أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - اتباع الطاغية لا دولة بنوا ولا حرية سمحوا














المزيد.....

اتباع الطاغية لا دولة بنوا ولا حرية سمحوا


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 3782 - 2012 / 7 / 8 - 20:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اتباع الطاغية لا دولة بنوا ولا حرية سمحوا
كتب مروان صباح / كلما حاولت الشعوب العربية على إختلاف جغرافيتها في كسر حلقات التدجين والتقزيم وإعلان الفطام السياسي كي تعيد ما سلب منها على مدار ستة عقود ويزيد من أجل أن تكون هي صاحبة التكليف في تولي من يدير شؤونها في الحاضر ومصائرها في المستقبل تمتدّ أيدي خفية تحمل عصي من نوع غليظ مع إختلاف الشكل التى تفرضه الحداثة إلا أنها ذات العقول بهدف إرباك آليات الإنتقال من صيغة الرعوية إلى مرحلة الشعوب القادرة على رسم مصائرها ومصائر الأجيال القادمة حيث تتطلع أن تزيل المكبوتات التى تفجرت مع الربا المضاعف من المستنقعات المرئية أو المخفية التى يصعب رؤيتها بالعين المجردة .
ما يثير الدهشة التى باتت حالةُ العربي الدائمة هي تلك الحكومات التى عملت مع الأنظمة المخلوعة أو تلك التى مازالت تعمل لعدم إنتهاء بوليصة التأمين وتنتظر لحظة الإنهيار بعد ما طفح الكيل وباتت تواجه خطر الإسقاط ، تستحق ما حصل في البلدان التى تمكنت شعوبها من اطاحت الطغاة كل التقدير ويكشف عن صحوة وإن كانت محدودة رغم انتظارنا لها منذ زمن بعيد إلا أنها تأتي ناقصة ويجري عمليات بالغة التعقيد كي تختزل الفترات السابقة بكل ما حملت من مخالفات واضحة وقاسية في حق الشعوب حيث اُستُبِيحت الجغرافيا وتم اختطاف كل ما عليها من حجر وبشر حتى لم يسلم سواد الليل ووضح النهار من مجموعة عاشت في الأرض فساداً بما تحمل الكلمة من معنى بحيث أخفقت في الحسبان أنه سيأتي يوماً تواجهه لمثل هذا اليوم ، لكن جاء التستر على معظم من ذاب في السابق إحتراقاً كي يكون جسراً متيناً للديكتاتور وأولاده النوابغ وفي شتى المؤسسات والوزارات الذين استعدوا بعد التماهي أن يجتهدوا سياسياً ضمن سياقات جهنمية تصل إلى ملامسة الشيطنة حيث حولوا الإنسان من إنسان إلى سعدان .
ما إن قامت الثورات وأسقطت العروش تبخر من كان يلتف حولها من فئات أشبه بالفئران التى تقفز من السفينة الغارقة مستغلين لحظة الإختلاط والمخاض الراهن كي يشكلوا فراراً غير مسبوقاً لدرجة لم نراهم خلف القضبان بإستثناء الطاغية ووزير داخليته أما الوزراء والمحافظين وجميع من كان لهم نصيب من كعكة الماضي كأنهم ماتوا أو أنهم غير شركاء في الخراب القائم بل تنصلوا عن المسؤولية لدرجة وصل التنصل من أبنائهم وزوجاتهم وكأن هناك وراء الغرف المغلقة صفقة تعاملت بها جميع الأنظمة المتدحرجة بأن تختزل المرحلة السابقة وما تحمل من إنتهاكات صارخة في الرجلين الأول والثاني دون المساس بالأدوات الفاعلة التى اعتقدت لزمن لابأس به بأن البحر بحرها والسماء سماؤها فنهبت ثروات البلاد إقتصادياً وتجرأت عليه ثقافياً وشطبت معالمه الحضارية بين الأمم وأغرقت الأمة في الجهل والتفكيك والتخلف ، قد يتساءل المرء ويجيب نفسه حتى لو كانت المدارات تعطلت ومحكومة بحدود ولم يتوفر لها صدى في الفضاء إلا أن من حق الشعوب تتعرف على حجم التوغل الذي أنجزوه هؤلاء في الفترة الماضية وإن كانت القصة ليست شخصية مع أحد بقدر محاولات تبحث عن امكانية عودة الأموال المنهوبة .
