أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعدون محسن ضمد - تحالف محرج جداً














المزيد.....

تحالف محرج جداً


سعدون محسن ضمد

الحوار المتمدن-العدد: 3767 - 2012 / 6 / 23 - 13:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يندهش المراقب للصراع السياسي المحتدم في العراق لهول ما يراه من استخفاف السياسيين بمصالح الناس، بل وبعقولهم، وهم يفتعلون أزمات تكاد أن تذهب بكل المكاسب التي حصلنا عليها بعد المذابح والحروب والاضطرابات المخيفة، التي دفعناها ثمناً لهذه المكاسب.. وكان آخر ما اتحفنا به استخفاف هؤلاء السياسيين هو ما سمي بأزمة سحب الثقة، هذه الأزمة التي كشفت الكواليس المهلهلة لمشهدنا السياسي.
إذ من المدهش والمحير أن تتشكل جبهة تضم بعض أهم الكتل السياسية وتسعى بكل جهدها للإطاحة بالحكومة عبر استخدام منفذ سحب الثقة الدستوري، ومع ذلك، وبعد ان تستهلك ما يقرب من الشهر من وقتنا وجهدنا وتعرض مصالحنا لمخاطر جسيمة، يتبين لنا أن هذه الكتلة، (المحروسة)، لم تدرس خيارها بشكل جيد، بل هي لم تدرسه نهائياً، وإلا بماذا تفسر لنا، كيف أنها تجشمت عناء هذه المغامرة المحرجة، قبل أن تتأكد من موقف رئيس الجمهورية، مع أنه يمثل بالنسبة لها ورقة الجوكر التي راهنت عليها لكسب حربها الخاسرة بكل المقاييس؟!!
هناك خيبة أمل لدى أكثر المثقفين ممن كانوا يراهنون على قُدْرَةٍ، ولو أولية، لدى سياسيينا على استثمار آليات الديمقراطية بشكل ذكي لحماية القوة والسلطة في الدولة وعدم السماح لأي حزب أو شخص من الهيمنة عليها بشكل مطلق. لكن خابت الآمال، ويحق لها أن تخيب ما دامت تنعقد على سياسيين بمثل هذا المستوى المحرج.. ومحرج جداً لتحالف سحب الثقة أنه لم يقدم، قبل خوضه مغامرته الخاسرة، برنامجاً واضحاً يحدد فيه مواطن الخلل في أداء الحكومة، ويضع خططاً واضحة وعملية لتجاوزها. محرج جداً أنه لم يفعل ذلك، محرج لنا طبعاً وليس له، لأن عدم تقديم مثل هذا البرنامج يكشف لنا مدى استخفاف السياسيين بعقولنا.
محرج جداً لكتلة العراقية أنها لم تتأكد من توجهات نوابها، ممن كانت تعول عليهم في التصويت على سحب الثقة في البرلمان، ولم تأخذ منهم التعهدات الكافية، خاصَّة وأن أعضاءها مشهود لهم بالتقلب والميلان مع الريح حيثما مالت. محرج جداً لهذه الكتلة أن تفتعل في كل يوم أزمة مع أنها لم تربح ولا واحدة من هذه الأزمات الكثيرة، محرج لها مطالبتها رئيس الوزراء بأن تشاركه إدارة الملف الأمني قبل أن تنتهي التحقيقات الجارية مع أحد أكبر قادتها المتهمين بأكثر ملفات الإرهاب وحشية في العراق، خاصَّة وأن هذا القائد كان من ضمن مرشحيها لحقيبة وزارة الدفاع!!!
محرج جداً للتيار الصدري أن يلوّح بملف سوء الخدمات بوجه الحكومة، خلال حملة سحب الثقة، وهو يدير وزارة الإسكان ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية ووزارة الأشغال والبلديات ووزارة التخطيط.. محرج له أن يلوّح بملف الفساد ورئيس لجنة النزاهة في مجلس النواب من أعضائه وقد توعد حال تسلمه رئاسة اللجنة بخوض حرب كبيرة على الفساد والفاسدين، لكننا إلى الآن لم نشهد ولا وقع حافر واحد من حوافر خيول هذه الحرب الموعودة.
محرج جداً للتحالف الكردستاني أن يواجه رئيس الوزراء بتهمة الاستبداد والتفرد بالقرار، وحكومة أربيل في طريقها لأن تتحول إلى حكومة عائلة، محرج جداً لهذا التحالف أن يواجه الحكومة الاتحادية بملف الفساد مع أنه متهم بتهريب النفط ومن قبل قادة كبار من كتلة التغيير، الكردستانية، ممن أعلنوا مراراً أن هذا التهريب لا يحتاج لوثائق لأنه علني وسافر، وأنهم طالبوا الحكومة ومن داخل برلمان الإقليم بالكشف عن مصير أموال هذا النفط المهرب دون أن يتلقوا جواباً مقنعاً.
أخيراً محرج جداً لهذا التحالف، ولنا أيضاً، أنه يهدد الحكومة باستجوابها في البرلمان، إذ الجميع يعلم بأن مثل هذا الاستجواب من شأنه أن يفضح جرائم يحرص الجميع على التستر عليها، ثم من سيجرؤ على مواجهة المالكي في جلسة الاستجواب، والجميع يعلم بأنه يحتفظ لكل جبين بلطخة مناسبة وفاضحة؟



#سعدون_محسن_ضمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيدي البليد
- على من تضحكون!؟
- حرية التقييد
- جعجعة إيران
- ضوضاء
- عجيب؟!!
- كش ملك
- بارات أبي نؤاس
- مثقفون وفتّانون
- احتفال بالدم
- علامة استفهام
- إلى أن نعترف
- كراهيتنا سوداء
- وزارة حقوق الإنسان
- التيار الصدري
- سادتي الأفاضل
- ميدان ئازادي
- غناء في السياسة
- لحظة المصير
- سادة الشوارع


المزيد.....




- بعيدا عن الكاميرا.. بايدن يتحدث عن السعودية والدول العربية و ...
- دراسة تحذر من خطر صحي ينجم عن تناول الإيبوبروفين بكثرة
- منعطفٌ إلى الأبد
- خبير عسكري: لندن وواشنطن تجندان إرهاببين عبر قناة -صوت خراسا ...
- -متحرش بالنساء-.. شاهدات عيان يكشفن معلومات جديدة عن أحد إره ...
- تتشاركان برأسين وقلبين.. زواج أشهر توأم ملتصق في العالم (صور ...
- حريق ضخم يلتهم مبنى شاهقا في البرازيل (فيديو)
- الدفاعات الروسية تسقط 15 صاروخا أوكرانيا استهدفت بيلغورود
- اغتيال زعيم يكره القهوة برصاصة صدئة!
- زاخاروفا: صمت مجلس أوروبا على هجوم -كروكوس- الإرهابي وصمة عا ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعدون محسن ضمد - تحالف محرج جداً