أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسقيل قوجمان - هل الحرب الاهلية محتملة بعد الانتخابات؟















المزيد.....

هل الحرب الاهلية محتملة بعد الانتخابات؟


حسقيل قوجمان

الحوار المتمدن-العدد: 1043 - 2004 / 12 / 10 - 12:35
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


هل الحرب الاهلية محتملة بعد الانتخابات؟
اعلن قائد القوات الاميركية في العراق انه يخشى ان تحدث بعد الانتخابات حرب اهلية في العراق. فهل توجد احتمالات كهذه؟ ان الاجابة على هذا السؤال تتطلب بعض الحديث عن استراتيجية الراسمال الاميركي واستراتيجية الحكومات الاميركية في تحقيق الاستراتيجية الراسمالية.
منذ اوشكت الحرب العالمية الثانية على الانتهاء على الاقل كانت استراتيجية الراسمالية الاميركية الاستيلاء على الاقتصاد العالمي وكانت استراتيجية الحكومات الاميركية المتعاقبة تحقيق هذا الاستراتيجي للراسمالية الاميركية. فكان اول عمل قامت به الحكومة الاميركية برآسة ترومان القاء القنبلة الذرية على هيروشيما وناغازاكي لغرض ترويع العالم وتمهيد الطريق لسيطرة الراسمالية الاميركية على العالم باخناعه لتهديد الحرب الذرية.
واسمتمرت الحكومة الاميركية في تنفيذ مخططها بصورة تدريجية ففرضت سلطتها على الدول المدحورة في الحرب وعلى حليفاتها من الدول المنتصرة المدمرة بواسطة مشروع مارشال ولكن هدفها لم يتحقق في اوروبا الشرقية نتيجة لموقف الاتحاد السوفييتي. فكانت الحرب الكورية وحرب الفيتنام وحروب اخرى في شتى ارجاء العالم بحيث بلغ عدد الدول التي توجد فيها قواعد عسكرية اميركية في اخر احصاء اطلعت عليه ١٣٥ دولة منها "الصديقة" ومنها "غير الصديقة". وهذا الاستراتيجي الاميركي اصبح بعد انهيار الاتحاد السوفييتي يسمى العولمة واخذت وسائل الاعلام الاميركية والعالمية الموالية لاميركا او الممولة من قبلها تبث الدعاية لهذه العولمة وتثني على فوائدها وتقنع الشعوب بان العالم اصبح قرية صغيرة مرتبطة بشتى وسائل التكنولوجيا المتطورة الى اخر ذلك من الدعايات الموالية للامبريالية الاميركية.
وكانت خطط الراسمالية الاميركية والدولة الاميركية من ورائها احتلال اكبر ما يمكن من البلدان "بصورة ودية" فتقيم القواعد العسكرية فيها "لتدافع عنها" ضد المعتدين المحتملين او ضد الارهاب. وفي منطقتنا جرى ذلك أولا بتسليط اسرائيل على الدول العربية وبيع الاسلحة بمليارات الدولارات بحجة درء خطر اسرائيل، ثم بمساعدة حليف اميركا الاكبر في الشرق الاوسط، صدام حسين، فدفعته الى الحرب ضد ايران ثم الى احتلال الكويت مما نجم عن احتلال جميع بلدان الخليج بحجة الدفاع عهنا ضد اطماع وعدوان صدام حسين.
ولكن اميركا لم تستطع في حرب الخليج الثانية، حرب تحرير الكويت من صدام حسين، الاستيلاء على العراق بصورة ودية كما تريد وتفضل ولذلك ابقت على صدام حسين رغم انها كانت قادرة على اسقاطه خلال ساعات لو شاءت. فخططها تهدف الى الاستيلاء على العراق ايضا "بصورة ودية" كمحرر وليس كمحتل. فاخضعت الشعب العراقي لحرب مستمرة منذ ١٩٩١ الى ٢٠٠٣ بفرض حصار اقتصادي فظيع على الشعب وبالحرب الدائمة على مختلف اتحاء العراق طوال هذه السنوات وبحجة التفتيش عن اسلحة الدمار الشامل التي جهزته بها حين كانت تستخدمه.
