أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حسين علي الحمداني - الإرهاب وسيلة أم غاية ؟















المزيد.....

الإرهاب وسيلة أم غاية ؟


حسين علي الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 3095 - 2010 / 8 / 15 - 19:48
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


يعتبر العنف بمختلف أشكاله من أقدم الظواهر المتأصلة في المجتمعات الإنسانية التي يعتبر الصراع أحد أهم سماتها، وقد تنامت وتعاظمت هذه الظاهرة على مستوى العالم دون استثناء بشكل ملفت رغم الجهود التي تبذلها الدول في نطاقها المحلي عبر الكثير من القوانين والتشريعات أو على مستوى التحالف الدولي عبر عمليات وضربات عسكرية استباقية من أجل محاربة هذه الظاهرة والتي يطلق عليها – الإرهاب- وما ازدياد العمليات الإرهابية في مناطق عدة من العالم إلا دليل على ذلك.
وهذا الازدياد شمل الكم والنوع معا حيث كانت العمليات الإرهابية تقتصر على التفجيرات ، بينما نجدها الآن تشمل عرض البحار والمحيطات عبر عمليات قرصنة واسعة النطاق.
لذا نجد بأن مصطلح الإرهاب بات الأكبر والأشد لفتاً للانتباه على الصعيد الدولي والملتقيات العالمية ووسائل الإعلام بمختلف أنواعها، غير أنه بات في الوقت نفسه المصطلح الأكثر إثارة للحروب والصدامات والاصطفافات والأشد تبايناً في المفاهيم والتفسير والاجتهادات، فكل طرف أو تحالف في جعبته تعريفه ومفهومه وتفسيره لمعنى الإرهاب، وكذلك مبرراته ومسوغاته لممارسته أو التصدي له، وفقاً للحسابات والمصالح الخاصة به أو بذلك الطرف أو ذاك التحالف. وحيث أن الحسابات والمصالح الخاصة بكل طرف نسبية ويمكن أن تتباين أو تتقاطع مع حسابات ومصالح طرف ثان أو ثالث، فإن زاوية النظر والرؤية والموقف منها بالضرورة تعزز أجندة الأهداف التي تتباين بالتالي المواقف حولها، ويصبح العمل المشروع لدى طرف معين، باطلاً لدى طرف آخر. والتعريف الدقيق للإرهاب غائب ولكن كلمة terrorism تعني ترويع ورعب وخوف شديد واضطراب عنيف وانه بمثابة القتل والاغتيال والاختطاف والتخويف والتدمير واحتجاز الرهائن وتفجير القنابل والسطو والنهب وإحراق المباني والمنشآت العامة وبشكل عام لكل فعل ارهابي سمات هي عمل عنيف يعرض الأرواح والممتلكات للخطر و موجه إلى أفراد او مؤسسات او مصالح تابعة لدولة ما, وأيضا يسعى الى تحقيق أهداف سياسية.
ويعرف الاتحاد الأوربي الإرهاب على انه "العمل الذي يؤدي لترويع المواطنين بشكل خطير، او يسعى الى زعزعة استقرار أو تقويض المؤسسات السياسية او الدستورية او الاقتصادية او الاجتماعية لإحدى الدول، او المنظمات، مثل الهجمات ضد حياة الأفراد او الهجمات ضد السلامة الجسدية للأفراد او اختطاف واحتجاز الرهائن، او إحداث أضرار كبيرة بالمؤسسات الحكومية او اختطاف الطائرات والسفن ووسائل النقل الأخرى، او تصنيع او حيازة المواد آو الأسلحة الكيماوية والبيولوجية، او إدارة جماعة إرهابية او المشاركة في أنشطة جماعة إرهابية".
أما وزارة الدفاع الأمريكية فعرفت الإرهاب على إنه" الاستخدام المدروس للعنف او التهديد باستخدامه لإشاعة الخوف بغرض إجبار او إكراه الحكومات او المجتمعات على تحقيق أهداف سياسية او دينية او إيديولوجية" أما المؤلف " أرنولد" فيعرف الإرهاب على أنه ظاهرة وصفها أسهل من تعريفها، والمؤلف "شميدت" اعتبر أن الإرهاب أسلوب من أساليب الصراع الذي تقع فيه الضحايا الجزافية أو الرمزية كهدف عنف فعال، و يقدم لنا "بيسيوني" تعريفاً حديثاً حيث يقول: "الإرهاب هو استراتيجية عنف محرم دولياً تحفزها بواعث عقائدية ( أيديولوجية ) أو تتوخى إحداث عنف مرعب داخل شريحة خاصة من مجتمع معين لتحقيق الوصول إلى السلطة للقيام برعاية لمطلب أو لمنظمة بغض النظر عما إذا كان مقترفو العنف يعملون من أجل أنفسهم ونيابة عنها أم نيابة عن دولة من الدول “.ويمكن القول إن غياب الاتفاق الدولي عن الحد الأدنى لتعريف مفهوم الإرهاب وقف حائلاً حتى الآن دون تبني تعريف مقبول لمصطلح الإرهاب.. إذن فالإرهاب هو استخدام طرق عنيفة كوسيلة الهدف منها نشر الرعب للإجبار على اتخاذ موقف معين أو الامتناع عن موقف معين. ومن هذا التعريف يتضح لنا أن ملامح جريمة الإرهاب تختلف عن غيرها من الجرائم في:
1 ـ أن الإرهاب هو وسيلة وليس غاية.
2 ـ أن الوسائل المستخدمة عديدة ومتنوعة وتتميز بطابع العنف وتخلق حالة من الفزع والخوف خاصة إذا ما تعددت وسائله كالتفجير بالسيارات والأحزمة الناسفة واستخدام غاز الكلور كما حصل في العراق.
3 ـ الحديث عن جريمة الإرهاب لا يثار إلا إذا كانت هناك مشكلة سياسية أو موقف معين، وفي قول آخر فريقان مختلفان، وغالباً ما تكون هناك أسباب سياسية لهذه الجرائم.
4 ـ عدم مراعاة حقوق الأقليات، عدم مراعاة حق الشعوب في تقرير مصيرها.
