أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين علي الحمداني - هل ينتقل العرب من الثورية للعلمانية














المزيد.....

هل ينتقل العرب من الثورية للعلمانية


حسين علي الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 3294 - 2011 / 3 / 3 - 09:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تباينت مواقف الكثير من المثقفين العرب من موجات التغيير التي طالت دولا عربية عديدة ،والبعض منهم أبدى مخاوفه من إمكانية سيطرة ( الإسلاميين) على مقاليد السلطة بحكم إنهم يجدون بعض التعاطف داخل مجتمعاتهم ، ولعل البعض ينظر للحالة العراقية وكيفية سيطرت الأحزاب الدينية ( الشيعية والسنية ) على السلطة دون أن تبرز القوى العلمانية والليبرالية واخذ مكانتها .
وسمعت البعض يقول بأن ما يجري في المنطقة العربية من سقوط أنظمة يمثل انهيار العلمانية في المنطقة العربية وسيكون بديلها الأحزاب الدينية ، وعلل البعض هذا بتنامي قوة الأخوان المسلمين في مصر وحركة النهضة في تونس والحركات الإسلامية في ليبيا والمغرب ، وجبهة الإنقاذ في الجزائر وغيرها .
وهذا القول فيه من المغالطات الكثير حيث إن الأنظمة التي سقطت في المنطقة والتي في طريقها للسقوط هي ليست أنظمة علمانية بقدر ما هي دكتاتوريات شخصية قائمة على حكم الفرد ، وعلينا أن لا نفرق بين العلمانية وسياقها الديمقراطي ، فلا علمانية بدون ديمقراطية وهذه حقيقة يجب أن ينتبه إليها من يتناول مسألة العلمانية بعيدا عن النظريات الجاهزة والرؤية التي كانت سائدة في النصف الثاني من القرن العشرين .
وهذا ما يجعلنا نفكر جديا ونطرح السؤال الذي يدور في أذهان الكثير من المتابعين هل سنجد نظم علمانية في المنطقة العربية تكون بديلا للنظم الشمولية ؟ وللإجابة على هذا السؤال علينا أن ننظر لمستقبل البلدان العربية في ضوء التغييرات الجيو سياسية التي حصلت وهل مجتمعاتها قادرة على صناعة وإبراز كاريزما سياسية ذات توجهات علمانية دون أن تجد نفسها مقيدة بنظم انتخابية تحول بينها وبين قيادة المجتمع وبناء ركائز الدولة ؟ تبدو مصر الأكثر استعدادا لكي تؤهل نفسها أولا وتؤهل العالم العربي من خلالها لكي يتبنى العلمانية بمفهومها المعروف وليست مفاهيمها العربية القاصرة على مبدأ فصل الدين عن الدولة وكأننا نلخص العلمانية على إنها صراع بين الدين والدولة أوكما يقول البعض بأن العلمانية تعتبر الدين تراث ، لا هنالك فرق كبير بين ما قيل عن العلمانية وبين ما هو موجود ، وحتى مسألة جعل الدين تراث ، هذه المسألة تبنتها القوى القومية خاصة وإن هنالك تناقض فكري وأيدلوجي كبير بين الدين والقومية ولكننا لا نجد هنالك تناقض بين الدين والعلمانية ، بل بالعكس نجد بأن الدين له مكانته كمنظم لحياة الإنسان وأحيانا كثيرة يكون قائدا له ، في أوربا مثلا نجد الفاتيكان له مكانته التي لا يمكن أن تتدخل بها الحكومات أو تجبره على اتخاذ موقف يتناقض ومبادئ المسيحية أو حتى محاولة تسييس الدين وتسييس رجل الدين ، لأن الدين ليس مؤسسة بقدر ما هو تعاطي روحي بين الإنسان وخالقه ، أما في النظم السياسية العربية وأغلبها ( قومية ) نجد بأن هنالك مأسسة للدين وجعله تابع للسلطة وهذا شيء ملموس وهنالك رجال دين تابعين للدولة يجهزون الفتاوى التي تتناسب ورغبة السلطة ولا حظنا ذلك في الكثير من الحوادث التاريخية في القرن الماضي لعل أبرزها فتوى الأزهر للسادات بجواز توقيع اتفاقية كامب ديفيد ومباركتها ، وهذه فتاوى سياسية بإطار ديني .
لهذا يمكننا القول بأن النظم التي سقطت والأخرى التي ستتهاوى هي نظم استبدادية وليست علمانية وبالتالي فإن مستقبل الدولة العربية في القرن الحادي والعشرين يتوقف على مدى فعالية القوى العلمانية في أن تكون بديلا ستراتيجيا للشمولية وأن تنتقل بالدولة العربية الحديثة لمنعطف جديد يجعل منها دولا ذات مكانة وتأثير بعد أن ظلت دولنا العربية عقودا طويلة تتأثر وليست مؤثرة .
ورغم مرور أكثر من شهر على موجة التغيير الذي طالت العديد من النظم إلا إننا لم نجد بعد ثمة هوية تترسخ في الشارع العربي لما هو قادم وربما هذا نابع من إن حجم المشاكل التي خلفتها النظم المنهارة تجعل البعض يبحث عن حلولا سريعة للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية دون أن يفكر بهوية الدولة القادمة ، هذه الدولة انهارت ويجب أن يتم بناء دولة جديدة بآليات جديدة بعيدة عن الآليات التي استخدمت في السابق ، لأن الاعتماد على ذات الآليات هو بالتأكيد سيقود لذات النتائج السابقة وكأننا لم نفعل شيئا .
لهذا من الضروري جدا بأن تأخذ القوى العلمانية والليبرالية في الوطن العربي دورها في المراحل الانتقالية هذه لكي تكون جزءا مهما من المشهد السياسي في المنطقة وأن تطرح مفاهيمها بقوة وقناعة .



