أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ميثم مرتضى الكناني - الدعارة في العراق...والرجم المعنوي














المزيد.....

الدعارة في العراق...والرجم المعنوي


ميثم مرتضى الكناني

الحوار المتمدن-العدد: 3856 - 2012 / 9 / 20 - 17:12
المحور: المجتمع المدني
    



في يوم لاانساه من عام 1999 حيث كنت اعمل طبيبا في احدى المستشفيات العراقية حيث جئ بعدد من الجثث وعلى مااذكر كانت ثلاثة جثث لام في نهاية الاربعينات من العمر وبنتيها الشابتين في العشرينات وقد قطعت رقابهن بشكل غير كامل ولف على رقابهن حبل من النايلون على مايبدو هي طريقة ميليشيا فدائيي صدام في الاجهاز على ضحاياهم , لقد تم الاتهام والاعتقال والادانة وتنفيذ الحكم في غضون ساعة واحدة حيث تمت مداهمة بيت الضحايا وهم نيام ونقلهم مباشرة الى معسكر لميليشيا فدائيي صدام وتنفيذ حكم الاعدام بقطع الرؤوس بالسيف ولا يسعني وانا استعرض الحادث ان استعرضه بعقلية الطبيب الذي يرى بحكم مهنته كل ماهو غريب ومستهجن واحيانا ماهو مستفضع ان صح التعبير بل بصفتي انسان من حقي ان اتساءل عن هذه الطريقة والمستوى اللامعقول من الاستهانة بالانسان وربما قامت السلطة التي تسربلت في حينه لباس الدين بتقديم المبررات لحادثة قتل عشرات النساء العراقيات من مختلف المحافظات على انها (انتفاظة للشرف العراقي) الذي تطاولت عليه احدى الغانيات في مشهد اساء لسمعة العراق في حفلة خاصة في الخليج هكذا تقول الرواية التي تم بثها من قبل جهاز المخابرات العراقية عبر وكلائه السريين المدسوسين بين الناس بنفس التوقيت الذي تحركت به فرق قاطعي الرؤوس باحثة عن ضحاياها لتحقيق ارادة القائد (الشريف)القائد الذي تحول بقدرة قادر من يساري متطرف في السبعينات الى قومي متزمت في الثمانيات فاسلامي اصولي في الالفية الجديدة وكان من مبررات حملته الايمانية انها جاءت كتعبير عن العودة البائسة لاستجداء الامدادات الغيبية في مقابل الاكبر الاقسى الاميركي الذي يلمع اسنانه بانتظار افتراس النظام او ماتبقى منه في قدح العراق المكسور بعد هزيمة ام المعارك المدوية , ولو سلمنا برواية النظام وبانهن عاهرات فمتى واين وتحت أي سلطة مارسن البغاء واين حكم الموت هذا من قانون العقوبات العراقي رقم 111 لسنة 1969 والمادة394 اولا التي تعاقب بالسجن مدة لاتزيد عن سبع سنوات لممارسة البغاء او اللواط ,وقد يعترض معترض بالقول ان القائد الرمز كان ينفذ حكم الشريعة وهنا نتساءل اليس من الشريعة ايضا استكمال عناصر العدالة للمتهم ومنحه فرصة الدفاع عن نفسه بصورة شفافة هذا من ناحية ومن ناحية اخرى من قال ان الدولة العراقية اصبحت دولة اسلامية والتي تستدعي توافر عناصر عديدة لتنفيذها لاتنحصر فقط في الاسراف ببناء المساجد في وقت كان فيه العراقيون يتضورون جوعا بفعل الحصارالدولي او قطع رقاب النساء اللائي نشان وترعرعن في ظل حكومة الثورة ومارسن البغاء بشكل مجاني تطوعا لخدمة للقيادة الحكيمة مع كل اغلب الرفاق الحزبيين ,ولكي لانبتعد عن جوهر الموضوع فاننا بحاجة الى فتح ملف موقع المراة في المجتمع العراقي هذه المراة التي اكدت حضورها مبكرا بفضل انفتاح الطبقة الحاكمة في العراق الملكي اولا ونحن نرى ان السيدة (امينة علي الرحال) وهي اول امراة عراقية مارست قيادة السيارة في عام 1936في وقت لم يعرف الكثير من الرجال في بلدان عربية (ركوبة) الا الناقة والبغل , وفي الجمهورية الاولى نجد الوزيرة نزيهة الدليمي ضمن اول تشكيلة وزارية في حكومة الزعيم عبدالكريم قاسم وبذلك يكون العراق او دولة في الشرق العربي ان لم يكن في الشرق بشكل عام قد ثمن دور المراة لامنة ولا انحيازا وانما تقديرا لاهميته في بناء بلد متطور , ولم تكن الحركة النسوية حالة كمالية في تاريخ الصراع السياساجتماعي العراقي وانما كانت حلقة مفصلية ومنطقية ضمن حلقات الصراع ضد الجهل والاستبداد , ولكن مع وصول العصابات المناطقية المتخلفة لحكم العراق منذ العام 1963 شهد واقع البلد عموما والمراة على نحو خاص تراجعا حادا واقتصر الاهتمام المزعوم للمجموعة الحاكمة في دعم تمثيل المراة على مستوى الحزب ومؤسساته بالسمسرة وال(قوادة ) المغلفة بتخريجات من قبيل التدريب على السلاح او التظاهرات الحزبية او غيرها من الامور التي برعت وتفننت بها (قوادات ) الحزب اللائي كن يمارسن دورا مزدوجا بين السمسرة للرفاق ورموزالنظام الشرهين للجنس ومن ناحية اخرى التجسس على التجمعات النسوية ونقل اخبارها اولا باول ضمن تقارير منتظمة ترفع للجهات الامنية للتعامل معها بشكل مباشر, ان تراجع دور المراة في العراق في فترة حكم حزب البعث مرده عاملين رئيسيين الاول هو عقلية النظام القروية المتخلفة التي كانت تعتبر المراة حالة ناقصة فكرا وفعلا والتي تكللت بسلسلة من التشريعات والقوانين التي اطبقت على انفاس المراة وحدت من تحركاتها في المجتمع وجعلتها صيدا سهلا لاي قاتل بحجة غسل العار من ناحية ومن ناحية اخرى النتائج الكارثية للحروب المتتابعة والازمات التي جر اليها العراق وبغياب الرجل الاب والزوج والاخ اجبرت المراة على ترك الدراسة والعلم والتفرغ لتحمل اعباء الاسرة مع مااوجدته مرحلة الحصار بالتعاون مع سياسة التجهيل المتعمد التي مارسها النظام الفاسد بحذق شيطاني من خلال احتقار اصحاب الشهادات والتقليل من شانهم بصورة متعمدة ماجعل تحصيل العلم مسالة (ماتوكل خبز) تحت شعار خريج مريج كلة بالبريج الذي رفعه النظام طيلة فترة حكمه الاسود, ان اهم الاسباب التي تدفع المراة لبيع نفسها وامتهان مهنة الدعارة هو الجهل من جهة والعوز المادي من جهة اخرى وهاتان المشكلتان هما مصطنعتان بامتياز من قبل دوائر النظام وبذلك يكون حكم الموت بقطع الراس هو استحقاق النظام وازلامه وليست تلك الفتيات المسكينات اللائي قتلن للتمويه والايحاء بان للنظام نخوة وشرف وهو منها براء.
د.ميثم مرتضى الكناني



