أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سامي فريدي - سايكولوجيا الحرف - 8















المزيد.....

سايكولوجيا الحرف - 8


سامي فريدي

الحوار المتمدن-العدد: 3800 - 2012 / 7 / 26 - 08:21
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


المشكلة ليست في عدد الكتاب، ولا كثرة كتاباتهم. مشكلتنا هي التخلف، تخلف راسخ وعتيد أكثر من أي شيء آخر. ومنذ ظهور شيء اسمه عروبة وثقافة، لم يمكن التحرر من مشكلة التخلف التاريخية المتوارثة.
الصين مدينة لكونفشيوس والغرب للمسيح، والعرب للاسلام. والمثل يقول : من ثمارهم تعرفونهم!. فما هي ثمار العرب وملايينهم.
أليس لو كان الأساس شجرة طيبة مفيدة، لكانت أغصانها تمتد بالخير والطيبة.
والسؤال.. كيف استطاع شخص، أو عصبة أفراد زرع هكذا شجرة، تزداد مع الزمن عتوا وتشابكا.
لماذا لم يظهر شخص آخر، نابغة آخر، يزرع شجرة أخرى، أو يسجل تجربة جديدة في حياة هذه الأمة. ولماذا بقيت عقول الأمة وأفئدتها مغلفة بالغشاوة منذذاك.
محمد نفسه ظهر لقلع شجرة يسوع المسيح، وتزوير لاهوته. ونصب نفسه بدلا من الابن، حبيبا في حضن الله، ومازالت كلمة محمد تنقض كلمة المسيح. ولكن.. هل هناك شخص يسعده حال العرب، هل هناك أحد لديل حلّ لمشكلة العرب.. لو لم يكن للعرب بعض النفط، كيف يكون حالهم اليوم، بل كيف يكون غدا؟ من يسعده حال نساء العرب اليوم، وهن داخل أكياس سوداء في قيظ الصيف وبرودة أوربا؟... بنات صغيرات محجبات وأطفال بدشاديش وعرقجينات صغيرة –نمط باكستاني- يركضون في شوارع لندن، وفي أيام السبت يرسلونهم لتعلم رياضة المصارعة والملاكمة؟.. تحفيظ قرآن ورياضة مصارعة، فماذا عن العقل.
ملايين العرب يتوافدون على بلدان الغرب للاقامة أو الزيارة سنويا، فلماذا لا يجدون حياة وملاجئ في حمى الاسلام ونوره وحضارته. لماذا يهربون من جنة التخلف إلى جحيم الغرب الكافر الفاجر؟.. كثيرون يحملون درجات الدكتوراه في مختلف الاختصاصات ولديهم امكانيات مالية فلماذا لا يجعلون بلادهم أفضل من أوربا في العمران والحدائق والحريات والأمن؟؟؟..
لماذا لم تكتشف أوربا فضيلة (فحص العذرية) التي اخترعها الجيش المصري لمواجهة الاحتجاج الشعبي ضد النظام، ويفتخر المالكي باستنساخها في العراق لسدّ باب الخروج على حكمه الفارغ؟. إلى أي حدّ يتم امتهان الانسان العربي بحيت تُنتَهك أعراضه لاذلاله. هل هناك عائلة تستقبل بنتها بعد مرور الدولة في جسدها. أية حضارة وأية قيم أخلاقية وأي دين يحقق كرامة الانسان والمرأة، تتكشف ثمارها بهذه الرثاثة.. وكيف ستكون صورتهم أمام عيون العالم؟.. نكاح الصغيرات، ونكاح الميتة، ووو.. ألا يوجد استثمار غير المرأة في عقل المسلم!!..
أين هو دور الفرد في واقعه.. ومجتمعه.. وهل الكلمة أم الحلم تكفي بدون ترجمة.. الكارثة الكبيرة تبدأ بخطأ صغيرة وصمت خانع..
خطأ صغير في المدرسة يخرج إلى الشارع والمعمل والدائرة والمجتمع والحكومة..
بعبارة أخرى.. هل أنت جادّ؟.. ما درجة الجدية لديك.. في الاقتصاد.. الشركات الأجنبية خاصة تعتمد مبدأ الانتاجية.. انتاجية العامل أساس انتاجية المؤسسة.. وهي أساس انتاجية الاقتصاد المحلي ومستوى الأداء الاقتصادي في البلد. الناس يمتدحون الياباني والصيني في هذا المجال، ولكن كم من العرب حاولوا أن يتعلموا منهم ويحاولوا أن يكونوا مقلدين لهم.. إذا نجح عشرة أشخاص في ذلك في مؤسسة أو مدينة عربية، فأن صورة المدينة سوف تبدأ في التغير بعد أشهر وبعد عام.. أليس هذا أفضل من موجة انتشار الحجاب أو اللحى أو المسابح في حياة العرب.. هل تغيرت حياة النساء وتحسنت مع انتشار ارتدائهن الحجاب.. أم حياة الرجال تحسنت مع طول لحاهم.. الحجاب واللحية والجدية والتعقل كلها أفكار.. أفكار لها معنى أو بلا معنى.. أفكار نافعة أو سيئة وضارة..
