أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - إيران في -أنثروبولوجيات الإسلام-















المزيد.....

إيران في -أنثروبولوجيات الإسلام-


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 3793 - 2012 / 7 / 19 - 16:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


-1-
البروفيسور سامي زبيدة، عالم اجتماع، ومؤلف عراقي، عمل أستاذًا لعلم الاجتماع السياسي في كلية بيركبك، (جامعة لندن). وكتب عددًا مهماً من المؤلفات ، التي غطت مواضيع الدين، والإثنية، والقومية، والثقافة، والسياسة، في الشرق الأوسط. كما كتب أيضاً عن الغذاء (طعم الزعتر: ثقافات الطبخ من الشرق الأوسط)، والثقافة ("الثقافة الشعبية والحياة الاجتماعية في الشرق الأوسط"). ومن مؤلفاته عن الإسلام: "أنثروبولوجيات الإسلام"، و "الإسلام: الدولة والمجتمع"، و " القانون والقوة في العالم الإسلامي"، و "ما وراء الإسلام: فهم جديد للشرق الأوسط". وكتب كذلك في مجال علم الاجتماع السياسي: "العرق والتمييز العنصري في العراق"، و "الأفكار والحركات السياسية في الشرق الأوسط"، وغيرها.
والبروفيسور سامي زبيدة، أستاذ لكثير من علماء الاجتماع العرب المعاصرين والبارزين، وعلى رأسهم عالم الاجتماع العراقي فالح عبد الجبار، الذي قدم لنا عدة أبحاث مفيدة في علم الاجتماع السياسي، منها: " العمامة والأفندي"، و "الإثنية والدولة"، إضافة لرئاسته لـ "معهد الدراسات الاستراتيجية" في بيروت وبغداد، والذي قدم لنا من خلاله دراسات اجتماعية وسياسية مهمة، كان أبرزها كتاب الباحث العراقي زهير الجزائري: "المستبد: صناعة قائد، صناعة شعب".
-2-
نشر البروفيسور سامي زبيدة، مؤخراً كتابه "انثروبولوجيات الإسلام: مناقشة ونقد لأفكار إرنست غلنر". وإرنست غلنر مستشرق بريطاني معروف بدراساته وأبحاثه الاستشراقية حول الإسلام، والعرب قبل الإسلام، وبعد الإسلام. وتمَّ نشر هذا الكتاب (انثروبولوجيات الإسلام: مناقشة ونقد لأفكار إرنست غلنر. ) عن دار الساقي في بيروت ولندن، ضمن سلسلة "بحوث اجتماعية". ولكن هذه الدار التي تعتبر من أكبر دور النشر العربية، لم تُشر من قريب أو بعيد الى السيرة الذاتية المختصرة للبروفيسور سامي زبيدة، ولم تقدم لنا ولو بسطور معدودة شرحاً له ولأعماله كما تفعل مثلاً سلسلة "عالم المعرفة" الكويتية المعروفة. و "دار الساقي" تفترض، أن قراء كتبها يعرفون من هو سامي زبيدة، أو غيره من كتابها، وهي واهمة، ومخطئة، ومقصرة ، في ذلك كل الوهم، والخطأ، والتقصير.
-3-
يطرق البروفيسور سامي زبيدة في كتابه (انثروبولوجيات الإسلام) موضوعاً من موضوعات الساعة، رغم أنه كتبَ ونشرَ هذا الكتاب عام 1997، وهو "إيران والإسلام السياسي في "انثروبولجيات الإسلام"، حيث يناقش طروحات المستشرق البريطاني إرنست غلنر، الذي يحاول "صياغة الإسلام الحديث في قالب فيبري [نسبة الى عالم الاجتماع الألماني فيبرWeber ] من الطهرانية العقلانية الملائمة للحداثة. وفي الحقيقة هناك مؤسسات وقطاعات اقتصادية كثيرة في غالبية بلدان الشرق الأوسط، تدعي أنها ذات هوية إسلامية. "
فهل هذه القطاعات إسلامية حقاً؟
-4-
ويأتي سامي زبيدة بمثال من إيران، ويقرر أن إيران ليست تنويعاً على نموذج عام للمجتمع الإسلامي. ولكن ادعاءات إيران الإسلامية مهمة في مغزاها لسياسة المنطقة. وهي من هذه الناحية كبيرة الشبه بروسيا ما بعد الثورة البلشفية 1917. ومن الملاحظ أن "الإسلام السياسي" الإيراني لم يكن النموذج الإسلامي الأمثل للأخرين في التنظيم السياسي، أو في الإيديولوجيا الدينية/السياسية. فالملالي الإيرانيون (وهم من رجال الدين ) قاموا في إيران بدور ثانوي، وتابع في إلهام الحركات الثورية الإسلامية وتنظيمها السياسي، في العالم العربي، وتركيا. في حين قام حسن البنا، وسيّد قطب، والشيخ كشك في مصر، بدور أكثر تأثيراً، رغم أنهم لم ينبثقوا عن المؤسسة الدينية، كما هو حال رجال الدين الإيرانيين.
