أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمرقند الجابري - صبيحة الشيخ داوود















المزيد.....

صبيحة الشيخ داوود


سمرقند الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 3511 - 2011 / 10 / 9 - 08:25
المحور: الادب والفن
    


شهدت دار المدى في شارع المتنبي احياءا لذكرى الراحلة العظيمة (صبيحة الشيخ داوود) التي تعتبر زعيمة حركة التحرر النسوية في العراق، وكان لي شرف تقديم هذه الجلسة ولاضع بين يديكم سيرتها المشرفة :

- ولدت صبيحة الشيخ داود في بغداد عام 1914 -1975 .
- اول طالبة انتمت الى كلية الحقوق عام 1936
- عينت مفتشة في وزارة المعارف 1940 .
- عملت كتدريسية في دار المعلمات الابتدائية 1950 .
- في عام 1956 نقلت كعضو محكمة الاحداث ، وظلت الى ان اعتزلت الخدمة عام 1970 وانصرفت الى ممارسة المحاماة .
- كتبت مقالات في الصحف ، ومن ضمنها في مجلة( ليلى) التي تعتبر اول صحيفة نسوية التي صدرت بعددها الاول عام 1923 .
- سكرتيرة جمعية حماية الاطفال التي تشكلت عام 1945 .
- عضو الهيئة الادارية لجمعية الهلال الاحمر 1958 .
- اشتركت في مؤتمرات نسوية عربية وكانت صوتا مسموعا للدفاع عن حقوق المرأة ، فأذا ما ذكرت هدى شعراوي وباحثة البادية ومي زيادة في مصر ذكرت صبيحة الشيخ داوود كزعيمة للحركة النسوية في العراق .
- من كتبها (تجربتي في قضاء الاحداث ) وكتاب ( اول الطريق للنهضة النسوية في العراق ) نشر في بغداد 1958 ، تقول في مقدمة كتابها : - " كان لزاما علي ان اسجل هذه المرحلة لا لشيء غير أنني كنت أعد مسؤولة الى حد كبير بهذا العبء لكوني واحدة من مماشين النهضة وممن ساهمن في ارساء قواعدها واصولها بين أول دفعة من الطالبات واول طليعة من المعلمات في هذه البلاد " .
- تعتبر اقدم اديبة عراقية معاصرة وهي أول من اقامت صالونا ادبيا اسبوعيا ينتظم فيه اعلام الفكر والادب والسياسة في العراق .
- كان عمرها 8 سنوات عندما مثلت دور الخنساء في مهرجان (سوق عكاظ) 1922 بحضور الملك فيصل فاعترض وقتها عبد الرحمن الكيلاني رئيس الوزراء قائلا :- سافرة وتخطب على جمل!!
والدها الشيخ داوود كان رجل دين مثقف متنور متمدن ، شغل منصب وزير الاوقاف في العراق ، وكان عضوا في البرلمان العراقي ، لعب دورا في مناهضة الاستعمار البريطاني .
والدتها ( نعيمة سلطان حمودة ) شخصية بارزة في المجتمع العراقي ، وهي اول من أسست أول جمعية نسوية في العراق وقادت احتجاجات نسوية ، وقدمت لـ (مس بيل) مذكرة تدين الاعتقال والتهجير القسري لعدد من السياسيين العراقيين ومن ضمنهم والد صبيحة .
عاشت السيدة صبيحة في وسط شهد صراعا حامي الوطيس بين السفور والحجاب والتعليم النسوي واشغال المراة لوظائف في الدولة العراقية ، ناضلت لاجل اهداف حيوية قد لا يحس بقيمتها الجيل الجديد ، كانت اول تلميذة في مدرسة الاناث التي افتتحت عام 1920 تلك المدرسة التي خلقت ردود فعل هزت الاوساط في بغداد والتي اعتبرها المجتمع آنذاك تضليلا للفتيات واخراجهن عن الطريق السوي يومها تعرض والدها لسباب والشتم والتجريح .
هنا علي ان اذكر ان اول مدرسة افتتحت للفتيات في بغداد كانت عام 1899 بقرار من الوالي نامق باشا وكانت الشروط الموضوعة من قبل اعيان وساسة البلاد للمدرسة كالتالي :
1- ان لا تكون المدرسة مطلة بشبابيكها على الشارع .
2- ان لا تكون الدور المجاورة مشرفة عليها .
3- ان لا تكون في الدور المجاورة اشجارا عالية كي لايتسلقها الشباب للنظرالى الفتيات .
وبعدها اقرت اول مدرسة في محلة الميدان الجديدة وسجلت فيها 90 طالبة ،كان اليهود هم فقط من يرسلون بناتهم الى التعليم وبلغت اعداد الفتيات 1000 الف طالبة وقتها اعترض مسؤول المعارف (حكمت سليمان ) على عدم تعليم الفتيات المسلمات فقرر فتح مدرسة للاناث المسلمات عام 1918 وضمت وقتها 40 تلميذة ، يجدر بي ان اذكر الضجة التي اقيمت حين اقترحت الادارة المدرسية ادخال درس الرياضة الى المناهج التعليمية فاعترض الاعيان والاهالي بان هذا الدرس يعلمهن الرقص كبنات اليهود غير ان الادارة قامت بادخال درس الرياضة الى المنهج وخيرت الطالبات في قبوله او تركه وقتها انتضمت 10 طالبات فقط ، احداهما شقيقة نوري فتاح باشا وبديعة الفلاحي وناهدة الشاهبندر .
