أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كواكب الساعدي - تداعيات صائم














المزيد.....

تداعيات صائم


كواكب الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 3814 - 2012 / 8 / 9 - 03:47
المحور: الادب والفن
    


تداعيات صائم
كواكب الساعدي

؟ أترحل
وتأخذ معك الشمس
أترحل ؟
وأنت الساكن في الوجدان
أترحل؟
وأنا الصائم
وانك مني
قطرة ماء في رمضان
2

بينما آنيتي تتراقص على وهج النار لإفطار رمضانيّ للعائلة طرأت هذه ركضت لمكتبي مخافة أن تتساقط من فجوات الذاكرة لتدوّن
قلبي حقل اخضر
وكفك منجل
اقطف ما شئت
فأنت مخوّل

3

أم أبي فاطمة الجنوبية البيضاء بعيون زرقاء ما فتئت تردّدها على مسامعنا في كل رمضان حتى حفظناها ونحن صغار وعلقت في الذاكرة ونحن كبار تقول: "إن أباهم كان رجلاً صارماً وحصراً في أداء الفروض الدينية ومنها الصيام يفرض علينا الصيام ونحن صغار ويا ويلنا أن سوّفنا أو تحججنا بحجج واهية يكون مصيرنا الحرمان من أطايب الحياة وأولها اللعب مع اقرأننا أو زيارة الأخوال"
كانت والدتنا تعاني وكثيراً ما انتحت جانبا لتسرق لقمة تضعها في أفواهنا خلسة أو قطرة ماء
في احد الأعوام حل الشهر الكريم بتموز كان الحر شديداً لا يطاق ونحن الصغار عيوننا تتوسل أمنا أن: لا صيام.
تقول أم أبي كنت أنا أصغرهم سناً يكاد العطش يرديني
وأنفاسي تطلق صفيراً من نار
اهتدت والدتي لحل سحريّ أن ناوي جميعا للنوم بللت شفاهنا بالماء وأوصتنا أن لا نبتلعه ورطبت أرديتنا لتخفف عنا الحر والشعور بالعطش وفعلاً داعبنا الكرى وأولهم أنا
وبين الصحو والمنام وإذا بها تقبل مجلّلة بالبياض بوجهاً مضيئاً كالبدر خاطبتني وأنا أحتضر عطشاً, انهضي فاطمة وضعت كفها تحت رأسي واغترفت من كفها الأخرى غرفه ماء وأي ماء طعم الكوثر,ماء الفردوس الزلال.
ارتويت كضالّ في الصحراء مهتديا لواحة خضراء وغرفة أخرى بللّت بها حواسي لم أشعر بعدها أنني على هذه الأرض بل محلّقة بفضاء سماويّ شفاف مسوّمة من ملائكة بأغطية بيضاء استدارت لترحل قلت انتظري من أنت ؟قالت أنا أم أبيها الذي اسمك من اسمي أحسست بظمأك وأتيت لأروي عطشك
مرت كضوء ساطع وتركتني أرقد بأمان
4

أوقظ الطفلة التي في داخلي هناك حيث رمضان وطقوس اعشقها حتى الآن حين يحل أذان المغرب والقرآن ومدفع الإفطار وقرقعه القدور والصحون تتراقص من جار إلى جار
لكن كل هذا الفرح يتبدل بخوف إن حل الظلام وأتى الذي يقرع الطبل ليوقظ النائمين للسحور كان صوت الطبل يرعبني حقاً أحكم الغطاء حول رأسي وأتكور على بعضي بعدها يتصبب العرق ليبلغ أنحاء جسدي كانت والدتي عالمة بمأزقي تضمني بين جناحيها وتهدهدني بطيب الكلام
حين يحل العيد يقف ببابنا يقرع الطبل إيذاناً بأخذ العيدية أتعجب من خوفي الليلي واستنكره لأني أرى الرجل مجسماً أمامي بمحيّاً عطوف ومسالم نحلّق حوله مطالبينه أن يقرع الطبل لنا مرة أخيرة إلى أن يأتينا بالخير القادم رمضان
5
سراج الدين مسلم من بنغلادش يوصل الطلبات إلى المنازل بطيبة متناهية يقول عندما وفدت إلى هنا أول مرة كنت غير معروفاً كان إفطاري علبه سردين اقتصاداً في النفقات ولما طال بي المقام وخبروا خُلُقي أغرقوني أهل الحي بكرمهم حتى بت أحتار أين أضع الطعام الذي يفوح بالهيل والزعفران أنظرُ لآنية الطعام وأتحسر أهلي هناك أتمناهم هنا ليتمتعوا بصدقات أهل الخير في رمضان


https://www.facebook.com/kawkib.alsaadiT



#كواكب_الساعدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحقاً ……انتهينا ؟
- للناصع حد البياض…… لتأتي
- الاحتجاج بأمعاء خاوية
- دعوة
- قصيدة
- قصيده حب أخيرة
- طيف
- ايتها السماء ....كفاها فارفقي بها
- محنه المواطن علي
- ملك السعادة كومار
- في حضرة شهريار
- عباس
- فكرة
- لسنا برابرة
- اغتيال بكاتم الصوت
- الأقنعة
- الحالم.... الذي غّير جلبابه
- تعالي ألقيكِ التحية
- رسالة عاجله لأم الشهيد جرجس
- صرخه في قلب ساحه التحرير


المزيد.....




- أصيلة: شهادات عن محمد بن عيسى.. المُعلم والمُلهم
- السعودية ترحب باختيارها لاستضافة مؤتمر اليونسكو العالمي للسي ...
- فيلم من إنتاج -الجزيرة 360- يتوج بمهرجان عنابة
- -تاريخ العطش-.. أبو شايب يشيد ملحمة غنائية للحب ويحتفي بفلسط ...
- -لا بغداد قرب حياتي-.. علي حبش يكتب خرائط المنفى
- فيلم -معركة تلو الأخرى-.. دي كابريو وأندرسون يسخران من جنون ...
- لولا يونغ تلغي حفلاتها بعد أيام من انهيارها على المسرح
- مستوحى من ثقافة الأنمي.. مساعد رقمي ثلاثي الأبعاد للمحادثة
- جمعية التشكيليين العراقيين تستعد لاقامة معرض للنحت العراقي ا ...
- من الدلتا إلى العالمية.. أحمد نوار يحكي بقلب فنان وروح مناضل ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كواكب الساعدي - تداعيات صائم