أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمرقند الجابري - ذاكرة قطنية- قصة قصيرة














المزيد.....

ذاكرة قطنية- قصة قصيرة


سمرقند الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 3866 - 2012 / 9 / 30 - 15:48
المحور: الادب والفن
    



قبل أن يذهب الى المطار بيوم، إشترى قميصين ، فكر بظبية توّقهِ الف مرة قبل الشراء، وعاد بهما الى بغداد.
زارتهُ بلهفة ، دحرجتْ روحها على ملامحه الجديدة ، كلما عاد ، تترك بلادا كان فيها لمسات ما على وجنتيه ، ولانها تحب هذا الشعور ، ظلت تجيس بتلك القسمات ما قدرتْ ، فلقد علمها السندباد الكثير .
فتحا القمصين من كيسيهما بفرح الاعياد معا، وأرسلاهما للمكوى، القميص الاول بخطوطه الزرقاء ،تملل من طول الانتظار، منذ يوم خياطته للان ورحلته في السوق من تاجر الجملة الى حقيبة مسافرعجول الى محل الكوي ، شعر بالعزة لانه جديد ولم يترفع وهو يركن مع قمصان أخرى لم تغسل بعناية ، وكان يسكت أزراره عن الرغي مع أزرار الاخرين ،خصوصاً تلك العائدة لنساء لا يعرفهن!.
احب حبيبة صاحبه ، شبّه عيونها بأزرار المعاطف في زمن الحب، ورجع بذاكرته القطنية الى ثياب مرتْ به ، فلم يبتسم!.
القميص الآخر ، خطوطه من الورد استعارت روعتها، كان أكثر زهوا من ثياب هذه المدينة المغبرة وظلّ يُسمعُ من في المحل:-" لا تملكون فرحي ، فأنتم ستذهبون الى بقع تنتظركم، وزحام الباصات المكتظة ، أما أنا فقميص شاعر، قميص شاعر".
في الصباح عادا الى صاحبهما ، ظل كل واحد منهما يتمنى بطريقة ما أن يكون هو الاول في استقبالها، الأزرق له قوة رشف عطرها رغم الطاولة النائمة بينهما ، ومن فرط فرحه ، أسقط أحد أزراره تحت قدميها صريعا، وهي من الوله احتفظت بالزر خلسة عن الحبيب لينام في حقيبة حوّت من الذكريات ما يميز المجانين عن غيرهم .
الزر في حقيبتها يعجب من لفافة تبغ تلفها بأحكام محارم بيضاء ، وسأل بقية المناديل عن فحواها ، فأجاب القريب منها بأنه يضم شعرات استلت من مشط صاحبه ، فصاحبة الحقيبة مستها التولهات فصار لكل تفاصيل الاخر خارطة فرح لامرأة ظلت متخبطة المشاعر حتى عتقتها النهارات بشاعر ارسلته عناية الصدفة المبدعة ، فيما يسميه الجميع بـ( الوقت الضائع)، عداها.
تكاثرت الاسئلة الموجهة من زر اسقطه التماهي لولاعة سجائر ،ظل صاحبها يبحث عنها ، ولم تدفع به رياح الشك الى ان يعصف بأحد.
قميصان ينامان في دولاب مرغته الهدايا المضمخة، لتطرز قصة لا يريد لاحد منهما انهاءها ، ظلا يسبغان عليها الاسماء التفافاً على بيت القصيد ، كل العيون تعرف حتى تلك التي لا تشبه ازرار المعاطف والكنزات ، ابتداءا من اول زر بعد الميلاد الى يوم القيامة.

من مجموعتي القصصية – ناطور الضوء – الفائزة بجائزة الابداع الادبي 2009 - دبي



#سمرقند_الجابري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهرجان المتنبي العاشر في واسط
- برزخ - قصة قصيرة
- مائدة نزهت في دار المدى
- مهرجان الدمى في تونس الخضراء
- تفاحة
- تمكين الام والبنت
- صبيحة الشيخ داوود
- بدرية
- طاحونة
- ارغفة الوطن
- اربعة
- وجوه
- المتسكع
- زقورة
- بعيدا عنهم
- آس نائم
- الانتظار
- انامل
- ضفائر
- غربتان


المزيد.....




- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض
- الموت يفجع الفنانة اللبنانية كارول سماحة بوفاة زوجها
- وفاة المنتج المصري وليد مصطفى زوج الفنانة اللبنانية كارول سم ...
- الشاعرة ومغنية السوبرانوالرائعة :دسهيرادريس ضيفة صالون النجو ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمرقند الجابري - ذاكرة قطنية- قصة قصيرة