أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين علي الحمداني - كيف نقرأ الثاني من آب ؟














المزيد.....

كيف نقرأ الثاني من آب ؟


حسين علي الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 3081 - 2010 / 8 / 1 - 14:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



التاريخ في منطقتنا العربية هو تاريخ الحروب والقادة ، ومناسباتنا حتى وقت قريب كانت مناسبات نحتفل بها مجبرين بمعارك نختلق لها مسميات نحاول من خلالها أن نقول للآخرين بأننا أفضل من يصنع الحرب ، تلك الصورة التي ظلت عالقة في ذاكرتنا طيلت أكثر من أربعة عقود قضاها شعبنا تحت وطأت الحروب التي ابتدأت بتصفية الخصوم مرورا بحروب مع الجيران وتصفيات لحركات مناضلة في شمال الوطن وجنوبه وانتهاءا بما نحن فيه الآن من وضع سياسي متأزم ، ولم نكن في يوم ما قادرين على أن نقول الحقيقة بسبب تراكمات الخوف التي زرعت في داخلنا والصور البشعة التي رسمها الطاغية لكل معارضيه سواء أكانت هذه المعارضة فكرية أم أخذت منحى آخر واتجاه آخر , ومن حوادث التاريخ القريب الذي مثلت مفصل كبير في حياتنا نحن أبناء الشعب العراقي هي حادثة غزو الكويت ,و بعيدا عن كل شيء فإن الذي حصل في الثاني من آب عام 1990 والمتمثل بالغزو الصدامي للجارة الكويت يعتبر نقطة سوداء في تاريخ العلاقات العربية – العربية ، ونقطة انطلاق لجميع الأحداث التي تعاقبت عليها فيما بعد والتي أثرت سلبيا على العراق وعلى البلدان العربية المجاورة له وعلى العلاقات الدولية بشكل عام ومنها بالتأكيد مسارات الصراع العربي – الإسرائيلي من جهة ومن جهة ثانية نشؤ الكثير من حركات التطرف تحت مسميات عديدة بل وترك هذا الغزو آثاره الاقتصادية الكبيرة على عموم دول المنطقة وأثر سلبا على قضية العرب المركزية وهي قضية فلسطين حيث جرد هذا الغزو العرب من قدرات كبيرة جدا سواء أكانت عسكرية أم دبلوماسية إضافة إلى الخسائر الاقتصادية الكبيرة والمستديمة التي تحملها العراق ولا زال يتحملها ويكفي أن نشير إلى المبلغ الذي يترتب على العراق أن يدفعه كتعويضات للبلدان المجاورة بسبب غزوه للكويت بموجب قرارات أممية ألزمت العراق بدفع مبلغ 5ر52 مليار دولار كتعويضات تم دفع 30 مليار حتى يومنا هذا يضاف إلى ذلك تبعيات البند السابع التي لا زال العراق يعاني منها إضافة إلى سؤ العلاقات الدولية لهذا البلد , لكنة النقطة الأكثر سوادا في هذا اليوم هو سقوط الشعارات التي طالما تبجح بها النظام البائد والتي تتمثل في ان إي اعتداء على دولة عربية انما هو اعتداء على العراق وغيرها من الشعارات التي حفظها الجميع على ظهر قلب لكثرة ترديدها , وان واحدة من أهم نتائج هذا الغزو هو اعطاء الغطاء للتواجد الأجنبي وبالذات الأمريكي في المنطقة الدافئة كما يسمونها ، اليوم وبعد عقدين من الزمن على هذا الغزو الذي ارتكبه رجل طاغي ودفع ثمنه شعب بريء ولا زال يدفع هذا الثمن ، نقول بعد عقدين تغيرت أشياء كثيرة ومنها إن النظام الذي غزا الجارة الكويت أسقط وبات في حكم صفحات التاريخ وان العراق الآن بلد ديمقراطي لا يمكن لفرد فيه أن يعلن الحرب ويدخل البلاد والعباد في أتونها بل قرار شن الحرب في لحظة بات من المستحيلات في بلد يحتكم إلى الدستور والقوانين والأنظمة وان القوات المسلحة العراقية لم تعد ذراع الطغاة بل هي ذراع الشعب والحافظ الأمين على مكتسبات الديمقراطية ، لذا فاننا نجد في ما تبقى من الملفات العالقة بين العراق والجارة الكويت قادرين على حلها وتجاوزها خاصة وان حكومة الكويت كانت ولا زالت من الساعين لاستقرار العراق ومن أول الدول التي فتحت سفارة لها في بغداد وأرسلت سفيرها رغم التحديات الأمنية الكبيرة وهذا متأتي من تفهم حكومة الكويت لأوضاع العراق , وهذا التفهم ضروري جدا وعلى جميع الدول العربية الوقوف مع الشعب العراقي ودعمه من أجل ترسيخ قيم الديمقراطية والسلام والتعايش بعيدا عن لغة الحرب والتخندقات ودعم مسيرة بناء الدولة العراقية بالشكل الذي يجعل من العراق محور مهم وأساسي في استقرار عموم المنطقة خاصة وانه يحتل موقع جغرافي متميز ويستعد لحملة بناء واعمار واستثمارات يجب يكون لليد العاملة العربية والشركات دورها البارز في ذلك ، خطوات كثيرة يجب أن يخطوها العرب تجاهنا ونخطوها اتجاههم لأننا وإياهم شركاء في المحافظة على أمن وسلامة المنطقة التي تحف بها التهديدات والتهديدات المضادة وتكاد تكون المسرح الأكثر إثارة للحركات والتنظيمات الإرهابية ، هذا من جهة ومن جهة ثانية أن العراق يستعد لإنهاء التواجد الأجنبي في أراضيه هذا التواجد الذي نجم عن مغامرات طائشة لنظام مقبور قضى سنوات حكمه في معارك لا تعد ولا تحصى وحين سقط سقوطه المدوي أورثنا جيوش أجنبية جاثمة على أراضينا وخلافات مع دول شقيقة وصديقة وديون بمليارات الدولارات ، الآن وجدنا من يطفئ بعض هذه الديون ومن يعيد السفراء والسفارات ونتهيأ لتنفيذ الاتفاقية الأمنية الموقعة مع أمريكا بانسحاب عديد قواتها من أرضنا وهذا يتطلب أن يكون أشقائنا العرب في مقدمة المساهمين والفاعلين الايجابيين في تخطينا لهذه المرحلة التاريخية التي ستؤسس بالتأكيد لعلاقات عراقية – عربية و عراقية – دولية متينة لأنها ستكون قائمة على مبادئ حسن الجوار وتبادل المصالح المشتركة مما يعني فيما يعنيه أبعاد المنطقة عن أية مغامرات طائشة أو محاولة جرها للتوترات كما كان يحصل في السنوات التي اعقبت الغزو الصدامي للكويت .