واعدت اميركا لاحتلال العراق بصفتها محرر بانفاق ٩٧ مليون دولار على من اسموا انفسهم المعارضة ظنا بانها حين تحتل العراق تستطيع هذه المعارضة اقناع الشعب العراقي بالخنوع للاحتلال واعتباره تحريرا من نظام صدام. ووعدت المعارضة الحكومة الاميركية بان الشعب العراقي سيستقبلها بالورد والرياحين ويطلق لها الزغاريد شكرا وامتنانا لها على تحريره من نظام صدام الجائر. فكان للولايات المتحدة ما ارادت واعلنت حربها على العراق بمفردها رغم معارضة مجلس الامن والامم المتحدة بحجة القضاء على اسلحة الدمار الشامل اذ ان الولايات المتحدة وحلفاءها هم الوحيدون الذين يحق لهم حيازة واستخدام اسلحة الدمار الشامل. ويحق لهم تحطيم اية دولة تنوي او ترغب او تتمنى انتاج اسلحة دمار شامل وتحطمها باشد انواع اسلحة الدمار الشامل دمارا كما فعلت في اففانستان والعراق واخيرا وليس آخرا في مجزرة الفلوجة الرهيبة.
ولكن فأل الولايات المتحدة وعملائها المعارضة خاب لان الشعب العراقي اعلن مقاومته للاحتلال الاميركي منذ اليوم الاول. وقد كانت خطة الولايات المتحدة ان تجعل من العراق اول مستعمرة استعمارا مباشرا منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية لكي تواصل ذلك في سائر بلدان الشرق الاوسط الكبير. وكان هذا يستلزم تدمير كل البنى التحتية للدولة العراقية وكل منشآتها فحلت الجيش والشرطة والوزارات. وفسحت المجال لنهب وتدمير المتاحف والمكتبات العامة والوزارات والجامعات والمدارس لكي يتسنى لها تحويل العراق الى مستعمرة مباشرة تحكمها اميركا حكما مباشرا، واجبرت مجلس الامن على ان يمنحها هذا الحق باسم منظمة الامم المتحدة. ولكن شدة المقاومة العراقية اخذت تزداد يوما بعد يوم. فاضطرت الولايات المتحدة الى تشكيل مجلس حكم لعله يستطيع السيطرة على المقاومة العراقية. ولكن مجلس بريمر لم يستطع تحقيق ما تريده الولايات المتحدة من هدوء يتيح لها تنفيذ خططها البعيدة المدى. فلجأت الى خلق حكومة صورية منحتها السيادة الشكلية فتألفت الحكومة العراقية المؤقتة برآسة علاوي ومنحته السيادة والصلاحية بأن يدعو القوات المحتلة لتنفيذ ابشع حروب الابادة في مختلف انحاء العراق التي تبدي بعض المقاومة لجيوش الاحتلال بحجة القضاء على الارهاب. وأخذت استخباراتها والموساد والمليشيات الخاصة وغيرها بالقيام بعمليات ارهاب تتيح لها وصف جميع المقاومة على انها ارهاب. وقد انطلى هذا على الكثير من المثقفين فاعلنوا معارضتهم للمقاومة التي ليست سوى عمليات ارهاب. ولكن هذه الحكومة عجزت عن تحقيق الامان لجيوش الاحتلال ولم تنفع دعاياتها بان الاحتلال قد انتهى لدى تسليم السيادة للحكومة العراقية فتحولت في ليلة الثامن والعشرين من حزيران من جيوش احتلال الى جيوش متعددة الجنسيات طلبها رئيس الجمهورية من الامم المتحدة فلبت ليلة تعيينه رئيسا فلبت الامم المتحدة طلبه وارسلت له بعد منتصف الليل قوات متعددة الجنسيات لتحل محل قوات الاحتلال واعلن ان حجج المقاومين للاحتلال قد انتهت بانتهاء الاحتلال. وقامت جيوش الاحتلال بانشاء جيش أميركي يحمل جنسيات عراقية اسمته الجيش العراقي الجديد وحرس وطني اميركي يحمل جنسية عراقية اسمته الحرس الوطني وأخذ هذا الجيش وهذا الحرس الوطني بمرافقة قوات المارينز لجعل القوات الاميركية قوات متعددة الجنسيات تتألف من جنسيتين اميركية وعراقية تقوم بمجازر لم يعرف التاريخ لها مثيلا كما حصل في النجف وفي الفلوجة ويحصل اليوم في شتى مدن العراق وقراه. ولكن زيف هذه الحكومة كان واضحا فاقامت اميركة مجلسا عينت اعضاءه فردا فردا لاضفاء صفة الديمقراطية على هذه الحكومة المؤقتة ولكن كل هذه الترتيبات لم ينتج عنها سوى اشتداد المقاومة يوما بعد يوم. فجاءت بدعة الانتخابات.