5 ـ عدم احترام حقوق الإنسان. أما في العراق فان قانون مكافحة الإرهاب رقم 13 لسنة 2005 الصادر عن الجمعية الوطنية عرف الإرهاب في المادة الأولى منه بما يلي "كل فعل إجرامي يقوم به فرد أو جماعة منظمة استهدف فردا أو مجموعة أفراد او جماعات او مؤسسات رسمية او غير رسمية أوقع الأضرار بالممتلكات العامة او الخاصة بغية الإخلال بالوضع الأمني او الاستقرار او الوحدة الوطنية او إدخال الرعب والخوف والفزع بين الناس أو إثارة الفوضى تحقيقا لغايات إرهابية "
وبديهي جدا أن للإرهاب أسباب منها ما هو سياسي أو فكري أو اجتماعي أو اقتصادي أو نفسي أو تربوي ونجد إن معظم الأعمال الإرهابية و أعمال العنف تكمن وراءها دوافع سياسية كالذي يحدث في العراق منذ سقوط النظام البائد الذي كان يشكل جزءاً من منظومة سلطوية شمولية في عموم المنطقة العربية والتي شعرت بعد سقوطه بأن رياح التغيير ستهب عليها فسخرت ماكنة الإرهاب لتعطيل مشاريع الديمقراطية والإصلاح في هذا البلد، وإن الإرهاب أصبح نشاطاً معقداً حيث تدير شؤونه منظمات على قدر عال من التنظيم و التدريب و التسليح و المعرفة الفنية و أخطرها تلك التي تدار من قبل المخابرات في بعض الدول كأحد أساليب الصراع السياسي لإرغام دولة ما على اتخاذ قرار معين أو الامتناع عن اتخاذ قرار تراه مناسباً لمصلحتها عن طريق تنفيذ العمليات الإرهابية و هذا يجعل الإرهاب وسيلة و ليس غاية وهذا برز جليا في الحالة العراقية منذ التغيير في نيسان 2003.
وفي الجانب الاقتصادي تعد التغيرات الاقتصادية المؤثرة في المجتمعات الفقيرة من الأسباب الخطيرة المحركة لموجات الإرهاب في العالم، وتبشر العولمة التي اجتاحت العالم بمزيد من الأزمات الاقتصادية للدول والمجتمعات الفقيرة، مما يزيد الفجوة بين الدول الغنية، وهذه الدول، ويتوقع بعض المفكرين والمحللين الاجتماعيين زيادة المكانة والأهمية والنفوذ لرجال المال والتجارة، وبالمقابل انحسار نفوذ ودور أهل السياسة، وتوقع ذلك بوقت مبكر ( وليام نوك ) مؤلف كتاب " عالم جديد متغير " أن يكون الإرهاب رد الفعل المقابل للمتغيرات الاقتصادية الخطيرة، تعبيرا عن سخط المجتمعات والفئات المطحونة، وتوقع أن يستغل الإرهابيون التقدم العلمي والتقني في بداية الألفية الثالثة، في تحويل الأموال والأفكار والتعليمات بين مواقعهم، من أقصى الأرض إلى أدناها، بواسطة الأنظمة المصرفية العالمية وشبكات الإنترنت, ويأتي هذا في خضم انتشار المصالح الشخصية وفرض سيطرة التجارة والمال وغياب القيم والأخلاق التي تحكم المجتمعات. وهذه التوقعات حصلت في أحداث 11 سبتمبر 2001 من خلال استغلال التقدم العلمي والتكنولوجي بشكل كبير من قبل الجماعات الارهابية، أما فيما يخص الجوانب الاجتماعية والتربوية وهي الأكثر خطورة من الأسباب الأخرى نجد إن الإرهاب في الألفية الثالثة أرتبط بـ ( الإسلام ) من خلال عمليات القاعدة بعد أن ظل محصورا في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي بمنظمات إرهابية أوربية كمنظمة بادر ـ ماينهوف في ألمانيا والألوية الحمراء في ايطاليا والجيش الجمهوري الايرلندي السري. هذا التحول في الألفية الثالثة وبروز تنظيم القاعدة الإرهابي ناجم من حالة اليأس التي وصل إليها المواطن العربي والمسلم وحالة الإحباط التي يعيشها بما جعله يستجيب طوعيا لنوازع تدميرية وقد دلت دراسات واسعة النطاق بأن أغلب زعماء تنظيم القاعدة سواء في أفغانستان او المغرب او الجزائر او اليمن أو حتى في العراق هم من الذين لفظهم المجتمع ومن خريجي السجون والإصلاحيات ومن الذين يعانون من اضطرابات نفسية كبيرة وينحدرون من اسر تفككت وعاشوا فترات طفولة مليئة بالحرمان وهذا ما ولد لديهم رغبة بالانتقام من الآخر مهما كان. و تلعب وسائل الإعلام دورا لا يستهان به في تغذية أو دعم أو ظهور العنف والإرهاب والتطرف فهي بما تقدمه من برامج وأفلام وأخبار وأساليب للإخبار عن الأحداث أو تركيبها وهذه الوسائل الإعلامية وفي مقدمتها القنوات الفضائية أغلبها تنتهج منهج التطرف فإما الاستهتار بالعقول والشعائر الدينية والأخلاقية، أو زرع الفتن وإثارتها من خلال بعض البرامج أو الأفكار والتهويل والتضخيم، أي بعبارة أدق بأن الإرهاب يتلقى رسائل مباشرة من القنوات الفضائية والكثير من مواقع الانترنت.
وحين نفكر بإيجاد معالجات لظاهرة الإرهاب في العراق علينا في البداية أن نفعل كافة الاتفاقيات الأمنية الموقعة مع دول الجوار العراقي سواء قبل نيسان 2003 أو بعده بما يؤمن عدم تسرب الإرهابيين من خلف الحدود، وترصين الجبهة الداخلية عبر تفعيل المصالحة الوطنية التي لها دور كبير في هذا المحور ولنا في تجربة (أبناء العراق) – الصحوات – ما يشجع حكومتنا على اتخاذ خطوات أكثر فعالية بغية سحب البساط من تحت القوى الإرهابية خاصة وإن أغلب هؤلاء متورطون في عمليات إرهابية لأسباب اقتصادية بحتة وليست عقائدية وبالإمكان إصلاحهم وتوفير فرص عمل لهم تحت مراقبة الدولة واندماجهم من جديد بالمجتمع. من جهة ثانية تفكيك المنظومة الفكرية التي تؤدلج وتنظر للإرهاب في العراق على انه "جهاد ومقاومة" خاصة وانه يستهدف بالأساس الأسواق الشعبية المكتظة بالسكان وليس القوات الأمريكية أو غيرها.



