أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميثم مرتضى الكناني - شيوعي وشيعي وكردي ....مازق الكرد الفيليين















المزيد.....

شيوعي وشيعي وكردي ....مازق الكرد الفيليين


ميثم مرتضى الكناني

الحوار المتمدن-العدد: 3853 - 2012 / 9 / 17 - 09:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يذكر انه تم اعتقال احد المؤيدين لنظام عبدالكريم قاسم من قبل رجال الحرس القومي عام 1963 وعندما استعرض ضابط الامن سيرة المعتقل قال له بغضب (انت شيعي وشوعي وكردي ..وعلى كل واحدة منها تستحق الاعدام ) وهذه القصة تشير الى واقع الكرد الفيليون الخاضع عبر الزمن لتعدد الولاءات وغياب الهوية هذه المجموعة القومية التي تقاسمها قلم المستعمر المنتصر لا ليفصلها بين دولتين رئيسيتين يتركز وجود الكردالفيليين فيهما أي العراق وايران على طول الشريط الحدودي الفاصل بين البلدين والمدن المحاذية للحدود على الطرفين , وانما تم تقسيم هذه المجموعة القومية بنسق تتشابك فيه عوامل الانتماء القومي والمذهبي مع تراجع مضطرد لفرص الحفاظ على الهوية الثقافية لها خصوصا في العراق (رغم ان وضعهم على الجانب الايراني لم يكن افضل حالا ) ونتيجة للتوجه الطائفي الذي انتهجته الدولة العراقية في تعاطيها مع مسالة منح الجنسية لرعايا الدولة الوليدة حسب قانون الجنسية لسنة 1924 فان الفيليين ظلوا طيلة الحقب الزمنية المتعاقبة يعاملون في العراق بصفة رعايا دولة اخرى(ايران) تخضع طريقة تعامل السلطة معهم بحالات المد والجزر في شاطى العلاقة مع ايران والاحسن حالا منهم تجده يعامل معاملة المواطن من الدرجة الثانية , وطبعا نحو نتحدث عن الجانب الرسمي من الموضوع اما المستوى المجتمعي فقد شهد انصهارا الى حد كبير في المحيط الشعبي وهو في الغالب محيط عشائري حيث درجت العشائر العربية على منح الفيليين القابها واحتضنتهم وامنت لهم الحماية والسند في كل مايتصل بشؤونهم الخاصة والعامة اللهم الا ذلك النفر القليل من المتعصبين الذين كانوا يعارضون فكرة دمج الفيليين في المجتمع منطلقين من خلفيات شوفينية معقدة وهؤلاء لايمثلون رقما مؤثرا في المعادلة الاجتماعية العراقية لاسيما ونحن نشهد حالات مصاهرة وصداقات وتبادل المصالح اكثر من ان تعد وتحصى , ولم يتسنى ل للكرد الفيليين التعريف بهويتهم في محيطهم العربي (وسط وجنوب العراق) لاسباب عديدة يقف على راسها عدم وجود فرز واضح للمعالم الجغرافية التي تفصل الوجودات الكردية عن العربية مع خشيتهم من بطش السلطة الحاكمة مااضطرهم ذلك الى القيام بتغير الانتساب القومي باللجوء الى المكون العربي وترك اللغة الام واستبداله باللغة العربية كنعصر وحيد للتواصل , هذا من جهة ومن جهة اخرى استغلال ايران قضيتهم اعلاميا اثناء حربها مع صدام من اجل تكثير عدد المعارضين لسلطة صدام والتي حرصت ان يكونوا بقالب اسلامي تقوده او تتحكم في قراره ايران الامر الذي ساعد على اضعاف أي مشروع قومي كردي فيلي للتشكل مستثمرا حالة الانفعال التي خلفتها سياسات صدام والتي كانت بالاساس قومية متشددة اذ كان نظام البعث طيلة حربه مع ايران يركز على العامل القومي في الحرب ضد ايران الفارسية وتم الترويج لفكرة فارسية الفيليين والحاقهم قسرا بايران لدوافع كثيرة يقف على راسها رغبة النظام في القضاء على هذا المكون والذي يمتاز بصعوبة المراس وعدم الخضوع مع مايتوافر عليه الفيليون من كفاءات علمية وامكانيات اقتصادية ,ان الغبن الكبير والمزمن الذي لحق بالكرد الفيليين ولد لديهم الرغبة في التغيير الذي نشدوه مع كل تجربة حزبية او حركية قدمت نفسها باطار وطني او اممي غير متعصب او اسلامي متسامح جامع وهذا مايفسر انخراط الفيليين في صفوف الحزب الشيوعي العراقي منذ فترة مبكرة من تاريخ الحزب وتحملهم السجون والمعتقلات حتى مجئ ثورة 14 تموز بقيادة الزعيم عبدالكريم قاسم التي جلبت بشائر حلم لطالما راود الفيليين في دولة تعاملهم وفق مقاسات المواطنة الصالحة الا انه سرعان ماتبدد هذا الحلم بمجئ عصابة البعث المجرمة في 8شباط عام 1963 وماتبعها من فترات شهدت خطا بيانيا متصاعدا من القمع تراوحت بين التضييق الاداري فيما يخص منح الجنسية او سائر المحررات الرسمية مرورا بالتهجير وانتهاء بالاعتقال والتصفية الممنهجة لاسيما مع موقف الفيليين الرافض للانقلاب والمؤيد لثورة 14تموز وقائدها المغدور وقد لبت الجماهير الفيلية دعوة الثورة الكردية في الشمال لتلتحق بها على امل تحقيق مطالب الكرد بكافة شرائحهم الا ان الصدمة كانت بتوقيع اتفاق اذار عام 1971للحكم الذاتي مع نظام صدام والذي لم يشر الى هذه الشريحة وتم تغييبها عن قصد او بالصدفة لتظاف الى سلسلة النكسات والاحباطات التي عاناها الفيليون في تاريخهم المعاصر ولم تنجلي حقبة السبعينات بعد وصول البعثيين مرة اخرى للحكم عام 1968حتى برز التيار الاسلامي في وتيرة اقلقت النظام وكعادتهم انخرط الكثير من شباب الكرد الفيليين في صفوف الحركة الاسلامية العراقية(الشيعية منها) رغبة منهم في الحصول ولو جزئيا على حقوقهم المسلوبة وشهدت المواجهة المرعبة مع النظام الارهابي اكبر عملية تصفية ممنهجة وابادة منظمة لاقلية قومية في التاريخ الحديث لم تقتصر على تجريدهم من اموالهم فقط بل في ترحيل العوائل بدون معيل واعتقال الاف الشباب وزجهم في غياهب السجون ليكونوا بالتالي بمثابة حيوانات تجارب لاسلحة الدمار الشامل التي طورها النظام المقبور برعاية دولية اثناء حربه مع ايران , وشهدت فترة الثمانينات والتسعينات نضالات الفيليين الذين انضموا للحركة الاسلامية بفصائلها المسلحةالمختلفة (حزب الدعوة ,العمل الاسلامي, المجلس الاعلى الاسلامي الخ ) وساهموا بفعالية في مواجهة نظام الدكتاتور تحت مختلف العناوين حتى سقوط النظام حيث كانت الصدمة الجديدة وهي عدم الاعتراف بخصوصية هذه الشريحة لامن قبل التحالف الكردستاني ولا من قبل الاحزاب الاسلامية وظلت قضية الفيليين قضية ثانوية لاسيما مع انقسام وتشتت الفيليين انفسهم وتوزعهم بين قوى وتيارات ابتلعتهم ومازالت واستخدمتهم حلفاءا مؤقتين وانصارا مرحليين مع مايعانيه الفيليون من عقدة الانتماء الحائر بين المذهب والقومية والذي لم تحسمه قوى الصراع الداخلي فضلا عن عدم تمكن الاميركان تاسيس دولة من ركام الحقبة الدكتاتورية, ويبقى وضع الفيليين هو الاسوء وتبقى الشريحة الكردية الفيلية هي الخاسر الاكبر في توازنات اللعبة العراقية التي لا تقبل بالصغار او المشتتين.

