أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمرقند الجابري - غربتان














المزيد.....

غربتان


سمرقند الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 2864 - 2009 / 12 / 21 - 21:34
المحور: الادب والفن
    


في ليل عاصف كهذا إستيقظت لأحدث قلبي عنك، أعني لأجتثك من بستان قلبي كشجرة يابسة .. هل كنت أسعد عروس في الدنيا ونحن نتسكع في أزقة دمشق نتذوق مجرة عسل مجتث ؟ هل كان عليَّ ان أترك عاصمة الموت والدخان، لائذة بنبضك، غافلة عن سنوات تكبرني فيها ؟ هل كان عليَّ ان أقرأ رواية ذلك اللعين لاجعل للبكاء سياطا تجلدني لانها تذكرني بوجهك ؟
ربما هو ذنب أبي حين نزع عني دور المرأة وغمسني في سوق لا ناقة لي فيها غيرالتعب ، عفوا ، ذنب أمي، فأنا عجولة في إصدارالأحكام كقائد احمق ، إنها أمي التي احتفت بامراضها لتنساني وتصوغني انثى ملغاة ورهينة لأولاد يكبرون تحت سفارتها.
طارت السنوات كبجع مفزوع ، كلاهما ماتا ...يا لهما من أبوين! والأولاد احتفوا بانسالهم ،وأنا.....انا اخترتك وإن عارضوا فلأنهم لا يعرفون أيها الحبيب معنى الإرتطام الكوني بين نجمين مبتلين بالقصائد!
لماذا كنت أطول مني قامة ولم تأكل السجون هامتك البهية ، فإذا أردت رشف خضرة عينيك رفعت أصابع قدمي لا حباً بفن الباليه ولا تشبها بلصوص حبال الغسيل بل سعيا لبساتين أودعها الله أجفانك المبتلة بأحزاني.
أنجبت منك شقرة صبي مجنون له شغبي وغضبك ، فأين تراه الان بعد ان سرقه الحطابون عندما دخلنا حدود بلادي بعد اغتراب ، ظناً منهم أن الخطف سيدر عليهم أموال قارون التي لم احزها وأنا كنزي الوحيد خرائب تركها نحيبك!
شهور من الترقب اذن سأهاتفك لأجل فدية أدفعها لهم فأعادوه مكتويا ً بالحروق كقلبي، اذن أورثناه وهو ذو الست سنوات قدرنا المرهون بالتشظي.
انت اخترت طلاقي حين لم تشرك بحبك لذاتك أحدا، وأنا ككل المصابين بالصداع اشتريت سلامة رأسي غير نادمة على شباب تفتت بين راحتيك فللفرح ضرائب مضحكة!
الوطن غير ما نراه في الحلم ، يا للرب كم يبدو اخضرَ عند الأنهار في الخرائط ومبتسما كأناشيد الاطفال ، ولكنه الوحيد الذي سمع هسهسة أرقي، وطالبني بالعودة اذا لا من بلد وقتها تحمل سمرة وجهي ،حجابي ،غبائي العربي ،إيماني بأحجار تجلب النوم وخرافات تحمي الصغار من الأمراض.
انا لم أذكرك كل تلك السنوات الثلاث، وإن شابهك من خرج من رحمي لأنني مسخته ولعا بتعذيبك فلم يقل عن اية صورة لك " هـــذا ابــي" وظل يسميك العم فلان!.
في ليل خرافي الوحشة صحوت لأجتثك مني ، أحرقت رسائل جيران لك اشتريتهم بالهدايا ليكونوا جواسيس بصورة أصدقاء ، لينقلوا لي احتلال الصدأ بقايا رئتيك وقرب رحيلك ، فأتبرج لمرآتي وأنجح في عملي ، وشبيهك ينافسني طولا وينازعني سكائري .
رغما عنا نحن الثلاثة نكبر ونخاف بعضنا، هل كنا اربعة: وطن تتنازعه المخاوف ،حبيبان تطلقا، وضحية نسميه مواطن بلا هوية ؟
بيت تأكله الأرضة .. وماذا في ذلك ؟ هذا ما قدرت إيجاده بمرتب مخنوق طالما رفعت جدران قلعتي بوجه آدمهم وتركت جنة أرضية كُنت َ جلادها الأوحــد.
هناك كرات تتقافز بسرعة حولي أتذكر انهم ...أقرباء...أصدقاء ... أو ماشابه او....اللعنة.... لا يظهر شيئ غير مخاوفي بأني لم أعد أحب أحدا، لأنك اشتريت مشاعري كلها، فما عاد لسواك ما يستأجره .
المضحك انهم ..اقصد بعض الأغبياء يصممون حدائق مضحكة لأغبياء مثلي يجلسون فيها عند المساء مع ضحاياهم ..أقصد ابناءهم كي تمر المساءات في الوطن بسرعة ، فيجرني من ثوبي " ماما ، يخ خ خ خ خ ..فلنعد الى البيت" ونعود للزنزانة صاغرين .
غربتان واحدة فيها سعادتي في المنافي بقربك ولم تدم، وأخرى مضغت زجاجها بين أضراسي تورطا بالكبرياء، مرغمة لأنك بادلتني بنزوة ٍ فرّقتنا.
رغمها حضرة الزيف القابع فينا اعترف لك ، بأنني سأخلص ما تبقى من الدوامات القادمة وأنني لن أدع غير بيجامته تشاركني أنفاسي على الوسادة لألف خريف تتري قادم .



#سمرقند_الجابري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية امي
- توقد
- قصة قصيرة
- منتصف الليل
- أين ذهبت حمائم تضرعاتي ؟
- سأدّعي الخَرَس
- ازقة
- على دمي فاتكئي
- شهادة


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمرقند الجابري - غربتان