد نوع من الاستحياء المعيب كون الطرفين يتلقوا المساندة من الأطراف الخارجية بل كما تبدو الأمور أصبحت أشبه بإعادة أنتاج ما حصل من تشكيلات داعمة لثوار افغانستان من مجاهدين عرب ومال عربي وسلاح مخزن وما تبقى من مخلفات الحروب المتعددة ، كما هو الحال في الجانب الأخر مع النظام الذي بدأت تتكشف أرقام وحجم المساندة الإيرانية واعترافات القائد للحرس الثوري بتزويد كتائب الأسد بكل ما تحتاجه المرحلة من امكانيات للحفاظ على سلطته بالإضافة لعناصر حزب الله التى باتت تقاتل ميدانياً وبشكل علني وتطلق على قتلها شهداء في سبيل الدفاع عن نهج المقاومة الذي يعكس ضمنياً المعنى والمغزى للفكر العميق لديهم بأن من يدافع عن الشعب المهدور دمه وثورته وحقه في اختيار من يحكمه يتحول إلى كافر وجائز محاربته وقتله كون تنتظره نار جهنم ، لهذا يجهرون حلفاء النظام بتدخلاتهم دون أن يكترثوا لأي نوع من الإساءة للضحايا البشرية كون المعركة أكبر من أرواح تزهق وأعمق من تراث تاريخي يهدم وأهم من حقوق حيث تجاوزت كل التضاريس والحدود السياسية والكونية .
ما يثير التساؤل وقد تكون أشبه بالمسرحية شهودها عميان في استبطان واستقراء التهم المتبادلة بعد ما استخدمت كل الأسلحة اللغوية ووسائل الاقناع بأن هؤلاء الجماعات مدعومين من الولايات المتحدة والغرب الكافر الذي يرغب منذ زمن بإطاحة المقاومة الإسلامية في حين يتحدثون حلفاء النظام بلغة الإسلام كما لو كان لوحة تعليمات معلقة على الجدران ويعتبرون ان استخدام العقل ليس بوارد اطلاقاً لأنه ينتج التمييز بل كما يبدو هناك علماء يؤخذ عنهم ولا يرد عليهم لدرجة بتنا نشك للحظة بأن الاتحاد الروسي كما يطرح من الأفاضل قد دخل الإسلام نتيجة المكارم التى راءها بفضل جنود الأسد مما جعله دون تردد أن يعلن توحيده لله عز وجل حيث يتناس هؤلاء بأن ما على الروسي هو ذاته على الأمريكي والأوروبي فالمساعدة والمساندة حسب الفقه والفتوى لا تتجزأ لطرف دون الأخر فأما تجوز لكيلا الطرفين أو لا تجوز أطلاقاً خصوصاً عندما يكون القتال الدائر هو انتحار وطني وليس مع عدو تاريخي ، لهذا هناك تساوى في المنطق بالرغم لتفوق النظام من الناحية العسكرية والدعم اللامحدود من البحر والجو والمال والتخطيط العسكري بالإضافة للجنود والقوات الخاصة وتدافع مقاتلين حزب الله ، لكن ما يجعل آلة القتل أن تعجز من تحقيق الهدف الذي بات مستحيلاً هو اخماد الثورة وإنهاء مظاهر المسلحين حيث الانتقادات باتت تتسرب من الغرف السرية لسيد خامئني المرشد الأعلى للثورة الإيرانية لفضل الحاضنة الشعبية لهؤلاء ، إن كانوا من الجيش الحر أو الجماعات التى قدِمت من الخارج مما يبرهن حجم التأييد الشعبي للسلاح المعارضة ورغبته بالخلاص من الجحيم رغم حالة اليأس من الخطاب العربي والدولي وانزلاق البلاد داخل مطحنة نارية لم تدفع بأي لاجئ أن يتفوه بكلمة سلبية ضد المعارضة الداخلية التى تعكس انضباطها وتفوق اخلاقياتها .
لقد قرأنا التاريخ البعيد والقريب وابتعدنا بقدر الإمكان على القراءات السياحية والأفقية لكي يتجلى لنا أن نقرأ ما بين السطور كما أني أتعهد لكم أن أطرح المسألة بمقارنة مقنعة مبنية بوضوح كوضوح النهار لرجل من التاريخ أسمه الحقيقي جيوس لكنه لُقب فيما بعد بالإمبراطور كاليغولا روما عندما أصطحبه أبوه الجنرال جيرمبنكوس إلى احدى الحروب ولم يتجاوز وقتها السابعة من العمر إلا أن الجنود اطلقوا عليه هذا اللقب ( حذاء الجندي الصغير ) لارتدائه البذلة العسكرية ، وقد توفى والده في ظروف غامضة بعد حملة قام بها إلى سوريا ويبدو أنه ترك من سلالته فيها كما يكشف لنا الواقع وبعد وصول كاليغولا كرسي العرش أستبد بروما وأرغم نسائها وبناتها أن يلتحقوا بالبيوت الدعارة التى خصصت داخل قصره وأمتد شر الإمبراطور الثالث لروما إلى أن حول المجتمع إلى حلبة مصارعة التى جسدت الدموية بكل ما تعنيه هذه الكلمة ، فبدأ يدفع حراسه برمي المصارعين أمام النمور والأسود التى تم تجويعها مسبقاً وعندما ألقى بجميع المصارعين في احدى المباريات أمر باختيار أشخاص من المتفرجين عشوائياً وأجبرهم النزول إلى الحلبة أمام السباع الضارية ، مما دفع من حوله أن يدركوا بأن الجنون في نهاية المطاف سيطولهم مهما قدموا من خدمات ووزعوا الموت على الناس فنقضوا عليه وقتلوه .
إذا كان كاليغولا أرتبط بالسادية والسادية أرتبطت به فما يجري الآن من ممارسات في سورية نمطين من السلوك ماسوشي وسادي بحيث أصبح الأمر أشبه بالجنون كأننا أمام عصابات تم اعادة شروط تغذيتها على امتصاص الدم البشري بعد ما سجنوا وتم تجويعهم ثم دفعهم (الماشاسودي) مرة واحدة نحو معارضين من هو قابع في قصره يحاول في كل صباح أن يمد يده كي يقطف القمر من نافذته معتقداً أنها برتقالة في حديقته التى تعج بجماجم المواطنين .



