أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمار طلال - توضيحا لالتباس القصد زحام يرضي غرور المسؤولين














المزيد.....

توضيحا لالتباس القصد زحام يرضي غرور المسؤولين


عمار طلال

الحوار المتمدن-العدد: 3801 - 2012 / 7 / 27 - 02:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


توضيحا لالتباس القصد
زحام يرضي غرور المسؤولين

عمار طلال
الثقافة بفنها وادبها واعلامها واكاديميتها، افضل وسيط لايصال صوت اي بلد الى العالم.. للثقافة تأثير يعوض عن القوى الاقتصادية والعسكرية والسياسية، في استقطاب الرأي العالمي العام، للتضامن مع اي بلد في استحصال حقوقه.
الخطاب الجمالي ابلغ في محاورة الاخر من الخطاب الدبلوماسي، ولا تشمله العطالة، اذا ما تعطل الخطاب الدبلوماسي.
لكن ما يحصل هو ان الساسة في العراق، يغلقون ابواب مكاتبهم، دون الثقافة، مرحليا وستراتيجيا، من خلال غلق دفتي الدستور، من دون توصيف الثقافة وتأمين اركانها.
وبرغم الاهمال المتعمد للثقافة الحقيقية الخاضعة لخروقات التواطئ على حساب المستوى الابداعي الحق، الا انها استطاعت ايصال الصورة المثلى للعراق من خلال رسالة واعية تتحاور مع الآخر من ارفع المستويات الفكرية الحسنى.
الساسة يحصنون ابواب مكاتبهم، بالكتل الكونكريتية، من دون ان يعنوا بسلامة المواطن، في حين الثقافة تنفتح على نفسها والعالم، وفق حوار مرن اكسبها ذاتها والمحيط الكوني.. كسبا لكليهما.
الاديب والفنان والاعلامي والاستاذ الجامعي والرياضي والكاسب والموظف البسيط، وحدهم يعنون بسلامة العراق، ونشر الصورة الجميلة عن تدفق الحياة التي تنعش الشارع العراقي، الى العالم في حوار يملأ القرية الكونية بالنداء:
- يا سامعين الصوت.
بينما السياسي يكتفي بالتواري خلف المصدات الكونكريتية الجاثية على صدر المدينة، ويتنقل.. يسير وهو محمي بالسيارات المصفحة، تفتح امام موكبه الشوارع المكتظة بالزحامات...
زحامات تنغص حياة المواطن وترضي غرور المسؤول؛ بفض بكارة الشارع، ضماناً لرفاهه، كي يتفرغ للصراع على مزيد من المكاسب، بينما الاقتصاد متوقف.. لا معمل يشتغل ولا ماكينة تدور ولا مزرعة تعطي ثمرا.
اقتصاد البلد قائم على مبدأ من اليد الى الفم.. نبيع نفطاً، ونأكل الفضلة الفالتة من فساد المسؤولين المتفرغين لافتعال المشاكل مع نظرائهم من السياسيين، تسابقا على مغانم اكبر من تلك المتحققة بين ايديهم، مهما عظم شأنها؛ فشهوة المال لم ترتوِ لدى الساسة العراقيين، برغم المال الخرافي الوفير الهاطل عليهم من شلالات جوع العراقيين.
كل هذه التداخلات بعثت رسالة سيئة المضمون عن العراق.. صورة مشوشة، تسيء للعراق، ما جعل الخطاب الجمالي يمد جسرا من قصائد وقصص ولوحات ومنحوتات ومعزوفات موسيقية ومسرحيات ومعارض فوتوغرافية ومعارض للكتب ورسائل واطاريح جامعية، تتواصل مع العالم، للافصاح عن صورة العراق الحقيقية.. التي توضح التباس المقاصد المتداخلة.
برهنت الثقافة العراقية على ان شعب الرافدين متحضر، في حين فعلت السياسة.. سابقا ولاحقا.. المستحيل لتعطي صورة شوهاء عن شعب همجي والغ بالدم كالذئب المسعور، لا يهدأ الا اذا ارتشف هابيل دم اخيه قابيل...
تصورات عطلت المستثمرين عن غرس الخير في خصوبة السوق العراقية، وحرمت البلاد والعباد من فرص الارتقاء باوضاع مالية متدهورة، بالامكان معالجتها بعصا سحرية، لو احسنت الدوائر السياسية من داخل وخارج العملية السياسية، نقل التصور الامثل عن البلد.. وهو بلد مثالي بالفعل، لكن مع الاسف كل ينكل بالآخر، لمصالح شخصية وفئوية، على حساب حقيقة العراق وحق شعبه بالرفاه.
كسرت الثقافة طوق الاحتقانات السياسية وفتتت العقد، ناقلة التصور الانموذجي الجميل عن العراق، لانها مخلصة لذاتها العراقية، فهل يتعلم الساسة من الجماليين كيف يحبون الصفاء الالهي ويصبون اليه!؟
اتمنى ان يسمحوا باعادة الكهرباء، ولا يعيقوا جهد الحكومة على طريق اعادتها بقصد الا يجير المنجز للمالكي امام الشعب، وهنا تصبح الغيرة والحسد والحقد السياسي، اهم لديهم من سعادة الشعب.. مع الاسف.
في الميادين الجمالية لا توجد مثل هكذا احقاد، انما يأخذ كل مبدع حقه من الغرور الجميل والنرجسية الساحرة، بقدر ما غازل ذائقة الوطن والناس، مرددا بحب انساني للعراق:
اي والله عالي بيتنا وسورة ضوة وقناديل...
يغنيها بصوت عراقي اصيل يطرب له العالم قاطبة، حتى من لا يجيد اللغة العربية، يفقه المعنى بروحه، فالجمال يسري رعشةً عاطفيةً قاموسها الذوق والشعور والصفاء الالهي الذي يعجز الساسة عن تحسسه داخل ذواتهم، مثلما افلحنا نحن الحالمون بالتركيز على نقطة الصفاء الالهي في ذواتنا؛ فصارت الدنيا كلها من حولنا.. جنة.. ريح وريحلن وطيب مقام.
اقول هذا وانا المس جدية دولة رئيس الوزراء نوري المالكي وجهده الحقيقي في تأمين الخدمات والرفاه والكرامة للعراقيين، في حين الغرماء السياسيين يحولون دون ذلك؛ لذا ادعو دولته لأستيزار الحالمين الجماليين لتحقيق يوتوبيا عراقية، بدل الساسة والمحاصصة والاستحقاقات الانتخابية ولعبة المشاطرة و(المغالب) الذي لن يبقِ حجراً على حجرٍ في العراق.
جرب الادباء والفنانين والاعلاميين والاكاديميين، ولن تخسر اكثر من الخسارات التي الحقها الساسة بالعراق.