يحتار المسلم في لحيته من أجل الحصول على عمل.. هل يحلق لحيته إذا طلب منه صاحب العمل أم.. هل تخلع المرأة الحجاب إذا طلب منها رب العمل ذلك.. ما هو الأهم .. اللحية أم الحجاب أم العمل.. نوع العمل والمعيشة، أم عدد الركعات والسجدات..
سوف يعتقد البعض أني اهاجم الدين أو التدين.. لكن الموضوع أكبر من هذا..
كل انسان حرّ في اعتقاده ومعتقده وكلّ ما يخصّه..
ولكن ليس من حقه، تحت أي عنوان، فرض معتقده ورأيه ومزاجه على أحد غير نفسه..
وعندما يذهب هذا الشخص ويعتقد أن من حقه العمل ومن حقه الحصول على العمل وعدم رفضه .. ينسى أن من حق الآخر أن يكون له رأيه وموقفه، ليس منه كشخص ولكن من عاداته وأطباعه. في بعض طلبات العمل الأوربية هناك أسئلة عن الهوايات والتطلعات وطرق انفاق أوقات الفراغ، كما عن الحالة الزوجية والاجتماعية واحتمالات الحمل (للنساء)، ويعتمد القبول على نوعية الاجوبة.
مجتمعات التدين هي أضعف المجتمعات في الانتاج والانتاجية.. ولا نتحدث عن التخلف والهوة الحضارية..
يقول أحد الأشخاص أنه كان يذهب مبكرا للعمل.. فكان يصلي الفجر والظهيرة والعصر في العمل. ولكل صلاة وضوء. ويجتهد كل مسلم في توزيع وتنويع صلاته، لاكتساب مزيد من الوقت. وبحسب واقع العمل وعدد المصلين وضعف شخصية المدير سوف يضيع ربع وقت العمل أو ثلثه في أمور لا تخص العمل. اشترطت شركة بناء كورية عدم تشغيل عمال عراقيين، وذلك لانخفاض انتاجية العراقي. عند اقرار حق الصلاة في العمل، فالجميع يصلي أثناء العمل لتقليل حجم الجهد المبذول، وليس أحد أفضل من أحد. كما أن اقرار حق التدخين يدفع بكثير من العمال لممارسة التدخين خلال العمل، وبذلك يتم تسريب مزيد من وقت العمل دون تأثير على مقدار الراتب. ما ذنب غير المصلين وغير المدخنين وهم يتقاضون نفس الأجر.
إذا أضيف لذلك سكونية نمط حياة العرب والبطء الملحوظ في حركتهم وطريقة كلامهم وكثرة تكرارهم لنفس الكلام، أو الفكرة بأنماط وتعابير متعددة يمكن حساب فائض الخسارة من وقت كل شخص يوميا، فكيف بوقت العمل.
الجواب تجده في مصر مثلا، حيث تتعطل حركة الحياة ويتراجع عمل الدوائر والمؤسسات خلال شهر الصوم وطقوسه.. مما يدفع إلى تأجيل المعاملات وسوء معاملة المراجعين وبالتالي تفاقم المشاكل الاجتماعية جراء تراكمها بدون اهتمام الجهات المعنية. سهرات ليلية مع مسلسلات رمضان وبرامجه الخاصة ونهار يتوزع بين النوم والخدر، وذرائع متعددة للحصول على اجازات عمل.. والدولة بعد ذلك متهمة بالفساد الاداري والمسؤولين بالسرقة.
مجتمعات تستهلك أكثر مما تعمل. وتأكل أكثر مما تستحق. وتتفاخر لتعويض هزائمها الداخلية وفشلها في كلّ فقرة وملحق يومي.
المجتمعات العربية في عصر الحرية الفضائية وخلايا التواصل الاجتماعية تعيش عصر ازدهار القنوات المحلية والعربية الفضائية، والتي بحسبة بسيطة، جرى تقسيم عددها على عدد العرب، لاحتاج الفرد العربي إلى وقت إضافي كلّ يوم للمرور عليها يوميا.
فهل يحسب صاحب الفضائية العربية نسبة السكان التي يمكنه الوصول/ الحصول عليها في زحمة الفضائيات..



#سامي_فريدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سايكولوجيا الحرف – 7
- سايكولوجيا الحرف- 6
- سايكولوجيا الحرف- 5
- سايكولوجيا الحرف- 4
- سيكولوجيا الحرف- 3
- سايكولوجيا الحرف – 2
- سايكولوجيا الحرف - 1
- ايران.. الطرف الثالث
- ايران ليست صديقة ولا مسلمة
- التفكير.. لا التكفير
- ايران في العراق..
- اشكالية ثقافة التعليم
- عروبة ساسة العراق
- العراق.. الجغرافيا السياسية
- العراق.. والثوابت الوطنية
- (سياسة التشيع في العراق)
- الثقافة والسيطرة
- التعليم والغربنة
- الشباب والقيادة
- تراجع النوع البشري


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سامي فريدي - سايكولوجيا الحرف - 8