أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين علي الحمداني - الصعود للدكتاتورية














المزيد.....

الصعود للدكتاتورية


حسين علي الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 3788 - 2012 / 7 / 14 - 10:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان وأحد أبرز الداعين لمنع نشوء دكتاتورية في العراق ، يصر على خرق الدستور العراقي الفدرالي ويعلن تشكيل مجلس للأمن الوطني في اقليم كردستان ، فالمادة 110 من الدستور العراقي لعام 2005 نصت على ان امن البلد من اختصاص السلطات الاتحادية حصريا، وهذا المجلس بكل تأكيد يتعارض مع الدستور من جهة ومن جهة ثانية يمثل تصعيدا لا مبرر له في ظل ورقة الإصلاح التي يعدها التحالف الوطني لتجاوز الكثير من الأمور، ونحن هنا نسأل عن دواعي تشكيل هذا المجلس من حيث اختيار التوقيت خاصة بعد فشل مشروع سحب الثقة وترنح القوى الداعية للاستجواب وتصاعد الرغبة الشعبية بانتخابات مبكرة تزيل الكثير من الأشخاص عن مقاعدهم؟
إن هذا بكل تأكيد يعكس رؤية البعض بخلق مزيدا من الأزمات أو افتعالها ، خاصة وإن الجميع يعرف جيدا بأن الدستور العراقي يحدد صلاحيات الحكومة الاتحادية في مجالات الدفاع والأمن والخارجية والسياسة النقدية وإدارة المنافذ الحدودية والمطارات وإدارة ثروات البلد ومنها النفط والغاز وحصرها في الحكومة المركزية في بغداد.
وإن أحكام الدستور ‏واضحة بشأن الاقليم ‏وصلاحياته كما حددها ‏الدستور على وفق المادة ‏‏120 البند الخامس، حيث ‏يقوم الاقليم بوضع دستور له ‏يحدد هيكل سلطات الاقليم ‏وصلاحيات وآليات ممارسة ‏هذه الصلاحيات على الا ‏يتعارض مع الدستور، وحيث ‏ان الإجراء الذي قام به ‏الاقليم يتعارض ويتقاطع مع ‏احكام الدستور فهو يعد باطلا ‏من الناحية الدستوري ويمثل خرقا واضحا بل يتعدى ذلك لأنه يؤسس لدولة داخل الدولة.
وبالعودة للمجلس المشكل في كردستان، يمكننا القول بأن توقيته يحمل غايات عديدة ويؤكد ما تحدثنا به سابقا من إن البعض لازال يبحث عن أزمات يصعد من خلالها الموقف رغم حالة الانفراج الكبيرة التي شهدتها الساحة السياسية العراقية مؤخرا وجنوح الكثير من القوى لطاولة الحوار التي تمثل الطريق الصحيح الذي يخدم المواطن العراقي سواء أكان في شمال الوطن أو جنوبه مرورا بكل المحافظات العراقية، ولعلنا هنا نؤشر رفض البعض من الجلوس للحوار يمثل حالة هروب من مواجهة الكثير من الخروقات الدستورية ليس في تشكيل مجلس للأمن فحسب بل في أمور أخرى كثيرة أبرزها عقود النفط والمنافذ الحدودية .
ولكن علينا أن نقول بأن ما أقدم عليه مسعود بارزاني يمثل خطوة الخائف من المستقبل ، خاصة وإن تحالفاته بدأت تنهار وتوشك أن تولد تحالفات كردية جديدة ترفض الأوضاع الحالية الموجودة في كردستان الذي وجد نفسه في وسط معركة وصراع لا ناقة له فيه ولا جمل وفقد صفة بيضة القبان التي حرص مام جلال على وجودها في العقلية السياسية الكردية بعد 2003 ، صراع من شأنه أن يهدد أمن كردستان ويهدد مصالح شعبه ، خاصة وإن هنالك رؤى جديدة بدأت تظهر في المشهد السياسي العراقي بصورة عامة والكردي بصورة خاصة ، لهذا فإن ما يقوم به السيد بارزاني يمثل قمة ما يمكن أن يتسلح به الخائف لمواجهة قادمة مع خصومه ، خاصة وإنه يؤمن بالحل الأمني وليس الحوار وهذا ما يمكن استنتاجه من تشكيل المجلس الأمني، فهو غير مستعد لأن يفرط بالزعامة التي ورثها ويريد أن يورثها لمن بعده.
وإننا نستغرب من تصريحات البعض بأن تشكيل مجلس للأمن في كردستان شأن داخلي لا ينبغي للحكومة الاتحادية التحدث عنه ! ومبعث الإستغراب يكمن بأن البعض يحاول تفسير الدستور على هواه وبما يتناسب ونهجه ، متناسيا بأن إقليم كردستان جزء من العراق وليس دولة منفصلة عنه حتى يعتبر الحديث عن خروقاته الدستورية تدخل في شؤونه الداخلية ! وإن الدستور العراقي مثلما أعطى لكردستان حقها في أن تكون إقليما وأحترم المشرع العراقي واقع حال منطقة كردستان قبل عام 2003 فإنه في المقابل منح الدولة العراقية سيادتها الكاملة في تنظيم العمل سواء في حفظ الأمن الخارجي والحدود أو غيرها من الأمور التي يجب أن تكون حاضرة عند الجميع لأنها تمس السيادة العراقية ووحدة العراق أرضا وشعبا. وهذا يدعونا لأن نطالب القوى السياسية في العراق لتحديد موقفها من هذه الخروقات.
وأيضا نستغرب من تصريحات البارزاني عن دكتاتورية المالكي ونجده في نفس الوقت يعين نجله الأكبر مسرور على رأس هذا المجلس وهو ما وصفته المعارضة الكردية بمثابة خطوة تؤسس لنظام ديكتاتوري خاصة وإن برلمان كردستان لا سلطة له في مراقبة ومحاسبة التشكيل الأمني الجديد وما علية سوى توفير ميزانية له لا أحد يعرف من أين ستستقطع.