#حسين_علي_الحمداني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجهل نور والعلم ظلام
- ويسألونك عن الفيسبوك
- سيناريوها المنطقة القادمة .. الفوضى بديل للشمولية
- لا تستنسخوا تجربتنا
- الكرسي الدوار
- النظام العربي والأفق الضيق
- ياسمين تونس
- شكرا تونس .. ستظلين خضراء
- انتصرنا جميعا
- مذكرات السياسيين وكتابة التاريخ
- من يتفاوض نيابة عن العراقية؟
- محو الأمية من جديد
- لا تكتبوا مذكراتكم .. قدموا اعتذاركم
- جديد الجامعة العربية
- العلمانية بين النقاش والتطبيق
- مأزق تشكيل الحكومة
- القاعدة وصناعة الاعداء
- تخبط الإرهاب
- اا سبتمبر الاسباب والتداعيات
- من شجع القس تيرى جونز ؟؟؟


المزيد.....




- لفهم مدى قوة الضربة الأمريكية بإيران.. مسؤول يكشف تفاصيل ما ...
- -حان دورنا-.. مستشار خامنئي يدعو معددا 3 وسائل للانتقام من ا ...
- أول تعليق من هيئة الرقابة النووية السعودية بشأن الضربة الأمر ...
- مصدر لـCNN: أي عمل عسكري إسرائيلي ضد إيران سيعتمد على رد فعل ...
- غوتيريش: الضربة الأميركية على إيران تصعيد خطير
- نتنياهو: قرار ترامب -الجريء- بضرب إيران -سيُغير التاريخ-
- أول تعليق رسمي من إيران بشأن الضربة الأمريكية على المنشآت ال ...
- ما هي القاذفات الشبحية -بي-2- التي نقلتها الولايات المتحدة إ ...
- ترامب يعلن تنفيذ -هجمات ناجحة جدا- على 3 مواقع نووية إيرانية ...
- القناة 14 الإسرائيلية: ترامب أبلغ نتنياهو بتوقيت الهجوم على ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين علي الحمداني - هل ينتقل العرب من الثورية للعلمانية