أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حسقيل قوجمان - عودة الى موضوع قرار تقسيم فلسطين 1















المزيد.....

عودة الى موضوع قرار تقسيم فلسطين 1


حسقيل قوجمان

الحوار المتمدن-العدد: 1113 - 2005 / 2 / 18 - 20:56
المحور: القضية الفلسطينية
    


عودة الى موضوع قرار تقسيم فلسطين (١)
عزيزي الاخ باسل سليم. اود قبل كل شيء ان اقدم لك جزيل شكري لانك انتقدتني. فالانتقاد احد افضل الوسائل لرفع المستوى الثقافي لكلا طرفي الانتقاد. واود ان اشكرك ايضا لانك سلكت في انتقادك طريق مناقشة الاراء لانه السلوك البناء القويم الذي يأتي بالفائدة على طرفي النقاش ولم تسلك سلوك التهجم الشخصي الذي لا يقدم فائدة لاي من طرفي النقاش. واعتذر عن تاخير الجواب اذ كنت مشغولا في الاجابة على طلبين اخرين كما تستطيع ملاحظته اذا كنت تتبع مقالاتي في الحوار المتمدن.
عزيزي باسل، قد اكون مخطئا في بعض آرائي، وانا لا اخاف الخطأ لاني انسان ولم يولد بعد الانسان المعصوم عن الخطأ. ولكن الموقف من الخطأ هو الذي يميز انسانا عن اخر. في رأيي ان الانسان يجب قبل ان يتوصل الى رأي ان يتفحصه ويحلله حسب قدرته على التحليل واذ ذاك فقط ان يتخذه رأيا له ولا ان يقبل رأي غيره اعتباطا بدون ان يحلله ويقتنع به. وعند التوصل الى رأي على الانسان ان يكون صريحا ومخلصا وصادقا في الابداء عن رأيه وان يتمسك به ويدافع عنه طالما كان مقتنعا بان رأيه هو الصحيح. ولكنه اذا تشكك او اتضح له ان رأيه خاطئ فعليه قبل كل شيء ان يبحث الاسباب التي ادت به الى الخطأ وان يصحح الخطأ. ثم عليه ان يعلن عن خطئه والاسباب التي ادت الى الخطأ وعن الرأي الصحيح الذي توصل اليه عن طريق الانتقاد او عن طريق التحليل جهارا وبنفس الصراحة والاخلاص الذي اعلن فيه رأيه حين كان مقتنعا بانه الراي الصحيح.
كان الموضوع الذي كتبته سابقا يناقش موضوعا محددا، هو اجابة على سؤال محدد "هل كان موقف الاتحاد السوفييتي في الموافقة على قرار التقسيم قرارا مخالفا للمبادئ الاشتراكية وهل كان موقف ستالين مخالفا لماركسيته؟" ولذلك لم يكن الموضوع بحث القضية الفلسطينية بحثا مفصلا ولو شئت بحث القضية بحثا مفصلا لكان خروجا على موضوع النقاش. فقد ناقشت الحلول التي كانت متوفرة امام الامم المتحدة لحل القضية الفلسطينية. قد تكون معارضا لصلاحية الامم المتحدة في تقرير مصير القضية الفلسطينية. ولكن الامم المتحدة كانت المنظمة الوحيدة التي يعترف العالم بصلاحيتها في تقرير ذلك وكذلك في جميع القضايا الاخرى حتى يومنا هذا رغم ان الامم المتحدة اليوم اصبحت لعبة تحركها الولايات المتحدة حسبما تشاء فتستخدمها لاغراضها تارة وتتجاهلها تارة اخرى. والقضية الفلسطينية اليوم ايضا برهان على ذلك اذ ان القادة الفلسطينيين يطالبون المجتمع الدولي اي الامم المتحدة بفرض ارادتها