أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - حسقيل قوجمان - كتاب ستالين حول القضايا الاقتصادية للاشتراكية















المزيد.....

كتاب ستالين حول القضايا الاقتصادية للاشتراكية


حسقيل قوجمان

الحوار المتمدن-العدد: 1087 - 2005 / 1 / 23 - 12:36
المحور: الارشيف الماركسي
    


4 ازالة التعارض بين المدينة والريف وبين العمل
الفكري والعمل البدني وازالة التمايز بينها
هذا العنوان يغطي عددا من المسائل التي تختلف جوهريا عن بعضها. وقد جمعتها في قسم واحد ليس لدمجها معا بل لمجرد ايجاز عرضها.
ان ازالة التعارض بين المدينة والريف، بين الصناعة والزراعة، مسألة معروفة جيدا سبق لماركس وانجلز مناقشتها منذ زمن بعيد. فالاساس الاقتصادي لهذه المسألة هو استغلال المدينة للريف، مصادرة اموال الفلاحين وتدمير اغلبية سكان الريف بكامل مسار التطوير الصناعي والتجاري والقروض في ظل الراسمالية. وعليه يجب اعتبار التعارض بين المدينة والريف في النظام الراسمالي كتناقض مصالح. وهذا كان ما ادى الى نشوء موقف الريف المعادي للمدينة و"لسكان المدينة" عموما.
لا شك انه، لدى الغاء الراسمالية ونظام الاستغلال في بلادنا، ولدى تعزيز النظام الاشتراكي، كان لابد ان يختفي التناقض بين مصالح المدينة والريف، بين الصناعة والزراعة. وهذا ما حدث فعلا. ان المساعدة الهائلة التي تقدمها المدينة الاشتراكية، وتقدمها طبقتنا العاملة، الى فلاحينا في القضاء على الملاكين والكولاك عززت اسس التحالف بين الطبقة العاملة والفلاحين، بينما حول توفير احدث الجرارات وسائر المكائن الزراعية الى الفلاحين ومزارعهم الجماعية هذا التحالف بين الطبقة العاملة والفلاحين الى صداقة بينهم. ان العمال وفلاحي المزارع الجماعية يمثلون طبعا طبقتين مختلفتين عن بعضهما في وضعهما. الا ان هذا الاختلاف لا يضعف صداقتهما باي شكل. بل بالعكس، ان مصالحهما تقع على خط واحد، خط تقوية النظام الاشتراكي وبلوغ انتصار الشيوعية. لذا فليس ما يبعث على الاستغراب في انه لم يبق اي اثر من عدم الثقة السابق، اذا لم نقل الكراهية السابقة، للريف تجاه المدينة.
كل هذا يعني ان أساس التعارض بين المدينة والريف، بين الصناعة والزراعة، قد زال فعلا بفضل نظامنا الاشتراكي الحالي.
وهذا لا يعني، طبعا، ان تأثير ازالة التعارض بين المدينة والريف سيكون "زوال المدن الكبرى". فليس ان المدن الكبيرة لن تزول وحسب، بل ستظهر مدن عظمى جديدة كمراكز لاقصى التطور الثفافي، وكمراكز ليس للصناعة الواسعة النطاق فقط، بل كذلك لمعاملة المنتجات الزراعية وللتطور الهائل في جميع فروع الصناعة العذائية. وهذا من شأنه ان يسهل التقدم الثقافي للوطن ويؤدي الى مساواة ظروف حياة المدينة والريف.
لدينا وضع مشابه بخصوص مسألة ازالة التعارض بين العمل الفكري والعمل البدني. هذه المسألة هي الاخرى مسالة معروفة كان ماركس وانجلز قد بحثاها منذ امد بعيد. ان الاساس الاقتصادي للتعارض بين العمل الفكري والعمل البدني هو استغلال عمال الفكر لعمال العمل البدني. من المعروف لدى كل انسان الهوة السحيقة التي تفصل في ظل النظام الراسمالي عمال العمل البدني في المشاريع عن الملاك الاداري. ونعلم ان هذه الهوة ادت الى نشوء موقف معاد من جانب العمال تجاه المديرين وملاحظي العمل والمهندسين وسائر اعضاء الموظفين التكنولوجيين الذين اعتبرهم العمال اعداء لهم. ومن الطبيعي انه، لدى زوال الراسمالية ونظام الاستغلال كان لابد ان يختفي ايضا تناقض المصالح بين العمل البدني والعمل الفكري. وفعلا اختفى في نظامنا الاشتراكي الحالي. فاليوم ليس العمال البدنيون والملاك الاداري اعداء بل رفاقا واصدقاء، اعضاء في هيئة جماعية واحدة من المنتجين يهتمون اهتماما حيويا في تقدم وتحسين الانتاج. لم يبق اي اثر لشعور العداء القديم بينهم.
ان مسألة اختفاء التمايز بين المدينة (الصناعة) والريف (الزراعة) وبين العمل الفكري والعمل البدني مسألة ذات طابع مختلف اختلافا تاما. فهذه مسألة لم تجر مناقشتها في الكلاسيكيات الماركسية. انها مسألة جديدة، مسألة نشأت عمليا من بنائنا الاشتراكي.
