أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أوسم وصفي - مصر الإنسان














المزيد.....

مصر الإنسان


أوسم وصفي

الحوار المتمدن-العدد: 3805 - 2012 / 7 / 31 - 11:56
المحور: المجتمع المدني
    



استفزني جداً كلام منتصر الزيات الذي يقول أن المسلم الماليزي أقرب إليهم من المسيحي المصري. هو (ومن مثله) أحرار في قلوبهم...

أما أنا...

أما أنا فالمسلم المصري أقرب إلي من المسيحي الأوروبي أو الأمريكي بمسافات. فقد أكلنا معاً نفس "الطعمية" و "الباذنجان المقلي" (ولا أقول الفول لأن شبهات كثيرة تحوم حول تورطه فيما نحن فيه من غباء)، وشربنا معاً "ملوخية" واحدة، وأكلنا محشي باذنجان وفلفل "مجيد". معاً وقفنا لتحية نفس العلم في صباح طنطا البارد وشدونا نشاذاً :"بلادي بلادي" و "شخطنا" معاً: تحيا جمهورية مصر العربية فكانت أقرب إلى: "تاجوماي ميصا بي!!" قبل أن ننصرف إلى الفصول.

في "الفُسحة" (وليس البريك) في مدرسة "الأمريكان" في طنطا كانوا يشغلون لنا أغاني مثل: "بسم الله.. الله أكبر بسم الله بسم الله" و" أنا على الربابة باغني.." فنحن "جيل أكتوبر". هذه الأغاني التي لا تزال قادرة أن تبكيني كل أكتوبر. هل سيذيعونها لنا في أكتوبر القادم؟ هل سيأتي ذكر أنور السادات؟ أم يهيلون عليه التراب مثلما أهالوا على جمال عبد الناصر؟!!!

لقد شجعنا معاً ، ولا زلنا حتى دقائق مضت كنت أصرخ فيها مع بعض العجائز في نادي الجزيرة بسبب الأهداف الضائعة في مباراتنا ضد نيوزيلندا)، شجعنا ونشجع نفس "المنتخب" ضد لاعبين سُمر أفارقة وبرازيليين "يرشمون الصليب"!!

لقد استمعنا ولا زلنا نستمع إلى "أم كلثومٍ" واحدة وأحببنا " إسماعيلاً ياسيناً واحداً في الأسطول وهو يقول أن شغلته على المدفع "بللمط و هِمنا عشقاً "بفؤادٍ مهندسٍ واحدٍ وشويكار واحدة" تقول في دلع طفولي: "إنت اللي قتلت بابايا!! آآآه يا بابايا!!!"

معاً حفظنا تترات فوازير نفس "النيللي" ( أنها الخاطبة أفلا تذكرون؟!)، نعم إنها التي كانت في الهوا ملا فلا في الخلا ولا هِسة!!!

معاً قرأنا نفس "النجيب محفوظ". ونفس "اليوسف إدريس" وشاهدنا نفس مسرحيات نعمان عاشور. (إنها "سكة السلامة" أفلا تذكرون؟) وغيرها وغيرها.

معاً سمعنا معاً صوت الآذان الذي بالنسبة لي أقرب من صوت أجراس كنائس الغرب، فقد تربيت على هذا الصوت وهو لي (بشرط أن يكون خفيض الصوت وليس عصبياً كهذه الأيام) صوتٌ يشعرني بالألفة و بالوطن. ماذا أقول؟ وكم وكم؟

لقد تمشينا معاً على نفس كورنيش الاسكندرية وشعرنا بنفس الرهبة عند "بير مسعود" الرهيب!! وأكلنا نفس الذرة المشوية وقرأنا مجلة ميكي المترجمة فصبغنا عليها صبغة مصرية بالرغم من أصلها الأمريكي . هل تذكرون أيضاً سمير و تان تان التي كنا نشتريها بعشرة قروش. نعم تان تان التي كان يقرأها "بابا" قبلنا والتي فتحت آفاقنا ونحن أطفال في "طنطا" على كل العالم. هل تذكرون برونو برازيل وداني المستقبل، و كومانش وريد داست؟ والعمة بريزيدينس؟ هل تذكرون "سوبرمان" و "الوطواط " ولولو الصغيرة وصديقها طبوش"؟


