أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمار طلال - سآوي الى ركن شديد يعصمني














المزيد.....

سآوي الى ركن شديد يعصمني


عمار طلال

الحوار المتمدن-العدد: 3834 - 2012 / 8 / 29 - 04:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دعى النبي نوح (ع) مستقبل الكون للركوب في سفينته، درءاً لخطر الفيضان الذي طهر الوجود؛ بغية انشاء حياة جديدة خالية من الآثام، اذ سمح الرب لنبيه، باصطحاب زوجين اثنين من كل كائن حي واهله!
الا ان الضال من اهله.. ولده، تحدى العطف الرباني الذي اكسبه ميزة استثنائية من سواه، معتمدا على ما هو دون رحمة الله الا وهو (الجبل) الذي بدى لمحدودية وعيه، منيعا، في حين هو اضعف موضوعيا. بالقول:
"سأوي الى ركن شديد يعصمني"
ولا عاصم من دون الله، فالجبل الشاهق والتل المنيف والشجرة.. لعيطة والجيش المسلح، كلها موجودات هشة تكتظ بثقل كتلتها لولا رحمة الله التي تخففها عن نفسها وتحفظ لها قوة تعصمها بخفة الانجاز.
تلك معادلة يعصى فهمها على البشر الذي لن يؤتَ من العلم الا قليلا، ما يفسر لنا ان الاتكال على الله بصدق متفاعل مع المنجز، هو الاسلوب الامثل في السير على السراط الدنيوي المستقيم، الذي يرتقي بالسائر عليه نحو علياء الحضارة المعصومة من الانهيار.
تلك المعادلة تقوم على حسن الاختيار وجودة استثمار الجهد الايجابي في الايمان بالله والولاء للوطن وخدمة الانسانية، باستعارة التجارب الناضجة التي اثبتت نجاحها في الاماكن التي انبثقت منها، وكانت فاعلة عند الضرورة.
ما ينفتح بنا على التساؤل: ما الضرورة التي تلجئ بعض السياسيين العراقيين، الى التلويح بامكانية تشكيل (جيش حر) في الانبار، على اساس طائفي وليس وطني.. انه طرق لقضية عفى عليها القدر ولن تعود، لكنها اشارة غير بريئة تنبه الذين في قلوبهم مرض الى منطقة حوار اجرائية، من شأنها ان تعيد الاستقرار الامني الذي نتمتع به الان، خطوات الى الوراء.. لا سمح الله.
فالعراق من البلدان مثالية الديمقراطية؛ فلماذا اللجوء الى تاسيس جيش (حر) ان جيشه وشعبه حران، ومن لديه اعتراض على امر ما في ادارة الدولة يمكنه التقدم به آلية وسيلقى استجابة ان كان موقفه صحيح، وهذه الاستجابة ربما من الحكومة موضع التداول او ما يليها من خلال صناديق الاقتراع الانتخابية.
بلد يكفل الدستور تركيبته الديمقراطية، هل يحتاج استنساخ تجربة (الجيش الحر) التي لجأ اليها السوريون بوجود اسباب انتفت في العراق منذ 9 نيسان 2003، ولا يقول بها الا من طاش به هوس العنف عودا الى طغيان صدام استقواءً على ضعف الشعب.
تجربة الجيش الحر في سوريا لها ظروفها الملائمة، اما في العراق، فلن تجد الطائفية لها موضعا ولا مرتعا خصبا حد تأسيس جيش (حر) الجيش في العراق مرتبط بالدولة وليس حرا لابيد الحكومة ولا الميليشيات الفئوية ولا سواها.. الجيش في العراق مرهون بالدولة وليس بالحكومة، فكيف يؤسس ابناء طائفة ما جيشا في الانبار، واليست الانبار ضلع العراق الواقي لنبضات قلبه؟ فكيف تنفرط عن عقده بجيش (سائب).
لا صحة لما يروجون الا لتنبيه المتضامنين مع ضمائرهم الوطنية الى بدعة ضالة تقلق العراق تعيده الى الاحتقان الطائفي الذي لا يبقي ولا يذر ان عاد من جديد لا سمح الله.
فلا عاصم لعراقي سوى الوطن، التمسك به عروة وثقى لا انفصام لها، تثبت الارواح كنزا طائرا يكن في عش العراق، باعتبار العراق ماض ينطلق من الحاضر الى المستقبل.
فهل يفرط انسان بمستقبل ابنائه؟ اذن دعو الهمزات واللمزات المغرضة واتجهوا للبناء الحضاري باخلاص مقتدين بحسنات الاخرين وليس سيئاتهم.
او استعارة حسنات الاخرين لتطبيقها سوءاً في العراق، حين لا حاجة لنا بجيش يصطدم بالدولة.



#عمار_طلال (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحييد الدين والقومية ينتشل الدستور من فشله ويحقق الرفاه الوط ...
- العراق.. حكومات متعاقبة ينصبها الاجنبي ضد مجتمعها
- آفة الرأي الهوى
- الطلقاء عائدون
- استقواء الايمان بانهيار الجسد المسيح الحي.. ما صلبوه ولكن شب ...
- خلايا تبحث عن ثغرة المالكي يعلن انتهاء المعركة ضد الارهاب
- اما التقوى او الدهاء علي يستشهد ساجدا فجر رمضان
- ستاند آب كوميديا اسلامية راقية
- الموجة الجديدة نصف قرن من الانهيارات الرئاسية
- توضيحا لالتباس القصد زحام يرضي غرور المسؤولين
- هل تصوم السياسة في رمضان
- رجال اكبر من المناصب
- 23 آب 1921 عيدا وطنيا للعراق
- لي الحقائق والانعطاف بالبديهيات
- لا يخفون فسادهم انما يخرسون الافواه المعترضة
- ضرغام هاشم الموصلي الذي استشهد دفاعا عن الجنوب
- تصدع الموقف وانقلب السحر على العراق
- اليوم الموسوي
- هذا امردبر بليل


المزيد.....




- -ميت غالا 2025-.. ما تحتاج إلى معرفته عن أكبر ليلة في عالم ا ...
- مجزرة كشمير.. كواليس ما يدور بذهن القيادة الباكستانية عن هجو ...
- الأردن.. وفاة 4 أطفال بحريق سكن مسجد والأمن يكشف تفاصيل
- بيدرسن: ندعو إسرائيل إلى وقف هجماتها على سوريا فورا وعدم تعر ...
- محكمة أميركية تصدر حكمًا بالسجن 53 عامًا على قاتل الطفل الفل ...
- السر المقدّس: لماذا بنى المصريون القدماء الأهرامات؟
- بوتين يعترف بوجود -رغبة بتوجيه ضربة- لكنه يقاومها
- الحوثيون يعلنون قصف إسرائيل: كل الأمة ستتحمل تبعات الصمت عما ...
- أوليانوف: رفض أمريكا والاتحاد الأوروبي التوسط في الأزمة الأو ...
- الجيش الباكستاني يعلن نجاحه في اختبار صاروخ أرض-أرض بمدى 450 ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمار طلال - سآوي الى ركن شديد يعصمني