أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمار طلال - ستاند آب كوميديا اسلامية راقية














المزيد.....

ستاند آب كوميديا اسلامية راقية


عمار طلال

الحوار المتمدن-العدد: 3808 - 2012 / 8 / 3 - 08:50
المحور: الادب والفن
    


ستاند آب
كوميديا اسلامية راقية

عمار طلال
عرفت كوميديا الـ (ستاند آب) في المجتمعات الغربية، رديفة للسخرية الجنسية من الذات، بحيث يكسر المنلوجست كل الحواجز ويخترق فضاءات الحياء، بينه وجمهور الحاضرين، من سيدات وآنسات وسادة.
وهذا طبيعي في ارقى المستويات الاجتماعية الغربية، بحكم بنية التقاليد الخاصة بهم، وكما ورد في كتاب الله العظيم :
"كل حزب بما لديهم فرحون"
ويقول الفيلسوف اليوناني هرقليطس:
"ان كل فرد ومجتمع قياسي مع تقاليده، وهي الصحيح النسبي نظير عدم وجود خطأ مطلق؛ اذ ان حتى المخطئ يظن بصحة ما يرى".
الثقافة العربية قائمة على اشتراطات دينية واخلاقية محكومة بالاسلام، الذي شكل منظومة الوعي العربي، واثر بشكل كلي على السلوك الشرقي كاملا، وعندما تريد استعارة هذا الفن الذي اثبت نجاحه باستدرار الضحكة وخلق الطرفة ونشر الابتسامة، من خلال موضوعات لا تخدش حياء الغرب، وتعد منتهى الاستباحة للحرمات الجنسية في مجتمعنا، فانه لا بد له من البحث عن موضوعات ومضامين درامية تنسجها مخيلة الكوميديان الواقف على منصة الحفل بين يدي الجمهور، تبلغ بالحاضرين ذات المستوى الغربي من الضحك، لكن بموضوعات شرقية، متصالحة مع بنية المجتمع الاسلامي الملتزم بقضايا لا يعد تفريط الغرب بها انفلاتاً، انما القران الكريم والفلسفة والنقد الادبي، كلها بمجموعها تقضي بالتعامل مع الحالات وفق اجواء المرحلة المحيطة بها خلال وقوعها، سواء أفي اقاصي المكان راهنا أم اقاصي الزمان ماضيا.
الغرب بالمقابل يتحرج من حالات لا نتحسس ازاءها، مثل مجالسة الضيوف بالبيجاما، وتبادل قبلات الأخوة بين الرجال، وسواها مما يغضبنا عدم استيفائه اثناء المجاملات الاجتماعية؛ فالضيف يزعل ويعد نفسه غير مرحب به اذا لم يستقبله رب البيت بالقبلات التي تعتبر في الغرب اهانة للرجولة.
لكن شبابا مصريين، من جيل.. غض يشق طريقه الى عالم الفن توا، معتمدا على مواهب عظيمة، مصقولة باستحصال علمي.. تخصصي رصين، نجحوا بتقديم فن الستاند آب بكوميديا مشوقة لا تتقاطع مع قناعات المجتمع الشرقي ولا تخدش الحياء الاسلامي الراسخ في الايمان.
يقدم هؤلاء الشباب ما يسر جمهور الحفلات العائلية والعامة، بلغة منلوجستية مدروسة، تعيد تصنيع التلقائية بفن راق، يضحك الحاضرين ويضفي دفقا غامرا من اللطافة على اجواء الحفل بكل ما أوتوا من مواهب تتساوى مع الغربيين بقياساتنا الشرقية، مافظة على التقاليد الشرقية والتعاليم الاسلامي التي تحث على المرح والدعابة التي اشتهر بها الامام علي (ع) بكل ما له من حضور الفارس والحكيم والمؤمن والخليفة والفقيه والقربى من رسول الله محمد (ص).
وللرسول.. صلى الله عليه وآله، حديث بهذا الشأن:
"من اضحك اسانا حقت له الجنة".
وله (ص):
"كن في بيتك كالصبي المرح".
يحث الرجال على الا ينقلوا اعباء العمل وزخم المسؤوليات الضاغطة الى بيوتهم؛ لان عوائلهم غير معنية بما يكابدون، فاستحصال الرزق وبلوغ المعالي شأن الرجل لوحده من دون ان يحمل عائلته مسؤولية ذلك.
الكوميديانات المصريون الشباب يؤمنون المتعة والفرحة ويضخون نبض السعادة الى النفوس من دون التعارض مع تعاليم الاسلام الحنيف او شرخ قناعات المجتمع، بل يعززون روح الانتماء الوجداني للايمان الاسلامي بتحويله من دين بكاء وتصوف الى دين منفتح على الدنيا باريحية لا تحجب ركنا من الآخرة!
ومن كوميديا ال (ستاند آب) انساق وراء المنهج الذي طبقه هؤلاء الشباب المبدعون، ليشمل ميادين الحياة كافة من البيت الى الجامعة والمعمل والدائرة الرسمية، بل اتمنى ان يجترح المسلمون فن مسرح الجامع وسكيجات الحسينية لتقديم الموعظة الحسنة بلغة درامية لابأس من احتوائها على نزر من الكوميديا لشد المصلي اليها بعد الفراغ من اداء فريضة الوقوف بين يدي الله في جامع مطهر.
وهو منهج عملي قابل للتنفيذ اجرائيا حتى في العلوم التطبيقية، والجامعات والاكاديميات والمقاهي وكل اجواء الحياة؛ فنحن مبهورون بالفرقة السمفونية في محطة قطار لندن ومثلها في اسبانيا ونقف احتراما لعمال المناجم اللاتينيين الذين يحولون منجم الفحم الى صالة خاصة بالموسيقة الكلاسيكية بعد انتهاء وقت العمل ويلزمون الضيوف بارتداء الزي الرسمي كما في دور الاوبرا العالمية.. سموكن وبابيون، ما نعين مرتدي الكجول من الدخول.
عمال مناجم بهذه الارستقراطية الرفيعة في موقع محاط بالفحم، يمكثون فيه بعد انتهاء الدوام وخلال العطل تحت مئات الامتار...
الا يستفيد المجتمع الشرقي من هذه التحولات التي تستحدث موسيقى من الفحم، على الا ننسى ان اولى التجارب المسرحية الناضجة فنيا في العراق؛ انطلقت من كنائس الموصل نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين.
اذن الدين باشكاله الايمانية التي تصبو الى ذات الله.. اسلاميا او مسيحيا.. لا تتقاطع مع الفن، وهذا ما اثبته شباب الـ (ستاند آب) المصريون، الذين يقدمون منلوجات لطيفة لو عرضت في جامع او كنيسة، ستتكامل مع رسالتيهما ولا تهين حرمتيهما.



