أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - حسين علي الحمداني - ياسمين تونس














المزيد.....

ياسمين تونس


حسين علي الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 3262 - 2011 / 1 / 30 - 16:34
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


ما حدث في تونس انتفاضة شعبية تمكنت من إزاحة بن علي من السلطة وأجبرته على مغادرة تونس لمنفاه ، فما هي العوامل التي ساهمت في نجاح الانتفاضة الشعبية التونسية ؟
قبل أن نعرف العوامل التي ساهمت في نجاح الانتفاضة التونسية ، لنعرف في البداية الأسباب التي أدت لاندلاعها ، أولها سوء الأوضاع المعاشية ، البطالة المستفحلة وسط الخريجين خاصة وإن نسبة المتعلمين في تونس 70% من الشعب ، ضعف المعالجات الاقتصادية من قبل الحكومة التونسية ، سيطرة عائلة الرئيس على مقدرات البلد بنسبة عالية جدا.
ويضاف إلى ذلك سبب رئيسي ومهم يتمثل باستحالة التغيير خاصة وإن الرئيس التونسي كان يتهيأ لولاية خامسة يحكم بها تونس ، وبالتالي فإن هذه العوامل مجتمعة ساهمت في انطلاق شرارة الانتفاضة من ولاية سيدي بو زيد التونسية لتعم كل الولايات التونسية وفي مقدمتها العاصمة .
وبالتأكيد ساهمت عوامل عديدة ليس في نجاح الانتفاضة فقط بل في سرعة تحقيق هدفها الأول وهو إزاحة بن علي من السلطة ومن ثم المطالبة بحل الحزب الحاكم ورفض كافة رموزه وقياداته في الحكومة الجديدة التي سميت حكومة الوحدة الوطنية .
من الضروري جدا أن نعرف بأن هنالك عوامل داخلية وأخرى خارجية ، ومن العوامل الداخلية التي ساهمت بشكل مباشر في نجاح الثورة التونسية ذات الطبيعة الشعبية هي طبيعة ومنهجية المنتفضين وهم شريحة المثقفين والمتعلمين في تونس وهذا ما منحهم فرصة كبيرة جدا في استثمار تكنولوجيا الاتصالات وإيصال صوتهم لكل العالم عبر الشبكة العنكبوتية خاصة الفيس بوك وتيوتر ، إضافة إلى استخدام تكنولوجيا البث الحي عبر المحمول ، وهذا الجانب بالذات ساهم بشكل مباشر في تكوين رأي عام عالمي خاصة داخل أوربا القريبة من تونس والشريك الاقتصادي المهم لهذا البلد .
يضاف إلى هذا التغطية الكبيرة من قبل الفضائيات الناطقة بالعربية أو اللغات الأخرى حيث شكل المشهد التونسي مادة دسمة لنشراتها الإخبارية وتكوين رأي عام عالمي متعاطف بشكل كبير مع الشعب التونسي ومشكلا في نفس الوقت قوة ضغط على الحكومات الأوربية للتعاطف مع الثورة التونسية ، وهذا ما دفع الرئيس الفرنسي مثلا لرفض لجؤ بن علي وعائلته وحاشيته لفرنسا ، ثم تلاه الرئيس أوباما الذي وصف نظام الحكم في تونس بالدكتاتوري ، وهذا ما لم يتوفر في حقبة التسعينيات من القرن الماضي حيث شهد العراق كما يعرف الجميع في ربيع 1991 انتفاضة كبيرة جدا في 14 محافظة عراقية عرفت بالانتفاضة الشعبانية وهي مشابهة من حيث القوة والأسباب لما حصل في تونس 2011 ولكنها لم تحظ بذلك الاهتمام الإعلامي ، حيث كان الإعلام محدود الانتشار أولا ، وثانيا حدثت في ظل حرب تحرير الكويت من قبل قوات التحالف وهذه نقطة جعلت الإعلام المتاح فيه حينه يركز على ( عاصفة الصحراء) أكثر من تركيزه على ( الانتفاضة الشعبانية )، يضاف إلى هذا كله بأن النظام الدكتاتوري في العراق آنذاك كان يمتلك حرس خاص مهمته قمع الشعب ، وهذا