#حسين_علي_الحمداني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة الكردية والدولة العربية
- حماية الشباب العراقي
- الدولة الكردية في العراق
- محافظة ديالى والتغيير المطلوب
- الدمقراطية والتيار الديمقراطي في العراق
- طارق الهاشمي ونظرية المؤامرة
- حديث القمة العربية
- العرب وأسئلة ما بعد الثورات
- قراءة لقانون وزارة التربية
- أية مبادرة ننتظر ؟
- المشهد العربي والمشهد العراقي
- هل ينتقل العرب من الثورية للعلمانية
- الجهل نور والعلم ظلام
- ويسألونك عن الفيسبوك
- سيناريوها المنطقة القادمة .. الفوضى بديل للشمولية
- لا تستنسخوا تجربتنا
- الكرسي الدوار
- النظام العربي والأفق الضيق
- ياسمين تونس
- شكرا تونس .. ستظلين خضراء


المزيد.....




- تواصل معه سرّا دون معرفة ترامب.. هل تسبب نتنياهو بإقالة مايك ...
- السفير الصيني لدى الولايات المتحدة: واشنطن لن تتمكن من ترهيب ...
- الأمن اللبناني يمهل -حماس- يومين لتسليمه 4 أشخاص استهدفوا إس ...
- -اللواء- اللبنانية: السلطات السورية تفرج عن أمين عام الجبهة ...
- مصر.. شاب يقتل شقيقته بوحشية ويمثل بجثمانها 
- محافظ السويداء السورية: الاتفاق الموقع لا يزال ساريا وتعديلا ...
- حماس: ندين العدوان الإسرائيلي الغاشم على سوريا ولبنان
- قديروف: إحباط محاولة تسلل أفراد القوات الأوكرانية إلى أراضي ...
- السودان يتهم كينيا بالتدخل في شؤونه والتصرف كدولة مارقة
- إسفنجة المطبخ قد تحتوي على بكتيريا أكثر من مقعد المرحاض


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين علي الحمداني - الصعود للدكتاتورية