د.ميثم مرتضى الكناني



#ميثم_مرتضى_الكناني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التقاليد الاجتماعية واثرها في افساد الواقع العربي
- الدراما التاريخية ..ومخاطر تزييف التاريخ
- فحص المقبلين على الزواج ضمانة لجيل بلا عاهات
- المالكي ..و...ألم الكي
- لماذا لاتنتصر الحكومة على الارهاب في العراق؟
- اللجوء السياسي ..بين حصن الابلق وسفارة الاكوادور
- الاطباء في العراق يخافون من الوزارة ولا يعباون بالنقابة
- تصفية التاريخ والجمال في العراق..من اوراق مواطن واسطي
- أمم تصنع القادة ام قادة تصنع الأمم
- تقليص مدة التدرج الطبي ..واثرها السلبي على الواقع في المؤسسا ...
- روجر فيشر ...صرت له عبدا
- من اجل تاسيس رابطة عراقية للاعلام الصحي
- خريجي الكليات التقنية في العراق بين ظلم ابو بطانية وابو خبزة
- الخطا الطبي..سيف مسلط على رقبة الابداع العلمي في العراق


المزيد.....




- روسيا تدعي أن منفذي -هجوم موسكو- مدعومون من أوكرانيا دون مشا ...
- إخراج -ثعبان بحر- بطول 30 سم من أحشاء رجل فيتنامي دخل من منط ...
- سلسلة حرائق متتالية في مصر تثير غضب وتحليلات المواطنين
- عباس يمنح الحكومة الجديدة الثقة في ظل غياب المجلس التشريعي
- -البركان والكاتيوشا-.. صواريخ -حزب الله- تضرب مستوطنتين إسرا ...
- أولمرت: حكومة نتنياهو تقفز في الظلام ومسكونة بفكرة -حرب نهاي ...
- لافروف: أرمينيا تسعى عمدا إلى تدمير العلاقات مع روسيا
- فنلندا: معاهدة الدفاع مع الولايات المتحدة من شأنها أن تقوض س ...
- هجوم موسكو: بوتين لا يعتزم لقاء عائلات الضحايا وواشنطن تندد ...
- الجيش السوداني يعلن السيطرة على جسر يربط أمبدة وأم درمان


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميثم مرتضى الكناني - شيوعي وشيعي وكردي ....مازق الكرد الفيليين