أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف الناصري - مجد المهجورين على الشواطىء المرتعدة














المزيد.....

مجد المهجورين على الشواطىء المرتعدة


نصيف الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 3896 - 2012 / 10 / 30 - 22:25
المحور: الادب والفن
    



الروح

شروط مُجْحفة يطلقها من وقعوا في الأسر . القبول بها
يُغفل كلّ ما هو انساني في اخوتنا لهم . ندافعُ عن الغرقى
والمنتحرين بعقيق شخصي ، يبعد الخزي عن القناديل
الزرق للأفق ، ولا نطلب إعانة الملائكة . يخذل الانسان
موته في الكراهية المريعة للأسقام ، ولا يصارعه باقتناع .
لماذا يرأف الانسان بموته ؟ أعماق بهيمية تسرح فيها نجوم
الغوغاء المُكدّرة ، تستلب منّا النوع القويّ والجميل بلا مبالاة ،
وتترك الوضيع والمتزمّت في خبله ،
ونحنُ نتحرّق في الأفياء الرحبة للنهار
على من غاصوا بلا كينونة ، ونأسف للروح وهي تقول :
{ حظيتُ باللهفة المتريّثة للتثاؤب } . تقمّص في العوالم
المحظورة للسناء الهائل للعذوبة الشعرية ، لا يقيّض لنا
أن نحتفظ بكرامة معيّنة . : { سُلبت منّا الكرامة } نقول الى
الروح بعدل لا يقبل الغفران . أشجع غريق ينقذنا من الدنس ،
هو العصيان .






الندى على المصباح





في صراعنا مع ما يدمّر نفسه ، مصير مشترك .
رهبة نستعيد فيها ما أثمنا به من أجل تقليل خسائرنا ،
والحياة لا تفنى في جرمها المنسدل على الهاوية .
أعراق متعدّدة من البشر والحشرات ، تلمع تحت الوميض
المعشوق للطبيعة ، تستعجل موتها بخفّة عظيمة ،
والزمن يتنفس في مرآته على الحجارة الصافية .
أكثر أشياء العالم ضلالة ، هو إيماننا بالصرامة
المُخجلة للعبادات . كُن يقظاً ، يا مَن كَستك الطبيعة
بالتعاسة . مجد المهجورين على الشواطىء المرتعدة ،
لؤلؤ وانفجارات . ما هو جدير بالتقوى . طاعة اللذة
والالتئام مع النملة التي لا تحتضر في أصداء النائمين .
طرق الحركة منخفضة وتدور بالغوّاصين ، والنجوم
المكافحة بين الدعامات المتصدّعة للمحيطات . نحنُ
الذين نوثق الانحطاط المتنامي في ما نعتاد عليه ،
ونخمده في شكران طويل للتضوعات المؤبدة للتاريخ .
لا هباء إلاّ في الهباء . الحجر الحادّ . جدائل الزهرة
في الأغطية التي نواجه فيها الغيلان . الندى على
المصباح عاشق الفحم . كلها ، نعمومة جروح الانسان
في كراهيته للمحطات العليلة للصقيع .






كلّ طائر على الشاطىء




ما نحرص على حيازته في الأريج المتضوّع للألم ،
مخفي في النسيم الراشد الذي مضى بالموتى .
نستوعبُ في عبور الشهب لهُيامنا بالسأم ، كلّ
الأصداء التي تخلّفها قرابيننا . صخور محظوظة
نتأبطها في مسيرتنا الى حديقة الجلاّدين ، للترفيه
عن جروحنا المضاعفة ، وأملنا محبط في العوالم
التي نضبت فيها الآبار . كلّ طائر على الشاطىء
الخالي من الوثبات ، يقرفص في نسيم ضيّق .
لا هدف ، ولا إشارة نسعى في الوصول اليها
في انفصالنا عن المرآة المحطّمة للنهار . جيّف
موغلة في خزيها وعفونتها ، مطروحة في طرقنا ،
تُقيلنا من الطمأنينة المريضة ، ونعود نبتهل في
الاخفاق الطويل لبحثنا عن الغائبين . كلّ ما في
الآفاق الملوّثة للوجود ، لا يمكن الثقة به ، أو
تلمّس مواساته . تأجيل دونما حلم لتأدية الشعائر
العفيفة للحظة المحتشمة التي نغادر فيها الى العدم .





30 / 10 / 2012



#نصيف_الناصري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطرق الكاملة لحياتنا
- العوالم السفلى للوجود
- في تسلّقنا الغصن الأسود للصيف
- الحاضر في لهبه واشاراته
- الأوغاد الذين يشرّعون لنا القوانين
- حياتنا المريضة ، متكلَّفة بثقل صلصالها العتيق
- الأطلال الخادعة للماضي
- 5 قصائد
- العفن الجنائزي للماضي والحاضر
- ثقل الأضاحي
- مصائرنا المصفوعة بيأسها المريع
- ثلاث قصائد
- نصوص الحرب
- يتضوّع الفجر الشقيق للحبّ رخيماً على المحبين
- الحمقى الذين يسهرون في كهولتهم
- دفاعاً عن ما يفنى في الطبيعة
- 6 قصائد
- اللحظة / الحركة
- الهديل المرتعش لحمائمنا فوق الخرائب
- الأضواء العطرية للحجارة الكريمة { 5 قصائد }


المزيد.....




- جينيفر لوبيز وجوليا روبرتس وكيانو ريفز.. أبطال أفلام منتظرة ...
- قراءة في ليالٍ حبلى بالأرقام
- -الموارنة والشيعة في لبنان: التلاقي والتصادم-
- -حادث بسيط- لجعفر بناهي في صالات السينما الفرنسية
- صناع أفلام عالميين -أوقفوا الساعات، أطفئوا النجوم-
- كلاكيت: جعفر علي.. أربعة أفلام لا غير
- أصيلة: شهادات عن محمد بن عيسى.. المُعلم والمُلهم
- السعودية ترحب باختيارها لاستضافة مؤتمر اليونسكو العالمي للسي ...
- فيلم من إنتاج -الجزيرة 360- يتوج بمهرجان عنابة
- -تاريخ العطش-.. أبو شايب يشيد ملحمة غنائية للحب ويحتفي بفلسط ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف الناصري - مجد المهجورين على الشواطىء المرتعدة