أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسقيل قوجمان - داوود الصائغ ودوره في الحركة الشيوعية العراقية















المزيد.....

داوود الصائغ ودوره في الحركة الشيوعية العراقية


حسقيل قوجمان

الحوار المتمدن-العدد: 1075 - 2005 / 1 / 11 - 11:21
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كتب لي احد قرائي الاعزاء باسم جماعة من العراق رسالة الكترونية جاءت فيها العبارة التالية:
"أرسل إليك هذه الرسالة للإستفسار عن تقييمك للدور الذي لعبه داؤود الصائغ في الحركة الشيوعية العراقية. داؤود الصائغ كان مثقفاً ماركسياً ضليعاً لا تقل ثقافته الماركسية عن ثقافة فهد، حسب بعض المصادر، كما إنه قام بترجمة بعض أمهات المؤلفات الماركسية الى العربية. لقد إنشق داؤود الصائغ عن الحزب الشيوعي سنة 1960 بحجة إتباع قيادة الحزب نهجاً يسارياً متطرفاً؛ فما هو تقييمك لهذا الإنشقاق بشكل خاص، وللدور الذي لعبه داؤود الصائغ في الحركة الشيوعية العراقية بشكل عام؟"
ان الاجابة على مثل هذه المسألة مهمة صعبة بالنسبة لي خاصة وان وجودي في الحركة الشيوعية العراقية انقطع نهائيا منذ ثورة تموز وان حياتي في هذه الحركة كانت مقصورة كليا تقريبا على الحياة السجنية اذ قبل سجني لم امارس الحياة السياسية الا فترة قصيرة وفترة كنت فيها عضوا بسيطا لم اقم بدور فعال واساسي فيها.
في مساهمتي القصيرة في الحياة السياسية قبل دخولي السجن لم اعرف داوود الصائغ ولم اسمع عنه. ولكني علمت بعد ذلك انه كان من قادة المنشقين على حزب فهد. وفي سجن نقرة السلمان كان داوود الصائغ سجينا لفترة قصيرة سنة ١٩٤٩كان فيها معزولا عن المنظمة الشيوعية يعيش بمفرده كما كان عدد اخر من السجناء السياسيين يعيشون خارج المنظمة اما لانهم لا يريدون الاندماج مع شيوعيين او لان الشيوعيين لا يريدونهم في المنظمة.
واثناء وجودي في العراق بعد ثورة تموز علمت انه كون حزبا شيوعيا مدفوعا من حكومة عبد الكريم قاسم كحزب صوري غرضه حرمان الحزب الشيوعي العراقي من رخصة العمل العلني كحزب شيوعي. ويبدو لي ان الحزب حاول سنة ١٩٥٦ ادخاله في الحزب حين ادخل جميع المنظمات الانتهازية الى الحزب بحجة القضاء على الانتهازية. ولا ادري ان كان داوود الصائغ دخل الحزب انذاك ام لم يدخل.
وجاء في الرسالة انه انشق عن الحزب سنة ١٩٦٠ مما يدل على انه كان قبل ذلك عضوا في الحزب وانا لا اعرف عن وجوده في الحزب انذاك او عن انفصاله عن الحزب. فأنا كنت انذاك معزولا في السجن الانفرادي في سجن العمارة لا اعرف شيئا عما يجري في الميدان السياسي العراقي. ولكن من يتهم الحزب الشيوعي في ١٩٦٠ باليسارية لا يعرف التمييز بين اليمينية واليسارية. يرى القارئ من كل ما تقدم انني لا اعرف شيئا يذكر عن دور داوود الصائغ في الحركة الشيوعية العراقية ان كان له دور ايجابي فيها وكل ما اعرفه هو عن دور سلبي في هذه الحركة. ولا اعتقد ان ما كتبته يشكل جوابا شافيا لقرائي الاعزاء على سؤالهم عن دور داوود الصائغ في الحركة الشيوعية العراقية. وربما كان من الافضل ان امتنع عن الاجابة لولا ان من كتب الرسالة رجاني بان افعل ذلك.
ولكن ما حفزني على كتابة هذا الجواب العبارة التي جاءت في الرسالة التي تنص على "ان داؤود الصائغ كان مثقفاً ماركسياً ضليعاً لا تقل ثقافته الماركسية عن ثقافة فهد" واود التعليق على هذه العبارة.
ليس لي ما اكتبه عن ثقافة داوود الصائغ الماركسية. وليس لي ان انكر على داوود الصائغ كون ثقافته الماركسية لا تقل عن ثقافة فهد الماركسية. فهذا ليس موضع جدل ولا فائدة من الجدل فيه ولا يقدم الجدل فيه فائدة للقراء او لمحبي الاطلاع على الحركة الشيوعية العراقية. ومع ذلك اعتقد ان في العبارة مبالغة في مستوى داوود الصائغ في الثقافة الماركسية. لنتذكر فقط الطريقة التي تلقى كل منهما فيها ثقافته الماركسية. تلقى الرفيق فهد ثقافته الماركسية في دراسة جامعية متفرغة لعدة سنوات على يد اساتذة مختصين وتوفرت للطالب فيها جميع المراجع التي يحتاج اليها لاتمام دراسته. بينما تلقى داوود الصائغ ثقافته الماركسية كهواية في اوقات فراغه مستفيدا من المراجع الشحيحة التي كانت متوفرة في تلك الفترة في العراق. فهل يمكن ان تكون هذه الثقافة متساوية لديهما؟ ومع ذلك اسلم جدلا بان داوود الصائغ كان مثقفا ثقافة ماركسية عالية. ولكني اجد بعض الحرج في مقارنته بالرفيق فهد. فالرفيق فهد نال شهرته وحب الناس له ليس لمجرد كونه مثقفا ماركسيا وانما لكونه قائدا شيوعيا استطاع ان يستفيد من ثقافته الماركسية اولا لتطبيقها على ظروف المجتمع العراقي وتحديد اهداف الطبقة العاملة العراقية والكادحين العراقيين القريبة والبعيدة وثانيا لانه استطاع ان يطبق ذلك عن طريق بناء الحزب الشيوعي العراقي الذي حاز في فترة قصيرة ذلك الحب والتقدير من الشعب العراقي واصبح اكبر حزب سياسي في العراق رغم كونه حزبا سريا. كان الرفيق فهد قائدا بارعا في التنظيم والمحافظة على خط الحزب الماركسي النقي تجاه جميع الحركات الانتهازية التي حاربته وعملت على تدميره. وليس ما يشير الى ان داوود الصائغ كان يحوز على مثل هذه الكفاءات.
ما اريد ان اناقشه في هذا المقال هو الفرق بين ان يكون الانسان مثقفا ماركسيا وان يكون قائدا شيوعيا. فالثقافة الماركسية هي شرط اساسي لكي يصبح الانسان قائدا شيوعيا. فبدون الماركسية لن يصبح اي انسان قائدا شيوعيا حقيقيا لان الشيوعية قائمة على اساس نظرية الطبقة العاملة التي هي النظرية الماركسية. ولا اعتقد ان هناك من يناقش هذا او يعارضه. ولكن الثقافة الماركسية ليست سوى الخطوة الاولى في تحول الانسان الى قائد شيوعي. والخطوة الثانية هي الاخلاص في تطبيق هذه الثقافة تطبيقا ثوريا صحيحا في المرحلة التي يمر بها الانسان. وبدون هذا الاخلاص في تطبيع المركسية لا يمكن ان يصبح المثقف الماركسي قائدا شيوعيا حقيقيا. وداوود الصائغ ليس النموذج الامثل لدراسة هذا الموضوع دراسة علمية. ولكن افضل مثال تاريخي على ذلك في اعتقادي هو كاوتسكي.
كان كارل ماركس وانجلز القائدان الشيوعيان الروحيان للحركة الاشتراكية في زمانهما وكانا قائدا الحزب الاشتراكي الديمقراطي الالماني وكامل الحركة الاشتراكية الديمقراطية في العالم كله. وعند وفاة انجلز كان كاوتسكي هو القائد الشيوعي الذي احتل عن جدارة مقام القائد الملهم للحركة الاشتراكية الديمقراطية في زمانه. كان كاوتسكي القائد المعترف به للحركة الاشتراكية الديمقراطية العالمية المتمثلة بالاممية الثانية. اكبر برهان على ذلك انتقال مخطوطات كارل ماركس التي لم يستطع انجلز اكمال نشرها الى كاوتسكي. فانجلز كما نعلم استطاع ان ينشر الجزء الثاني والجزء الثالث من كتاب الراسمال اللذين لم يستطع كارل ماركس نشرهما في حياته. وكان كاوتسكي هو الذي اكمل عمل انجلز فاعد الجزء الرابع من الراسمال، نظريات القيمة الزائدة، في ثلاثة مجلدات. كان كاوتسكي ماركسيا بارعا قاد الحركة الاشتراكية عموما والحزب الاشتراكي الالماني حتى الحرب العالمية الاولى. لذا لا يمكن مناقشة كون كاوتسكي كان مثقفا ماركسيا كبيرا.
ولكن ذلك كله لم يمنع تحول كاوتسكي، هذا المثقف الماركسي الكبير، الى مرتد عمل على تدمير الحركات الماركسية والحركة الشيوعية حين انحاز في الحرب العالمية الاولى الى جانب حكومته البرجوازية بحجة الدفاع عن الوطن. مما دفع لينين الى كتابة كتابه المعروف عن "كاوتسكي المرتد". وواصل كاوتسكي صراعه ضد الاتحاد السوفييتي بعد ثورة اكتوبر حتى وفاته.
هذا المثل هو اروع مثل تاريخي للبرهنة على ان الثقافة الماركسية وحدها لا تكفي لجعل الانسان قائدا شيوعيا حقيقيا بل هي الخطوة الاولى والضرورية في هذا الطريق يجب ان يتبعها الاخلاص والتفاني في تطبيقها تطبيقا صحيحا طوال حياة القائد الشيوعي وان الانحراف عن هذا التطبيق لحظة واحدة يحول هذا المثقف الماركسي، مهما كان مستوى ثقافته الماركسية عاليا، الى شخص معاد للحركة الشيوعية شاء او لم يشأ.
بهذا المقياس في اعتقادي يجب يقاس دور داوود الصائغ في الحركة الشيوعية العراقية ومقارنته بدور الرفيق فهد. يجب دراسة مدى تطبيقه لثقافته الماركسية تطبيقا ثوريا صحيحا طيلة مدة حياته السياسية وهذا ما ليس بامكاني ان احققه لقلة معلوماتي الضرورية لتحقيق مثل هذه الدراسة.
حسقيل قوجمان
١٠ كانون الثاني ٢٠٠٥