#عمار_طلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموجة الجديدة نصف قرن من الانهيارات الرئاسية
- توضيحا لالتباس القصد زحام يرضي غرور المسؤولين
- هل تصوم السياسة في رمضان
- رجال اكبر من المناصب
- 23 آب 1921 عيدا وطنيا للعراق
- لي الحقائق والانعطاف بالبديهيات
- لا يخفون فسادهم انما يخرسون الافواه المعترضة
- ضرغام هاشم الموصلي الذي استشهد دفاعا عن الجنوب
- تصدع الموقف وانقلب السحر على العراق
- اليوم الموسوي
- هذا امردبر بليل


المزيد.....




- مصر.. القبض على مغني المهرجانات -مجدي شطة- وبحوزته مخدرات
- أجمل مغامرات القط والفار.. نزل تردد توم وجيري الجديد TOM and ...
- “سلي طفلك الان” نزل تردد طيور الجنة بيبي الجديد 2024 وشاهد أ ...
- فرانسوا بورغا للجزيرة نت: الصهيونية حاليا أيديولوجية طائفية ...
- الحضارة المفقودة.. هل حقا بنيت الأهرامات والمعابد القديمة بت ...
- المؤسس عثمان الموسم الخامس الحلقة 159 على ATV التركية بعد 24 ...
- وفاة الممثل البريطاني برنارد هيل، المعروف بدور القبطان في في ...
- -زرقاء اليمامة-.. أول أوبرا سعودية والأكبر في الشرق الأوسط
- نصائح لممثلة إسرائيل في مسابقة يوروفيجن بالبقاء في غرفتها با ...
- -رمز مقدس للعائلة والطفولة-.. أول مهرجان أوراسي -للمهود- في ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمار طلال - ستاند آب كوميديا اسلامية راقية