في حل القضية ويسمون ذلك الشرعية الدولية. لم يكن من واجب الامم المتحدة ان تبحث تاريخ وجود الجماعات البشرية الموجودة في فلسطين. فواجبها هو دراسة القضية الفلسطينية كما هي قائمة في الواقع، والواقع هو وجود فئتين من السكان في فلسطين وان حل القضية الفلسطينية يجب ولا يمكن الا ان ياخذ ذلك بنظر الاعتبار. وعلى هذا الاساس درست الامم المتحدة القضية الفلسطينية وارسلت لجان تحقيق لاستشارة اراء المعنيين بهذه القضية. وكان الحل الامثل الذي اعتبره الاتحاد السوفييتي حلا صحيحا للقضية هو الغاء الانتداب البريطاني وافساح المجال لسكان فلسطين ان يؤلفوا دولة حسب ارادتهم. ولكن هذا الحل لم يعلنه للجان التحقيق سوى الشيوعيين العرب واليهود في فلسطين. وقد عارضه الفلسطينيون واليهود وعارضته جميع الحكومات العربية. فلم يبق امام الامم المتحدة حل غير تقسيم فلسطين بين سكانها العرب واليهود. وهذا كل ما كتبته جوابا للقارئ الذي وجه سؤاله الي. فقد بينت له بانه لم يكن هناك خيار آخر امام الامم المتحدة او امام الاتحاد السوفييتي. ولكن هذا القرار لم يرض العرب الفلسطينيين او العرب خارج فلسطين ولكنهم لم يقدموا خيارا اخر تستطيع الامم المتحدة اتخاذه يكون حلا مرضيا للعرب لكي يطلبون من الاتحاد السوفييتي اتخاذه اذا كان فعلا دولة اشتراكية تؤيد مصالح الشعوب.
تلاحظ عزيزي باسل انني لا اتحدث عن قرار الامم المتحدة بانه قرار عادل. لان القرار العادل شيء نسبي وقد يكون عادلا بالنسبة لفئة وغير عادل بالنسبة لفئة اخرى. وقد يكون غير عادل بالنسبة لجميع الفئات. كل ما اقوله انه لم يكن امام الامم المتحدة حل غير الحل الذي اتخذته.
تورد في انتقادك موقف الاتحاد السوفييتي في حربي ١٩٦٧ و١٩٧٣ كبرهان على ان الاتحاد السوفييتي لم يقف الى جانب العرب. اؤيدك كل التأييد في موقف الاتحاد السوفييتي في هاتين الحربين. انك تكره ستالين كرها شديدا وهذا من حقك بصرف النظر عن الاسباب التي دعتك الى ذلك وطالما انت مقتنع بان كرهك له هو موقف صائب. ولكن كرهي لخروشوف هو اضعاف كرهك لستالين لان حكومة خروشوف قلبت الاتحاد السوفييتي رأسا على عقب. فمن دولة اشتراكية محبة للسلام ومصلحة الشعوب الى دولة راسمالية امبريالية بكل بشاعاتها. فالاتحاد السوفييتي في فترة الحربين غير الاتحاد السوفييتي في فترة ١٩٤٧. ولا يمكن اتخاذ موقف الاتحاد السوفييتي في السبعينات كبرهان على موقف الاتحاد السوفييتي في الاربعينات.
وفي ردك على مقالي اثرت مواضيع اخرى متعلقة بالقضية الفلسطينية عموما. وليس في نيتي مناقشة المقال بصورة مفصلة ولكني اود ان ابحث موضوعين فقط هما موضوع الاستيلاء على الاراضي الفلسطينية وموضوع استعادة الاراضي المسلوبة. ولا اتطرق الى مواضيع اخرى الا اذا طلبت انت او طلب شخص اخر مني ان اناقش موضوعا اخر ترغب او يرغب مني الاجابة عليه.
