أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمرقند الجابري - زقورة














المزيد.....

زقورة


سمرقند الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 3245 - 2011 / 1 / 13 - 01:05
المحور: الادب والفن
    


سأكون أكثر رحمة بيومي ؛ لذا دفنت وجهي في شاشة الحاسوب ، وجعلت المواقع تصحبني خارج تعبي ، لم يكن الأمر أسهل من التظاهر بالهدوء ، وبعد أيام حققت نوعاً من المصالحة مع نفسي ...
كنت أعرف أن الهاتف سيرن بعد قليل ، وسأسمع مساومة أخرى من رجل أكبر مني بأعوام يعتقد أنها كفيلة بأن تجبرني على احترامه.. عملت في هذا المكان سنوات طويلة ، ورأيت كيف يتغير المدراء والموظفون بحسب الأمزجة السوداء ؛ لأننا بلد لا يفصل انفعاله عن تصرفه مع الآخرين .
تغيرالحكم في وطني ... وأغريت ذهني بأن القادم أفضل، بل كان من البشاعة ما هدد سكوني ، ثلاثة رجال في مكان واحد يحومون كأذرع المروحة ، كل واحد منهم يريد الإطاحة بالآخر عن طريق إيهامي بأنه الأفضل؛ لكي أكون إلى جانبه في الحرب العفنة ، ولكني زقورة لا تفشي أسرار زائريها .
كلما عرفت عن أحدهم سرا أخفيته ، وجمعت أخطاءهم والكذب في خانة مغلقة من عقلي، ولكنه العمل الذي يفرض علي التفاوض مع شياطين بشرية ، هل كان علي أن آتي إلى هنا لأعرف أن الأنوثة أحد أعبائي ، فالمدير الأول يعزز فكرة أننا كنساء قد لا يكون لنا غير باب واحد لا غير ؛ ليمروا منه إلينا ، والثاني يؤسس عالم الآخرين على أساس فكر منقرض لا يرضيني أنا الفراشة، والثالث الأكثر ثقلا اعتبر الحياة قوة عسكرية ، والكل عليهم أن لا يكونوا بشرا؛ لأنه غير راض عنهم ، وأنا ذات المكتب المحايد لكل واحد منهم كان له على منضدتي كوب شاي ورأي يريد بيعي إياه ؛ ليشتري تأييدي، يجتمعون على كره بعضهم الآخر على منضدتي ، وماذا بعد ، يكرهون عالمهم ويتظاهرون بفهم أنفسهم ، وما دمت أنثى شبه غبية سيكون اللقاء عندي كل صباح ليقرروا لي بماذا أفكر!
قد أكون لا زلت في بيضتي لم أرَ أمي الدجاجة، وقد أكون بدائية لأني لم أسافر مثلهم في إيفاد الدائرة إلى دول تكرهنا ، وقد أكون أيضا ربع وسيلة للتسلية ونصف حمار يعمل وكلي آذان صاغية لثرثرة رجال ثلاثة ، بل تعدى الأمر أن يرن الهاتف ، ولا عجب أن يكون أحد المتصابين الثلاثة ؛ كي يذكرني بأني من الممكن أن أكون رهن تعب مساءاته ؛ لأن زوجته نائمة ، أو في سفرة ما ، أو قد تكون بعد مشوار طويل مملة ولا تفهم ما يريده ..إذن أنا هنا أقدّم الخدمات بصمتي ، والإصغاء لهم ليل نهار .
تقدم لخطبتي شاب بسيط من نفس دائرتي ، فكان عليهم أن يشنوا حربا شعواء عليه ؛ لأنه سيحرمهم من زقورة الإصغاء ، نقلوه إلى دائرة أخرى، وعقوبة نعرف كلّنا أنها ليست غريبة لكل من يتجرأ كموظف أن يتحدث عن الحق الوظيفي . قدمت طلب نقل كاحتجاج ، فرفضوه، تغيبت عن العمل ، فكانت باقات الورد وعلب الحلوى تعرف طريق البيت أكثر مني ، والهاتف أخلص في إزعاجي والنقال يؤيد قولي، بأن لا رحمة عند المدراء .
زقورة كنت تجيد الإصغاء ، وتخفق في الاختباء من عنائها ؛ كي يكون للمدراء، أمر المثول لإرادتهم.. لماذا لا تكفيهم التسلية بكره الآخرين، والهروب من زوجاتهم ، يا لهذه الأعباء الملقاة علي كــزقورة.

سمرقند 2005



#سمرقند_الجابري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعيدا عنهم
- آس نائم
- الانتظار
- انامل
- ضفائر
- غربتان
- حكاية امي
- توقد
- قصة قصيرة
- منتصف الليل
- أين ذهبت حمائم تضرعاتي ؟
- سأدّعي الخَرَس
- ازقة
- على دمي فاتكئي
- شهادة


المزيد.....




- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...
- بوتين يمنح عازف كمان وقائد أوركسترا روسيا مشهورا لقب -بطل ال ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمرقند الجابري - زقورة