وقد لاحظ البروفيسور سامي زبيدة، أن بعض رجال الدين في العالم العربي، لا يلتحقون بالركب الآن، إلا مع صعود تيار "الإسلام السياسي". وهو ما نشاهده الآن في تونس، ومصر، وليبيا، وسوريا، والعراق، واليمن، وغيرها، من البلدان العربية. وكان البروفيسور سامي زبيدة قد قال من قبل (1993) وقبل قيام الثورات العربية في نهاية 2010 وبداية 2011، وحلول "الربيع العربي" من أن "الإسلام السياسي" قد أصبح مصطلحاً سائداً، في سياسة منطقة الشرق الأوسط وثقافتها. وأكد أنه يجري التعبير عن كثير من المصالح، والأفكار، والمشاعر، والتطلعات المختلفة، من هذا المنظار. وانتهى البروفيسور سامي زبيدة إلى نتيجة في العام 1993 ، مفادها أن "الإسلام السياسي"، قد حلَّ محل القومية، والاشتراكية (الناصرية) السابقة. وهو بصفته هذه، لا يمثل إيديولوجيا موحدة، أو نظرة متكاملة الى العالم، بل يعبر عن عدة نظرات مختلفة. ومن هنا رأينا "الإسلام السياسي" التونسي، يختلف عن "الإسلام السياسي" المصري، وعن الليبي، والسوري، واليمني، والعراقي.. الخ.
-5-
لقد لاحظ البروفيسور سامي زبيدة، أنه في ضوء الشعارات الإسلامية السائدة (1993) أن دستور الجمهورية الإسلامية الإيرانية ليس القرآن الكريم، ولا الشريعة الإسلامية. -كما أصبح الحال نفسه في تونس الآن، وسيكون الأمر كذلك في مصر فيما بعد - وهو دستور يمنح الشريعة سلطتها، بإعلانها مصدر التشريع. وأن الدستور الإيراني ينصُ على برلمان مُنتَخَب بالاقتراع العام، يكون مسؤولاً عن التشريع. وهذا يعني الإقرار بوجود تشريع بشري موضوع، إلى جانب التشريع الإلهي، شريطة عدم تجاوز التشريع الإلهي، أو التناقض معه. وبما أن الشريعة ليست مُقنَنَة في لوائح معينة، وأن ممارستها ترتكز إلى الرأي والتقدير، فإن مهمة التشريع تصبح صعبة، ومجالاً لكثير من المناورات السياسية.
-6-
يحاول البروفيسور سامي زبيدة، تحليل ثورة الخميني و"الإسلام السياسي" الذي جاء به عام 1979 ، ويقرر التالي:
1- أن الخميني، لم ينجح في مركزة المرجعية الدينية.
2- أن المذهب الشيعي التقليدي، الذي يستند إلى المجتهدين (رجال الدين)، قد تخطى الحكم الخميني.
3- اعترفت قطاعات إيرانية واسعة، للخميني بالمرجعية العليا، ولكن تم هذا خارج إيران (العراق، ولبنان، والهند، وباكستان، وغيرها). أما شيعة خارج العراق، فقد دانوا بالولاء لغير الخميني كآية الله الخوئي (العراقي)، الذي عارض الخمينية، ونادى بفصل الدين عن السياسة، واستبعاد "الملالي" من الحكم، والسلطة.
4- اختفت قدسية الحكومة الإسلامية برحيل الخميني. (كما اختفت قدسية اشتراكية عبد الناصر بعد رحيله) مؤكدة مرة أخرى على الأسس الشخصية للسلطة. وأن سلطة الخميني، كانت مصدر السلطة الدينية والوصية على القانون، من الناحية النظرية، ولكن ليس لها سلطة دينية في الممارسة، وعلى أرض الواقع. وكانت الحكومة الإسلامية في عهد الخميني، تبدو كحكومة كباقي حكومات العالم. وما يميزها عن الحكومات الأخرى في العالم ، أن على رأسها رجال دين (الملالي).
5- إذن، ثورة الخميني، فشلت في نشر "الإسلام السياسي" خارج إيران، وتصدير الثورة، في حين نجح حسن البنا – وبدون ثورة سياسية ضد الملك فؤاد، أو ضد الملك فاروق – في نشر "الإسلام السياسي"، خارج مصر، كما نلاحظ الآن في الأردن، والمغرب العربي، وسوريا، وفلسطين، وبعض دول الخليج.