لم يجر الاستيلاء على الاراضي الفلسطينية من قبل اليهود بنفس الصورة طوال الفترة منذ قدوم اوائل اليهود الى فلسطين في بداية القرن العشرين الى حد هذا اليوم. فالقادمون الاوائل جاؤوا هاربين من بلادهم وهدفهم البقاء في فلسطين. وبما انهم لم يكونوا انذاك سلطة لها قوة الاستيلاء بالقوة فقد كانت وسيلة الاستيلاء الرئيسية على الاراضي الممكنة هي الوسيلة التجارية. اي كان اليهود يقدمون اسعارا مغرية للعرب من اجل شراء اراضيهم. وشراء الاراضي بهذه الطريقة كان يتطلب وجود اموال طائلة لم تكن متوفرة لدى هؤلاء القادمين. ولكن هذه الاموال الطائلة كانت متوفرة لدى المنظمة الصهيونية المسماة "الوكالة اليهودية" فكانت هذه الوكالة تشتري الاراضي الشاسعة وتقيم فيها المعامل والمزارع التي كانوا يعتبرونها مزارع جماعية سميت "القيبوص". كانت المعامل كالمعامل في اي بلد اخر تستغل العمال من اجل جني اقصى الارباح. ولم يكن القيبوص مزارع جماعية لفائدة مزارعيها كما زعموا بل كانت مشاريع راسمالية تدر للوكالة اليهودية ولراسمالييها ارباحا تفوق المعدلات المألوفة للمشاريع الراسمالية الاخرى. فقد كان اعضاء القيبوص يعملون طيلة حياتهم لقاء طعامهم وسكناهم. ولم يكونوا يتقاضون اجورا غير ذلك عن عملهم. واذا ترك احدهم القيبوص فيخرج هو وعائلته صفر اليدين. كان الاستيلاء على الاراضي الفلسطينية في تلك الفترة اذن صفقات تجارية بحتة ولكن هذه الصفقات التجارية كانت وحيدة الاتجاه. فهي شراء الاراضي من العرب الى اليهود ولا تسمح المؤسسات الصهيونية اجراء اية صفقة في عكس الاتجاه اي بيع ارض يملكها يهودي الى عربي. اعرف تجربة شخصية في هذا الموضوع. كان لنا صديق عائلي شاب سافر في الثلاثينات من القرن الماضي الى فلسطين وتزوج من فتاة هناك وكون عائلة. كانت لهذا الشاب قطعة ارض احتاج الى بيعها فباعها الى عربي. ولم تمض على هذه الصفقة سوى ايام حين جاء الى بيته صباح يوم اشخاص ربما كان بينهم بعض اصدقائه وحين فتح لهم الباب قتلوه على عتبة بيته.
في ١٩٤٨ جرى تقسيم فلسطين تنفيذا لقرار الامم المتحدة وتكونت دولة اسرائيل بحكومتها الصهيونية. وفي هذه الفترة، من ١٩٤٨ الى ١٩٦٧ اتخذ الاستيلاء على الاراضي الفلسطينية شكلا اخر. فقد اصبح اليهود سلطة لها القدرة على المصادرة والاستيلاء مباشرة لا عن طريق الشراء. فقد استولت الدولة الاسرائيلية على الاراضي بحجج شتى كعدم وجود اصحابها او لانها اراض غير مستغلة او ان الدولة تحتاجها لاسباب امنية الى اخر ذلك من الحجج.