#عمار_طلال (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تصوم السياسة في رمضان
- رجال اكبر من المناصب
- 23 آب 1921 عيدا وطنيا للعراق
- لي الحقائق والانعطاف بالبديهيات
- لا يخفون فسادهم انما يخرسون الافواه المعترضة
- ضرغام هاشم الموصلي الذي استشهد دفاعا عن الجنوب
- تصدع الموقف وانقلب السحر على العراق
- اليوم الموسوي
- هذا امردبر بليل


المزيد.....




- بطلّة ملكية ساحرة.. الملكة رانيا تتألّق في حفل زفاف بيزوس وس ...
- المعارضة التركية تطلب من ألمانيا دعمها في مواجهة أردوغان
- تفاعل الأوساط السياسية والإعلامية داخل إسرائيل مع تصريحات تر ...
- إيران تشيّع قادة عسكريين وعلماء نوويين قتلوا في الحرب مع إسر ...
- مقتل 16 جنديا في هجوم بباكستان
- -تكتيكات أمنية- إسرائيلية جديدة خلال اقتحام الضفة الغربية
- -مصائد الموت-.. أبرز مجازر إسرائيل بحق المجوّعين بغزة
- روسيا تحشد 110 آلاف جندي قرب مدينة أوكرانية استراتيجية وفقا ...
- رأي.. عمر حرقوص يكتب: لبنان المتحارب بين -أهلَين-.. صواريخ - ...
- بي بي سي داخل مبنى التلفزيون الحكومي الإيراني الذي تعرض لقصف ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمار طلال - توضيحا لالتباس القصد زحام يرضي غرور المسؤولين