تذكر صبيحة في مذكراتها عندما قابل والدها وزير التعليم العالي لاجل قبول صبيحة في كلية الحقوق:- " كان الوزير عصبيا ويرفض قبولها ويرجو والدها ان يعدل عن الامر وعندما عادوا الى البيت تلقى والدها اتصالا هاتفيا من شخصية معروفة في الدولة ليخبره ان قرارابنته بالدخول الى الجامعة سيسبب مشاكلا لا حد لها غير ان والدها اصر على طلبه بانه من حقها وبرغبة عائلتها ، تقول صبيحة لم ننم ذلك اليوم وكنا كلنا نؤمن بأن علينا انا وابي وامي ان نصر على ما نويناه في قراراة انفسنا ان لا نتراجع عن هذا الطلب وفعلا تم قبول طلبها ..وفي اليوم الذي ذهبت فيه صبيحة الى الكلية كانت هناك جمهرة من الطبة المحتشدين ليروا الفتاة الجميلة السافرة بلا عباءة ، يومها القت والدة صبيحة على تلك الجمهرة كلمة مؤثرة : - " اعتقد انكم ستعاملون اختكم معاملة طيبة ، فأنا اتركها امانة لديكم وهي ستكون عند حسن ظنكم ولن تتركوها تندم على هذه التجربة " هذا الكلام جعل اغلب الشباب يشعرون بالخجل ويفسحون المجال للطالبة الجديدة بالدخول الى قاعة المحاضرة .
تحدثت في الجلسة الروائية (سافرة جميل حافظ) لان خالة الروائية كانت جارة لبيت صبيحة الشيخ داوود وكانت تقول :- كلما ذهبنا لزيارتها ، وسألنا عن صبيحة تجيب الام انها تدرس من طلب العلا سهر الليالي ، كانت صبيحة اول من دخلت كلية الحقوق وبعد عامين دخلت احدى قريباتها ، وذكرت الروائية كيف ان والدتها يومها كانت حاملا بها وكان الصراع في المجتمع على اشده من اجل المطالبة بسفور المراة ونزع العباءة والخمار (البوشي ) وكيف ان والد سافرة اقسم على امها قبل سفره ان تسميها سافرة تحديا لنزعة التخلف وقتها ، وتحدثت عن جانب من التظاهرات التي شاركت السيدة سافرة فيها للمطالبه بحقوق المراة العراقية ، وتم القاء القبض على المتظاهرات اللواتي بلغ عددهن 150 متظاهرة والقي فيهن بالسجن في الخمسينات وكيف تعرفت الى ابرز قياديات الحركة التحررية النسوية في البلد ، واكدت الروائية على ان هناك مدراس للفتيات في بغداد في وقتنا هذا تمنع درس الرياضة معربة ان الاب المتحفظ يستطيع ان يمنع ابنته من المشاركة لا ان يفرض على المدرسة عدم اعطاء هذا الدرس للجميع .
وتحدثت الناشطة النسوية هناء ادور والدكتورة نادية العزاوي وعميدة الرفيعي التي القت اللوم على الحضور الذي لم يصدف ان اصطحب احد الحضور زوجته او اخته او ابنته او قريبة له في مناسبة للاحتفاء بزعيمة تحرر المراة العراقية ، واخر المتحدثات كانت بثينة شريف ، ومن المشاركين في الجلسة المحامي عبد الجبار الخزرجي الذي اثنى على صبيحة الشيخ داود عندما اخذت الحق لرجل اتهم بالقتل العمد وبذلت كل جهودها لدراسة القضية قبل الحكم بها لاجل الوصول الى الحقيقة ، كما قدم الدكتور حسين الجاف كلمة بسيطة بحق المراة العراقية واعقبه بالحديث استاذ الادب الاندلسي الدكتور خليل محمد ابراهيم عن وجوب وقوف الرجل المتنور الى جانب المراة لتنصر افكارها ، وشارك في المداخلات الاستاذ مهدي الحافظ ، وفي نهاية الاحتفاء قدمت الممثلة الكبيرة راهبة المسرح العراقي آزادوهي صاموئيل مشهدا مسرحيا معبرا جعل الدمع يسكب بهدوء من اعماقنا الصامتة ، في نهاية الجلسة خرج الضيوف من القاعة وانا ابتسم لصورة صبيحة المعلقة على المنصة فقلت لها :- " كنت سابقا مدينة لابي بكل الحرية التي انعم بها ، غير اني بعد ان تعرفت الى نضالك من اجلنا عرفت اني مدينة لك انت ايضا ، وربما مدينة لك اكثر.



#سمرقند_الجابري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدرية
- طاحونة
- ارغفة الوطن
- اربعة
- وجوه
- المتسكع
- زقورة
- بعيدا عنهم
- آس نائم
- الانتظار
- انامل
- ضفائر
- غربتان
- حكاية امي
- توقد
- قصة قصيرة
- منتصف الليل
- أين ذهبت حمائم تضرعاتي ؟
- سأدّعي الخَرَس
- ازقة


المزيد.....




- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...
- عبر -المنتدى-.. جمال سليمان مشتاق للدراما السورية ويكشف عمّا ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- يتصدر السينما السعودية.. موعد عرض فيلم شباب البومب 2024 وتصر ...
- -مفاعل ديمونا تعرض لإصابة-..-معاريف- تقدم رواية جديدة للهجوم ...
- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمرقند الجابري - صبيحة الشيخ داوود