أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين علي الحمداني - شكرا لكامرة الهاشمي الخفية














المزيد.....

شكرا لكامرة الهاشمي الخفية


حسين علي الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 3812 - 2012 / 8 / 7 - 17:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما شاهدت كما شاهد الكثير من العراقيين الكامرة الخفية التي نصبت في مكتب طارق الهاشمي، قلت الله يساعد قادة البلد الذين جلسوا في هذا المكتب وتحدثوا بأسرار وربما تجاوز بعضهم حدود اللياقة أو أفضى بأسرار هنا وهناك،لا أدري لماذا كنت مشفق لأول مرة في حياتي على هؤلاء الساسة الذي أخذوا على حين غرة من قبل شخص يفترض إنه موثوق من قبلهم،ولكن على ما يبدو بأن الثقة باتت معدومة في زمن الكاميرات الخفية .
التسجيلات المصورة التي عثر عليها في مكتب طارق الهاشمي الذي لازال يشغل منصب نائب رئيس الجمهورية في العراق رغم إقامته الدائمة في إسطنبول ، تسجيلات مصورة لشخصيات سياسية عراقية تثير شهية وسائل الإعلام ومن الطبيعي أن تثير شهيتها لأنها بالأساس وسائل إعلام وهذه مهنتها،ولكن هذه التسجيلات تكشف بشكل آخر الأساليب الملتوية التي يمارسها البعض ليس مع خصومه فقط بل حتى مع شركائه في ذات القائمة الانتخابية الواحدة،وهو أسلوب ليس بالجديد لأنه ينتمي للمدرسة العربية المخابراتية في الحكم التي عادة ما تسجل النقاط على الآخرين وتستخدم ذلك في أوقات مناسبة لها ولأهداف معروفة من جهة ومن جهة ثانية تشعر هي الجهات بأنها تمتلك أوراق من الصعب تجاهلها من الطرف الآخر والتاريخ العربي يحتفظ في أرشيفه الكثير من هذه الحوادث التي أنتشرت في زمن عبد الناصر وتوارثها الآخرين عنه، وهو أسلوب مخابراتي محترف يؤكد لنا بأن السيد الهاشمي يفضله حتى مع أقرب حلفاءه السياسيين.
والغريب بأن القائمة العراقية التي ينتمي إليها الهاشمي وعلاوي والنجيفي قد أدانت تسريب شرائط مسجلة بكاميرات خفية وجدت بمكتب طارق الهاشمي، وفي حين أكدت أن أجهزة أمنية سربت تلك الشرائط "للتسقيط السياسي والشعبي"، اتهمت وسائل الإعلام باستغلالها "لإغراض سياسية مدفوعة الثمن".
والاستغراب هنا يكمن بأن القائمة العراقية تندد بالتسريب وليس بجوهر التصوير، تندد برد الفعل لا بالفعل نفسه، كان الأجدر بها أولا أن تدين من قام بعملية التصوير هذه ، هل يمكن لنا أن ندين طفلا صغيرا نضع بين يديه مسدسا محشوا وجاهز للإطلاق ؟ أم ندين من سلمه المسدس وسحب الإطلاقة وقال له أضرب؟
وسائل الإعلام غير ملامة ، اللوم كل اللوم على من أمر بالتصوير وأحتفظ به ، فإذا كان الهاشمي يتعامل هكذا مع حلفائه في القائمة الواحدة ، فكيف إذن كان يتعامل مع الآخرين ؟ لسنا هنا بصدد محاكمة الهاشمي الذي يحاكم غيابيا ، لكننا أمام حالة تتطلب معالجة صحيحة ،وإن أسلوب معالجة الأخطاء لدى البعض يتم هو الآخر بطريقة خاطئة للغاية، التسجيلات المعروضة لا شائبة في مصداقيتها،ومن صورها رجل من قادة العراقية،والعراقية لازالت من أشد المدافعين عنه في التهم الموجه ضده من قبل القضاء العراقي ،كان الأجدر إدانة تصرف الهاشمي وقيامه بتصوير زائريه وأحاديثهم ونحن لا نستبعد بأن الهاشمي ربما كان يجر زائريه للحديث في مواضيع يريدها هو لا هم من أجل إنجاح التصوير بالطريقة التي تتاسب وما يهدف إليه الهاشمي.فالفلم لم يكن مفبركا كما أدغى البعض ، وإذا كان ثمة متآمر فليس هو بعارض الفلم بل من قام بتصويره وكان بإمكانه أن يدمره في اللحظة التي يريدها ولا يحتفظ به إلا إذا كانت له مآرب أخرى ، وأعتقد بأن الوقت لم يسعف الهاشمي لأن يستخدم هذه الأفلام ضد شركائه في القائمة العراقية لأنه منحنا نحن الشعب العراقي فرصة أن نسمع ما يدور في أحاديث البعض وشكرا للكامرة الخفية التي جعلتنا نكتشف بأننا سذج جدا في رؤيتنا لقادة البلد الذين يتآمر كل منهم على الآخر وجميعهم يتآمرون علينا .



#حسين_علي_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المركبة الفضائية بابل تصل المريخ
- تأملات عراقية
- نفطكم علينا
- الهاشمي والفارس والإرهاب
- لاجيء سوريا ومزايدات البعض
- الصعود للدكتاتورية
- الدولة الكردية والدولة العربية
- حماية الشباب العراقي
- الدولة الكردية في العراق
- محافظة ديالى والتغيير المطلوب
- الدمقراطية والتيار الديمقراطي في العراق
- طارق الهاشمي ونظرية المؤامرة
- حديث القمة العربية
- العرب وأسئلة ما بعد الثورات
- قراءة لقانون وزارة التربية
- أية مبادرة ننتظر ؟
- المشهد العربي والمشهد العراقي
- هل ينتقل العرب من الثورية للعلمانية
- الجهل نور والعلم ظلام
- ويسألونك عن الفيسبوك


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين علي الحمداني - شكرا لكامرة الهاشمي الخفية