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تونس وهي
- فياض ... لا بد من نقلة أخرى نوعية
- على خطاك يا فرعون
- الضغوط تواجه بمزيج من الشجاعة والحكمة
- ثنائية القوة والضعف
- العربي بين حكم الديكتاتور أو ديمقراطية تفتت القائم
- ثراء يصعب فهمه أو هضمه
- الشعب هو الضامن الوحيد لمستقبله
- راشيل جريمة كاملة دون شهود
- من مرحلة الخوف إلى التربص
- من جاء إلى الحكم على ظهر دبابة لن يرحل إلا تحتها
- أقنعة نهاريةُ وأخرى ليلية
- حفيد أم وريثا
- تسكع من نوع آخر
- اجراس تكفي لأن تثقب طبلة الأذن
- تحالف المشوهين
- بين قسوة العربي على توأمه والعدو
- فحم يتحول إلى ماس يتلألأ
- أهي البداية أم قراءة الفاتحة
- التحرر من عُقد النقص والتورط بالتقليد


المزيد.....




- كتائب القسام تقصف مدينة بئر السبع برشقة صاروخية
- باستخدام العصي..الشرطة الهولندية تفض اعتصام جامعة أمستردام ...
- حريق في منطقة سكنية بخاركيف إثر غارة روسية على أوكرانيا
- ألمانيا تعد بالتغلب على ظاهرة التشرد بحلول 2030.. هل هذا ممك ...
- في ألمانيا الغنية.. نحو نصف مليون مُشّرد بعضهم يفترش الشارع! ...
- -الدوما- الروسي يقبل إعادة تنصيب ميخائيل ميشوستين رئيسا للوز ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل 4 جنود إضافيين في صفوفه
- مجلس وزراء الحرب الإسرائيلي يقرر توسيع هجوم الجيش على رفح
- امنحوا الحرب فرصة في السودان
- فورين أفيرز: الرهان على تشظي المجتمع الروسي غير مُجدٍ


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - مسرحية شهودها عميان