وصلت الى اسرائيل في كانون الثاني سنة ١٩٦٢ يوم الاثنين وفي يوم الخميس بعد ثلاثة ايام سافرت مع زوجتي الى الناصرة. اذ حين انهت زوجتي محكوميتها في العراق سنة ١٩٥٣ لم يطلق سراحها بل اخذتها السلطات مباشرة الى المطار لتسفيرها الى اسرائيل مع ملفها. كانت زوجتي في تلك الفترة مريضة وضعيفة جراء الحياة السجنية وتعدد الاضرابات الطويلة الامد عن الطعام فكانت تقع احيانا وهي تسير في الطريق ولا تستطيع العمل. ولم تكن العائلة في ذلك الحين قادرة على تقديم العلاجات والتغذية اللازمة لها. فاستضافتها عائلة عربية من الناصرة وعاملتها كابنة لها لمدة ثلاثة اشهر بذلت لها كل ما تحتاجه من علاج وتغذية حتى استعادت صحتها. كانت زوجتي تعتبر رب هذه العائلة ابا لها وفعلا كانت هذه العائلة طوال السنين وحتى يومنا هذا تعتبرها ابنة لها. وحين جئت الى اسرائيل سنة ١٩٦٢ حكت لي زوجتي كل هذه القصة وارتأت ان من الواجب ان اسافر لتقديم شكري الى هذه العائلة الكريمة وكان هذا سبب سفري مع زوجتي الى الناصرة. رأيت الناصرة مدينة عربية جميلة يحلو للانسان ان يحيا فيها ويتجول في شوارعها وينعم في حياتها الهادئة. وفي ١٩٩٦ زرنا اسرائيل واردنا ان نزور هذه العائلة الناصرية. سافرنا الى الناصرة فوجدنا مدينة اخرى ليس فيها اي اثر من الناصرة القديمة. كانت جميع متاجرها متاجر اسرائيلية وشوارعها كالمدن الاسرائيلية بحيث اننا لم نستطع الوصول الى بيت العائلة المنشود وحين سألنا عنها قالوا لنا ان العائلة قد تركت الناصرة الى قرية لانها لم تستطع البقاء في مثل هذه الناصرة. وقد انشئت الى جانب الناصرة مدينة يهودية جديدة اكبر من الناصرة القديمة سميت "نصرت عليت" اي الناصرة العليا. اوردت هذه القصة لكي اعطي القارئ صورة عن طريقة الاستيلاء على الاراضي في هذه الفترة.
ولكن الامور لا تبقى كما هي اذ تتغير بتغير الظروف الواقعية على الارض. فبعد ١٩٦٧ اتخذ الاستيلاء على الاراضي صورة اخرى، صورة الاستيلاء العسكري الاستعماري. فاقيمت كما تعلم المستوطنات اليهودية وصودرت الاراضي بالقوة وقد بذلت اسرائيل على بناء المستوطنات في الضفة الغربية وقطاع غزة اكثر مما بذلته في البناء داخل اسرائيل ذاتها. ولم تكن امام الفلسطينيين القوة الكافية لمقاومة هذا التوسع. واصبح العمال الفلسطينيون مصدرا للعمل الرخيص في داخل اسرائيل وحتى في بناء المستوطنات.
ولكن سكوت الفلسطينيين لم يمكن ان يستمر طويلا فنشأت حركات المقاومة الفلسطينية خارج الاراضي الفلسطينية اولا ثم داخل الاراضي الفلسطينية فكانت الانتفاضة الاولى، انتفاضة اطفال الحجارة. والانتفاضة ازعاج للحكومة الاسرائيلية التي تريد ان تكون لها الحرية في الاستيلاء على الاراضي واقامة المستوطنات وخلق الامر الواقع بهدوء وبدون مقاومة شديدة من قبل الفلسطينيين. فجاءت اوسلو على انقاض الانتفاضة الاولى. واعترفت اسرائيل بوجود منظمة فلسطينية وتكرمت عليها بحكومة شكلية وبدأت المفاوضات التي دامت اكثر من تسعة اعوام لم ينل الفلسطينيون فيها شيئا رغم ان سلطتهم قدمت التنازلات الواحد بعد الاخر. فمن المريح جدا الجلوس على موائد الطعام، عفوا موائد المفاوضات من وجود الانتفاضات المزعجة والمكلفة للاسرائيليين. فالمفاوضات مهما كانت ليست سوى مفاوضات الذئب مع الحمل على طريقة اتمام ابتلاعه. وجاءت الانتفاضة الثانية وهي الان في سنتها الخامسة وكلفت اميركا واسرائيل الكثير من الاموال وكلفت اسرائيل الكثير من الخسائر البشرية. اتذكر في بداية الانتفاضة تساؤل شمعون بيرص يقول "لماذا انتفاضة؟ لقد اعطيناهم كل شيء حتى جهزنا الشرطة بالسلاح."