#حسين_علي_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القرصنة من سواحل الصومال الى خور عبدالله
- المجتمع المدني العراقي
- ملامح الثورة الجديدة
- كيف نقرأ الثاني من آب ؟
- الأجندة العراقية والأجندات الخارجية
- صناعة المجتمع المتسامح
- كيف نكافح الارهاب؟
- العراق ومحيطه الاقليمي
- الجمهورية الأولى
- 91+89 = اغلبية سياسية
- تحديات السيادة العراقية
- المنهج المدرسي وهوية المجتمع
- أمن الدولة وأمن المواطن
- تغيير المناهج أم تطويرها؟
- الشراكة في التنمية
- هواجس عراقية في صيف ساخن
- ارادة الحياة اكبر من الموت
- الإعلام وصياغة المفاهيم الجديدة
- تحديات كبيرة امام البرلمان القادم
- أسئلة الشعب العراقي


المزيد.....




- السعودية الأولى عربيا والخامسة عالميا في الإنفاق العسكري لعا ...
- بنوك صينية -تدعم- روسيا بحرب أوكرانيا.. ماذا ستفعل واشنطن؟
- إردوغان يصف نتنياهو بـ-هتلر العصر- ويتوعد بمحاسبته
- هل قضت إسرائيل على حماس؟ بعد 200 يوم من الحرب أبو عبيدة يردّ ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل عضوين في حزب الله واعتراض هجومين
- باتروشيف يبحث مع رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية الوضع ...
- قطر: مكتب حماس باق في الدوحة طالما كان -مفيدا وإيجابيا- للوس ...
- Lava تدخل عالم الساعات الذكية
- -ICAN-: الناتو سينتهك المعاهدات الدولية حال نشر أسلحة نووية ...
- قتلى وجرحى بغارة إسرائيلية استهدفت منزلا في بلدة حانين جنوب ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حسين علي الحمداني - الإرهاب وسيلة أم غاية ؟