ابراهيم جوهر
الحوار المتمدن-العدد: 3883 - 2012 / 10 / 17 - 21:10
المحور:
الادب والفن
الأربعاء 17 تشرين الأول : ........... يومية : إبراهيم جوهر - القدس
أريد بلدية
... ودارت .
( وكأني كنت أتوقع ألا تدور ! لكنها دارت ...)
أمعنت النظر متفحصا هذا الفجر في اللوحة السماوية البديعة التي تشكّلت من غيمات كحلية . لا هواء يحركها ؛ اللوحة ظلت ثابتة أمامي في الأفق الشرقي وأنا أنتظر بداية الشمس ؛ شعاعها الأول له معنى ولون ورسالة . اللوحة قابلة للتأويل ، أعيش معها ، أحاول فك رموزها . ساعة كاملة جلست أمامها متمعنا ؛ هيبة ، وجمال في الغموض ، وألوان بلون الكحل الأزرق .
( كنت أسمع كبار السن يقولون : عيشتنا مثل الكحل الأسود ! اليوم رأيت كحلا أزرق .)
تعكّر الصفاء حين بدأت تهب هبّات خفيفة من الهواء فاحترت في التنبؤ ؛ هل سيكون اليوم هادئا بهدوء اللوحة السماوية ؟ أم ترى سيحل "غضب" ما ليعكّر الهدوء والصفاء الكحلي ؟
ظهرا وصلت مبنى بلدية (نير بركات). سأطلب وثيقة / شهادة تثبت أنني " مواطن صالح" يدفع ضريبة المسقّفات المسماة ( الأرنونا) ليقدّمها (رئاس) إلى (التأمين الوطني) ليعيد إليه بدوره تأمينه الصحي الذي أوقفته الدوائر المختصة بسبب تعلّمه خارج البلاد لست سنوات . وكأن حاسوب (الداخلية) على معبر الملك حسين /اللنبي / الكرامة لا يسجّل الدخول والخروج !
انتظرت ساعة ونصف الساعة ، بهدوء ، وأدب ، وبلادة !
راقبت المنتظرين الكثر ؛ لا احتجاج يعلو ، ولا قشور بذور تلقى على البلاط ! ولا صوت يحتج . هنا يفرض الآخر قانونه ، وعليك التقيد والالتزام .
هنا يتأخر الوقت ، ويسود الانتظار ، فالمنتظرون من العرب في القدس . وعلى الجانب المقابل تسير الأمور بيسر وسلاسة وسرعة ؛ لا قيمة لوقت الناس هنا ، والقيمة كلها له هناك .
( ليت لنا بلديتنا الخاصة ! لكنّا الآن نستعد للانتخابات ...ولزيّناها بالحدائق ، ومواقف السيارات ، واللوحات الفنية الجميلة لفنانينا المبدعين ..)
أشعر بالحاجة الفعلية لبلدية تحترمني .
#ابراهيم_جوهر (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