والان تبدو بوادر كبيرة باننا امام اوسلو رقم ٢ او قد لا تسمى اوسلو بل تسمى شرم الشيخ. فتبدأ المفاوضات على انقاض الانتفاضة الثانية ويطالب الفلسطينيون بتطبيق روح شرم الشيخ ومبادئ شرم الشيخ ومقررات شرم الشيخ ويطلبون تدخل اللجنة الرباعية والمجتمع الدولي وتطبيق الشرعية الدولية والرجاء من الولايات المتحدة ان تضغط على اسرائيل من اجل تطبيق مقررات شرم الشيخ. وتتوالى الوعود باقامة الدولة الفلسطينية "المستقلة" التي تأجلت في الوعود الاميركية من سنة ٢٠٠٥ اي بعد انتهاء ولاية بوش الاولى الى ٢٠٠٩ اي بعد انتهاء ولايته الثانية. وفي ظل هذه المفاوضات يجري توسيع الاستيلاء واكمال الجدار الفاصل ويجري المزيد من التنازلات الفلسطينية بدون مقابل ويستمر تهديم البيوت والبنية التحتية وجرف المزارع ويستمر القتل والاغتيالات ولكن بدون الانتفاضة.
وحتى اذا تحقق وجود دولة فلسطينية الى جانب الدولة الاسرائيلية فاي دولة تكون؟ هل ستكون فعلا دولة مستقلة؟ هل تستطيع هذه الدولة تكوين جيشها المستقل وتسليحه؟ هل تستطيع شراء اي سلاح لشرطتها او قوى امنها او جيشها غير السلاح الذي تتكرم اسرائيل بتقديمه لها لغرض قمع حركات المقاومة فيها؟ هل تتجرأ اية دولة من الدول العربية الغارقة في السلاح حتى ذقونها ان تبيع او تقدم مسدسا واحدا الى الدولة الفلسطينية؟ ان الدول العربية توقفت حتى عن تقديم المعونات المالية للعوائل الفلسطينية المنكوبة خوفا من تجميد اموالها بحجة تقديم المعونة للارهابيين وعملا بمكافحة الارهاب وفقا للطريقة الاميركية. وقد سمعنا قرار بوش الصريح بان المفاوضات القادمة يجب الا تكون على اساس الانسحاب الى حدود ١٩٦٧. وهذا يعني ان الدولة القادمة اذا جاءت ستكون بعد اقتطاع المساحات الشاسعة التي اقتطعها الجدار الفاصل الذي ستصر اسرائيل على ان يكون الحدود القادمة للدولة الفلسطينية. ويعني ان موضوع القدس قد خرج من نطاق البحث وان عودة اللاجئين غير قابلة للبحث كما قرره شارون صراحة.
ولكن عملية الاستيلاء لا تقف عند هذا الحد. فالخطط الصهيونية كما هو معروف تكوين اسرائيل الكبرى التي تتجاوز حدودها المساحة الفلسطينية. فكيف سيجري الاستيلاء في المستقبل. فشلت عملية الاستيلاء على لبنان لان الشعب اللبناني واللاجئين ابدوا مقاومة باسلة. هل ستتخذ عملية الاستيلاء صورة اخرى؟ هل ستجري مثلا عن طريق التطبيع؟ حيث تصبح اسرائيل شريكا صغيرا ثانيا او ثالثا بعد بريطانيا للولايات المتحدة في نهب ثروات جميع البلدان العربية والشرق الاوسط الكبير واستغلال شعوبها كعمل رخيص. ليست هذه البوادر بعيدة الاحتمال اذ نراها واضحة في مصر كامب ديفيد وخصوصا في قطر وفي الاردن. ومن المشاع اليوم ان اسرائيل نجحت في شراء قناة الجزيرة الفضائية بعد مفاوضات طويلة الامد. لا اعلم ان كنت عراقيا ام لا. واذا كنت عراقيا فلابد انك تعلم ان لليهود مسمار جحا في العراق. فهناك النبي حسقيل في الكفل قرب الحلة والعزير في العمارة والشيخ اسحاق الذي يقال عنه انه عاصر علي بن ابي طالب وكان صديقا له في بغداد. كان يهود العراق يزورون الكفل والعزير في عيد نزول التوراة كل سنة وقد سمعنا ان الضباط اليهود في الجيش الاميركي الذي يحتل العراق زاروا الكفل بهذه المناسبة في السنة الماضية. وليس سرا ان الموساد كان نشيطا في كردستان منذ زمن بعيد وهو ناشط الان مع السي اي اي وبعض المخربين بقيادة المندوب السامي الاميركي في العراق نيغروبونتي، الخبير العالمي في تنظيم الارهاب والاغتيالات وتشتيت فئات الشعوب والحروب الاهلية والانقلابات والانتخابات "الديمقراطية"، في قتل العلماء العراقيين وارهابهم واجبارهم على الهجرة وليس سرا ايضا عقد اتفاقات مباشرة مع ثلاث شركات اسرائيلية على الاقل لتصدير بضائعها عبر الاردن الى العراق عدا الشركات العربية الاسرائيلية المشتركة التي تعمل في العراق. قد تكون هذه الطريقة هي الافضل في المستقبل وليس الاستيلاء على الاراضي مباشرة اذ ان الولايات المتحدة تقوم بمهمة الاستيلاء على الدول ذاتها ولا حاجة الى الاستيلاء على الاراضي قطعة قطعة.