ليس من الطبيعي أن يعيش اتباع الطاغية في آمان دون مسائلتهم عن مراحل كانوا ركائز الفساد والتخريب وتقاسموا الثروات فلم يبنوا دولة ولم يسمحوا بالحرية بل ساهموا في تدمير المنشآت بشتى اشكالها إن كان على الصعيد الإجتماعي أو لتلك الصفقات المشبوهة التى سهلت في إحتكار السلع المستوردة أو تلك الطاقات الشبابية الكامنة المكبوته التى تحولت إلى جلسات ثرثرة في المقاهي مما تقدمت الخبرات في تناول الشيشة بمختلف الطرق المثيرة للشفقة التى يتخلل دخانها ثرثرة فاضيه حيث تراجعت العملية الرياضية والثقافية بسبب إنحدار السلوك العام وترسيخ أنماط جاءت نتاج إهمال مقصود هدفه الإختلاس وثم الإخلال في الوعي العام وليس من الضرورة تكون بدافع العمالة بقدر أنهم مضللون نتيجة لعابهم الذي يسيل عند أول سنت لا دولار ، لقد جرت العادة في المجتمعات العربية أن تتشكل الحكومات ضمن معايير تقليدية دون الإلتفات إلى القدرات الإبداعية التى تحرص على نقل المؤسسة من فاشلة إلى قادرة بحيث تقدم الخدمات المطلوبة ولو بشكل نسبي التى تمهد إلى من سيأتي لاحقاً أن يبني على ما تراكم ، بينما ما كان يجري هو دخول يتبعه خروج دون أي آثر إيجابي بل كأن الوزراء الذين اشتغلوا فيها أناس هبطوا من السماء وليسوا من هذه المجتمعات مهمتهم الوحيدة هي إيجاد طرق تبرر النهب العام ضمن معادلة ضامنة النسبة القليلة ، قد يقول أحدهم بأنهم كانوا شهاد زور ليس أكثر ، الأمر الذي يبرر أو يمهد لوجهة النظر من خلال خلق الذرائع كي تؤدي إلى الهروب من توقيفهم أمام القضاء المستقل لا يعترف إلا بصوت الشعب المغدور الذي باتَّ تحت خط الفقر أكثر من نصفه .
تعاقبت اشخاص مختلفة على مواقع رسمية لكنها أشبه بالرؤوس الفارغة تحمل سماعة معلقة وراء أذنيها كي تستمد ممن اعطاها هذه الفرصة لتتحرك بخطواتها وقد انجزت من حيث لا تدري ما عجز عنه المستعمر القديم والجديد فباتت الصروح من حيث الشكل منابر للعلم لكنها من حيث المضمون أمية ما بعدها أمية كثيرة الدسم التى عطلت وانعدمت جميع الكُرات الثلجية التى كانت يمكن لها أن تكبر بالتدريج لتغيير الحال ، إلا أن الذومبيين امتصوا الدماء التى في العروق حتى نشفت .
هناك مدرسة ارسى اسسها دماء الشهداء من الشعب العربي هي العزة والكرامة وتحولت تلك الدماء إلى مرجعية سيستفيد منها شعوب الأرض خصوصاً تلك المقهورة ، لهذا من العيب أن يفلتوا جباهذة القرن من العقاب كي تكتمل الدروس البليغة .
والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عجلات لن ترحم
- أجمل ما في الحياة أن يدافع المرء عن نفسه
- نقدم العزاء لروح ستيفن جوبز
- الموت السريري والنبض الكاذب
- عناق تحت الأرض
- قد يكون المحذوف هي الحقيقة ذاتها
- لم يعد متاح لمن يسبح على الرمل أن يفوز بقطع النيل
- المياه العميقة تمشي ببطء
- مصطلحات موسمية
- سجان توحشت روحه
- خبر ناقص أعرج
- تواطؤ يتغذى من الذات
- من شروط نهوض الدولة نهوض القضاء
- يعيش خارج التقويم
- محكمة ذاتية أقامها لنفسه
- الطرف لثالث
- مرحلة لا بد من قطعها كي يعاد العقل إلى عقاله
- الخطأ يتحول إلى خطايا
- الخطوة تبحث عن مغامراً
- فلسطين الديمقراطية فيكِ عرجاء


المزيد.....




- أبعد مسبار فضائي عن الأرض.. -فوياجر -1 التابع لناسا يعود للح ...
- الجثث تفحمت.. مصرع 9 أشخاص في احتراق -باص- يقل مسافرين وسط ا ...
- سوناك يتحدث عن شروط -مقبولة- لكييف ينبغي على أساسها -إحلال ا ...
- مصر.. الأرصاد تكشف حقيقة تعرض البلاد لموجة حر خلال أيام عيد ...
- مؤتمر سويسرا: تحقيق السلام في أوكرانيا يتطلب حوارا بين جميع ...
- انتقادات إسرائيلية وتفاصيل جديدة تتكشف بشأن عملية القسام برف ...
- بايدن يعود إلى الولايات المتحدة للتركيز على حملته بعد جولة د ...
- -فرقاطة إيرانية لم تستجب لنداء الاستغاثة-.. إخلاء طاقم سفينة ...
- عقبات أمام مقترح بايدن لوقف إطلاق النار في غزة
- انتقادات في صفوف ضباط الاحتياط بالجيش الإسرائيلي للقيادة


المزيد.....

- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - اتباع الطاغية لا دولة بنوا ولا حرية سمحوا