الحرس الخاص لم يشارك في الحرب ولم يدخل المعركة في حينها بل كانت مهمته المحافظة على النظام من غضب الشعب ، ناهيك عن الظرف الدولي آنذاك والذي تطلب كما أشارت العديد من الوثائق التي نشرت فيما بعد البقاء على نظام المقبور صدام كجزء من ستراتيجية أمريكا وحلفائها خاصة وإنهم في حينها أعلنوا إن غايتهم تحرير الكويت وليس إسقاط صدام وهذا تبرير حاولوا من خلاله التغطية عن سكوتهم في قمع الانتفاضة في الجنوب العراقي بل وحتى تمكينهم للطاغية من استخدام طائرات الهيلكوبتر وغيرها في مواجهة المنتفضين ومن ثم التعتيم عليها بشكل كبير جدا رغم إن أخبار كثيرة تواترت في حينها بأن المقبور صدام ينوي التوجه للجزائر هاربا بجلده وما تيسر له حمله من أموال وهذا دليل ملموس على حجم حالة اليأس التي وصل إليها النظام آنذاك وهي نفس الحالة التي وصل إليها بن علي ليلة 14 كانون الثاني وجعلته يغادر تونس هاربا.
بينما نجد في تونس بأن الجيش وقف على الحياد وظل يترقب وبالتأكيد هو الذي دفع بن علي للهروب ولم يتح له حرية استخدام الجيش في قمع الانتفاضة التونسية وهذه النقطة بالذات شكلت علامة يفتخر بها التوانسة بجيشهم الوطني وعكست الصور والأفلام التي تم بثها حجم هذا الحب الذي يكنه أبناء تونس لجيشهم .
والسبب الآخر الذي واجه الانتفاضة الشعبانية في العراق عام 1991 يكمن في وجود حاجة لإبقاء النظام كما قلنا بحجة خلق توازن في المنطقة لمواجهة ما سميت بالأطماع الإيرانية في الخليج ،يضاف إلى ذلك كله عاملا مهما ورئيسا يتمثل بأن إسقاط نظام صدام الدكتاتوري يعني فيما يعنيه سيطرة الشيعة على مقاليد السلطة وهذا على ما يبدو لم يكن مرغوبا به لا من قبل أمريكا ولا من قبل دول المنطقة سواء في الخليج العربي أو محيط العراق الإقليمي ، ومع هذا نجد بعد 12 سنة يتم إسقاط صدام عسكريا ، وبالتالي يمكننا أن نقول بأن صدام سقط شعبيا في الانتفاضة الشعبانية وهذا السقوط كان ممكن أن يحصل رسميا وأمرا واقعا لو أتيحت ذات الظروف السياسية والإعلامية والتكنولوجيا التي توفرت واستخدمت بشكل رائع من قبل التوانسة في انتفاضتهم التي أسموها (14 جانفي ).
من هنا يمكننا القول بأن المناخ السياسي المناهض للديكتاتوريات والتناول والإعلامي المكثف وسرعة الاتصالات وقوتها ساهمت في أن تقطف الثورة التونسية ثمارها الياسمينية الفواحة على غرار الثورات البرتقالية التي شهدتها أوربا الشرقية في السنوات الماضية .



#حسين_علي_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شكرا تونس .. ستظلين خضراء
- انتصرنا جميعا
- مذكرات السياسيين وكتابة التاريخ
- من يتفاوض نيابة عن العراقية؟
- محو الأمية من جديد
- لا تكتبوا مذكراتكم .. قدموا اعتذاركم
- جديد الجامعة العربية
- العلمانية بين النقاش والتطبيق
- مأزق تشكيل الحكومة
- القاعدة وصناعة الاعداء
- تخبط الإرهاب
- اا سبتمبر الاسباب والتداعيات
- من شجع القس تيرى جونز ؟؟؟
- مستقبل العلمانية في العراق
- المنهج العلمي الاسلامي في التحديث
- حروب الألفية الثالثة
- الجد الخامس
- الإرهاب وسيلة أم غاية ؟
- القرصنة من سواحل الصومال الى خور عبدالله
- المجتمع المدني العراقي


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - حسين علي الحمداني - ياسمين تونس