#حسين_علي_الحمداني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأجندة العراقية والأجندات الخارجية
- صناعة المجتمع المتسامح
- كيف نكافح الارهاب؟
- العراق ومحيطه الاقليمي
- الجمهورية الأولى
- 91+89 = اغلبية سياسية
- تحديات السيادة العراقية
- المنهج المدرسي وهوية المجتمع
- أمن الدولة وأمن المواطن
- تغيير المناهج أم تطويرها؟
- الشراكة في التنمية
- هواجس عراقية في صيف ساخن
- ارادة الحياة اكبر من الموت
- الإعلام وصياغة المفاهيم الجديدة
- تحديات كبيرة امام البرلمان القادم
- أسئلة الشعب العراقي
- من يصادق على نتائج الانتخابات
- الحقوق والحريات بين الدستور والتوجيهات
- نقابة المعلمين ما لها وما عليها
- معاول التهديم


المزيد.....




- -الترفيه لعبتنا-.. تركي آل الشيخ يعلق على لقاء مع سيمون كاول ...
- هيفاء وهبي بإطلالة غير كلاسيكية..جوارب رياضيّة وكعب عالٍ
- ملجأ قديم في إنجلترا.. حقيقة فيديو -اكتشاف نفق من باب المندب ...
- إيران تتّهم الأوروبيين بعدم احترام الاتفاق النووي وتستعد لجو ...
- إسرائيل تهاجم ميناء الحُديدة.. وكاتس يتوعّد الحوثيين: اليمن ...
- لبنان يردّ على المقترح الأميركي.. وبرّاك: مصير سلاح حزب الله ...
- بعد عقود من الجدل.. هل آن أوان إعادة الثقة في العلاج الهرمون ...
- مداهمات أمنية في برلين بشبهة نشر دعاية متطرفة إسلاموية بالأن ...
- فرنسا: أكثر من مليون توقيع رفضا لتشريع استخدام مبيد زراعي فم ...
- إيران تتهم الترويكا الأوروبية بعدم احترام الاتفاق النووي


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين علي الحمداني - كيف نقرأ الثاني من آب ؟