#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أصوات الحرية الأردنية
- قالت هُدى!
- قال النظام للمعارضة: -طز، وأعلى ما في خيلكم إركبوه-
- الشيخ أمين الخولي والمجددون في الإسلام
- دور المماليك في صعود التيار الديني المصري
- لماذا أصبح العرب -الرجل المريض- في النظام العالمي؟
- أيها المصريون: كما تكونوا يولّى عليكم
- القصر والبيت الأبيض والإصلاح
- أسباب صعود التيار الديني/السياسي
- مصر والدرس البليغ للعرب
- سؤال غبي يعرف اجابته الأطفال!
- -أعشاب- الثمانينات الطبية هل تنفع الآن؟
- كشف الغطاء عن الوجه القبيح!
- خروج حصان من الإسطبل الملكي
- الخروج من المستنقع.. ولكن متأخراً!
- نعومة الثعابين لإهماد الحراك الشعبي الأردني
- الدستور المصري الجديد بين الأصوليين والليبراليين
- مستقبل الديمقراطية في مصر الجديدة
- القبضة هي القبضة حريرية كانت أم حديدية
- ديمقراطية الإسلام في -العدل والإحسان-


المزيد.....




- -مستوطنون إسرائيليون- يخربون موقعا أمنيا في الضفة الغربية وي ...
- -عثر على المشتبه به ميتًا-.. مقتل رجلي إطفاء في إطلاق نار بو ...
- بكين تستضيف أول مباراة كرة قدم بين الروبوتات في الصين
- بعد إيران.. هل تستطيع أميركا تنفيذ السيناريو نفسه في كوريا ا ...
- ردّا على شروطها لاستئناف المفاوضات ترامب -لن يقدم- شيئا لإير ...
- حموضة المحيطات تتجاوز الحدود الآمنة والخبراء يحذرون
- مستشار خامنئي: إسرائيل بعثت رسائل تهديد لمسؤولين إيرانيين
- تايمز: جواسيس إسرائيليون داخل إيران منذ سنوات وربما لا يزالو ...
- أكسيوس: أوجه حملة ضغط ترامب لتأييد نتنياهو
- هآرتس: أهل الضفة الغربية يذبحون بهدوء


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - إيران في -أنثروبولوجيات الإسلام-