هل هذه المشكلة مشكلة خيالية؟ وهل لها اية اهمية عملية ونظرية بالنسبة لنا؟ كلا، ان هذه المسألة لا يمكن اعتبارها مشكلة خيالية. بل العكس من ذلك انها بالنسبة لنا مشكلة لها اعظم الاهمية.
خذوا مثلا التمايز بين الزراعة والصناعة. في بلادنا لا تنشأ المشكلة فقط من واقع كون ظروف العمل في الزراعة تختلف عن ظروف العمل في الصناعة، بل تنشأ بالدرجة الرئيسية، من واقع انه بينما لدينا ملكية عامة لوسائل الانتاج وللمنتجات الصناعية، في الزراعة ليست لنا ملكية عامة بل ملكية جماعة، ملكية مزارع جماعية. سلف وان قلنا ان هذا الواقع يؤدي الى الاحتفاظ بالتبادل السلعي، وانه فقط حين يزول هذا التمايز بين الصناعة والزراعة يمكن ان يختفي الانتاج السلعي مع جميع تداعياته المرافقة ايضا. وعليه لا يمكن انكار ان اختفاء هذا التمايز الجوهري بين الزراعة والصناعة يجب ان يكون امرا بالغ الاهمية بالنسبة لنا.
ونفس الامر يجب ان يقال عن مسألة الغاء التمايز الجوهري بين العمل الفكري والعمل البدني, فهذه هي الاخرى مسألة بالغة الاهمية بالنسبة لنا. قبل ان تتخذ حركة المنافسة الاشتراكية نطاقا جماهيريا، سار نمو صناعتنا بصورة شديدة التقطع، بل ان الكثير من الرفاق حتى اقترحوا بوجوب تأخير سرعة التطور الصناعي. ويرجع ذلك بالدرجة الرئيسية لواقع ان المستوى الثقافي والتنكنيكي كان شديد الانخفاض وتخلف كثيرا عن مستوى الملاك التكنيكي. الا ان الوضع تغير تغيرا جذريا حين اتخذت حركة المنافسة الاشتراكية طابعا جماهيريا. فمنذ تلك اللحظة وما بعد اخذت الصناعة تتقدم بسرع متعجلة. لماذا اتخذت المنافسة الاشتراكية طابع حركة جماهيرية؟ لان بين العمال برزت مجموعات كبيرة من الرفاق الى المقدمة بحيث انهم لم يسيطروا على مستلزمات الحد الادني من المعرفة التكنولوجية وحسب، بل واصلوا تقدمهم فبلغوا مستوى الملاك التكنولوجي؛ بدأوا يصححون التكنيكيين والمهندسين، ويحطمون المعايير القائمة باعتبارها قديمة، ويدخلون معايير جديدة اكثر اتقانا والى اخر ذلك. فما الذي كان يحدث لنا لو ان الامر لم يقتصر على مجموعات منفصلة بل ان اغلبية العمال رفعوا مستواهم الثقافي والتكنيكي الى مستوى المهندسين والملاك التكنولوجي؟ لكانت صناعتنا ترتفع الى مستوى ارفع مما تستطيع بلوغه الصناعة في اية اقطار اخرى. وعليه لا يمكن انكار ان ازالة التمايز الجوهري بين العمل الفكري والعمل البدني عن طريق رفع المستوى الثقافي والتكنولوجي للعمال الى مستوى الملاك التكنولوجي لا يمكن الا ان يكون ذا اهمية كبرى بالنسبة لنا.
يؤكد بعض الرفاق انه على مر الايام لا يختفي التمايز الجوهري بين الصناعة والزراعة وبين العمل الفكري والعمل البدني وحسب بل يختفي كل تمايز بينها. وهذا غير صحيح. ان ازالة التمايز الجوهري بين الصناعة والزراعة لا يمكن ان يؤدي الى ازالة جميع التمايزات بينهما. فمن المؤكد ان يبقى بعض التمايز، حتى لو كان غير جوهري، نظرا لاختلاف ظروف العمل في الصناعة وفي الزراعة. وحتى في الصناعة ليست ظروف العمل متساوية في جميع فروعها: فظروف العمل في مناجم الفحم، مثلا، تختلف عن ظروف عمل العمال في معامل الاحذية الممكننة، وظروف العمل في مناجم استخراج الخامات عن ظروف عمال الهندسة. واذا كان الامر كذلك، فيجب من المؤكد اكثران يبقى بعض التمايز بين الصناعة والزراعة.
يجب ان يقال الشيء ذاته عن التمايز بين العمل الفكري والعمل البدني. ان التمايز الجوهري بينهما، الفرق في مستواهما الثقافي والتكنيكي، يختفي بكل تأكيد. غير ان بعض التمايز، حتى لو كان تمايزا غير جوهري، يبقى حتى ولو لمجرد كون ظروف عمل الموظفين الاداريين وعمل العمال غير متطابقة.
ان الرفاق الذين يؤكدون على عكس ذلك من المحتمل انهم يفعلون ذلك على اساس الصيغة المعطاة في بعض تصريحاتي التي تتحدث عن ازالة التمايز بين الصناعة والزراعة، وبين العمل الفكري والعمل البدني، بدون اي تحفظ يفيد بان المقصود هو ازالة التمايز الجوهري وليس جميع التمايز. هكذا بالضبط فهم الرفاق ضيغتي معتبرين انها تتضمن ازالة جميع التمايزات. الا ان هذا يفيد بان الصيغة غير دقيقة وغير مرضية. فيجب نبذها والاستعاضة عنها بصيغة اخرى، صيغة تتحدث عن ازالة التمايزات الجوهرية وبقاء التمايزات غيرالجوهرية بين الصناعة والزراعة وبين العمل الفكري والعمل البدني.