ليس في نيتي بحث موضوع الانتخابات ذاته او مسألة اجرائه في الموعد المحدد ام تأجيله لمدة ثلاثة او ستة شهور. فالانتخابات متى ما حدثت هي انتخابات صورية وقائمة الفائزين في الانتخابات لابد ان تكون موجودة حاليا في مكاتب السفارة الاميركية، أكبر سفارة اميركية في العالم. فموضوعي هو الاجابة على السؤال "هل من المحتمل ان تجري حرب اهلية بعد الانتخابات؟"
ان الحكومة الاميركية وجيوش احتلالها كانت منذ البداية تريد خلق حزازات طائفية ودينية وحربا بين مختلف مكونات الشعب العراقي من شيعة وسنة واكراد وتركمان واثوريين وفقا لسياسة فرق تسد ولكن الشعب العراقي اثبت انه غير مستعد للانجرار الى حرب اهلية بهذا الشكل واثبت الواقع ان الشعب العراقي بكل اديانه وطوائفه وقومياته شعب واع لا يمكن جره الى حرب اهلية من هذا النوع. ولكن الخطط الاميركية لا تقف عند هذا الحد. وهي تنوي استخدام الانتخابات كوسيلة لخلق حرب اهلية تمكنها من تحويل الاقتتال من القتال ضد قوات الاحتلال الى قتال بين العراقيين لتحاشي المقاومة ضدها.
فمن المفروض ان الانتخابات تتمخض عن نشوء مجلس نيابي ينشئ حكومة مستقلة ويضع دستورا دائما وينشئ كل مقومات الدولة المستقلة من سلطات تشريعية وتنفيذية وقضائية كالمألوف في كافة الدول المستقلة. وأن تلقي الولايات المتحدة مسؤولية ادارة الدولة الجديدة على الحكومة العراقية الناشئة عن الانتخابات بجيشها وشرطتها وحرسها القومي ومحاكمها وسجونها، على ان تقوم هذه الحكومة بطلب بقاء جيوش الاحتلال في قواعد عسكرية حصينة مصونة من هجمات المقاومة. وتقوم الولايات المتحدة بحكم العراق ونهب ثرواته عن طريق توجيه الاوامر لهذه الحكومة وعن طريق المستشارين والخبراء الذين يديرون عمليا هذه المنشآت "العراقية".
هذا هو الحل الامثل في خطط الولايات المتحدة الحالية وهذا الحل الامثل يتضمن تحويل المقاومة العراقية الى حرب اهلية. فالحكومة الاميركية ذات الجنسية العراقية والجيش الاميركي ذو الجنسية العراقية والحرس الوطني الاميركي ذو الجنسية العراقية تقوم بمواجهة قوى المقاومة بصورة مباشرة دفاعا عن جيوش الاحتلال القابعة في قواعدها العسكرية. وتجري حرب الابادة بعد ذلك بدبابات اميركية يقودها اشخاص عراقيون ومدافع اميركية يطلقها عراقيون وباختصار حكومة متأمركة تنفذ المجازر التي كان على الجيش الاميركي ان ينفذها.
فالحل الامثل بالنسبة للولايات المتحدة اذن هو ان تجري الحرب بين الحكومة العميلة وبين قوى المقاومة الشعبية. وهذا هو المقصود بقول القائد الاميركي انه يخشى ان تحدث حرب اهلية في اعقاب الانتخابات. فالحرب الاهلية التي تريدها الولايات المتحدة هي حرب بين عراقيين، حرب بين الحكومة العراقية العميلة والشعب العراقي. وهذه هي الحرب الاهلية التي يريدونها ان تحصل بعد الانتخابات واحتمال حدوثها كبير لان الحكومة مستعدة للقيام بابشع الجرائم سواء بمفردها ام بمساعدة القوات المتعددة الجنسيات والشعب العراقي مصمم على مواصلة مقاومة المحتلين ولا يمكن ان يتوقف عن ذلك حتى لو اضطر الى محاربة هذه الحكومة التي تدعي انها حكومة عراقية. فالمقصود بالحرب الاهلية ليس حربا تجري بين فئات الشعب المختلفة، اذ ان الولايات المتحدة فشلت في تحقيق ذلك منذ البداية، بل تجري بين المقاومة الشعبية بكل فئاتها وبين الحكومة العميلة المتأمركة.
ان مثل هذه الحرب الاهلية يمكن ان تحصل بعد الانتخابات لان الولايات المتحدة تريد ذلك ولا تخشاه كما صرح الجنرال الاميركي.
حسقيل قوجمان
٧ كانون الاول ٢٠٠٤