ان عملية الاستيلاء عملية مستمرة طويلة الامد تستمر طالما استمرت الولايات المتحدة في خط السيطرة العسكرية والاقتصادية على العالم كله، وهو ما يسمى العولمة. وها نحن نعيش الحرب العالمية الثالثة منذ ١١ سبتمبر حتى اليوم ونعيش الحربين الجائرتين في افغانستان والعراق والحبل على الجرار.
حسقيل قوجمان



#حسقيل_قوجمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول الطبيعة التقدمية لحزب البعث السوري
- من كراس ستالين حول القضايا الاقتصادية - جواب الى الرفيق الكس ...
- الجالية اليهودية في العراق سابقا
- من كتاب ستالين حول المسائل الاقتصادية للاشتراكية
- حول موقف الاتحاد السوفييتي من قرار تقسيم فلسطين
- هل اسرائيل ديمقراطية؟
- كتاب ستالين حول القضايا الاقتصادية للاشتراكية
- جواب الى الاخ خالد بهلوي
- كتاب ستالين حول القضايا الاقتصادية للاشتراسية
- داوود الصائغ ودوره في الحركة الشيوعية العراقية
- كراس ستالين حول القضايا الاقتصادية للاشتراكية - الحلقة الثان ...
- الحياة الثقافية في سجون العراق
- الى الاخوة في اتحاد الجمعيات المندائية
- الطبقة ام الحزب؟
- كتاب ستالين عن المسائل الاقتصادية - الحلقة الاولى*
- حول مجزرة بشتآشان
- المفمهوم الحقيقي للمقام العراقي
- هل الحرب الاهلية محتملة بعد الانتخابات؟
- أسئلة الى عبدالله ابو عوف
- جواب على رسالة


المزيد.....




- -التعاون الإسلامي- يعلق على فيتو أمريكا و-فشل- مجلس الأمن تج ...
- خريطة لموقع مدينة أصفهان الإيرانية بعد الهجوم الإسرائيلي
- باكستان تنتقد قرار مجلس الأمن الدولي حول فلسطين والفيتو الأم ...
- السفارة الروسية تصدر بيانا حول الوضع في إيران
- إيران تتعرض لهجوم بالمسّيرات يُرَجح أن إسرائيل نفذته ردًا عل ...
- أضواء الشفق القطبي تتلألأ في سماء بركان آيسلندا الثائر
- وزراء خارجية مجموعة الـ 7 يناقشون الضربة الإسرائيلية على إير ...
- -خطر وبائي-.. اكتشاف سلالة متحورة من جدري القرود
- مدفيديف لا يستبعد أن يكون الغرب قد قرر -تحييد- زيلينسكي
- -دولاراتنا تفجر دولاراتنا الأخرى-.. ماسك يعلق بسخرية على اله ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حسقيل قوجمان - عودة الى موضوع قرار تقسيم فلسطين 1