#حسقيل_قوجمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جواب الى الاخ خالد بهلوي
- كتاب ستالين حول القضايا الاقتصادية للاشتراسية
- داوود الصائغ ودوره في الحركة الشيوعية العراقية
- كراس ستالين حول القضايا الاقتصادية للاشتراكية - الحلقة الثان ...
- الحياة الثقافية في سجون العراق
- الى الاخوة في اتحاد الجمعيات المندائية
- الطبقة ام الحزب؟
- كتاب ستالين عن المسائل الاقتصادية - الحلقة الاولى*
- حول مجزرة بشتآشان
- المفمهوم الحقيقي للمقام العراقي
- هل الحرب الاهلية محتملة بعد الانتخابات؟
- أسئلة الى عبدالله ابو عوف
- جواب على رسالة
- اجتماع المبادرة
- حرية المرأة
- التاريخ الحقيقي لانهيار الاتحاد السوفييتي
- كلمة شكر
- من اين والى اين تسير الصين؟
- الاممية البروليتارية
- جواب على رسالة


المزيد.....




- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...


المزيد.....

- تحليل كلارا زيتكن للفاشية (نص الخطاب)* / رشيد غويلب
- مَفْهُومُ الصِراعِ فِي الفسلفة المارْكِسِيَّةِ: إِضاءَةِ نَق ... / علي أسعد وطفة
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 5 :ماركس في عيون لينين / عبدالرحيم قروي
- علم الاجتماع الماركسي: من المادية الجدلية إلى المادية التاري ... / علي أسعد وطفة
- إجتماع تأبيني عمالي في الولايات المتحدة حدادًا على كارل مارك ... / دلير زنكنة
- عاشت غرّة ماي / جوزيف ستالين
- ثلاثة مفاهيم للثورة / ليون تروتسكي
- النقد الموسَّع لنظرية نمط الإنتاج / محمد عادل زكى
- تحديث.تقرير الوفد السيبيري(1903) ليون تروتسكى / عبدالرؤوف بطيخ
- تقرير الوفد السيبيري(1903) ليون تروتسكى / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - حسقيل قوجمان - كتاب ستالين حول القضايا الاقتصادية للاشتراكية