#حسقيل_قوجمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كراس ستالين حول القضايا الاقتصادية للاشتراكية - الحلقة الثان ...
- الحياة الثقافية في سجون العراق
- الى الاخوة في اتحاد الجمعيات المندائية
- الطبقة ام الحزب؟
- كتاب ستالين عن المسائل الاقتصادية - الحلقة الاولى*
- حول مجزرة بشتآشان
- المفمهوم الحقيقي للمقام العراقي
- هل الحرب الاهلية محتملة بعد الانتخابات؟
- أسئلة الى عبدالله ابو عوف
- جواب على رسالة
- اجتماع المبادرة
- حرية المرأة
- التاريخ الحقيقي لانهيار الاتحاد السوفييتي
- كلمة شكر
- من اين والى اين تسير الصين؟
- الاممية البروليتارية
- جواب على رسالة
- الماركسية والدين
- رجوع عجلة التاريخ الى الوراء
- دروس من ثورة تموز


المزيد.....




- فيديو يُظهر ما يبدو آثار انفجارات بقاعدة الحشد الشعبي المدعو ...
- من استهداف إسرائيل لدعم حماس.. نص بيان مجموعة السبع حول إيرا ...
- استهداف مقر للحشد الشعبي في بابل وواشنطن تنفي شن هجمات جوية ...
- جهاز العمل السري في أوكرانيا يؤكد تدمير مستودعات للدرونات ال ...
- HMD تستعد لإطلاق هاتفها المنافس الجديد
- الذكاء الاصطناعي يصل إلى تطبيقات -واتس آب-
- -أطفال أوزيمبيك-.. هل يمكن لعقار السكري الشهير أن يزيد من فر ...
- أطعمة تسبب التهابات المفاصل
- ماذا تعني عبارة -أمريكا أولا- التي أطلقها الرئيس السابق دونا ...
- لماذا تعزز كييف دفاعها عن نيكولاييف وأوديسا


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسقيل قوجمان - داوود الصائغ ودوره في الحركة الشيوعية العراقية