أذكر عندما كانت ترد إلينا من الجيران أطباق "العشوراء" في أوقاتها، ونرسل أطباق الكعك في أوانه. كانت "كراسي السفرة" تبيت بالليالي في شقة جارنا "الأستاذ محمد السيسي" مدرس اللغة الفرنسية عندما تكون عندهم مناسبة. وكم كنا نقضي الليالي عندهم في رمضان قبل أن نشتري تلفزيوناً! .. وأذكر أن أبي استسلم واشترى لنا تلفزيوناً سنة 1975 وأول ما شاهدناه فيه هو حفل إعادة افتتاح قناة السويس وأغنية عبد الحليم. "النجمة مالت على القمر فوق في العلالي... قال القمر بينا، نسهر على المينا.دا النور على شط القنال سهران يلالي." هل سيسهر القمر على المينا، أم سيستأجره حاكم قطر ويرغمه على النوم مبكراً ويمنعه من السهر على قناتنا (التي سوف تصبح قناته؟)

صحيح أن "أنكل" محمد السيسي بعد أن سافر للسعودية عدة مرات في الثمانينات جاءنا بأفكار "أخرى" كنا نسمعها منه ونضحك. وصحيح أن "طنط" هدى لم تعد تسلم علينا باليد بعد عدة رحلات مكوكية للسعودية،
أما طنط عزة وزوجها الشاعر التقدمي أنكل فاروق خلف فلم يتغيرا حتى الآن. حتى بعد أن غزت ببيئتنا هذه "الأفكار الجديدة" لم تستطع أن تقترب من أواصر السنين والعيش والملح والعيش المشترك فما كانت السنين قد نقشته على القلوب لا تستطيع رياح الصحراء محوه.

لكن ماذا عن الأطفال الذين لم ينقش على قلوبهم إلا كل كراهية. جيل الثمانينات والتسعينات. أذكر "نشوى" التي في براءة الأطفال سألت أمي: "يا طنط هدى ليه إنتي مش ليكي ضوافر وسنان طويلة وديل طويل؟" أجابت أمي مندهشة: "لماذا يا نشوى يا حبيبي تكون لي هذه الأشياء؟" قالت نشوى: "أصل مدرس العربي في المدرسة قالنا إن المسيحيين عندهم الحاجات دي، وأنتي مسيحية لكن حلوة. إزاي؟" هؤلاء الأطفال صاروا اليوم هم شبابنا الذين يرى بعضهم (وهم للأسف كُثُر الآن) أن المسلم الباكستاني والماليزي وبالتأكيد السعودي والقطري أقرب إليهم من المسيحي المصري.

أما أنا..
أما أنا ومعي كثيرون لا زلنا نرى أننا المصريون أقرب لبعضنا من أي شعب من الشعوب مهما كان الدين فقد تكونت خلايا أجسامنا من نفس الماء والطين. في أمعائنا نفس الأميبا المتحوصلة من الماء الملوث. أرهقت أكبادنا نفس المبيدات وأنهكت كُلانا نفس الهورمونات التي تحقن للفراخ البيضاء. أشرقت علينا نفس الشمس بنفس القوة فلونت جلودنا بنفس اللون تقريباً. تعلمنا نفس المناهج العقيمة، ونطقنا العربية بنفس اللهجة المميزة التي يعرفها العالم العربي كله بسبب نجيب الريحاني وعادل إمام و سعيد صالح ومحمد صبحي (الكفرة الآن) سمعنا وألقينا نفس النكات، ونفس إفّيهات الأفلام والمسرحيات. سوف نظل ننفخ في جمراتها المغطاة بالرماد. لنتجمع معاً أحباب مصر. لنجتمع ولو على الفيسبوك يا أبناء الجالية المصرية في "مصرستان" مسلمين (سنة وشيعة) مسيحيين، يهود، بهائيين، ملحدين. مع كل هؤلاء تجمعني مصر وأؤمن أن الذي يشرق شمسه على الجميع يحب الجميع لأنهم يحملون "جميعأً" صورته الجميلة. صورة الإنسان.... ولو مالوش عنوان!!



#أوسم_وصفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ادفنوها قبل أن تموت مصر
- ما الذي يُضعِفنا؟
- أشكرك .. لكن (كنت) اتمنى
- مصر المُباعة -من فوق الهدوم- وهل هناك ثمّة أمل؟!
- يسقط التمييز. يحيا التمايز
- الثقافة القبلية والثقافة المدنية
- ثقافة الشباب
- الألتراس و -المتفرجون الشرفاء-
- السؤال الكبير
- ثقافة لوم الضحية
- أنا لا أهاجم المتدينين. حاشا لله. أنا أهاجم الدين!
- مش قادر أمنع نفسي من القرف
- صعود الإسلاميين حتمية -إلهية-
- همسات في آذان الأقباط
- أشعار في مراحل الثورة المصرية
- سؤال الإيمان في عصر ما بعد الحداثة
- الثورة يجب أن تبدأ
- النمو الأخلاقي
- همسات في آذان الإخوان
- سيظل التحرير روح مصر مهما حدث لجسدها


المزيد.....




- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أوسم وصفي - مصر الإنسان