#حسقيل_قوجمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسئلة الى عبدالله ابو عوف
- جواب على رسالة
- اجتماع المبادرة
- حرية المرأة
- التاريخ الحقيقي لانهيار الاتحاد السوفييتي
- كلمة شكر
- من اين والى اين تسير الصين؟
- الاممية البروليتارية
- جواب على رسالة
- الماركسية والدين
- رجوع عجلة التاريخ الى الوراء
- دروس من ثورة تموز
- وأد ثورة تموز
- من وحي كتاب فهد (حلقة اخيرة) شخصية فهد
- من وحي كتاب فهد (الحلقة السادسة عشرة) سياسة فهد الاقتصادية
- من وحي كتاب فهد (الحلقة الخامسة عشرة) الاممية الشيوعية
- استشهاد وحيد منصور
- وجاء الفرج
- كيف يصبح الانسان ماركسيا
- من وحي كتاب فهد (الحلقة الرابعة عشرة) مزورو التاريخ


المزيد.....




- مدير CIA يعلق على رفض -حماس- لمقترح اتفاق وقف إطلاق النار
- تراجع إيرادات قناة السويس بنسبة 60 %
- بايدن يتابع مسلسل زلات لسانه.. -لأن هذه هي أمريكا-!
- السفير الروسي ورئيس مجلس النواب الليبي يبحثان آخر المستجدات ...
- سي إن إن: تشاد تهدد واشنطن بفسخ الاتفاقية العسكرية معها
- سوريا تتحسب لرد إسرائيلي على أراضيها
- صحيفة: ضغط أمريكي على نتنياهو لقبول إقامة دولة فلسطينية مقاب ...
- استخباراتي أمريكي سابق: ستولتنبرغ ينافق بزعمه أن روسيا تشكل ...
- تصوير جوي يظهر اجتياح الفيضانات مقاطعة كورغان الروسية
- بعد الاتحاد الأوروبي.. عقوبات أمريكية بريطانية على إيران بسب ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسقيل قوجمان - هل الحرب الاهلية محتملة بعد الانتخابات؟