#ميثم_مرتضى_الكناني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيوعي وشيعي وكردي ....مازق الكرد الفيليين
- التقاليد الاجتماعية واثرها في افساد الواقع العربي
- الدراما التاريخية ..ومخاطر تزييف التاريخ
- فحص المقبلين على الزواج ضمانة لجيل بلا عاهات
- المالكي ..و...ألم الكي
- لماذا لاتنتصر الحكومة على الارهاب في العراق؟
- اللجوء السياسي ..بين حصن الابلق وسفارة الاكوادور
- الاطباء في العراق يخافون من الوزارة ولا يعباون بالنقابة
- تصفية التاريخ والجمال في العراق..من اوراق مواطن واسطي
- أمم تصنع القادة ام قادة تصنع الأمم
- تقليص مدة التدرج الطبي ..واثرها السلبي على الواقع في المؤسسا ...
- روجر فيشر ...صرت له عبدا
- من اجل تاسيس رابطة عراقية للاعلام الصحي
- خريجي الكليات التقنية في العراق بين ظلم ابو بطانية وابو خبزة
- الخطا الطبي..سيف مسلط على رقبة الابداع العلمي في العراق


المزيد.....




- مسؤولون في الأمم المتحدة يحذرون من مخاطر ظهور جبهة جديدة في ...
- الأمم المتحدة: 800 ألف نسمة بمدينة الفاشر السودانية في خطر ش ...
- -خطر شديد ومباشر-.. الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور -جبهة جدي ...
- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ميثم مرتضى الكناني - الدعارة في العراق...والرجم المعنوي