أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميثم مرتضى الكناني - الاتجار بالدين في العراق














المزيد.....

الاتجار بالدين في العراق


ميثم مرتضى الكناني

الحوار المتمدن-العدد: 3895 - 2012 / 10 / 29 - 11:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



قبل سنة تقريبا من تاريخ اليوم فوجئت كما غيري من الناس في مدينتي الواقعة وسط العراق بلافتة كتب عليها (ان الامامين..... قد انجزا عملية جراحية للمريضة فلانة وتكللت العملية بالنجاح بعد ان عجز الاطباء عن شفائها) وقد رفضت هذه السيدة (صاحبة هذه الكرامة)و لم تقبل ان يتم فحصها من قبل طبيبة ارسلها مدير عام الصحة للتحقق من الموضوع وليس في الموضوع غرابة اذا تقولت هكذا امراة مدعية في وسط ريفي او بدوي منقطع عن وسائل الحضارة ولكن الغريب في الامر هو وضعها اللافتة في شارع الاطباء وامام مراى كل اصحاب الشان من الاختصاصيين علاوة على ذلك فان جمهورا كبيرا من النساء (المتعلمات من موظفات ومدرسات ومهندسات) قد ارتدن بيتها للتبرك , وقد جرتني هذه المشاهد الى موضوع الاستخفاف بالعقل الذي يمارسه الكثيرون مستغلين اشكالية المزج بين دوري الدين والعلم في حياة الانسان حيث كانت وظيفة واحدة في الحضارات القديمة بل وحتى الدينية السماوية عندما كان الانبياء يمارسون دورا وعظيا روحيا وفي ذات الوقت يعملون على تخليص اتباعهم من العلل والاسقام ببركات قربهم من السماء , ولكن هذا الدور قد توقف بعد انتهاء مرحلة التبليغ الرسالي و تطور الحضارة الانسانية فاصبح الدين خارطة طريق قيمية تدلنا على الصواب في كل مواقفنا وسلوكياتنا فيما يتعمق العلم في تفاصيل المشكلات ليجد لها حلولا منطقية , فدور الدين في التوجيه ودور العلم في البحث والابتكار وفق القوالب الاخلاقية التي يضعها الدين ليكاملا معا في تحقيق الرفاهية والخير والحياة الكريمة لبني البشر , ولقد وقعت الشيوعية في اثناء صعودها الملفت منذ نهاية ثلاثينات القرن الماضي وقعت في اشكالية حذف دور الدين والاستعاظة عنه بالعلم وانتهت الى ماانتهت اليه من تهييج واثارة المشاعرالجماهيرية ضدها بفعل اغفالها ان الدين هو حاجة روحية لايمكن للماديات ان تلبيها حتى وان تم توفيرها بكثافة , وذات الخطا يقع فيه المتاجرون بالدين من خلال تصوير ان الدين بديل عن العلم والتكنلوجيا مستغلين عواطف وسذاجة ونسب الامية المرتفعة في بلداننا العربية والعراق يمثل ساحة من ساحات هذه المشاهد التي صرنا نتعايش فيها مع وعظ ديني يستهدف الانخفاض بفكر الامة لكي يتلائم مع مقاصد (هؤلاء المدعين ) ان المثقفين والمتنورين مدعوون لانتفاظة تحمي الدين ممن يحاول تزييفه والاستهانة به لان من شان السكوت على هؤلاء ان يجعل شوكتهم مستقبلا هي الاقوى مايفتح الطريق مشرعا امام المزيد من الاساءات والتجاوزات التي تنسب للاسلام ونبيه (ص) بحكم القياس على سلوكيات ومخالفات هذا النفر الجاهل او المدسوس الذي يريد ان يصور الاسلام بصورة تناقض العلم والحضارة وتكره الاخر وتنفره وهي ليست الا اباطيل يروج لها هؤلاء الذين امتهنوا حرفة الدين في ظل تعطل او تهاون المثقف عن اداء دوره في تنوير وتوعية المجتمع وهو الوضع الذي وصفه الامام علي بن ابي طالب( كرم الله وجهه) بمقولته الشهيرة )(قصم ظهري رجلان جاهل متنسك وعالم متهتك)
د.ميثم مرتضى الكناني



#ميثم_مرتضى_الكناني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترييف المدن وتدمير الريف
- في ذكرى اليوم العالمي للتخدير
- الولادة بلا الم حق اساسي من حقوق المراة
- حقوق الانسان في صالات العمليات الجراحية
- المتاجرون بالدين ..اخطر من القنبلة النووية
- • احذروا من صناعة الدكتاتور
- نقابة اطباء العراق..دور معطل وقرار يحتضر
- بوش وبيسارو ..وشعوب النعاج
- الواقع الصحي في العراق بحاجة إلى ثورة تصحيحية
- الفضائي العراقي والفضائي الاميركي
- هروب حسين كامل ومناف طلاس..نقاط تشابه عديدة
- علي الوردي..وارائه في حياة مابعد الموت
- بين العراق وموزنبيق
- الدعارة في العراق...والرجم المعنوي
- شيوعي وشيعي وكردي ....مازق الكرد الفيليين
- التقاليد الاجتماعية واثرها في افساد الواقع العربي
- الدراما التاريخية ..ومخاطر تزييف التاريخ
- فحص المقبلين على الزواج ضمانة لجيل بلا عاهات
- المالكي ..و...ألم الكي
- لماذا لاتنتصر الحكومة على الارهاب في العراق؟


المزيد.....




- العراق يحظر نشاطات الأحزاب المناوئة للجمهورية الاسلامية على ...
- وجهاء الطائفة الدرزية يؤكدون رفضهم الانفصال من سوريا
- الجهاد الاسلامي: استهداف سفينة المساعدات اهانة للقيم الانسان ...
- فرنسيس والكاثوليك الأميركيون
- إسرائيل تستهدف منطقة قرب القصر الرئاسي بدمشق وتتعهد بحماية ا ...
- سوريا... وجهاء الطائفة الدرزية في السويداء يصدرون بيانا يرفض ...
- أحدث تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي نايل سات “نزلها ...
- -الشرق الأوسط الجديد ليس حلماً، اليهود والعرب في خندق واحد-– ...
- بعد دعوة رجل دين درزي.. تحذير مصري من -مؤامرة- لتقسيم سوريا ...
- الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في سوريا حكمت الهجري يطالب بحم ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميثم مرتضى الكناني - الاتجار بالدين في العراق